هذا المقال يتحدث عن التغيرات الديمغرافية في تركيا.
كاتب المقال يستند على أرقام مصدرها هيئة الإحصاء التركية الرسمية المسماة TurkStat.
حسب أرقام هذه الهيئة فإن معدل الخصوبة في تركيا هو 2.08.
معدل الخصوبة هو متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم كل امرأة في المجتمع خلال حياتها. عندما نقول أن معدل الخصوبة في تركيا هو 2.08 فهذا يعني أن المرأة التركية تنجب وسطيا 2.08 طفلا.
الأمر اللافت هو أن معدل الخصوبة لا يتوزع على جميع المناطق التركية على نحو متساو –معدل الخصوبة في غرب تركيا هو أقل من معدل الخصوبة في الجنوب الشرقي حيث يكثر الأكراد.
هذا يعني أن نسبة الأكراد في تركيا تزداد.
كاتب المقال يربط بين هذه الحقيقة وبين رغبة حزب العدالة والتنمية في حل المشكلة الكردية.
في رأي الكاتب أن حزب العدالة والتنمية هو جاد في حل المشكلة الكردية، لأن هذه المشكلة مكلفة اقتصاديا وتعيق نمو تركيا.
حزب العدالة والتنمية لديه أهداف تنموية طموحة. هو يريد أن يجعل تركيا ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا وعاشر أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2050.
تحقيق هذه الأهداف التنموية الطموحة يتطلب حل المشكلة الكردية.
النمو السكاني هو مرتبط عادة بمستوى التنمية الاقتصادية.
المجتمعات الأكثر تنمية اقتصادية تتميز بمعدل نمو سكاني أقل.
بما أن المناطق الكردية هي أكثر المناطق تخلفا في تركيا فليس من المستغرب أن معدل النمو السكاني هو مرتفع في هذه المناطق.
ربما لهذا السبب يحرص الأتراك الآن على تنمية جنوب شرق تركيا.
هذه بالمناسبة هي نفس المعضلة التي واجهها اليهود في فلسطين.
هم طردوا العرب من معظم مساحة فلسطين وحشروهم في مناطق ضيقة من قبيل قطاع غزة.
قطاع غزة هو مثال للبؤس بكل أنواعه، ولكن معدل النمو السكاني فيه هو مرتفع جدا.
الفلسطينيون البائسون تكاثروا وصارت أعدادهم تفوق أعداد اليهود.
اليهود الآن لا يملكون أي حل حقيقي لمعضلة قطاع غزة. هم يراهنون بالكامل على جهود نزع سلاح الفلسطينيين.
إذا لم ينجح نزع سلاح فلسطينيي قطاع غزة فإن إسرائيل لن تستطيع أن تفعل شيئا لحل هذه المشكلة.
الأميركان يعلمون أن مشكلة غزة (ومشكلة الفلسطينيين بشكل عام) لم يعد من الممكن احتواؤها.
هذه المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم.
أسلحة الفلسطينيين تزداد، وضررهم يزداد.
لم يعد من الممكن تجاهل قضية الفلسطينيين والتصرف كما لو أنهم غير موجودين.
هذا هو السبب الذي يجعل الأميركان ينفتحون على حماس بشكل غير مباشر عبر قطر وتركيا.
هم يريدون التوصل إلى حل سياسي مع حماس.
حماس الذراع العسكري للإخوان يتبع ايران على الغزّاويّه اختيار قياده اخرى غير مشعل وهنيّه التي لا تهمهم مصلحة شعبهم ،،