أنا لست ملما كثيرا بالأوضاع في شبه جزيرة سيناء، ولكن الأخبار التي تصل من هناك توحي بأن المسألة أكبر مما يقال في الإعلام.

في البداية سمعنا عن جماعات تخطط لاستهداف إسرائيل، وهذه الجماعات اشتبكت مع الجيش المصري.

بعد ذلك سمعنا أن هذه الجماعات بايعت داعش وأعلنت الانضمام للخلافة الإسلامية.

الحكومة المصرية كانت في البداية تعيد كل ما يجري في سيناء إلى الفلسطينيين وحركة حماس، ولكن من الواضح طبعا أن هذا مجرد كلام فارغ. الآن الحكومة المصرية بدأت تتهم إيران بالمسؤولية عما يجري.

على ما يبدو فإن الحكومة المصرية تحاول أن تصدر أزمتها إلى الخارج عبر اتهام جهات أجنبية بالمسؤولية عما يجري. من المحتمل أيضا أن المتمردين في سيناء ينتهجون نفس الأسلوب عبر تصويرهم لما يجري بأنه حرب ضد إسرائيل، في حين أنه في الأساس يبدو حربا ضد الحكومة المصرية.

ما يبدو لي هو أن هناك حركة تمرد انفصالية في شبه جزيرة سيناء. الإديولوجية الجهادية التي تبناها المتمردون هي ليست أساس المشكلة ولكنها ظاهرها.

ليس من الغريب أن تنشأ حركة تمرد انفصالية في سيناء. هذه المنطقة هي مهمشة جدا في مصر.

أنا أخشى أن ما يحدث في شبه جزيرة سيناء هو تكرار لما حدث في جنوب السودان.

ولكنني لا أتوقع أن يتكرر سيناريو جنوب السودان في سيناء، لأنني لا أظن أن الحكومة المصرية ستكون بسوء حكومة البشير.

أنا أفترض أن الحكومة المصرية ستتعامل مع المشكلة بعقلانية وستكف في النهاية عن تصويرها على أنها مجرد مشكلة إرهاب ومؤامرات أجنبية.

الطريقة الوحيدة لإنهاء التمرد في سيناء هي بالتفاهم مع السكان المحليين وكسب تأييدهم للحكومة في القاهرة.

يجب أولا على الحكومة المصرية والإعلام المصري أن يعترف بحقيقة المشكلة وأن يكف عن تصويرها بأسلوب تبسيطي سخيف.

حكومة القاهرة يجب أن تبادر إلى اتخاذ إصلاحات جدية وعميقة في سيناء تجنبا لتكرار ما حدث في جنوب السودان. يجب الكف عن التعامل مع سيناء على أنها مجرد محافظة أو محافظات عادية. الأفضل هو إعطاء سيناء وضعا إداريا خاصا وترك سكانها يديرونها بأنفسهم ويتولون محاربة التمرد بأنفسهم. استقدام الجنود من وادي النيل وزجهم في سيناء لمحاربة سكانها هو ليس حلا. هذا السلوك يفاقم المشكلة ويعمقها.