من عادة الأتراك عند استقبالهم لشخصيات أجنبية أن يستعرضوا صورا عملاقة لأتاتورك.
بعض المراقبين الغربيين أطلقوا وصف personality cult على هوس الأتراك بصور أتاتورك، ولكنني أشك في صحة هذا الوصف.
اهتمام الأتراك الزائد بصور أتاتورك هو ليس عبادة لشخصية أتاتورك ولكنه في الحقيقة مظهر من مظاهر الفاشية التركية. الأتراك لا يهتمون بأتاتورك كشخص ولكن السبب الحقيقي لاهتمامهم به هو أنه يرمز للقومية التركية. صور أتاتورك هي مثل العلم التركي: هي رمز قومي أو وطني. هوس الأتراك بهذه الصور هو مثل هوسهم بعلمهم.
الملك السعودي الحالي يقلد الأتراك:
ليس من عادة آل سعود أن يتباهوا بصور أبيهم عبد العزيز. هذه بدعة من الملك الحالي. الملوك السابقون كانوا يعلقون صورهم الشخصية. الملك الحالي استبدل ذلك بتعليق صور عبد العزيز. هو على الأغلب أخذ هذه الفكرة من الأتراك.
الملك الحالي يشجع ما يسميه بالوطنية السعودية. في مقال سابق تحدثت عن ذلك وربطت بينه وبين الأزمة الاقتصادية في المملكة، ولكن هذا الملك له اهتمام كبير بتاريخ أبيه يعود إلى ما قبل توليه الحكم.
على كل حال، أنا أرى أن تعليق صور عبد العزيز هو أقل سوءا من تعليق صور الملك الحالي. عبد العزيز هو ميت والناس لا يذكرونه سوى كشخصية تاريخية (وبعضهم قد يراه كرمز)، وأما تعليق صور الملك الحالي فهو يستفز الناس لأن هذا الملك هو متسلط عليهم بالقوة وليس باختيارهم.