أردوغان قد يقدم تنازلات لإيران في سورية بهدف النيل من الأكراد

أنا أخشى أن تنازلات أردوغان لن تتوقف عند روسيا وإسرائيل وإنما ستمتد إلى إيران أيضا.

أردوغان يعتبر سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة حلب خطرا كبيرا يفوق ما يقوم به ذيل الكلب هناك.

أنا أخشى أن يعمل أردوغان في الفترة القادمة على تعويم ذيل الكلب في مدينة حلب بحجة منع سقوط المدينة بيد قوات سوريا الديمقراطية.

الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا لطالما تعاملت مع قضية حلب على نحو يثير الريبة. سوف أذكر مثالا واحدا فقط هو هجوم جيش الفتح على حماة.

كما تعلمون فإن جيش الفتح طرد ذيل الكلب من محافظة إدلب بأكملها. بعد ذلك كان المتوقع هو أن يتجه جيش الفتح إلى محافظة حلب حيث توجد حرب مدمرة أتت على الأخضر واليابس.

المفاجأة هي أن جيش الفتح ترك محافظة حلب وفتح جبهات في الساحل وسهل الغاب. آنذاك أنا فسرت هذا التصرف على أنه سلوك غريزي غير عقلاني (تعرفون ما هي غريزة جمهور الائتلاف والنصرة تجاه العلويين)، ولكن المفاجأة الأكبر أتت بعد ذلك: جيش الفتح أوقف الحرب مع العلويين على نحو مفاجئ وقرر التوجه نحو مدينة حماة، مع العلم أن مدينة حماة لم تكن تشهد قتالا.

ما هي الحكمة في فتح جبهة جديدة في حماة من شأنها تدمير تلك المدينة؟ أليس الأولى هو إنهاء المعركة التي تدمر حلب قبل أن نشرع في معركة تدمر مدينة أخرى؟

أنا بصراحة لا أعلم على وجه اليقين سبب تصرفات جيش الفتح. هذا ينطبق على تصرفات الائتلاف بشكل عام. أنا منذ بداية الثورة كنت عاجزا عن فهم سلوك الائتلاف والفصائل التي تسير في خطه. قراراتهم هي في الغالب غامضة ومبهمة وغير واضحة الأهداف. هي لا تستند على اعتبارات عقلانية وإنما على اعتبارت أخرى لا أعرف ماهيتها على وجه اليقين، ولكنني أفترض أنها مزيج من الغرائز والتوجيهات الخارجية.

بما أنني لا أعرف أسباب قرارات جيش الفتح فأنا لا أستطيع أن أتحدث عن تلك القرارات وأفسرها إلا على أساس نظري بحت وعبر التخيل. السؤال الذي يخطر على بالي هو: هل هناك جهات خارجية طلبت من جيش الفتح أن يترك معركة حلب ويتجه نحو الساحل ثم نحو مدينة حماة؟

لو كانت الإجابة بنعم فمن هي تلك الجهات الخارجية؟ لا أظن أن جيش الفتح يتأثر بأية جهات خارجية سوى الائتلاف وتركيا.

هل الأتراك هم الذين أبعدوا جيش الفتح عن حلب ودفعوه نحو العلويين ثم نحو حماة؟ لماذا فعلوا ذلك؟

أول تفسير يخطر على البال هو أن الأميركان طلبوا من تركيا إبعاد جيش الفتح عن حلب، ومن الوارد أيضا أن الأميركان هم الذين طلبوا وقف الهجوم على العلويين. عندما أقفل الأميركان كل الاتجاهات في وجه جيش الفتح لم يبق أمامه سوى التحرك جنوبا نحو مدينة حماة.

من أتى بجيش الفتح إلى ريف حلب الجنوبي هو إيران. عندما بدأت إيران هجومها على ريف حلب الجنوبي أنا كتبت أن ذلك الهجوم له فائدة وهي أنه سيجذب جيش الفتح نحو ريف حلب الجنوبي، وهذا هو ما حصل بالفعل. لولا الحملة الإيرانية على ريف حلب الجنوبي لما كان جيش الفتح دخل محافظة حلب.

الأميركان كانوا في الأسابيع الأخيرة يبدون دعمهم لروسيا في استهدافها لجبهة النصرة جنوب حلب. الأميركان لا يخفون عداوتهم لجبهة النصرة، وبالتالي لجيش الفتح.

لو تمكن جيش الفتح من محاصرة أتباع ذيل الكلب في مدينة حلب فما الذي سيحدث؟

ما سيحدث هو تكرار لسيناريو منبج والرقة. الأميركان سيدعمون قوات سوريا الديمقراطية لتحرير المدينة.

قوات سوريا الديمقراطية ستتمكن من تحرير المدينة بسهولة، لأن معظم سكانها سيفضلون التعاون مع سوريا الديمقراطية ضد الائتلاف وجيش الفتح، وخاصة أتباع ذيل الكلب المحاصرين في المدينة.

لعل هذا السيناريو يخيف أردوغان ويجعله غير راغب بطرد ذيل الكلب من حلب؟

أنا أخشى أن يتعاون أردوغان مع ذيل الكلب وإيران في حلب بحجة التصدي لخطر سوريا الديمقراطية.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s