تراجع ترمب عن قرار الانسحاب من سوريا أو خلعه من السلطة قبل اكتمال تنفيذ القرار هي أمور ممكنة

موقف ترمب الأخير بشأن سوريا هو ليس مفاجئا.

كتبنا مرارا أن ترمب لم يتخل عن فكرة تسليم سوريا للروس وأنه ينتظر اللحظة المناسبة لفعل ذلك. نحن دعونا السوريين لأن يحمدوا ربهم إن بقي الوضع السوري على حاله خلال فترة وجود ترمب في البيت الأبيض.

لماذا قرر ترمب أن هذا هو التوقيت المناسب لتنفيذ حلمه بتسليم سوريا للروس؟ أحد الأسباب على الأغلب هو التصعيد التركي. ترمب رأى أن إصدار قرار الانسحاب من سوريا في الوقت الحالي سوف يجعل الناس تربط بين القرار وبين الضغوط التركية. الناس سوف تقول أن قرار الانسحاب صدر لأجل تركيا وليس لأجل روسيا.

أيضا من الوارد أن ترمب أراد استثمار أزمة “إغلاق الحكومة” التي يصنعها هو بنفسه. هو قال لنفسه (وفق تفكيره الساذج) أن الأميركيين سوف يلتهون بأزمة إغلاق الحكومة وينسون قضية الانسحاب من سوريا.

الاتهامات التي صدرت عن المحقق مولر لم تتطرق إلى تواطؤ ترمب مع الروس. هذا قد يكون عاملا شجع ترمب على المضي قدما في تنفيذ مؤامرته في هذا الوقت.

نحن نفترض فرضا أن ترمب اختار توقيت إصدار القرار من تلقاء نفسه. نحن لا نعلم أن هذا هو الواقع فعلا. من المحتمل أن الروس هم الذين أوعزوا له بأن هذا هو الوقت المناسب لإصدار القرار.

أحد أكبر المتضررين من قرار ترمب هو تركيا. هذا الكلام سيفاجئ البعض، لأن تركيا دأبت على إظهار العداء للوجود الأميركي في سوريا. ولكن الموقف التركي من هذه القضية هو مجرد زعبرة. الوجود الأميركي في سوريا هو مبرر الوجود التركي في سوريا. الروس والإيرانيون أدخلوا تركيا إلى سوريا في مقابل أن تقوم تركيا بمحاربة الوجود الأميركي في سوريا. إذا انتهى الوجود الأميركي في سوريا فسوف يفقد الاتفاق التركي-الروسي-الإيراني معناه. الروس والإيرانيون سوف يطردون تركيا إلى خارج سوريا بمجرد خروج الأميركان من سوريا. الأتراك يفهمون ذلك، ولهذا السبب هم الآن يشعرون أنهم في ورطة كبيرة. بالأمس صرح وزير الدفاع التركي بأن تركيا سوف تدفن مقاتلي قسد، واليوم أردوغان أيضا هدد مقاتلي قسد. لو كان الأتراك يريدون فعلا خروج أميركا من سوريا لكانوا التزموا الصمت في هذه الأيام. التهديد والوعيد لقسد في هذه الأيام لا يسهل خروج أميركا من سوريا.

سبب التصعيد التركي الأخير ضد الأميركان (الذي استغله ترمب لإصدار قرار الانسحاب) هو أن الأتراك يتعرضون لضغط شديد من روسيا في قضية إدلب. التصعيد التركي ضد أميركا كان مجرد مسرحية هدفها تهدئة الروس.

على كل حال، هذه القضية كما ذكرنا سابقا هي أكبر مما يتصوره ترمب ومؤيدوه. نحن لا نتوقع أبدا أن الأمور ستسير وفق تصور ترمب الساذج.

قرار الانسحاب من سوريا لن ينفذ فورا وإنما خلال شهرين أو أكثر. أيضا استقالة وزير الدفاع الأميركي هي ليست نافذة فورا وإنما في شهر فبراير. لا أحد يدري ما الذي سيحصل خلال الشهرين القادمين. من الوارد أن ترمب سيقتلع من البيت الأبيض قبل انقضاء هذين الشهرين. إذا لم يقتلع فهو بلا شك سيتعرض لضغط ضخم لكي يلغي أو يعدل قرار الانسحاب من سوريا.

استقالة جيمس ماتس هي أمر كبير. هذه الاستقالة هي أول الغيث في سيل الضغوط التي سيتعرض لها ترمب.

3 آراء حول “تراجع ترمب عن قرار الانسحاب من سوريا أو خلعه من السلطة قبل اكتمال تنفيذ القرار هي أمور ممكنة

  1. هههههههههه ياحرام ياهاني ماعمتقدر تتحمل خاذوق الانسحاب وعمتامل نفسك بعدم حصولوا
    لك وين تحليلاتك ومقالاتك الطويلة العريضة عن هللي حيصير بسورية
    هاني للمرة العاشرة انا جاهز باي وقت وبكل محبة وطيب خاطر اعطيك دروس بالسياسة

  2. يا هاني، انت خبير في علم الأستحمار والأستجحاش. الى متى ستبقى تتحفنا بتخيلاتك التافة هذه؟ اما آن لك ان تنقلع؟ لعنة الله عليك كلما حل ذكرك وكلما غابت الشمس وطلعتز

أضف تعليق