السعودية والإمارات تتحدان عاطفيا وتتجاهلان الوحدة الاقتصادية

بعد التحرك البطولي لأربع دول عربية ضد أمير قطر الشيطان حمد بن خليفة برز نوع من التضامن العاطفي بين المملكة السعودية ودولة الإمارات.

هذا الأمير السعودي يقول اليوم أن “السعودية والإمارات دولة واحدة”.

الملفت (أو ربما غير الملفت) هو أن هذا التضامن لم يتخط الإطار العاطفي ولم يمتد إلى المجال الاقتصادي. مشاريع الوحدة الاقتصادية بين السعودية والإمارات ما زالت متوقفة. التنافس الاقتصادي الهدام بين السعودية والإمارات ما زال مستمرا.

هم ربما يتلطون خلف “المنظومة الخليجية” ويصرون على أن الوحدة الاقتصادية يجب أن تحصل عبر مجلس التعاون الخليجي. في السابق وضحت رأيي في مثل هذه المنظمات العربية الوحدوية وقلت أن الوحدة العربية لا يمكن أبدا أن تتحقق من خلالها (إلا ربما بعد قرن أو قرنين من الزمن عندما يتطور العرب ويصيرون قادرين على العمل الجماعي). من هو جاد في تحقيق إنجازات على صعيد الوحدة العربية يجب أن يركز على الاتفاقات الثنائية، وأما الاتفاقات التي يدخل فيها عدد كبير من الدول فهي في الغالب ليست شيئا جديا.

سوف أضرب مثالا على العبث الاقتصادي الذي تمارسه كل من السعودية والإمارات. حسب ما قرأنا فإن السعودية تنفذ مشروعا لتصنيع طائرات أوكرانية على أراضيها، والإمارات تنفذ مشروعا مستقلا لتصنيع طائرات روسية على أراضيها. أليس هذا أمرا مثيرا للعجب؟ هم عاجزون عن التعاون حتى في مثل هذه المشاريع الكبيرة ذات المخاطرة العالية.

طائرة الكونكورد كانت مشروعا مشتركا بين بريطانيا وفرنسا. لماذا تعجز السعودية والإمارات عن التعاون بهذه الطريقة؟

الطائرات التي تصنع في السعودية لن تباع على الأغلب سوى في السعودية، والطائرات التي تصنع في الإمارات لن تباع على الأغلب سوى في الإمارات. تسويق هذه الطائرات سوف يكون أمرا صعبا خارج حدود هاتين الدولتين، وهذا يعني أن الأرباح لن تكون كبيرة. دمج المشروعين السعودي والإماراتي كان من شأنه تقليل كلفة الاستثمار على كل من الدولتين وكان من شأنه زيادة أرباح المشروع (لأن الطائرة كانت ستباع في كل من السوقين السعودي والإماراتي) وبالتالي زيادة احتمالات نجاح المشروع.

أساس المشكلة هو أن هاتين الدولتين ليستا محكومتين بمؤسسات وإنما بأشخاص مهووسين بأنفسهم وبعظمتهم ولا يستطيعون التنازل لأشخاص آخرين. الكبرياء الشخصي هو مقدم على مصلحة البلد.

أضف تعليق