لا أظن أن أحدا من الثوار في شمال سورية ما زال يجهل مخططات أردوغان وحلفائه الروس والإيرانيين.
أردوغان وحلفاؤه فرضوا “هدنة” خففت الضغط عن الشبيحة وسمحت لهم بالذهاب نحو البادية لكي يقاتلوا التحالف الدولي، وعندما نقول “التحالف الدولي” فنحن لا نقصد قسد فحسب ولكننا نقصد أيضا الفصائل الناشطة في الجنوب والتي هي محسوبة على “الجيش الحر”.
لكي تكتمل الخطة فإن المطلوب الآن هو إشعال حرب أهلية جديدة بين ثوار إدلب لكي يقتلوا بعضهم بدلا من أن يقاتلوا قوات الاحتلال.
هل هناك بين الثوار من لا زال يجهل ما يجري؟ لا أظن ذلك. هم باتوا يفهمون كل شيء.
هم يعلمون أن أردوغان يمنعهم من مقاتلة بشار الأسد ويريد منهم بدلا من ذلك أن يقاتلوا بعضهم. الهدف من ذلك هو إضعاف المقاومة لبشار الأسد، لأن خطة أردوغان الأكيدة والواضحة والجلية هي شرعنة بشار الأسد.
مصير أردوغان في سورية هو مرتبط بمصير بشار الأسد. إذا سقط بشار الأسد فسوف تسقط شرعية الاحتلال التركي.
ما هو مبرر استمرار الاحتلال التركي؟ هذا الاحتلال لا يحظى بغطاء أميركي ولكنه يحظى بغطاء من الروس والإيرانيين. هؤلاء يبررون الاحتلال التركي بالاستناد إلى ما يسمونه بشرعية بشار الأسد.
إذا سقط بشار الأسد فسوف يسقط الاحتلال التركي. هذه هي المعادلة ببساطة. لهذا السبب يستكلب أردوغان ويفعل كل ما في وسعه لتعويم بشار الأسد.
نقول لثوار إدلب: لا تقتلوا بعضكم لأجل إبقاء الاحتلال التركي.
أنا ألوم الأميركان لأنهم لا يبذلون جهودا كافية لسحب هؤلاء الثوار بعيدا عن قبضة أردوغان. يجب على أميركا أن تبذل جهودا أكبر بهدف إخراج الثوار من شمال سورية وأخذهم إلى المناطق المحررة في الجنوب والشرق.
هؤلاء الثوار هم قوة بشرية يجب أن نستفيد منها لتحرير سورية. الروس والإيرانيون كدسوا الثوار في قبضة أردوغان لكي يتخلصوا منهم.
كل ثائر يحترم نفسه يجب أن يهاجر من شمال سورية نحو الجنوب أو نحو الشرق. الثورة ماتت تماما في شمال سورية ولم يعد هناك أمل في إحيائها هناك. البقاء في شمال سورية هو مجرد خدمة مجانية لقوى الاحتلال.
في النهاية سوف يعود كل إنسان إلى موطنه وبلدته، ولكن في الوقت الحالي لا بد من تجميع الثوار في المناطق المحررة لكي تقوم أميركا بتدريبهم وتسليحهم.