ردا على ذيل الكلب: سورية هي رأس الحربة في الحرب ضد الإرهاب

تكاد مرارتي أن تنفقع وأنا أسمع مطالبة ذيل الكلب بإشراك سورية في الحرب ضد الإرهاب.

ذيل الكلب ولسانه بشار الجعفري يزعمان أن نجاح مكافحة الإرهاب يتطلب مشاركة سورية في التحالف الدولي ضد الإرهاب!

من يسمعون كلام ذيل الكلب سيظنون أن هناك قوات أجنبية تحارب الإرهاب في سورية وأن السوريين هم غير مشاركين، ولكن الواقع هو عكس ذلك تماما. الغالبية الساحقة من القوات التي تقاتل الإرهاب في سورية هي قوات سورية محلية. عدد القوات الأجنبية التي تساند السوريين هو بسيط جدا ولا يذكر. التدخل الأميركي في سورية هو في الأساس تدخل جوي وليس بريا. من يخوضون المعارك ضد الإرهاب على الأرض هم سوريون. من يموتون في الحرب ضد الإرهاب هم سوريون.

ذيل الكلب يشوه صورة سورية وشعبها أمام العالم. هو يقول للمجتمع الدولي أن السوريين لا يحاربون الإرهاب. هو يرمي تضحيات السوريين في سلة القمامة.

ما يفقع مرارتي هو ليس كلام ذيل الكلب بحد ذاته. هذا المخلوق مسح سورية من الوجود، فما الذي نتوقعه منه؟ الشيء الذي يفقع مراراتي هو أن السوريين مهمشون تماما ولا حول لهم ولا قوة. الحوار يجري الآن بين ذيل الكلب والمجتمع الدولي، وأما سورية فهي مهمشة كليا ولا يوجد من ينطق بلسانها ويرد على ذيل الكلب.

السوريون عمليا هم غير موجودين على الخريطة السياسية. هم يخسرون يوميا عشرات القتلى في القتال ضد ذيل الكلب والإرهاب، ولكنهم رغم ذلك غير موجودين سياسيا. هم صفر.

هذه مشكلة مزمنة لا يبدو أنها ستحل أبدا. يبدو أن السوريين سيظلون للأبد في مزبلة التاريخ.

تركيا لم تكتف بتدمير سورية ولكنها لا تسمح للسوريين بأن يكون لهم وجود.

ما هي الصعوبة في تأسيس حكومة في سورية؟ هذا أمر سهل جدا.

من الممكن خلال أيام قليلة أن يعقد اجتماع في المناطق المحررة تشارك فيه كل الفصائل الناشطة على الساحة السورية، وهذا الاجتماع يمكن أن يقرر تأسيس حكومة ممثلة للشعب السوري في المحافل الدولية. أنا شخصيا لا أمانع حتى مشاركة جبهة النصرة في هكذا اجتماع. مشاركة جبهة النصرة في تأسيس الحكومة من شأنها تقوية الحكومة. ولكن طبعا مشاركة جبهة النصرة في الحكومة ذاتها ستكون مشكلة كبيرة، لأنها ستنزع المشروعية الدولية من الحكومة.

الهدف الأساسي من الحكومة في الوقت الحالي هو ليس إدارة الشؤون الداخلية وإنما تمثيل الشعب السوري في المجتمع الدولي. ليس من المعقول أن تتحدث دول العالم عن سورية وأن يتحدث ذيل الكلب عن سورية دون أن يكون هناك صوت ممثل للسوريين. هذه مهزلة كبيرة. أنا لا أفهم لماذا يصر الأتراك على استمرار هذه المهزلة. ما يقوم به الأتراك في هذا الشأن هو عدوان لا يقل سوءا عن عدوان ذيل الكلب ذاته.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s