بشار وأردوغان حوّلا دمشق إلى قرية إيرانية صغيرة

في الماضي تحدثنا كثيرا عن الدمار الهائل الذي ألحقه بشار وأردوغان بمدينة حلب، وكيف أنهم مسحوا المدينة من الوجود.

أيضا الإعلام الدولي تحدث كثيرا عن كارثة حلب.

ولكن هناك كارثة أخرى لا يبدو أن الرأي العام يدرك أبعادها، ألا وهي الكارثة التي أحاقت بمدينة دمشق.

بشار الأسد وإيران أداروا (وما زالوا يديرون) حملة دعائية مكثفة للتغطية على حقيقة ما فعلوه بمدينة دمشق. هم أقنعوا الرأي العام الدولي والمحلي بأن مدينة دمشق ما زالت بخير وأنها ما زالت تحتفظ بوضعها السابق، ولكن الحقيقة هي أن الخسائر التي ألحقوها بدمشق لا تقل كثيرا عن الخسائر التي ألحقوها بحلب.

مدينة دمشق خسرت قسما كبيرا جدا من سكانها. دعاية بشار وإيران دأبت على الزعم بأن عدد سكان دمشق تضخم بسبب نزوح سكان حلب وغيرهم إلى دمشق، ولكن هذا الزعم هو مجرد خداع. اللاجئون والشحاذون الذين يأتون من مناطق أخرى إلى دمشق لا يمكن احتسابهم من ضمن سكان المدينة لأن هؤلاء ليسوا مستقرين في المدينة بشكل حقيقي. معظم هؤلاء سوف يرحلون قريبا عن دمشق وسوف ينتقلون إلى المناطق المحررة وإلى المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال.

بالنسبة للاقتصاد فالخسائر هي واضحة. خسائر دمشق لا تقتصر على ما حصل في دمشق ذاتها. دمشق كانت قبل الحرب تجني الكثير من الأموال والمكاسب من حلب وغيرها من المحافظات المحيطية. معظم هذه الأموال والمكاسب التي كانت تأتي من المحافظات المحيطية تبخرت، لأن بشار خسر السيطرة على معظم مساحة المحافظات المحيطية (عمليا هو احتفظ فقط بمدينتي حلب ودير الزور)، والمناطق التي احتفظ بها في تلك المحافظات هي عبارة عن أطلال شبه خالية من السكان (وهو حتى لن يستطيع أن يحتفظ بتلك الأطلال لوقت طويل).

بالنسبة للخسائر السياسية فحدث ولا حرج. مدينة دمشق تحولت في عهد حافظ الأسد إلى عاصمة لإمبراطورية والقوميون الدمشقيون كانوا يشبهون مكانتها في سورية بمكانة باريس في فرنسا، ولكن دمشق الآن لم تعد تسيطر عمليا سوى على بعض المناطق المحيطة بها، والفضل في تلك السيطرة لا يعود للحكومة المزعومة في دمشق وإنما لاحتلال خارجي اعتمد على التطهير السكاني وجرائم الحرب لفرض السيطرة.

الشيء الوحيد الذي احتفظت به مدينة دمشق حتى الآن هو آثارها القديمة. ولكن من دمر آثار حلب لن يتعفف عن تدمير آثار دمشق. نحن نخشى أن بشار لن يفارق الحياة قبل أن يمحو آثار دمشق كما محا آثار حلب وغيرها.

الدمار الذي ألحقه بشار بدمشق هو دمار من العيار العميق والاستراتيجي، ولكن بعض الناس لا يستوعبون حجم هذا الدمار بسبب تأثير دعاية بشار وإيران.

مدينة دمشق الآن هي عمليا أشبه بقرية صغيرة تابعة لإيران. هي مجرد مستعمرة إيرانية صغيرة. هذا هو الواقع الحقيقي لدمشق بعيدا عن الدعاية المضللة.

أنا شخصيا لا ألوم بشار على ما حصل في سورية بقدر ما ألوم أردوغان. أردوغان يتحمل القسط الأعظم من المسؤولية لأنه تحالف باكرا مع بشار واستكلب لمنع إسقاط بشار. لولا أردوغان لكان بشار ميتا الآن، أو لكان يقبع في زنزانة في مكان ما.

أردوغان ما زال حتى يومنا هذا يتآمر مع بشار ضد السوريين. آخر فصول التآمر هو ما رأيناه مؤخرا في الغوطة وعفرين. أردوغان سهل تطهير الغوطة من سكانها وتهجيرهم نحو إدلب في مقابل التسهيلات التي حصل عليها لاحتلال عفرين.

المفارقة هي أن أردوغان طرح نفسه على أساس أنه داعم للقومية الدمشقية ومناصر لسيادة دمشق الحديدية على سورية. أتباع أردوغان السوريون (ومعهم أمير قطر العميل) رفضوا العمل مع الأميركان ضد بشار بدعوى أن ذلك يضعف حكومة دمشق أو يؤدي حتى لتقسيم سورية. موقفهم كان أن أي تدخل أميركي في سورية يجب أن يحصل في دمشق حصرا. هم برروا هذا الموقف التعجيزي من منطلق القومية الدمشقية، ولكنهم الآن أسفروا عن وجههم الحقيقي وأظهروا لنا ما هي القيمة الحقيقية للقومية الدمشقية لديهم ولدى أسيادهم في أنقرة.

مفهوم القومية الدمشقية لدى هؤلاء هو تفريغ دمشق من سكانها ونقلهم بالباصات إلى محافظة إدلب. هذه هي القومية الدمشقية في مفهوم أردوغان والائتلاف وأمير قطر.

رأي واحد حول “بشار وأردوغان حوّلا دمشق إلى قرية إيرانية صغيرة

  1. يا هاني اتمنى لو ان تحليلاتك السياسية ترجع الى اسلوبها العقلاني في الطرح …….انا مثلك احمل في جوفي حقد وغل تجاه ذيل الكلب …ولكن الموضوعية مطلوبة والتحليل العقلاني مطلوب .. بعيدا عن الاراء الشخصية يجب ان تطرح المشكلة بشكل موضوعي
    انا لا اقصد هذا المقال بالتحديد ولكن نفسك الغاضب والحاقد على ذيل الكلب الذي دمر مدينتنا واضح جدا
    احببت كتاباتك قبل استخدامك لمصطلح ذيل الكلب

أضف تعليق