في المستقبل: المحافظات السورية يجب أن تؤمم مواردها الاقتصادية

أغلب المتعلمين في المحافظات الشرقية من سورية يعلمون أن الدويلة الدمشقية كانت تستعمرهم.

استعمار الدويلة الدمشقية للمحافظات الشرقية هو أمر واضح جدا. المحافظات الشرقية فيها موارد اقتصادية تكفي لتحقيق تنمية كبيرة فيها (يكفي فقط أن نشير إلى النفط)، ولكن التنمية لم تحصل لأن الدويلة الدمشقية نهبت موارد تلك المحافظات وتركتها في الفقر والتخلف، وبعد اندلاع الثورة هي تركتها فريسة لداعش.

في المستقبل يجب على حكومات المحافظات الشرقية أن تسعى لتصفية آثار الاستعمار الذي مارسته الدويلة الدمشقية، ويجب أن تتخذ تلك الحكومات إجراءات تعويضية هدفها تعويض الخسائر التي لحقت بها طوال العقود الماضية.

أنا أقترح تأميم كل المنشآت الاقتصادية التابعة للدويلة الدمشقية وتحويل ملكيتها إلى حكومات المحافظات. مثلا المعامل (إن وجدت)، والمطاحن، وشركات النفط والغاز، ومحطات الكهرباء، إلخ. كل هذه المنشآت يجب أن تصادر لمصلحة الحكومات المحلية.

بالنسبة للنفط (وغيره من الثروات في باطن الأرض) فهو في بعض الدول يعتبر مملوكا للشعب بأكمله (ولكن ليس في أميركا مثلا. في أميركا مالك الأرض يملك أيضا ما تحتها). الثروة النفطية في سورية هي ليست كبيرة. هي ثروة بسيطة وعائداتها بالكاد تكفي لتنمية المحافظات الشرقية وجعلها في مستوى تنموي قريب من دمشق. لهذا السبب أنا أقترح تأميم الثروة النفطية لمصلحة المحافظات وتحويل عائدات النفط لمصلحة صناديق تنموية تابعة لحكومات المحافظات.

الدويلة الدمشقية لم تكن أصلا تستفيد من عائدات النفط في التنمية. معظم عائدات النفط لم يكن ينفق على التنمية ولكنه كان يوزع كهبات مالية (على شكل رواتب، وسلع مدعومة، إلخ) بهدف ترضية مؤيدي عائلة الأسد (خاصة في مدينة دمشق). قطع عائدات النفط عن دمشق لن يسبب أية مشكلة تنموية هناك أو في سورية لأن عائدات النفط لم تكن تستخدم أصلا في التنمية.

طبعا يجب على حكومات المحافظات الشرقية ألا تكرر نفس الخطأ. عائدات النفط لا يجب أن تستخدم في تمويل ميزانيات المحافظات. هكذا استخدام للثروة النفطية هو هدر لها. ميزانية أية حكومة يجب أن تمول من الضرائب. عائدات النفط يجب أن تنفق بالكامل على التنمية. أنا أقترح تأسيس صندوق تنموي مستقل في كل محافظة يتم تمويله من عائدات النفط (إلى جانب مصادر أخرى). وظيفة الصندوق ستكون تمويل مشاريع تنموية تنفذها الحكومة أو جهات أخرى.

بالنسبة للمياه فهي أيضا كانت تتعرض للنهب. قبل اندلاع الثورة كان هناك مشروع استعماري خطير يهدف لجر مياه الفرات إلى مدينة دمشق (والأنكى من ذلك هو أن حكومة ذيل الكلب كانت تبيع المياه في كل المحافظات بنفس السعر، أي أن سكان المحافظات المسروقة كانوا يتحملون كلفة سرقة مياههم). في المستقبل يجب وضع حد لهذا الاستعمار. مياه الفرات يجب أن تستغل فقط في المحافظات القريبة منه وليس في دمشق. يجب تأسيس شركة مياه في كل محافظة، وكل شركة يجب أن تمول نفسها بنفسها. إذا كان سكان دمشق يريدون الماء فيجب أن يدفعوا كلفته بأنفسهم وألا يحملوا الكلفة للمحافظات الأخرى (من الممكن مثلا أن تقوم شركة مياه دمشق بتحلية مياه البحر على حسابها. لا يجب لبقية المحافظات أن تشارك في تمويل هذا الموضوع لأنه لا يعنيها. المحافظات يجب أن تهتم بمشاكلها وليس بمشاكل دمشق).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s