ثوار الائتلاف في حلب… من عبودية أردوغان إلى عبودية بشار الأسد مجددا

نظرت اليوم في صفحة تابعة لثوار الائتلاف في مدينة حلب لكي أرى ما يقولونه.

من الواضح أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة من أردوغان، ولكن المفارقة هي أن خيبتهم من أردوغان تدفعهم لمداهنة بشار الأسد والحنين إلى حضنه.

هذا الموقف لا يفاجئني، بل أنا توقعته في هذه المدونة منذ بداية الثورة. أنا كتبت أن هؤلاء الغوغاء سيدمرون مدينة حلب ثم في النهاية سيعودون إلى حضن بشار الأسد وسيتحولون إلى شبيحة له، تماما كما فعل جدهم إبراهيم هنانو الذي أضاع نصف ولاية حلب ومنحه لتركيا ثم أضاع النصف الآخر وألحقه بالدويلة الانفصالية في دمشق.

مشكلة هؤلاء هي أنهم لا يبنون مواقفهم على أساس تفكير عقلاني. سلوكهم هو سلوك بسيكولوجي محض. هم يتحركون وفق العاطفة دون العقل، تماما كالدواب. هم تربوا طوال حياتهم على الذل والعبودية واعتادوا على هذا النمط الخسيس من العيش بحيث أنهم لا يتقبلون فكرة العيش كبشر أحرار. هم عاشوا كعبيد لحافظ الأسد ثم بشار الأسد، ثم بسبب فورة طائفية انتقلوا إلى عبودية أردوغان، وبعدما خاب أملهم من أردوغان هم الآن يحنون إلى عبودية سيدهم القديم بشار الأسد.

فكرة التحرر وامتلاك القرار الذاتي هي غير واردة لديهم. من العبث إقناعهم بها. هي مثل محاولة إقناع نعجة بأن تمتلك قرارا ذاتيا وأن تكون سيدة نفسها.

هم يكرهون قسد لأنها سيدة نفسها وليس لها سيد. قسد هي ليست تابعة لأردوغان ولا لبشار الأسد، أي أن حالها هو نقيض حالهم الخسيسة، وربما لهذا السبب هم يمقتونها. هم يمقتونها لأنها تذكرهم بخسة حالهم وبذلتهم التي لا يملكون طريقا إلى الخروج منها.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s