تدمير حلب الجاري حاليا لن يغير شيئا لأن المدينة كانت مدمرة أصلا

تسليط الضوء على قضية حلب كان أمرا مهما لمنع ذيل الكلب وداعميه من استكمال تدمير المدينة.

ولكن يبدو أن ذيل الكلب سوف يتمكن من تدمير المدينة رغم كل شيء.

لا توجد فائدة من التهويل الإعلامي الزائد حول ما يجري في حلب، ولا توجد فائدة من وصف ما يجري بأنه “معركة فاصلة” ونحو ذلك من المبالغات غير الواقعية.

صحيح أن تدمير حلب هو كارثة كبرى، ولكن الكارثة كانت حاصلة قبل التصعيد الأخير. ذيل الكلب يقصف مدينة حلب بلا توقف منذ عام 2012، وهو قطع الكهرباء والماء والمحروقات والاتصالات عن المدينة منذ ذلك الوقت. معظم سكان المدينة هجروها قبل التصعيد الحالي (أنا لا أصدق الأرقام التي يتداولها الإعلام الغربي حول عدد سكان مدينة حلب حاليا، لأنها أرقام غير منطقية).

ما يفعله ذيل الكلب وداعموه في حلب حاليا هو إلى حد كبير مجرد نصر دعائي. هم يدمرون مدينة كانت مدمرة أصلا، ويهجرون شعبا كان مهجرا أصلا.

في الماضي أنا طالبت مقاتلي الائتلاف بالانسحاب من مدينة حلب وكتبت أن تمسكهم بالبقاء في المدينة هو خطأ يصب في مصلحة ذيل الكلب. أنا ما زلت عند ذلك الرأي. خروج مقاتلي الائتلاف من مدينة حلب لا يصب في مصلحة ذيل الكلب وإنما العكس.

مقاتلو الائتلاف هم موجودون في مدينة حلب منذ عام 2012. ما الذي حققوه في المدينة؟ هم لم يحققوا شيئا سوى أنهم أعطوا الذريعة لذيل الكلب وإيران لتدمير المدينة. أصلا ذيل الكلب هو الذي أدخل مقاتلي الائتلاف إلى حلب لكي يبرر ما فعله فيها بعد ذلك.

مقاتلو الائتلاف ليست لديهم إمكانات للسيطرة على مدينة حلب وحمايتها وإدارتها. وجودهم في المدينة هو خطأ من الأساس.

بالنسبة لقصة “العاصمة الاقتصادية” ونحو ذلك من الخزعبلات فنحن شرحنا مرارا من قبل أنها غير صحيحة. حلب كانت عاصمة سورية قبل تأسيس الدويلة الدمشقية الانفصالية، ولكن منذ تأسيس الدويلة الانفصالية لم تعد حلب مدينة مهمة. مدينة حلب تحظى فقط بأهمية رمزية نظرا لتاريخها، ولكنها في الواقع أقل أهمية من مدن كدرعا ودوما وطرطوس.

ذيل الكلب وداعموه يحاولون تصوير ما يجري الآن في حلب وكأنه “المعركة الفاصلة” التي ستغير كل شيء، ولكن الحقيقة هي أن ما يفعلونه هناك لن يغير شيئا سوى تعميق مستنقعهم. هم أضافوا جريمة جديدة إلى سجلهم. هذا هو كل ما حققوه.

أضف تعليق