البرلمان العراقي أقال وزير الدفاع، والآن هو يتجه لإقالة وزير المالية.
وزارة الدفاع ووزارة المالية هي وزارات مهمة. مثل هذه الوزارات المهمة تسمى في لبنان بـ”الوزارات السيادية”. تغيير مثل هذه الوزارات في العالم العربي يحصل عادة بقرار من رأس السلطة التنفيذية. ما حصل في العراق مؤخرا هو أمر غير معهود في العالم العربي: حيدر العبادي كان ضد إقالة وزير الدفاع، ولكن البرلمان عزله رغما عن إرادة العبادي.
وزير المالية هوشيار زيباري هو شخصية مهمة في العراق (هو ابن أخت مسعود بارزاني الذي يرفض ترك السلطة في كردستان العراق). لو قرر البرلمان العراقي عزل زيباري فهذا سيكون حدثا جللا.
أنا لا أعلم إن كان هؤلاء الوزراء يستحقون أن يعزلوا من مناصبهم، ولكن قدرة البرلمان العراقي على عزلهم رغما عن إرادة السلطة التنفيذية هي أمر مثير للإعجاب. هذه ظاهرة جديدة لم نعهدها من قبل في العالم العربي.
من الجيد أن البرلمان العراقي يفرض حضوره، ولكن يجب على هذا البرلمان أن يلعب دورا أكبر في التخطيط لتنمية العراق وألا يكتفي بالتنازع مع الحكومة على قضايا آنية وشخصية. إهدار بعض الوزراء لملايين الدولارات هو مشكلة خطيرة يجب التعامل بها بجدية، ولكن في العراق توجد مشاكل أكبر بكثير من هذه المشكلة. العراق ما زال حتى الآن يهدر عشرات مليارات الدولارات من عائدات نفطه. وقف ذلك الهدر الضخم هو أهم بكثير من عزل وزراء أهدروا بضع ملايين من الدولارات.
مملكة آل سعود خطت مؤخرا خطوات جيدة نحو التقليل من الهدر المالي. لماذا لا يحذو العراق حذو مملكة آل سعود؟