لا حل لقضية بشار الأسد قبل حل قضية الحوثيين

الأميركان نجحوا في تحرير شمال شرق وشرق سورية لأن الأكراد تعاونوا معهم.

العرب شاركوا أيضا في تحرير تلك المناطق، ولكن الفضل الأكبر في كل ما جرى كان للأكراد. ليس فقط الأكراد السوريين وإنما أيضا أكراد تركيا، أي حزب العمال الكردستاني.

لولا تعاون حزبي پيد وپكك مع الأميركان لكان مصير الحسكة والرقة كمصير حلب.

هذه مسألة مهمة يجهلها بعض الناس (أو بالأحرى: يتجاهلونها). هم يصورون ما جرى في الحسكة والرقة وكأنه عمل أميركي. الدور الأميركي في كل ما جرى كان مجرد دور داعم ومساعد. لولا أن الأكراد تولوا زمام المبادرة وقادوا الأمور بأنفسهم لما كانت أميركا تمكنت من فعل أي شيء.

ما فعله الأكراد هو الشيء الذي طالبنا ثوار حلب بأن يفعلوه، ولكنهم لم يفعلوه.

الأميركان والأكراد كانوا قادرين على تحرير حلب، وأنا راهنت على حصول ذلك، ولكن المفاجأة كانت أن أردوغان استخدم المعارضة العربية السنية ضد الأميركان والأكراد بهدف منع تحرير حلب، أي أن أردوغان عمليا حول هذه المعارضة إلى قوة للدفاع عن بشار.

طالما أن الحال كذلك فأميركا طبعا لا تستطيع أن تحرر حلب، ناهيك عن دمشق. أميركا لا تستطيع أن تحرر حلب أو دمشق دون تعاون المعارضة العربية السنية. الأميركان والأكراد لا يستطيعون أن يذهبوا لوحدهم إلى دمشق وأن يحلوا قضية بشار. حتى مشاركة عرب الحسكة والرقة لن تكون كافية إذا لم يكن هناك تعاون من العرب السنة في بقية المحافظات.

في هذا المقال لن نحلل موقف المعارضة العربية السنية ولن نحاول أن نفهم أسبابه، لأن هذه قضية غير مهمة ولا تغير شيئا. النتيجة هي واحدة مهما كانت أسباب موقفهم.

حل قضية بشار هو غير ممكن دون تعاون المعارضة العربية السنية مع الأميركان وقسد. المطلوب هو إبعاد المعارضة العربية السنية عن أردوغان وتوجيهها للعمل ضد بشار. أميركا لوحدها لا تستطيع أن تحقق ذلك (أميركا جربت كثيرا أن تتواصل مع العرب السنة وأن تقنعهم بالتعاون مع الأكراد ضد بشار، ولكن النتيجة كانت سلبية). الأمل الوحيد لإبعاد المعارضة العربية السنية عن أردوغان هو التدخل السعودي. إذا تدخل آل سعود في سورية بشكل جدي فهم يستطيعون أن يسحبوا المعارضة العربية السنية بعيدا عن أردوغان. نحن راهنا على حصول هذا التدخل السعودي وانتظرناه، ولكنه لم يحصل، ولا يبدو أنه سيحصل قبل انتهاء حرب اليمن.

آل سعود لا يريدون أن يكون هناك دعم روسي أو تركي للحوثيين، حتى ولو كان مجرد دعم إعلامي. لهذا السبب هم يتحاشون الصدام مع الروس والأتراك في سورية. هم لن يغيروا هذه السياسة طالما أن حرب اليمن مستمرة.

الخلاصة هي أنه لن يكون هناك حل لقضية بشار قبل انتهاء حرب اليمن.

3 آراء حول “لا حل لقضية بشار الأسد قبل حل قضية الحوثيين

  1. هههههههههه ومن وين بدهم يهجموا هالمعارضة؟
    لك هاني تتذكر لماكنت تقول أنو قواتنا ماحتقدر توصل على شرق سورية وتحررها؟
    وصلت وحررت الميادين والدير والبوكمال والدور جاية قريبآ على جماعتك أذناب أميركا وعملائها متل ماقال عنهم السيد الرئيس.,الرئيس الشرعي لسورية

    • عندما قلت ذلك الكلام لم أكن أعلم أن أردوغان سيعقد اتفاقات أستانة وسيوقف القتال ضد بشار في غرب سورية لكي يسمح له بالتفرغ لاحتلال الشرق.

  2. طيب ماشي،،بالنسبة للأكراد يابيرجعوا لتحت جناح الدولة الوطنية،يا أمريكا ماحتنفعهم
    وتسليم مناطقهم بحلب اكبر دليل انهم بلشو يفهمو انو أمريكا ماحتحارب دول المنطقة كرمالهم
    هي قلتلك بشان ماتجي بعد فترة وتقول ماكنت بعرف وماتوقعت 😊🤗

أضف تعليق