الروس والأتراك سيحاولون جر ترمب إلى صفقة “المنطقة الآمنة” التركية في شمال محافظة حلب بهدف إفشال الحرب على داعش

هناك اليوم حديث عن أن ترمب سيأمر وزراتي الدفاع والخارجية بتأسيس مناطق آمنة للسوريين في سورية ودول مجاورة.

ليس من الوارد أن يؤسس الأميركان أية مناطق آمنة داخل سورية إلا بتنسيق مع روسيا، لأن عدم التنسيق مع روسيا يبقي المجال مفتوحا أمام حدوث صدام بين الطيران الأميركي والروسي في سورية.

التنسيق الأميركي مع روسيا في سورية هو ليس أمرا جديدا. الأميركان ينسقون عسكريا مع روسيا منذ بداية تدخلهم العسكري في سورية ضد داعش. أوباما نجح طوال ولايته في تجنب أية اتصالات مباشرة أو علنية مع بشار الأسد واكتفى بالتنسيق مع الروس. ترمب الآن يمكنه أن يتبع نفس الأسلوب لتأسيس المناطق الآمنة: هو يستطيع أن ينسق مع الروس دون التنسيق مع الأسد.

المشكلة هي أن ترمب قال في حملته الانتخابية أنه لا يرى مانعا في التعاون مع بشار الأسد، والأحداث بينت أن ترمب يرغب في تنفيذ وعوده الانتخابية.

لو طلب ترمب من الروس أن يساعدوه في تأسيس منطقة آمنة في سورية فهم على الأغلب سيحيلونه إلى المنطقة التي احتلتها تركيا في شمال محافظة حلب. الروس سيقولون لترمب: تركيا أسست بالفعل منطقة آمنة شمال حلب وهذه المنطقة تحظى بقبول ضمني من إيران وبشار الأسد، بالتالي هذه المنطقة هي أفضل مكان يمكن أن تؤسس فيه منطقة آمنة.

طبعا هذا الكلام الروسي سيكون مجرد مكيدة على غرار مكيدة مؤتمر أستانا. إذا ذهب ترمب إلى منطقة الاحتلال التركي وحولها إلى منطقة آمنة فهذا سيعني عمليا أن أميركا دخلت في التفاهمات التركية-الإيرانية-الروسية التي أدت لتأسيس تلك المنطقة. الروس سيقولون بعد ذلك أن أميركا انضمت إلى تفاهماتنا وصارت تعمل معنا. بعد ذلك سوف يطلب الروس من أميركا أن يكون هناك تنسيق بشأن العمليات الجارية في شرق سورية، والنتيجة النهائية ستكون انهيار الإنجازات التي حققها التحالف الدولي في سورية وعودة الحرب على داعش إلى نقطة الصفر.

الهدف الرئيسي للروس والأتراك والإيرانيين هو إفشال الحرب على داعش. كل ما يفعلونه ويقولونه هو مجرد حيل تهدف للوصول إلى تلك النتيجة. إذا حاول ترمب أن يتعاون مع بشار الأسد كما قال في حملته الانتخابية فسوف يستغل داعمو بشار الأسد ذلك لإفشال الحرب على داعش.

أميركا بذلت الكثير من الجهود والأموال في الحرب ضد داعش. قوات التحالف الدولي تقترب الآن من تحرير الرقة. لماذا ستقوم أميركا بنقض كل ما تحقق والعودة إلى نقطة الصفر؟

البنتاغون لن يقبل بعودة الحرب على داعش إلى نقطة الصفر. المتوقع هو أن البنتاغون سيشرح لترمب الوضع في سورية وسيوضح له أن التعاون مع الروس والأتراك وبشار الأسد هو ليس فكرة جيدة لأنه سيعني انهيار كل الإنجازات التي حققها التحالف الدولي.

أفضل ما يمكن لأميركا أن تفعله هو أن تتابع نفس المسار الذي كانت تسير فيه، لأنه مسار ناجح، ولكونه ناجحا هو يدفع داعمي الأسد إلى التآمر ونصب الأفخاخ.

إذا كان ترمب يريد تصعيد الحرب على داعش فهو يستطيع أن يتعاون مع الدول العربية لتحرير دير الزور. بالنسبة للمناطق الآمنة فهي يجب أن تكون في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي (وربما أيضا في مناطق ثوار الموك إذا كانت هناك إمكانية لذلك)، وأما الذهاب إلى حضن الأسد وتأسيس مناطق آمنة هناك فهذا سيكون عملا أخرقا لأنه سيؤدي إلى هدم كل ما تحقق في سورية.

4 آراء حول “الروس والأتراك سيحاولون جر ترمب إلى صفقة “المنطقة الآمنة” التركية في شمال محافظة حلب بهدف إفشال الحرب على داعش

  1. يا ذيل الخنزير، ايها الساقط………..متى ستعقل! مجنون يسقط حجر في بأر، ميت عاقل حتى يخرجوه!! انا متيقن انك لن تعقل ابد، فأنت تافة بالفطرة وسخيف بالسلوك.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s