ترمب ومساعده كوهن كذبا بشأن معلومات ملف ستيل

الأسابيع الأخيرة شهدت تطورات دراماتيكية في تحقيق روبرت مولر المتعلق بدونالد ترمب.

بداية القصة التي أوصلت إلى هذا التحقيق كانت الملف المسمى ملف ستيل Steele dossier. هذا الملف أعده رجل مخابرات بريطاني سابق اسمه Christopher Steele بطلب من شركة اسمها Fusion GPS، التي هي شركة تقوم بأبحاث مدفوعة الأجر. الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون واللجنة الوطنية الديمقراطية (قيادة الحزب الديمقراطي) تعاقدوا مع هذه الشركة في عام 2016 لإجراء بحث حول دونالد ترمب، والنتيجة كانت الملف المسمى ملف ستيل.

حسب ملف ستيل فإن الحملة الانتخابية لدونالد ترمب نسقت وتواطأت مع الروس بهدف تهكير إيميلات اللجنة الوطنية الديمقراطية وتسريبها إلى موقع ويكي ليكس. الملف يقول أن مساعد ترمب Michael Cohen سافر إلى براغ في آب/أغسطس 2016 والتقى هناك مع مسؤولين في الكرملن ودفع أموالا للهاكرز. الملف أيضا يتهم Paul Manafort مدير الحملة الانتخابية لترمب و Carter Page الذي كان مستشارا لترمب بالتآمر مع الروس والعمالة لهم.

حسب الملف فإن روسيا سعت منذ ما لا يقل عن خمس سنوات للسيطرة على ترمب. الملف يذكر في هذا الصدد قصة غريبة نالت اهتماما إعلاميا كبيرا، ملخصها أن ترمب نام ليلة في الجناح الرئاسي في فندق Ritz-Carlton في موسكو في عام 2013، وأن المخابرات الروسية أرسلت عاهرات إلى غرفته وصورتهم وهم يقومون بعمل شاذ بطلب من ترمب (التبول على السرير الذي نام عليه أوباما)، وأن الروس يستخدمون هذا الشريط لابتزاز ترمب والتحكم به.

عندما نشرت محتويات هذا الملف في الإعلام في العام الماضي لم يتخيل أغلب الناس أنها صحيحة، ولكن تطورات الأسابيع الأخيرة تشير إلى أنها صحيحة.

بالنسبة لـ Paul Manafort فقد ثبت في نهاية العام الماضي أن هذا الرجل قبض 18 مليون دولار من حزب أوكراني موال لروسيا، وأما Carter Page فهو اعترف بأنه التقى مع مسؤولين روس رفيعين.

مساعد ترمب Michael Cohen نفى بقوة في العام الماضي أن يكون قد سافر إلى براغ كما ورد في الملف، وهذا النفي اعتبر في أوساط مؤيدي ترمب بمثابة نفي للملف بأكمله، ولكن المفاجأة هي أن مكتب المحقق مولر سرب مؤخرا إلى وسيلة إعلامية أميركية خبرا مفاده أن مولر لديه دليل يثبت أن Cohen سافر بالفعل إلى براغ في نفس الوقت الذي ذكره الملف.

سفر Cohen إلى براغ لا يعني بالضرورة أنه التقى هناك مع مسؤولين روس وتآمر معهم، ولكن نفي Cohen القوي لهذه السفرة يدل على أنها لم تكن سفرة شريفة.

المحققون داهموا مكتب Cohen وأخذوا كومبيوتره لأنهم يريدون فتح ملفات أخرى له بهدف الضغط عليه. هم يريدون أن يخيروه بين الاعتراف بحقيقة ما حصل في براغ وعلاقة ترمب بروسيا وبين إرساله إلى السجن لأسباب أخرى.

مذكرات جيمس كومي التي ظهرت مؤخرا بينت أن دونالد ترمب كان مهووسا بالقصة التي وردت في ملف ستيل حول الليلة التي أمضاها في فندق في موسكو وأنه أصر على نفيها على نحو غريب ومثير للشبهة. هو نفى حتى أن يكون قد أمضى ليلة في فندق في موسكو، ولكن الآن تبين أنه كذب حول هذه النقطة.

ترمب أمضى بالفعل ليلة في موسكو كما ورد في ملف ستيل، والروس عرضوا إرسال عاهرات إلى غرفته. عدة وسائل إعلام أميركية نشرت هذه المعلومة.

لم يثبت حتى الآن أن أي شيء في ملف ستيل هو ملفق، بل على العكس، معلومات الملف تكتسب المصداقية يوما بعد آخر.

CNN أشارت في الأسبوع الماضي إلى أن سيناتورات جمهوريين رفضوا إظهار الدعم لترشح ترمب مجددا للرئاسة في الدورة القادمة. هذا أمر غير طبيعي ويدل على هشاشة وضع ترمب.

أنا أعتقد أن السؤال المتعلق بترمب هو ليس إن كان سيترشح لدورة قادمة وإنما إن كان سيكمل دورته الحالية إلى آخرها. ما نراه يدل على أن ترمب قد لا يكمل العام الحالي رئيسا.

أضف تعليق