الكاتب مصيب فيما يقوله. من الواضح أن حل الأزمة السورية عبر مفاوضات جنيف هو أمر مستحيل.
الهوة واسعة جدا بين المعارضة السورية وبين بقية الأطراف. مشكلة المعارضة هي ليست محصورة في بشار الأسد. المعارضة السورية لديها مشكلة مع العلويين كطائفة، ومع الشيعة، ومع الأكراد، وفي المستقبل ستظهر مشاكل للمعارضة مع بقية الطوائف.
المعارضة لديها مشكلة حتى مع أهل حلب، الذين هم بغالبيتهم مسلمون سنة.
كاتب المقال تعامل مع الفدرالية بوصفها الحل الأكثر واقعية، ولكن ليس ضمن الظروف الحالية.
كلامه صحيح. حتى الفدرالية لن تنجح في الظروف الحالية. ذيل الكلب والمعارضة سيفشلونها.
في الحقيقة ذيل الكلب والمعارضة سيفشلون أي حل سياسي، لأن هؤلاء لا يريدون حلا. هم يريدون القتال إلى ما لا نهاية.
إذا وضعنا المعارضة وذيل الكلب جانبا فأنا أظن أن الشعب السوري بشكل عام ما زال متآلفا ويمكنه أن يعيش بسلام ودون مشاكل. هل هناك مشكلة بين أهل حلب والعلويين؟ الجواب هو لا. أهل حلب ليست لهم مشكلة مع أحد في سورية سوى مع المعارضة وذيل الكلب. ما ينطبق على أهل حلب ينطبق على غيرهم.
مفاوضات جنيف هي فاشلة لأنها تجري بين أطراف لا تريد حلا من الأساس.
لو تم تأسيس مناطق آمنة في عموم سورية وتم انتخاب إدارات محلية مستقلة عن ذيل الكلب والمعارضة فأنا واثق من أن الأزمة السورية ستنتهي في غضون أسابيع أو أشهر. الإدارات المحلية الممثلة للشعب سوف تتفق فيما بينها بسهولة. لا توجد أصلا أسباب للخلاف. هل هناك مشكلة بين حلب والساحل؟ هل هناك مشكلة بين حلب والدروز؟ هل هناك مشكلة بين حلب والأكراد؟ الجواب هو لا. لا توجد مشاكل حقيقية.
الأزمة السورية هي أزمة بين ذيل الكلب وإيران من جهة وبين الائتلاف وتركيا وآل سعود من جهة ثانية. إذا أزيح هؤلاء من الصورة فسوف تتبخر الأزمة السورية.
الدول الكبرى تستطيع إزاحة ذيل الكلب والائتلاف لو أنها أرادت ذلك، ولكن الدول الكبرى تتقاعس عن هذا الأمر.
الدول الكبرى تستطيع مثلا أن تتدخل في سورية لتأسيس مناطق آمنة، وهذا سيؤدي لتهميش ذيل الكلب والمعارضة المتطرفة التي يمثلها الائتلاف.
الهدف من المناطق الآمنة لا يجب أن يكون دعم العرب السنة ضد بقية الطوائف (كما يريد الأتراك وآل سعود)، وإنما تأسيس حكومة ممثلة لكل فئات الشعب السوري. مثلا المنطقة الآمنة في شمال سورية لا يجب أن تكون محصورة بالعرب السنة. هي يجب أن تشمل مناطق عربية وكردية، ويجب أن تديرها حكومة تمثل العرب والأكراد. أيضا المنطقة الآمنة في الجنوب يجب أن تشمل الدروز. يجب أيضا تمثيل العلويين والشيعة وإعطاؤهم دورا في المناطق الآمنة.
هذا الطرح هو ليس خياليا بل هو طرح واقعي. الشعب السوري بغالبيته ما زال متآلفا ويمكنه أن يتفق. المشكلة تنحصر فقط في ذيل الكلب والائتلاف. إذا أزيح هؤلاء عن المناطق الآمنة فسوف تنجح هذه المناطق وسوف تتوسع إلى أن تغطي كل سورية.
حجم التأييد الحقيقي لذيل الكلب والائتلاف في سورية هو ليس كبيرا. هؤلاء هم مضخمون إعلاميا لأنهم مدعومون من دول (ذيل الكلب يمثل إيران، والائتلاف يمثل تركيا وآل سعود). معظم الشعب هو ليس بالفعل معجبا بذيل الكلب أو بالائتلاف. الشعب يؤيد هؤلاء لغياب البديل. إذا توفر البديل فسوف ينفض الشعب عن هؤلاء بلمح البصر.
أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي يستطيعون أن يتدخلوا في سورية وأن يؤسسوا مناطق آمنة. هذا الإجراء هو مبرر لأن سورية صارت مصدرا للإرهاب الدولي الذي ضرب بروكسل اليوم.
لو عرض الأميركان على الروس أن يحصل تعاون بين الجانبين لتأسيس مناطق آمنة في سورية فهل سيرفض الروس ذلك؟ لا أظن أن الروس سيرفضون الفكرة من حيث المبدأ. المهم هو أن يحصل اتفاق سياسي حول كيفية إدارة المناطق الآمنة.
من الممكن مثلا أن يحصل الاتفاق التالي بين الأميركان والروس: في المناطق الآمنة يتم تأسيس حكومة تمثل كل الشعب السوري وليس فقط سكان المناطق الآمنة.
من الممكن مثلا أن ترشح روسيا نصف أعضاء الحكومة وأن ترشح أميركا النصف الآخر. يحق لروسيا أن تأتي بمرشحيها من أي مكان في سورية (مثلا قدري جميل ورندة قسيس هما مقبولان).
إيران وتركيا وآل سعود لن يتمكنوا من إفشال هذه الحكومة، لأن تأسيسها سيحصل ضمن المناطق الآمنة التي هي خارج سلطة ذيل الكلب والائتلاف.
المناطق الآمنة يجب أن تتوسع تدريجيا إلى أن تغطي كل سورية. هذا الأمر سيكون سهلا لأن الشعب السوري سينظر إلى هذه المناطق الآمنة بوصفها طريق الخلاص من ذيل الكلب والائتلاف. أنا أظن أن معظم الشعب سيتكدس في هذه المناطق الآمنة. ذيل الكلب والائتلاف سيتحولون إلى مجرد زعماء ميليشيات. لا أحد سيتبعهم سوى المقاتلين الذين يتلقون المال منهم.
الراصد العربي 