فوز ترمب لا يصب في مصلحة ذيل الكلب

هناك وهم لدى ذيل الكلب وداعميه بأن فوز دونالد ترمب يصب في مصلحتهم.

سبب هذا الوهم هو أن دونالد ترمب امتدح ذيل الكلب في بعض خطاباته الانتخابية.

هناك أمر مهم يجب توضيحه، دونالد ترمب هو ليس بالعنصرية التي ظهر بها خلال الحملة الانتخابية. أنا أشرت سابقا إلى أن وسائل الإعلام الأميركية أظهرت ترمب بصورة أسوأ من حقيقته. ترمب هو مجرد رجل أميركي عادي. هو ليس سياسيا محنكا وهو يتكلم وفق سجية رجل الشارع، ولهذا هو ارتكب الكثير من الأخطاء في كلامه، ولكن تلك الأخطاء هي ليست نابعة من إديولوجيا شريرة. دونالد ترمب هو ليس رجلا محافظا أو متزمتا دينيا. هو رجل أعمال من مدينة نيويورك، التي هي مدينة لا علاقة لها بالتزمت الديني.

إحصاءات الانتخابات أظهرت أن ثلث الناخبين الهسبانيين صوتوا لترمب بالأمس، مع العلم أن الهسبانيين هم من أهم الفئات التي استهدفها ترمب في حملته الانتخابية. أيضا كثير من النساء صوتن لترمب رغم ما قيل عن عداوته للنساء. قبل الانتخابات سمعت أن بعض العرب في أميركا ينوون التصويت لترمب.

الهسبانيون والعرب الذين صوتوا لترمب هم ليسوا بالضرورة عنصريين، وأيضا النساء اللواتي صوتن له هن لسن بالضرورة كارهات للنساء. كثير من هؤلاء الناس لا يصدقون أن ترمب هو بالفعل عنصري وكاره للنساء.

عنصرية ترمب التي ظهرت خلال حملته الانتخابية كانت إلى حد كبير متصنعة والهدف منها هو كسب الشعبية. نحن لاحظنا أن ترمب خفف كثيرا مواقفه المعادية للمسلمين قبل حتى أن تنتهي الانتخابات. في بداية حملته الانتخابية هو قال أنه ينوي حظر دخول المسلمين إلى أميركا، ولكنه بعد ذلك صار يقول (ما معناه) أنه سيستهدف السوريين فقط وليس المسلمين بشكل عام. هو صار في الفترة الأخيرة يركز على “الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين” بدلا من المسلمين.

هو أيضا خفف موقفه بشأن جدار المكسيك. في بداية حملته كان يقول أن المكسيك ستدفع كلفة الجدار، ثم بعد ذلك صار يقول أن أميركا ستدفع الكلفة ولكن المكسيك ستعوضها.

ترمب هو ليس صاحب مبادئ أو إديولوجيا. هو مجرد رجل أعمال. هو مستعد للبيع والشراء في السياسة. هو لا يخفي ذلك بل يقوله علنا.

موقف ترمب المؤيد لذيل الكلب يجب أن يفهم في سياق مواقفه العنصرية المعادية للمسلمين. ذلك الموقف هو ليس موقفا جديا ولكنه مجرد موقف شعبوي قابل للبيع والشراء. أنا أذكر أن ترمب قال أكثر من مرة أنه لا يمانع تأسيس مناطق آمنة في سورية بشرط أن تدفع دول أخرى كلفة ذلك. ترمب هو ليس ملتزما بأية مواقف أو سياسة معينة في سورية. هو منفتح على كل شيء ومستعد لعمل أي شيء يرى أنه في مصلحة أميركا. خلال الأسابيع الأخيرة لحملته الانتخابية هو كان يحاول أن يميز نفسه عن كلينتون ولذلك هو ظهر وكأنه ميال إلى ذيل الكلب، ولكن ذلك المظهر كان خادعا.

ترمب بالمناسبة لديه موقف متشدد جدا ضد إيران وموقف داعم جدا لإسرائيل. هذا بحد ذاته يدل على أن موقفه الداعم لذيل الكلب هو موقف سطحي شعبوي. كيف تكون معاديا لإيران ومؤيدا لذيل الكلب؟ هذا لا يمكن أن يستقيم.

خلال الفترة القادمة سوف يرسم ترمب سياسته الخارجية. أنا واثق من أن سياسته لن تسر ذيل الكلب وداعميه، بل من الوارد أن تلك السياسة ستكون وبالا عليهم أكثر من سياسة هيلاري كلينتون، لأن ترمب هو منفتح على كل شيء وهو لا يملك أية تحفظات إديولوجية. هو ظهر خلال الحملة الانتخابية كانعزالي، ولكن ذلك كان مجرد موقف شعبوي. عندما يأتي وقت الصفقات فأنا أظن أن ترمب سوف يبيع ويشتري وسوف يعقد صفقات مع دول الخليج لن تسر ذيل الكلب وداعميه.

السياسة الخارجية الأميركية لن تتغير كثيرا في ولاية ترمب لأن السياسة الخارجية الأميركية هي دائما مبنية على مصالح أميركا وليس على أهواء الساسة. ترمب لا يمكن أن يكون انعزاليا أكثر من أوباما.

رأي واحد حول “فوز ترمب لا يصب في مصلحة ذيل الكلب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s