المبادرة المصرية هي ليست فعلا مبادرة مصرية

المبادرة التي يجري تسويقها في الإعلام بوصفها مبادرة مصرية لا تبدو بالفعل مبادرة مصرية.

هذه المبادرة لا تستجيب لأي شرط من شروط حماس لوقف إطلاق النار. هي لا تنص على رفع الحصار عن قطاع غزة، ولا تنص على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

الأكثر غرابة في هذه المبادرة هو أنها تنص على إنشاء آلية دولية لنزع السلاح من حركة حماس!

هذه المبادرة هي ليست بالفعل مبادرة لوقف إطلاق النار. هي اتفاقية استسلام يراد فرضها على الفلسطينيين.

من الواضح تماما أن هذه المبادرة هي منتج إسرائيلي وأن المصريين ليسوا هم من ابتدعوها.

أنا لا ألوم المصريين بقدر ما ألوم إعلام آل سعود الذي يسوق هذه المبادرة ويصورها على أنها مخرج للأزمة.

إيران تهدد بحرب شاملة ضد إسرائيل؟

أنا لا أظن أن حماس أشعلت حربا مع إسرائيل بناء على طلب من إيران. هذا الكلام غير منطقي.

الحروب لا تشتعل بناء على طلب من فلان أو علان.

حرب غزة الحالية اشتعلت على نحو عفوي. من يتحمل مسؤولية إشعالها هم الإسرائيليون.

إسرائيل لم تكن تخطط لخوض حرب شاملة، ولكن تصرفاتها أوصلت الأمور إلى الحرب الشاملة.

الحكومة الإسرائيلية أساءت التصرف في قضية المستوطنين الثلاثة المخطوفين.

الحكومة الإسرائيلية تعاملت مع هذه القضية بعنصرية مفرطة (كما هي عادتها).

الحكومة الإسرائيلية ضخمت كثيرا من حجم هذه القضية، وهي حملت مسؤوليتها للشعب الفلسطيني بأسره، وألقت الاتهامات الجزافية بحق حركة حماس، وانتهجت سياسة عقاب جماعي ضد الفلسطينيين.

إسرائيل أذلت الشعب الفلسطيني بسبب هذه القضية التي لا علاقة لمعظم الفلسطينيين بها.

القشة التي قصمت ظهر البعير هي جريمة حرق الطفل الفلسطيني.

وبعد ذلك قامت إسرائيل باغتيال عدد من قادة حماس.

كل هذه التصرفات العبثية سببها اختطاف وقتل 3 مستوطنين.

هل تصرفات إسرائيل هي تصرفات دولة؟ أم أنها تصرفات جماعة عنصرية متعصبة؟

من يتحمل مسؤولية هذا السلوك المنفلت هم الأميركان. هم الذين ربوا الإسرائيليين على هذا السلوك الطائفي وعودوهم عليه.

الإسرائيليون لم يكونوا يريدون إشعال الحرب، ولكن عنصريتهم المنفلتة من عقالها هي التي أوصلتهم إلى الحرب.

إيران استفادت من اندلاع هذه الحرب، وعلى ما يبدو فإن إيران تسعى لتوسيع رقعتها.

خلال اليومين الماضيين أطلق صاروخان اثنان من لبنان على إسرائيل، وصاروخ واحد من سورية على إسرائيل.

من الذي يطلق هذه الصواريخ؟

من الوارد أن إيران تريد توسيع رقعة الحرب لكي تشمل لبنان وسورية.

هذا هو رد إيران على رفض الشعب العراقي لنوري المالكي، وعلى رفض الشعب السوري لبشار الأسد.

المؤسف هو أن إيران تنفخ في نار هذه الحرب ليس بسبب حرصها على فلسطين، ولكن بسبب رفضها لحرية الشعبين العراقي والسوري.

إضافة: تنشيط جبهة القلمون هو رد إسرائيلي

 

خلال الأيام الأخيرة حصلت تطورات مفاجئة في جبهة جبال القلمون.

المتمردون السوريون في تلك المنطقة تنشطوا فجأة وألحقوا خسائر مهمة بمقاتلي حزب الله.

هذه هي المرة الأولى منذ زمن طويل التي نسمع فيها عن انتصارات للمتمردين السوريين في تلك الجبهة.

جبهة القلمون هي مرتبطة بالحرب المحتملة بين حزب الله وإسرائيل.

لو قررت إسرائيل خوض حرب ضد حزب الله فإن تنشيط جبهة القلمون سيساعد إسرائيل على استهداف حزب الله من الخلف.

تنشيط هذه الجبهة سيساعد أيضا على عزل حزب الله عن بشار الأسد.

تنشيط هذه الجبهة في هذا الوقت هو ليس مصادفة. هو على الأغلب رد إسرائيلي على حرب غزة والصواريخ المنطلقة من لبنان وسورية.

موقف أميركا من أحداث فلسطين يشبه موقف إيران من أحداث العراق

أحداث فلسطين الأخيرة جاءت لكي تذكرنا مجددا بمدى سوء الموقف الأميركي من فلسطين.

موقف أميركا من فلسطين هو أسوأ بكثير من موقف إيران من العراق وسورية.

أميركا ما زالت مستمرة في دعمها الأعمى لليهود في فلسطين، وأتباعها العرب ما زالوا يعملون على شرعنة جرائم اليهود وتصويرها على أنها شيء عادي وسلوك حضاري.

من الظلم تشبيه موقف إيران من العراق بموقف أميركا من فلسطين.

أميركا دمرت كل الدول العربية الكبيرة وأعادتها إلى القرون الوسطى فقط لكي تحمي جرائم اليهود في فلسطين.

العدوان الأميركي على الدول العربية بدأ منذ خمسينات القرن العشرين. منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يبق بلد عربي مهم لم يتعرض للدمار الشامل على يد الأميركان.

الأميركان سيطروا على الإعلام العربي واستغلوا ذلك لإقناع العرب بأن ما يجري في فلسطين هو شيء عادي لا يستحق الاهتمام.

لا يجوز أن يفكر أحد من العرب في رفض ما يجري في فلسطين، وإلا فإن مصيره سيكون كمصير الدول العربية التي دمرت تماما (وآخرها الكيان السوري).

المطلوب من العرب هو أن يحاربوا بعضهم البعض. المطلوب هو محاربة الشيعة والنصيرية، ولكن الاقتراب من فلسطين هو ممنوع تماما.

ليس صحيحا أن الفتنة السنية-الشيعية اندلعت بشكل عفوي ونتيجة تطورات غير مقصودة. الفتنة السنية-الشيعية هي مخطط مخابراتي بحت. أتباع أميركا العرب أنفقوا عشرات المليارات من الدولارات على خلق هذه الفتنة. هم أشعلوها عن سابق تصور وتصميم وتخطيط.

السياسة الأميركية هي واضحة وليست غامضة. هي سياسة سيئة جدا جدا جدا ولا يمكن على الإطلاق تشبيهها بالسياسة الإيرانية.

الأخطاء الإيرانية لا تستحق الذكر مقارنة بالشرور الأميركية.

أميركا دمرت العرب وقتلتهم وأفقرتهم وارتكبت كل ما يمكن من جرائم بحقهم لكي تحمي جرائم اليهود في فلسطين.

كل هذا لكي لا يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى ديارهم.

وزير إسرائيلي يطرح التراجع عن مبدأ تقسيم فلسطين

من وكالة أنباء الأناضول:

أعلنت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني أن «هناك مجموعات ممثلة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لا تريد تسوية سياسية مع الفلسطينيين وتقوم بكل ما هو ممكن من أجل تقويض السلام، وتدفع باتجاه دولة ثنائية القومية».
ودعت رئيسة طاقم التفاوض مع الفلسطينيين ليفني، في تصريحات نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، إلى عدم الالتفات إلى اقتراح كل من وزير الاقتصاد وزعيم حزب «البيت اليهودي» نفتالي بنيت، ووزير المواصلات الإسرائيلي إسرائيل كاتس.
وأضافت ليفني: «بنيت يدعو لضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية وتدمير الجدار الفاصل لإقامة دولة واحدة وهو يدعو لمنح الفلسطينيين حكماً ذاتياً، ولكن إذا ما تم تدمير الجدار وأصبحت هناك منطقة واحدة فهذا سيعني أن مليونين ونصف المليون فلسطيني سيصبحون مواطنين في هذه الدولة (إسرائيل) ما يعني نهاية الصهيونية».
وتشكل المنطقة (ج) نحو 60% من مساحة الضفة الغربية وهي تقع الآن تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة وتتجمع فيها المستوطنات الإسرائيلية ويمنع الفلسطينيون من البناء فيها.
ومضت ليفني قائلة إن «الاقتراح الثاني هو ما طرحه الوزير إسرائيل كاتس بشأن القدس الكبرى، بحيث نضم كتلة غوش عتصيون (الكتلة الاستيطانية جنوب الضفة الغربية) ومعاليه أدوميم (الكتلة الاستيطانية شرق القدس) وجفعات زئيف (مستوطنة كبيرة شمال القدس) إلى القدس». وتابعت أن «كاتس وبنيت يعلمان أن اقتراحهما لن يتحقق، إنهما يريدان فقط تسجيل النقاط لصالح من لا يريدون النظام (اليمين المتطرف)، الذين لا يفهمون خطورة الاقتراحات وانعكاسها السلبي على إسرائيل، نريد أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية وأن تكون مرتبطة مع العالم وأن يكون اقتصادها منتعشاً».
ودخلت الحكومة الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية في مفاوضات للسلام دامت تسعة أشهر لم يكتب لها النجاح، انتهى أمدها في 29 أبريل/ نيسان الماضي برفض الإسرائيليين إطلاق سراح دفعة رابعة من الأسرى الفلسطينيين، واستمرارها في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وتوقيع عباس على طلبات انضمام فلسطين إلى 15 معاهدة دولية، وتصالحه مع حركة «حماس».

تقسيم فلسطين هو فكرة مزعجة للصهاينة مثلما أنها مزعجة للفلسطينيين، ولهذا السبب فإن الصهاينة تاريخيا لم يعملوا على ترسيخ التقسيم ولكن على العكس من ذلك– هم عملوا كل ما بوسعهم لإجهاض التقسيم.

هم يزعمون في إعلاناتهم وبياناتهم أنهم يؤيدون التقسيم ويؤيدون قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولكن تصرفاتهم على أرض الواقع لا تتوافق مع ذلك. هم يتعاملون مع الضفة الغربية لنهر الأردن وكأنها جزء من إسرائيل.

هم في الحقيقة يحلمون بتكرار سيناريو النكبة في عام 1948. هم يتصورون أنه سيأتي يوم يتمكنون فيه من تهجير فلسطينيي الضفة الغربية (أو قسم كبير منهم)، وبعد ذلك سيعلنون ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وسيمنحون من تبقى من الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية. هذا هو الهدف الحقيقي الذي يعملون لأجله.

الآن هناك ضغوطات أميركية-إيرانية عليهم، وهذا هو السبب الذي أدى إلى خروج طروحات من قبيل طرح الوزير نفتالي بنيت. هذا الطرح لا يفاجئني لأنه يتوافق مع الأفكار الحقيقية للإسرائيليين. هم لا يؤيدون على الإطلاق تقسيم فلسطين، رغم ادعائهم الأزلي بعكس ذلك. بالنسبة لنفتالي بنيت فإن منح الحكم الذاتي للفلسطينيين هو أهون من تقسيم فلسطين.

أي شخص قرأ الكتاب اليهودي يعلم أن التخلي عن الضفة الغربية لا يتوافق مع ثقافة اليهود. القسم الجنوبي من الضفة الغربية هو المنطقة التي كانت تسمى “يهودا” والتي أخذ اليهود منها اسمهم. هذه المنطقة هي محورية في تاريخ وثقافة اليهود (هي أهم منطقة في فلسطين بالنسبة لليهود).

الضغط الأميركي-الإيراني على الصهاينة (رغم بساطته) أدى إلى خروج طرح الوزير نفتالي بنيت. أنا كتبت في السابق أن حل قضية فلسطين هو ليس أمرا صعبا ولكنه يحتاج فقط لضغط أميركي على الصهاينة. لو كان هناك ضغط أميركي على الصهاينة لكانت هذه القضية حلت منذ بدايتها، ولكن المشكلة هي أن أميركا لم تسع يوما لحل هذه القضية. الأميركان يعتقدون أن إسرائيل هي قاعدة عسكرية لهم في الشرق الأوسط، ولهذا السبب هم لم يسعوا لأية تسوية مع العرب حتى لا يتغير الوضع الموجود في إسرائيل والذي يعتقدون أنه يناسب مصالحهم.

الآن إسرائيل هي مهددة من إيران، وهذا هو السبب الذي جعل الأميركان يعيدون النظر في موقفهم. هم بدؤوا يضغطون على إسرائيل للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. طرح نفتالي بنيت نبع من إحساس الإسرائيليين بوجود نية أميركية حقيقية لتطبيق مشروع تقسيم فلسطين هذه المرة.

الدولة الإسلامية في العراق والشام تخيف إسرائيل

نشر موقع دبكا مقالا آخر وضح فيه ما قاله في مقاله السابق الذي تحدثت عنه في التدوينة الأخيرة. في المقال الجديد هناك محاولة مفضوحة لتلطيخ سمعة الدولة الإسلامية عبر الزعم بأنها تابعة لعائلة الأسد.

نحن عندما اتهمنا جبهة الجولاني بأنها تابعة لإسرائيل لم نكن نلقي التهم جزافا، ولكننا استندنا على معطيات كثيرة جدا ومتراكمة. هناك العديد من التقارير الصحفية التي تحدثت عن دخول المعارضين السوريين إلى إسرائيل وتلقيهم العلاج هناك، وهناك الزيارة الشهيرة التي قام بها نتنياهو إلى هؤلاء المعارضين. هناك أيضا المقابلة الشهيرة التي أجراها الجولاني مع قناة الجزيرة التابعة للمخابرات الأميركية، وهناك المقالات الصحفية الإسرائيلية التي تحدثت عن قيام إسرائيل بتدريب معارضين سوريين.

هناك الكثير من الأدلة على أن المعارضة السورية بشكل عام وجبهة الجولاني بشكل خاص هي متورطة في حلف مع إسرائيل.

القول بأن الدولة الإسلامية في العراق والشام هي متحالفة مع عائلة الأسد هو مجرد كلام فارغ، لأنه لا يستند على أدلة. هذا الكلام روجه عملاء المخابرات الأميركية لتبرير الحرب التي شنوها على الدولة.

كيف تكون الدولة تابعة لعائلة الأسد وهي تحارب عائلة الأسد والمالكي وحزب الله؟

جبهة الجولاني لم تنفذ عملية واحدة ضد إسرائيل، بل على العكس هذه الجبهة تفاخرت على الإعلام بأنها تحترم اتفاق الهدنة مع إسرائيل. أما الدولة الإسلامية فهي شنت مئات وآلاف العمليات ضد نظام الأسد وحلفائه وداعميه.

من الواضح أن المخابرات الأميركية تسعى لتشويه صورة الدولة الإسلامية بهدف تنفير الناس منها وصرفهم عنها. لهذا السبب فإن كل أبواق المخابرات الأميركية في المنطقة (بما في ذلك موقع دبكا الإسرائيلي) يتهجمون على الدولة بنفس اللغة وبنفس التهم التي لا تقنع عاقلا.

في السابق كانت أبواق المخابرات الأميركية تتهجم ليلا ونهارا على إيران والشيعة. في الأسابيع الأخيرة أصدرت المخابرات الأميركية أمرا لجميع أبواقها لكي تركز الهجوم على الدولة الإسلامية. هذا هو سر الحملة القوية التي شنها آل سعود على الجهاديين في الآونة الأخيرة.

كل القصة تتمحور حول إسرائيل. المخابرات الأميركية شعرت بأن الدولة الإسلامية باتت تهدد إسرائيل، وهذا هو السبب الذي جعلهم يعلنون الحرب الشعواء ضدها.

قبل أسبوعين أو ثلاثة بثت قناة الجزيرة (التابعة للمخابرات الأميركية) حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس تتعلق بالدولة الإسلامية. أنا شاهدت قسما من هذه الحلقة، وفي رأيي أن الهدف منها كان تشويه صورة الجهاديين الذين يستهدفون إسرائيل.

الشخص الذي شارك في الحلقة تحت مسمى ضابط في “الجيش الحر” هو عميل صريح للمخابرات الأميركية. كل كلامه هو كلام مخابراتي. هو كان يهاجم الدولة الإسلامية لأنها لا تنفذ عمليات ضد إيران وحزب الله. هو ركز في كلامه على فكرة أن العدو هو إيران وليس إسرائيل، وأيضا هو قال مرارا أن من يريد أن يساعد السوريين يجب أن يستهدف إيران وحزب الله ويتجنب إسرائيل.

من الواضح أن من لقنه هذا الكلام هي المخابرات الأميركية والإسرائيلية. أنا أستغرب كيف أن بعض الناس لا يدركون ذلك. اللافت هو أن حلفاء أميركا في المنطقة باتوا يركزون على ترداد نفس هذا الكلام خلال الأسابيع الأخيرة، وهم يتهمون الدولة الإسلامية بأنها متخاذلة تجاه إيران وعائلة الأسد. لا أدري كيف تكون الدولة متخاذلة تجاه إيران وعائلة الأسد وهي تخوض حربا ضد المالكي في العراق وضد عائلة الأسد في سورية؟ القضية ليس لها علاقة بإيران ولا بعائلة الأسد. على ما يبدو فإن سبب سخطهم على الدولة يتعلق بقضية الجولان. هم يعتقدون أن الدولة تسعى للتمدد إلى الجولان، وهذا هو ما سبب لهم السعار والجنون فأعلنوا الحرب ضد الدولة الإسلامية.

مقال موقع دبكا اعترف صراحة بأن عمليات المقاومة في الجولان هي من تنفيذ الدولة الإسلامية.

أنا لست من أنصار الدولة الإسلامية لأنني لا أوافق على فكرها التكفيري والقمعي والإرهابي، ولكنني رغم ذلك لا أستطيع أن أتجاهل الأمور الجيدة التي تقوم بها الدولة. الجهاد في الجولان هو أمر ممتاز، لأن الجولان هي أرض محتلة على نحو سافر. لا يوجد أحد في العالم يجادل في أن الجولان هي أرض محتلة. إذا كان الإسرائيليون خائفين من الإرهاب في الجولان فأفضل حل هو أن يرحلوا عنها.

هل المحور الإيراني هو من ينفذ عمليات المقاومة في الجولان أم الدولة الإسلامية في العراق والشام؟

نشر موقع دبكا الإسرائيلي مقالا لم أفهم محتواه تماما، ولكن ما فهمته هو أن المقال يبرئ النظام السوري وحزب الله من عمليات المقاومة التي نفذت مؤخرا في الجولان.

لغة المقال مبهمة وغير واضحة، ولكن ما فهمته هو أن المقال ينتقد الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي ضد مواقع الجيش السوري بالأمس. المقال يشير إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام ويتهمها بشكل مضمر بالمسؤولية عن عمليات المقاومة الأخيرة.

أنا لا أدري ما هي مصداقية هذا الكلام، ولكن في حال كانت الدولة الإسلامية تقف وراء عمليات المقاومة فهذا يعتبر تطورا إيجابيا يستحق الإشادة به.

المقاومة في الجولان لا تفيد النظام السوري، بدليل أن إسرائيل ردت بالأمس بقصف مواقع الجيش السوري.

عمليات المقاومة في الجولان من شأنها إيذاء إسرائيل والنظام السوري في آن واحد.

أنا لا أدري كيف تمكنت الدولة الإسلامية من الوصول إلى الجولان. حسب علمي فإن الجهاديين الموجودين في منطقة الجولان هم تابعون للجولاني، ونحن نعرف ما هو موقف جماعة الجولاني من إسرائيل. هم في حالة تحالف مع إسرائيل.

من الممكن أن الدولة الإسلامية نفذت العمليات ضد إسرائيل بهدف إفساد الحلف بين جماعة الجولاني وإسرائيل.

لو غضبت إسرائيل على الجهاديين فهي لن تميز بين من هو تابع للجولاني ومن هو تابع للدولة. الدولة لن تتأثر كثيرا من غضب إسرائيل لأنها بعيدة عن الجولان، ولكن جماعة الجولاني سوف تتأثر لأنها موجودة في منطقة الجولان وهي متحالفة مع إسرائيل.

أنا لا أدري ما هي حقيقة ما يدور في الجولان، ولكن تنشيط جبهة الجولان هو أمر إيجابي، ومن ينفذ عمليات المقاومة هي جهة تستحق الإشادة مهما كانت.

وجود الجيش الإسرائيلي في الجولان هو من أساسه وجود غير شرعي. هذه المنطقة هي في الأصل محافظة سورية اسمها محافظة القنيطرة. لا يحق لإسرائيل أن تمنع أي سوري من الدخول إلى هناك. كل جهادي في سورية يحق له أن يذهب إلى الجولان وأن يستهدف القوات الإسرائيلية الموجودة هناك، لأن هذه القوات هي موجودة هناك بشكل غير شرعي.

موقع دبكا الإسرائيلي: إقصاء بندر بن سلطان يترك نتنياهو وحيدا في حملة التحريض ضد إيران وسورية

موقع دبكا الإسرائيلي ينعي بندر بن سلطان:

Saudi Intelligence chief Prince Bandar bin Sultan was reported by Debkafile’s US and Saudi sources Wednesday, Feb. 19, to have been removed from policy-making in Riyadh. The prince was the live wire of kingdom’s drive against President Barack Obama’s détente with Tehran. Bandar’s removal is one up for Obama, and a significant loss for Israel’s Binyamin Netanyahu as the only other Middle East leader ready to publicly decry US policies on Iran and Syria. No word about the prince’s status has come from Riyadh since he dropped out of sight a month ago.

الإسرائيليون يفتقدون بندر بن سلطان لأنه كان من أشد المحرضين ضد إيران وسورية.

لا أدري ما هي مشكلة بندر بن سلطان ولماذا يحمل كل هذا الحقد ضد خط المقاومة.

هل هناك علاقات شخصية بينه وبين الصهاينة؟

هناك مصادر تقول أنه مدمن للكحول والمخدرات وأنه مصاب بأمراض نفسية.

هو أيضا عاش لفترة طويلة في أميركا. ربما تكون لديه علاقات صداقة شخصية مع صهاينة.

ربما تكون حتى لديه علاقات غرامية مع صهاينة. نحن نذكر قصة الأمير الذي قتل الملك السابق فيصل. هو كان على علاقة غرامية مع امرأة صهيونية وهذه المرأة هي التي حرضته على قتل الملك فيصل.

الله أعلم ما هي سيرة بندر بن سلطان، ولكن عموما هذه الصورة تكشف لنا جانبا من سيرته:

علاقة شكري القوتلي بالمشروع الصهيوني

عندما تحدثت عن شكري القوتلي كنت أظن أنني أقول كلاما جديدا، ولكنني بحثت على الإنترنت ووجدت مقالا قيما يتعلق بشكري القوتلي يعود إلى عام 2006. المقال منشور في موقع فلسطيني وكاتبه هو “محمد الوليدي”.

إقرأ المزيد

بعد إدخال إيران في “لجنة القدس”… هل يتم إدخالها في مفاوضات التسوية الفلسطينية؟

زار جبريل الرجوب إيران مؤخرا بهدف التمهيد لزيارة لمحمود عباس إلى إيران:

فلسطين اليوم – طهران : قال اللواء جبريل رجّوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان حركته مستعدة لبرنامج مقاومة اذا فشلت المفاوضات.
وأضاف الرجوب في حوارٍ أجرته معه صحيفة “الوفاق” لدي زيارته لايران “نحن نهنئ الشعب الايراني بالذکري الـ35 لانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الإمام الخميني والذي کنّا نحن الفلسطينيين نُحبّه ومازلنا نُحبّه”.
وقال: نقلت للقيادة الايرانية رسالة تقدير وتشجيع من الرئيس محمود عباس علي الحکمة غير المسبوقة والقرار الجريء للرئيس الإيراني بإدارة ملف المشروع النووي الذي حاول البعض إستخدامه لتدمير قدرات ايران العسکرية والاقتصادية، وهذا هو جوهر رسالتنا للقيادة الايرانية وللشعب الايراني، ونحن معنيّون أن تصل هذه الرسالة لکل إيراني لأننا نُريد أن نُعيد فلسطين إلي مکانها الطبيعي في قلوب الايرانيين.
وردّاً علي سؤال بشأن انتشار أنباء لزيارة مُرتقبة للرئيس عباس إلي ايران قال: نحن تحدّثنا وننتظر دعوة رسمية للأخ أبو مازن لزيارة ايران، واننا جاهزون لتطوير علاقة ثنائية علي خارطة مصالح وطنية فلسطينية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية مشددا على القول “نحن جاهزون لتطوير العلاقات بما في ذلك زيارة رسمية للرئيس أبو مازن لإيران وعقد إتفاقيات وآليات للتعاون لتوفير کل أسباب الصمود لشعبنا في فلسطين”.

لا أدري إن كان هذا التحرك الفلسطيني تجاه إيران عملا فلسطينيا بحتا أم أن الأميركان يقفون وراءه، ولكن فلسفة هذا التحرك هي نفس الفلسفة التي جعلت المغرب يوجه دعوة لإيران لكي تنضم إلى “لجنة القدس”.

موقع دبكا الإسرائيلي أقر بأن الدعوة التي وجهها المغرب إلى إيران للانضمام إلى لجنة القدس كانت بإيعاز أميركي.

لن أستغرب إن تبين يوما ما أن التقارب الفلسطيني المستجد مع إيران هو أيضا بإيعاز أميركي.

إيران تاريخيا كانت بعيدة عن مفاوضات التسوية الفلسطينية، ولكننا في الآونة الأخيرة نرى محاولات لجر إيران إلى هذه المفاوضات، ويبدو أن الأميركان هم من يقف وراء ذلك.

السبب واضح. أكبر مشكلة بين أميركا وإيران هي القضية الفلسطينية. الأميركان يحاولون إقناع إيران بالتخلي عن موقفها من القضية الفلسطينية عبر جرها إلى مفاوضات التسوية.

الأميركان وضعوا إيران أمام خيارات صعبة جدا. من جهة هم دمروا سورية وحولوها إلى بالوعة تستنزف الأموال الإيرانية، ومن جهة ثانية هم يعرضون على إيران أن تدخل في التسوية الفلسطينية وأن تصبح إحدى الدول الراعية للقدس.

الأميركان أرادوا بذلك تيئيس الإيرانيين من الاستمرار في معاداة إسرائيل. الأميركان يقولون للإيرانيين أن معاداة إسرائيل تستنزف أموالكم في سورية وتجعل المسلمين السنة يأخذون موقفا معاديا لكم. لو غيرتم موقفكم من إسرائيل فستنتهي المشكلة السورية وسينفتح المسلمون السنة عليكم.

السبب الوحيد للحرب التي يشنها آل سعود على إيران هو موقف إيران من إسرائيل. لو تغير موقف إيران من إسرائيل فسوف يتغير موقف آل سعود 180 درجة.

هناك إغراءات وضغوط ضخمة على إيران لكي تغير موقفها من القضية الفلسطينية.

لو قبلت إيران بتغيير موقفها فهذا لن يكون أمرا معيبا بل سيكون تصرفا حصيفا. لو كنت مكان الإيرانيين لكنت غيرت موقفي وانفتحت على إسرائيل.

معاداة إسرائيل سببت لإيران الكثير جدا من الخسائر. إيران الآن لا تواجه فقط الصهاينة والغربيين ولكنها تواجه أيضا حلفاء الصهاينة من المسلمين السنة والوهابيين.

مشكلة إسرائيل لم تعد لدى الأميركان ولكنها للأسف أصبحت مشكلة سنية-وهابية. في السابق كان الغطاء الذي يحمي إسرائيل هو الغطاء الأميركي، ولكن في عصرنا الحالي من يحمي إسرائيل هم المسلمون السنة قبل الأميركان، وبالتالي معاداة إسرائيل صارت مكلفة جدا لأي بلد.

دولة البغدادي وصلت إلى طرابلس اللبنانية… متى ستصل إلى فلسطين؟

سلفي من طرابلس اللبنانية يبايع أبا بكر البغدادي:

 

أهم جزء في المقطع هو الجزء الأخير الذي يتحدث فيه عن الجيش اللبناني. هو يصف الجيش اللبناني بالصليبي ويدعو أهل السنة للخروج منه.

هذه البيعة هي أمر متوقع نظرا للسياسة التي انتهجها الرئيس اللبناني ميشيل سليمان. سياسة ميشيل سليمان كانت تمهد الطريق أمام وصول الدولة الإسلامية إلى لبنان.

الغريب هو أن الوهابيين في فلسطين لم يعلنوا ضم فلسطين إلى دولة البغدادي. بدلا من ذلك هم يهاجرون من فلسطين (ويتركونها لليهود) ويأتون إلى سورية لكي يجاهدوا ضد النصيرية.

هذا لوحده يكشف مدى فساد العقيدة الوهابية التي تقوم عليها دولة البغدادي.

كان الأحرى بوهابية فلسطين أن يعلنوا ضم فلسطين إلى دولة البغدادي وأن يبدؤوا في شن عمليات جهادية ضد الجيش الصهيوني.

إذا كان الجهاد صعبا داخل فلسطين فليأتوا إلى محافظة درعا في سورية وليجاهدوا ضد الجيش الصهيوني في الجولان.

من يريد جهاد الصهاينة يمكنه أن يجاهد، ومن يريد اختلاق الأعذار للتهرب من جهاد الصهاينة يمكنه ذلك أيضا.

أنا أتوقع عما قريب أن يعلن الوهابيون الحرب على شيعة جنوب لبنان بحجة أن هذه مقدمة للوصول إلى فلسطين.

لماذا تذهبون من الطريق الصعب وتتركون الطريق السهل عبر الجولان؟ محافظة درعا ليس فيها رافضة وهي تطل مباشرة على الصهاينة وفلسطين. هذا طريق مختصر نحو فلسطين دون المرور بالرافضة.