أنا لا أظن أن حماس أشعلت حربا مع إسرائيل بناء على طلب من إيران. هذا الكلام غير منطقي.
الحروب لا تشتعل بناء على طلب من فلان أو علان.
حرب غزة الحالية اشتعلت على نحو عفوي. من يتحمل مسؤولية إشعالها هم الإسرائيليون.
إسرائيل لم تكن تخطط لخوض حرب شاملة، ولكن تصرفاتها أوصلت الأمور إلى الحرب الشاملة.
الحكومة الإسرائيلية أساءت التصرف في قضية المستوطنين الثلاثة المخطوفين.
الحكومة الإسرائيلية تعاملت مع هذه القضية بعنصرية مفرطة (كما هي عادتها).
الحكومة الإسرائيلية ضخمت كثيرا من حجم هذه القضية، وهي حملت مسؤوليتها للشعب الفلسطيني بأسره، وألقت الاتهامات الجزافية بحق حركة حماس، وانتهجت سياسة عقاب جماعي ضد الفلسطينيين.
إسرائيل أذلت الشعب الفلسطيني بسبب هذه القضية التي لا علاقة لمعظم الفلسطينيين بها.
القشة التي قصمت ظهر البعير هي جريمة حرق الطفل الفلسطيني.
وبعد ذلك قامت إسرائيل باغتيال عدد من قادة حماس.
كل هذه التصرفات العبثية سببها اختطاف وقتل 3 مستوطنين.
هل تصرفات إسرائيل هي تصرفات دولة؟ أم أنها تصرفات جماعة عنصرية متعصبة؟
من يتحمل مسؤولية هذا السلوك المنفلت هم الأميركان. هم الذين ربوا الإسرائيليين على هذا السلوك الطائفي وعودوهم عليه.
الإسرائيليون لم يكونوا يريدون إشعال الحرب، ولكن عنصريتهم المنفلتة من عقالها هي التي أوصلتهم إلى الحرب.
إيران استفادت من اندلاع هذه الحرب، وعلى ما يبدو فإن إيران تسعى لتوسيع رقعتها.
خلال اليومين الماضيين أطلق صاروخان اثنان من لبنان على إسرائيل، وصاروخ واحد من سورية على إسرائيل.
من الذي يطلق هذه الصواريخ؟
من الوارد أن إيران تريد توسيع رقعة الحرب لكي تشمل لبنان وسورية.
هذا هو رد إيران على رفض الشعب العراقي لنوري المالكي، وعلى رفض الشعب السوري لبشار الأسد.
المؤسف هو أن إيران تنفخ في نار هذه الحرب ليس بسبب حرصها على فلسطين، ولكن بسبب رفضها لحرية الشعبين العراقي والسوري.
إضافة: تنشيط جبهة القلمون هو رد إسرائيلي
خلال الأيام الأخيرة حصلت تطورات مفاجئة في جبهة جبال القلمون.
المتمردون السوريون في تلك المنطقة تنشطوا فجأة وألحقوا خسائر مهمة بمقاتلي حزب الله.
هذه هي المرة الأولى منذ زمن طويل التي نسمع فيها عن انتصارات للمتمردين السوريين في تلك الجبهة.
جبهة القلمون هي مرتبطة بالحرب المحتملة بين حزب الله وإسرائيل.
لو قررت إسرائيل خوض حرب ضد حزب الله فإن تنشيط جبهة القلمون سيساعد إسرائيل على استهداف حزب الله من الخلف.
تنشيط هذه الجبهة سيساعد أيضا على عزل حزب الله عن بشار الأسد.
تنشيط هذه الجبهة في هذا الوقت هو ليس مصادفة. هو على الأغلب رد إسرائيلي على حرب غزة والصواريخ المنطلقة من لبنان وسورية.