عندما كنت في الدويلة الدمشقية قرأت الكثير من الكتابات التي تهاجم العولمة الاقتصادية.
تلك الكتابات كانت مجرد ترجمات لنظريات مؤامرة متداولة في أوروبا وأميركا.
نظريات المؤامرة هي موجودة بكثرة في الدول الغربية، ولكن في تلك الدول لا أحد يأخذ نظريات المؤامرة بجدية (الناس ينظرون لها على أنها شعوذات وكلام أناس مجانين). في الدويلة الدمشقية الحكومة كانت تأخذ نظريات المؤامرة من مجانين الغرب وتقوم بترجمتها إلى العربية وتدريسها في المناهج الدراسية.
حسب نظريات المؤامرة التي قرأتها فإن العولمة الاقتصادية هي مؤامرة استعمارية أميركية، أو هي مؤامرة ماسونية، أو هي مؤامرة لمصلحة “نظام العالم الجديد” أو “حكومة العالم الخفية”.
ولكن ما نراه في الواقع يتناقض مع كل ذلك الكلام.
قضية التجارة الحرة هي من القضايا الرئيسية التي نوقشت في الانتخابات الأميركية. كل المرشحين في الانتخابات تبرؤوا من اتفاقيات التجارة الحرة (سواء اتفاقية NAFTA التي أقرت في عهد بيل كلينتون أو اتفاقية TPP التي يقال أن أوباما سيعمل على تمريرها “تهريبا” قبيل خروجه من السلطة). سبب ذلك هو أن الرأي العام الأميركي هو ناقم على اتفاقيات التجارة الحرة. الرأي العام الأميركي يعتقد أن هذه الاتفاقيات أضرت بالاقتصاد الأميركي لمصلحة المكسيك والصين وغيرهما (دونالد ترمب يلعب باستمرار على هذا الوتر عبر ترداده عبارات مثل “المكسيك تسرقنا” و”الصين تسرقنا” و”نحن نخسر” و”نحن لم نعد نربح” و”هم يضحكون علينا” ونحو ذلك).
الجمهور الأميركي يرى أن العولمة الاقتصادية أضرت بأميركا لمصلحة دول نامية مثل المكسيك والصين.
هناك مسألة أخرى يجب أن ننتبه لها وهي أن بعض دويلات الخليج العربي تحقق مكاسب كبيرة بسبب العولمة الاقتصادية. هذا ينطبق بشكل خاص على أمير قطر وعلى دولة الإمارات. أمير قطر ودولة الإمارات يملكون فوائض مالية وهم يستثمرون الكثير من أموالهم خارج بلادهم.
قبل فترة أجريت بحثا في الإنترنت عن أفضل شركات الطيران في العالم. النتيجة التي ظهرت لي هي أن شركة طيران الإمارات تحتل المرتبة الأولى عالميا، وشركة طيران أمير قطر تحتل المرتبة الثانية (وفي المراتب التالية لهما شركات آسيوية. أفضل شركة غربية في القائمة تحتل المرتبة العاشرة، وهي Lufthansa).
هذه النتيجة ذكرتني بمقولة يرددها ترمب وهي أن مطارات دبي وأمير قطر هي أفضل من مطارات أميركا.
شركة طيران الإمارات وشركة طيران أمير قطر لم تعد شركات محلية أو إقليمية ولكنها صارت شركات عالمية. أرباح هذه الشركات تأتي من معظم دول العالم.
مملكة آل سعود تأخرت عن اللحاق بالإمارات وأمير قطر، ولكن في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ أن هذه المملكة تحاول أن تسير في نفس الطريق.
اليوم قرأت مثلا هذا الخبر الذي يقول أن شركة من مملكة آل سعود سوف تشتري حقوق امتياز “ماكدونالدز” في ماليزيا وسنغافورة لمدة 20 عاما.
العولمة الاقتصادية تفيد الدول النامية مثلما أنها تفيد الدول المتقدمة. الكل يمكنهم أن يحققوا أرباحا. هذا سوق مفتوح ومن يتفوق على غيره فسوف يربح بغض النظر عن أصله أو خلفيته. ليس صحيحا ما يردده بعض المجانين عن كون العولمة الاقتصادية مؤامرة أميركية أو ماسونية، وليس صحيحا ما يردده ترمب ومؤيدوه عن كونها مؤامرة صينية ومكسيكية. لا توجد مؤامرات في الموضوع. هذا سوق تنافسي. إذا خسرت في المنافسة فهذا لا يعني أن هناك مؤامرة ضدك.
هذه القضية هي في الحقيقة فرع من قضية أكبر تحدثت عنها سابقا، وهي أن بعض الناس المتخلفين فكريا وثقافيا يكرهون أن يقروا بفشلهم وأخطائهم ويفضلون أن يرموا مسؤولية فشلهم وأخطائهم على مؤامرات خارجية مزعومة. من أبرز الأمثلة على المؤامرات الخرافية التي تتداول بكثرة في العالم العربي مؤامرة “سايكس-بيكو”. القوميون الدمشقيون يزعمون أن اتفاقية “سايكس-بيكو” التي وقعت سرا خلال الحرب العالمية الأولى كانت السبب في تقسيم المشرق العربي ونشوء إسرائيل (وهم يعلمون هذا الهراء في المدارس للأطفال)، ولكن من يقرأ التاريخ سيجد أن بريطانيا في أربعينات القرن العشرين كانت تدعم الوحدة العربية وأن من أجهض الوحدة العربية وتسبب بنشوء إسرائيل هو شكري القوتلي مؤسس الدويلة الانفصالية الثانية في دمشق (الدويلة الانفصالية الأولى هي تلك التي تأسست بعد الغزو البريطاني لدمشق خلال الحرب العالمية الأولى وانتهت بعد الغزو الفرنسي في عام 1920، والدويلة الانفصالية الثانية هي تلك التي تأسست بعد الغزو البريطاني لدمشق خلال الحرب العالمية الثانية وانتهت بعد الثورة الشعبية ضد شكري القوتلي في 1948-1949، والدويلة الانفصالية الثالثة هي تلك التي تأسست بعد انقلاب أديب الشيشكلي في نهاية العام 1949 وانتهت بعد الثورة الشعبية ضد أديب الشيشكلي في عام 1954، والدويلة الانفصالية الرابعة هي تلك التي تأسست بعد الانقلاب الانفصالي في عام 1961 وما زالت مستمرة إلى الآن، إلا إذا اعتبرنا أن نظام البعث هو دويلة جديدة غير دويلة العام 1961، فنكون عندئذ في الدويلة الانفصالية الخامسة).
غزو دمشق عام 48 من بريطانيا ,, الدولة الدمشقية الي قامت 4 مرات!؟
ممكن أعرف نوع الحبوب الخرى اللي عمتعاطها أخر فترة,,شو كان لون علم الدويلة الدمشقية وشو حدودها (حرستا دوما ببيلا جرمانا)
خفف حبوب شوي أو خفف أكل خرى ,,بعدين ياحمار شو جاب دول بتصدر نفط بمليارات الدولارات كل شهر بدولة فقيرة كسورية ياحمار لحتى تقارن بينهم