أردوغان يؤسس مشروعا جديدا في شمال غرب سورية بهدف التشويش على المشروع الأميركي؟

 

 

ما يسمى بـ”غصن الزيتون” في عفرين يختلف عن “درع الفرات” الذي حصل سابقا شمال حلب.

أنا لاحظت سابقا أن الأتراك تصرفوا على نحو جديد وغير مألوف في قضية العيس جنوب حلب. هم اصطدموا عسكريا مع بشار بشأن العيس، والمحصلة كانت إرغام بشار على وقف هجوم كان يخطط لشنه باتجاه محافظة إدلب انطلاقا من جنوب حلب. الجديد في تلك القصة هو أنها كانت المرة الأولى التي نرى فيها تركيا تعمل ضد بشار.

ما يحصل في عفرين هو أيضا شيء جديد. كنا نفترض أن الأتراك سوف يوقفون “غصن الزيتون” بمجرد أن يوافق الأكراد على احتلال بشار لعفرين، ولكن المفاجأة هي أن الأتراك قالوا كلاما يفهم منه أنهم لن يوقفوا غصن الزيتون حتى وإن احتل بشار عفرين (هم وضعوا شرطا تعجيزيا لوقف القتال وهو ألا يتعاون بشار مع الأكراد). الملفت هو أن بشار لم يرسل أصلا قواته إلى عفرين رغم أن الأكراد طلبوا منه ذلك. حسب ما قيل في الإعلام فإن القوات التي أرسلها بشار هي “قوات شعبية”، أي أن بشار لم يعلن أنه احتل عفرين بشكل رسمي، ما يدل على أن الروس منعوه من ذلك.

من الواضح أن هناك اتفاقا بين تركيا وروسيا يجيز لتركيا احتلال عفرين. هذا هو السبب الذي جعل الأتراك يصرون على احتلال عفرين رغم ما قيل عن إرسال بشار لقوات إلى هناك، وهذا هو السبب الذي جعل بشار يمتنع عن قبول الدعوة الكردية لاحتلال عفرين.

ولكن رغبة الأتراك في تطبيق هذا الاتفاق هي أمر لافت، لأن احتلال عفرين هو ليس سهلا. هذه منطقة جبلية وعرة وأغلب سكانها هم من الأكراد الرافضين للاحتلال التركي. احتلال هذه المنطقة سوف يكلف تركيا الكثير. إذا كان الأتراك جادين في فعل ذلك فهذا في رأيي هو دليل آخر على أنهم تخلوا عن الرهان على بشار. ليس من المعقول أنهم يدفعون هذه الكلفة الكبيرة لكي يسلموا المنطقة لبشار بعد ذلك.

من الواضح أن تركيا الآن تنفذ استراتيجية جديدة تختلف عن استراتيجيتها السابقة القائمة على تمكين بشار.

ما الذي حصل وأدى لتغير الاستراتيجية التركية؟

تخلي الأتراك عن استراتيجيتهم الداعمة لبشار هو ليس مفاجأة. في الماضي كتبنا مرارا أن رهان تركيا على بشار هو رهان خائب وخاسر وغير عقلاني، وقلنا أن أردوغان هو في سفينة غارقة.

ولكن ما الذي حصل وأقنع أردوغان بأنه كان في سفينة غارقة؟

هناك عدة متغيرات يمكن أنها أثرت في أردوغان.

أردوغان كان يراهن على أن أميركا سترحل عن سورية بعد انتهاء حرب داعش. أبواق أردوغان في أميركا وأوروبا روجت كثيرا لهذه الفكرة، ولكن الآن أدرك أردوغان أن تلك كانت أضغاث أحلام.

أيضا لا بد أن أردوغان أدرك أن مسار أستانة وسوتشي هو فاشل ولن يؤدي لشرعنة بشار.

عندما بدأت عملية عفرين حاول أردوغان استغلالها للضغط على الأميركان كما توقعنا، ولكن النتيجة كانت سلبية. الأميركان لم يتنازلوا عن أي شيء.

الضربات الإسرائيلية المتصاعدة لبشار هي أيضا أمر مهم. الضربة الإسرائيلية الأخيرة لبشار سببت أذى جسيما لخطة بوتن السورية.

كل ما سبق هي أمور مهمة لا بد أنها أصابت أردوغان باليأس ودفعته لتغيير استراتيجيته.

ولكن الأهم مما سبق في رأيي هو التغير في الموقف السعودي. أنا لاحظت مؤخرا أن الإعلام السعودي بدأ ينتقد السياسة التركية. على سبيل المثال، الإعلام السعودي لم يدعم عملية “غصن الزيتون” التركية في عفرين. هذا شيء جديد. الإعلام السعودي كان طوال الحرب السورية داعما لتركيا في كل ما فعلته لأجل بشار.

التغير في الموقف السعودي قد يكون أهم الأسباب التي دفعت أردوغان لليأس والتخلي عن حلفه مع بشار. إذا انقلبت السعودية على تركيا وتحالفت مع الأميركان في سورية فالمتوقع هو أن العرب السنة في سورية سوف ينضمون لهذا التحالف الأميركي-السعودي، والنتيجة سوف تكون وبالا على بشار وداعميه. لا بد أن أردوغان فهم ذلك واقتنع بأنه كان في سفينة غارقة.

ما الذي يريد أردوغان أن يفعله الآن؟

أظن أن أردوغان يحاول الآن أن يخلق مشروعا منافسا للمشروع الأميركي. هو على ما يبدو يريد أن يؤسس منطقة مستقلة عن بشار في شمال غرب سورية، وبعد ذلك سيحاول أن يسوق هذه المنطقة بوصفها بديلا للمشروع الذي ترعاه أميركا. هذا هو دافعه لاحتلال عفرين. احتلال عفرين سيمكنه من ربط مناطق درع الفرات مع محافظة إدلب، وبذلك سينشأ قوس خال من بشار الأسد يمتد من جرابلس إلى إدلب.

هذا المشروع الجديد يختلف جذريا عن الاستراتيجية التركية السابقة. تركيا كانت طوال سنوات الحرب السورية ترفض رعاية أية منطقة محررة وكانت تتآمر بهدف تمكين بشار من احتلال المناطق المحررة. ما يحصل الآن يدل على أن أردوغان اقتنع بفشله ويئس من رهانه الاستراتيجي على بشار.

نحن لا نرحب بما يفعله أردوغان الآن، ولكنه على كل حال تطور إيجابي. أن تعمل تركيا بشكل مستقل هو أفضل من أن تعمل مع بشار.

ما هو موقف الروس؟ هل هم يدعمون مخطط أردوغان الجديد؟ لو كان الروس يدعمون مخطط أردوغان فهذا سيكون دليلا على أنهم يريدون تطوير مشروعهم التقسيمي ونقله إلى مرحلة جديدة.

في الآونة الأخيرة اتهم الروس أميركا بأنها تقسم سورية، ولكن أميركا لا تعترف ببشار. تقسيم سورية يحصل عندما تعترف الدول بعدة كيانات سياسية منفصلة داخل سورية. الأميركان لا يعترفون بأية جهة في سورية سوى قسد، وقسد تطرح نفسها كمشروع لكل سورية. بالتالي لا يوجد أساس للزعم بأن أميركا تقسم سورية. الروس في المقابل يعترفون بعدة مناطق منفصلة داخل سورية. هم يعترفون بمناطق خاضعة لسلطة بشار وبمناطق أخرى خاضعة لسلطة تركيا. ما يفعله الروس هو التقسيم الحقيقي.

لا أظن أن نوايا الروس لتقسيم سورية تخفى على أحد، ولكن ما يفعله أردوغان يساعد الروس على تحقيق ما يريدونه. أردوغان يريد أن يمنع العرب السنة من التحالف مع أميركا، ودون قيام التحالف بين العرب السنة وأميركا فإن بشار سوف يظل في مأمن.

بالنسبة للقتال في عفرين فهو على ما يبدو قضية خاسرة للأكراد. لو كنت مكان الأكراد لكنت وافقت على تسليم عفرين لتركيا مقابل شروط. مثلا أنا كنت سأطلب عدم ملاحقة منتسبي YPG وعدم تهجيرهم من عفرين، وكنت سأطلب أن تكون أميركا الطرف الضامن لاتفاق التسليم، وأن يأتي مراقبون عسكريون أميركيون إلى عفرين لمراقبة تنفيذ الاتفاق. هذه ستكون اتفاقية استسلام، ولكن الاستسلام ليس عيبا إذا تبين لك أن المعركة خاسرة. ما هي الفائدة من المقاومة البطولية التي تنتهي بنكبة؟

رأيان حول “أردوغان يؤسس مشروعا جديدا في شمال غرب سورية بهدف التشويش على المشروع الأميركي؟

  1. ايها الصهيوني الحاقد، كفى كذبا وتزويرا للحقائق. انت انجس من اردوغان واكثر خطورة. يجب ان تجلب الى العدالة، وسوف تجلب، عاجلا او آجلا.

  2. لك هاني حتجلطني.,بقرا كتاباتك وبسكت ومابحب علق.,بس يارجل خفف هبلك وانفصالك عن الواقع شوي
    عن اي سنةة عمتحكي!!!؟؟؟ السنة اللي مامعهم محافظة واحدة من محافظات سورية 15 لك حتى ادلب عميتقاتلوا فيها ومو تابعة لجهة واحدة
    لك اذا الشقفة الصغيرة البقيانة بالغوطة (100كم) ولحتتحرر قريبا فيها جيش الاسلام والنصرة وفيلق الرحمن واذا منتركهم بعد سنتين بيخلصوا عبعض
    بدون مانتدخل.,كيف بدو يوصل جرابلس بجنوب عفرين وانت بنفسك عمتقول انو احتلال عفرين صعب جدآ!!
    حللت كتير من قبل بخصوص حلب واستحالة دخول الجيش لها وصار العكس.,حللت بخصوص تدمر وكمان طلع تحليلك غللط
    ادلب لتتحرر ولحيلحقها شرق سورية كاملآ

أضف تعليق