مجلس النواب الأميركي أقر قانونا يجيز للرئيس الأميركي تزويد المتمردين السوريين بأسلحة مضادة للطائرات

مجلس النواب الأميركي أقر بالأمس قانونا يجيز للرئيس الأميركي تزويد متمردين سوريين بأسلحة مضادة للطائرات وفق آلية معينة.

دونالد ترمب قال أنه لن يسلح المتمردين السوريين، ولكنه يحيط نفسه بمستشارين ووزارء متشددين يؤيدون مواجهة إيران في سورية وغيرها. جون ماكين يتوقع أن ترمب سوف يستمع لكلام مستشاريه ووزرائه وسوف يزود المتمردين السوريين بأسلحة مضادة للطائرات.

ولكن السؤال هو: أين سوف تستخدم الأسلحة المضادة للطائرات؟

كاتب المقال تحدث إلى أحد معارضي الائتلاف حول الموضوع (“مستشار سياسي للهيئة العليا المفاوضات”)، وذلك الفهلوي قال للكاتب أن الأسلحة المضادة للطائرات يمكن أن تستخدم في إدلب!

الناس يتساءلون: لماذا هزمت معارضة الائتلاف؟ الجواب: معارضة الائتلاف هزمت بسبب أمثال هذا الأحمق الذي تحدث إليه كاتب المقال. هو يقول أنه يريد إيصال أسلحة مضادة للطائرات إلى محافظة إدلب. هكذا بهذه البساطة.

في أميركا توجد مقاومة شعبية شديدة لتسليح المتمردين السوريين، وأنا أتفهم أسباب هذه المقاومة. عندما يقترح معارض سوري “معتدل” على الأميركان تسليم أسلحة مضادة للطائرات لتظيم القاعدة فكيف تتوقعون من الجمهور الأميركي أن يثق بهذا المعارض وأمثاله؟

أنا معارض بشدة لذيل الكلب ولكنني رغم ذلك لا أثق مطلقا بمعارضة الائتلاف ولا أؤيد تسليمها أسلحة مضادة للطائرات. هاكم المستشار السياسي لمعارضة الائتلاف يقترح تسليم هذه الأسلحة إلى المتطرفين في محافظة إدلب. لو حصل هذا الأمر فسوف تكون تبعاته وخيمة جدا على جهود إسقاط ذيل الكلب.

معارضو الائتلاف السفلة حصلوا في الماضي على أسلحة أميركية وسلموها بعد ذلك لتنظيم القاعدة. هذا السيناريو حصل مرارا، وهو السبب الرئيسي الذي جعل الأميركان يوقفون تسليح معارضة الائتلاف. كلام المستشار الذي تحدث إليه كاتب المقال يدل على أن معارضة الائتلاف تنوي تكرار نفس السيناريو مع الأسلحة المضادة للطائرات. لو حصلت معارضة الائتلاف على أسلحة مضادة للطائرات فسوف تأخذها إلى إدلب وسوف تسلمها لجبهة فتح الشام وأحرار الشام ونحو ذلك من الجماعات المعتدلة في نظر معارضة الائتلاف، ونتيجة هذا الفعل سوف تكون كارثة تدمر جهود إسقاط ذيل الكلب.

تسليم أسلحة مضادة للطائرات لمعارضة الائتلاف هو فكرة سيئة جدا. لا أحد سيستفيد من ذلك سوى ذيل الكلب وداعميه.

قسد لا تحتاج أسلحة مضادة للطائرات لأنها تملك غطاء جويا من الطيران الأميركي. بالنسبة للمنطقة التي احتلتها تركيا شمال حلب فحماية هذه المنطقة يمكن أن تحصل بالطيران. من الممكن لترمب أن يقرر ببساطة توفير غطاء جوي لهذه المنطقة. لا توجد حاجة لاستخدام مضادات طائرات هناك.

نفس الأمر ينطبق أيضا على المنطقة المحررة الصغيرة في محافظة درعا. حماية تلك المنطقة هي أسلم عبر فرض حظر جوي بدلا من إرسال أسلحة مضادة للطائرات.

لا أدري من هي الجهة التي سوف تستفيد في الواقع من مضادات الطائرات. من الممكن مثلا تزويد الثوار التابعين لغرفة الموك بهذه الأسلحة، ولكن حتى هذا السيناريو هو خطير لأن المنطقة المحررة في درعا تحوي متطرفين وفيها فرع لداعش. إذا وصل صاروخ واحد مضاد للطائرات إلى داعش أو المتطرفين فسوف يكون ذلك كارثة كبيرة.

أنا لا أعرف ما هو السيناريو المفيد لاستخدام الأسلحة المضادة للطائرات في سورية، ولكنني أتصور أن أسلم سيناريو قد يكون تسليم هذه الأسلحة للمرتزقة الذين يحاربون مع الجيش التركي في الشمال. هؤلاء المرتزقة يتلقون أوامر مباشرة من ضباط أتراك وهم أشبه بميليشيا غير نظامية تابعة للجيش التركي. إذا اشتبك هؤلاء مع قوات ذيل الكلب أو غيرها فسوف يكون رؤساؤهم الأتراك واقفين خلفهم وسوف يراقبون كل تحركاتهم.

نفس السيناريو يمكن أن يحصل في الجنوب إذا تدخل الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر في المعارك على غرار الوضع الموجود في الشمال، بمعنى أن يشرف ضباط إسرائيليون بشكل مباشر على سير المعارك.

هذا في رأيي هو السيناريو الواقعي الوحيد لاستخدام الأسلحة المضادة للطائرات في سورية، وأما إعطاء هذه الأسلحة لمتمردي الائتلاف وتركها معهم دون رقابة أو إشراف أو سلسلة قيادة فسوف يؤدي إلى كارثة كبيرة تصب في مصلحة ذيل الكلب وداعميه.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s