قوميون دمشقيون من معارضة الائتلاف يعبرون عن انزعاجهم من تركيز المجتمع الدولي على كارثة حلب

انشغال العالم بالكارثة الجارية في حلب أزعج قوميين دمشقيين في معارضة الائتلاف.

انظروا ما الذي يقوله أسعد الزعبي:

كشف أسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، عن مخطط روسي إيراني بالتعاون مع نظام الأسد، للانتقال بمعركة التدمير الممنهج بعد حلب إلى مدينة إدلب، ومن بعدها إلى مدينة حماه، واصفا التسريبات التي نسبت لوزير الخارجية الأميركي بـ«الفزلكة السياسية المتفق عليها مع موسكو وحلفاء النظام، وبالتالي الإبقاء على (سوريا المفيدة)، من اللاذقية إلى دمشق» […] وعلى صعيد ما يجري في حلب حاليا، قال الزعبي: «هناك تدمير كامل ممنهج لحلب، وفي الطريق إلى تدمير إدلب، ومنها إلى تدمير حماه. والأنظار تتجه الآن إلى أن المعركة في سوريا ليست الثورة ضد نظام بشار وإنما هي معركة حلب، وهذا ما يريده الروس والأميركان، بعد ذلك تتم المصالحة وإقرار من مجلس الأمن، ثم ينسى الجميع ما يتمسك به بشار من (سوريا المفيدة)، من اللاذقية إلى دمشق».

ولفت الزعبي، إلى أن عشرات الطائرات الروسية تقصف حاليا في حلب بلا هوادة، مشيرا إلى أن الخطة الروسية التي اتفق عليها وزير دفاع روسيا والنظام وإيران قبل ثلاثة شهور في طهران، قضت إما بالسيطرة الكاملة على حلب أو على الأقل بتدمير حلب، بما يسمى بالمصطلح العسكري «إخراج حلب من دائرة الصراع» واختزال الصراع السوري كله في حلب.

هذه التصريحات هي سيئة جدا لأكثر من سبب. أولا، عنوان المقال الذي وردت فيه التصريحات هو “الزعبي يكشف عن مخطط روسي يستهدف إدلب وحماه بعد حلب”. من هذا العنوان نفهم أن الزعبي تجاوز الكارثة التي تهدد مئات آلاف الناس في حلب وقفز إلى ما بعدها. هو وضع كارثة حلب وراء ظهره وصار يبحث فيما بعدها، مع العلم أن الكوارث التي يبشر بها في إدلب وحماة لن تكون شيئا في مقابل كارثة حلب التي لم تكتمل بعد.

الروحية الانعزالية الدمشقية تظهر في أجزاء أخرى من كلامه. هو منزعج من اهتمام المجتمع الدولي بكارثة حلب ومما يسميه “اختزال الصراع السوري في حلب”، وهو يعتبر أن هذا يمهد لتقسيم الدويلة الدمشقية.

ما الذي يريده بالضبط؟ هل يريد من المجتمع الدولي أن يتجاهل ما يجري في حلب وأن يركز بدلا من ذلك على دمشق؟ ما الذي يجري الآن في دمشق؟

هو ربما لا يعلم أن محافظة حلب بشكل عام ومدينة حلب بشكل خاص تحملت معظم أضرار حرب بشار الأسد. هذه الحرب تستحق أن تسمى “حرب بشار الأسد على حلب”.

أكراد “المجلس الوطني الكردي” انسحبوا  من معارضة الائتلاف بسبب تصريحات هذا الرجل. هو أطلق في الماضي تصريحات ضد الأكراد تحمل روحية قومية دمشقية بغيضة.

على كل حال، يجب على الحلبيين وغيرهم أن يتوقعوا الأسوأ من القوميين الدمشقيين في المرحلة القادمة. أنا كتبت في السابق أن القومية الدمشقية ربما تسعى لفصل دمشق عن الكيان السوري وتأسيس دويلة صغيرة في دمشق وما حولها. عندما كتبت ذلك الكلام لم أكن أهول ولكنني كنت أتحدث بمنتهى الجدية. لو فرضنا أن تدخلا دوليا حصل في حلب فإن بعض القوميين الدمشقيين سيغضبون لأن التدخل حصل في حلب وليس في دمشق، وردا على ذلك هم قد يدعمون انفصال دمشق مجددا وتأسيس دويلة دمشقية جديدة أصغر من الدويلة الحالية. هم فعلوا هذا عدة مرات خلال أقل من 100 عام (منذ عام 1916 وحتى يومنا هذا حصلت في مدينة دمشق 4 أو 5 حركات انفصالية. الانفصال بالنسبة للقوميين الدمشقيين هو أسهل من شرب الماء).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s