ترمب هو بطة عرجاء في القضية السورية ولن يستطيع أن يقدم لبوتن ما يريده

في أميركا الآن توجد ردود أفعال قوية ضد المؤتمر الصحفي الذي عقده ترمب مع بوتن في هلسنكي.

أداء ترمب في هذا المؤتمر كان تعيسا. هو انحاز للروس مجددا في قضية التدخل في الانتخابات الأميركية وبذلك أظهر نفسه مجددا وكأنه عميل روسي.

قناة CNN قالت أن الروس يحتفلون الآن بما حصل بين بوتن وترمب. أنا أشك في صحة ذلك. أنا أظن أن بوتن سيصاب بخيبة كبيرة عندما يرى ردود الأفعال في أميركا.

ترمب لا يستطيع أن يعقد صفقة مع روسيا حول سورية في ظل المناخ الحالي في أميركا. الروس أرادوا أن يتغلبوا على ذلك عبر اتباع مقاربة متدرجة. هم أشاعوا بالأمس أن لقاء اليوم لن يتضمن أية صفقات وأنه مجرد بداية. الهدف من لقاء اليوم بالنسبة لهم كان التمهيد وتهيئة الرأي العام الأميركي لقبول الصفقة. ولكن يبدو أن هذا التمهيد فشل، لأن ما حصل في أميركا اليوم هو أن مناخ الارتياب اشتد عما كان سابقا. بعض وسائل الإعلام في أميركا تتهم ترمب بالخيانة.

الواقع هو أن ترمب هو عاجز عن عقد صفقة مع الروس. حتى الانسحاب الأميركي من سورية هو أمر بعيد المنال وترمب لن يستطيع أن يحققه. ترمب عجز حتى عن جعل إدارته تتبنى فكرة الانسحاب من سورية. جون بولتون صرح بالأمس في مقابلة تلفزيونية أن القوات الأميركية هي باقية في سورية ما بقيت إيران في سورية، وقبل ذلك كانت هناك عدة تصريحات من وزارة الدفاع الأميركية ربطت بين الانسحاب العسكري من سورية وبين الحل السياسي في سورية. لا أحد في أميركا يتحدث عن الانسحاب من سورية. المقال الذي نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” قبل أيام لإبراهيم حميدي وورد فيه أن أميركا تستعد للانسحاب من سورية هو مجرد أحلام تركية (هو في الحقيقة ليس مجرد أحلام ولكنه جهد مخابراتي تركي يهدف لبث حالة من الشك في نفوس السوريين بهدف دفعهم إلى حضن بشار. المستهدف أساسا هو الأكراد السوريين. المخابرات التركية تريد من بث تلك الإشاعات أن تدفع الأكراد إلى حضن بشار بهدف تخريب العلاقة بينهم وبين الأميركان، والأهم من ذلك هو منع احتمال قيام تحالف مستقبلي بينهم وبين السعودية).

ما يحصل الآن في أميركا يدل على أن الصفقة بين ترمب والروس هي بعيدة المنال، وأيضا الانسحاب الأميركي من سورية هو بعيد المنال. من المحتمل أن ترمب لن يتمكن أبدا من عقد أي اتفاق مع الروس حول سورية إلى أن يخرج من البيت الأبيض.

ترمب لا يستطيع أن يقدم شيئا للروس دون تعاون الكونغرس. الكونغرس سيتبدل بعد الانتخابات النصفية في نهاية العام الحالي. إذا جاء كونغرس جديد ذو غالبية ديمقراطية فهذا سيعني استحالة عقد اتفاق بين أميركا وروسيا في ظل ترمب. إذا ظل الكونغرس ذا غالبية جمهورية فالاتفاق سيظل صعبا وبعيد المنال، لأن هذه القضية هي أكبر من أن تكون قضية حزبية.

ما يصعب مهمة ترمب هو استمرار تحقيق مولر. هو يحاول جاهدا أن يتخلص من التحقيق ولكن المؤشرات تدل على أن هذا التحقيق لن ينتهي قريبا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s