مؤشرات على وجود اتفاق تركي-روسي لوقف إطلاق النار في مدينة حلب

إعلام معارضة الائتلاف يزعم أن مرتزقة أردوغان يتحركون باتجاه مدينة الباب.

لو كان هذا صحيحا فهو يدل على وجود ضوء أخضر روسي يسمح لأردوغان بالتوغل إلى مدينة الباب. هذا الضوء الأخضر هو حتما نتيجة اتفاق بين أردوغان وبوتين.

ما هي بنود الاتفاق؟ طبعا أول بند هو أن أردوغان لن يشتبك أبدا مع ميليشيات ذيل الكلب وإيران.

أردوغان وأعوانه صرحوا مرات كثيرة خلال اليومين الماضيين بأن هدفهم التالي بعد مدينة الباب سيكون منبج. هذا الكلام هو مثل كلامهم عن المشاركة في معركة الموصل. هو كلام غير قابل للتنفيذ. هدفهم من ترداده هو ربما إفهام معارضة الائتلاف بأن فك حصار حلب هو ليس موجودا على أجندة “درع الفرات” (التسمية الأصح هي “درع ذيل الكلب وإيران”).

من المؤشرات الأخرى التي تدل على وجود اتفاق تركي-روسي أن الروس غيروا موقفهم بخصوص حلب. هم الآن يقولون أنهم يقبلون مبادرة ديمستورا وأنهم مستعدون لوقف قصف حلب في حال انسحب عناصر جبهة النصرة من المدينة. هذا الموقف الروسي المستجد أتى بعد تصريحات وزير الخارجية التركي التي طالبت عناصر النصرة بالانسحاب من المدينة.

يبدو أن الروس سوف يمنحون هذا التنازل لأردوغان بهدف حفظ ماء وجهه. هم سيقبلون بوقف إطلاق النار في حلب في مقابل أن يمتنع أردوغان عن الاشتباك مع ميليشيات ذيل الكلب وإيران.

ولكن ما الذي سيربحه الروس من هذه الصفقة؟ هم كانوا يستطيعون أن يرفضوا توغل أردوغان إلى مدينة الباب، ولو أنهم رفضوا هذا التوغل فإنه ما كان ليحصل (هذا هو مطلب ذيل الكلب. أحد عناصر مخابرات ذيل الكلب كتب في صحيفة الأخبار بالأمس ما يدل على أن ذيل الكلب لا يريد توغل أردوغان إلى مدينة الباب).

الروس يربحون الكثير من هذه الصفقة التي عقدوها مع أردوغان. مكاسبهم التي نعرفها هي ما يلي:

1. توغل أردوغان إلى مدينة الباب يقطع طريق قسد والأميركان إلى المدينة. بالتالي تكرار سيناريو الحسكة في حلب لم يعد ممكنا.

2. الهدنة في حلب تريح الروس من الضغوطات الدولية (أميركا الآن تضغط على الأوروبيين لفرض عقوبات جديدة على روسيا).

هذه فقط هي المكاسب التي نعرفها، وما خفي هو أعظم. أنا لا أعلم ما الذي وعد به أردوغان الروس في السر، ولكن تجربتنا مع هذا الرجل خلال السنوات الماضية كانت أكثر من كارثية. بالنسبة لهذا الرجل قضية إسقاط ذيل الكلب لا تعني أي شيء. قضية إسقاط ذيل الكلب هي موجودة في ذيل قائمة أولويات أردوغان (إن كانت موجودة من الأساس).

أخشى أن يكون أردوغان قد تعهد لبوتين بأنه سيعيد معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب. هو سبق أن أطلق تصريحات بهذا المعنى عندما تحدث عن استعداد تركيا لقبول بقاء ذيل الكلب لفترة انتقالية، وعن قرب التطبيع مع ذيل الكلب، ونحو ذلك من التصريحات التي تشي بأنه تخلى عن قضية إسقاط ذيل الكلب.

لو كان فيه خير لما كان الروس سمحوا له بالدخول إلى مدينة الباب.

أنا كنت في الماضي أطالب بتدخل تركي ضد ذيل الكلب، وليس بتدخل تركي منسق مع الروس بهدف تمكين ذيل الكلب.

رأي واحد حول “مؤشرات على وجود اتفاق تركي-روسي لوقف إطلاق النار في مدينة حلب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s