إيران تحاضر في مكافحة الإرهاب رغم أنها هزمت أمامه شر هزيمة

ما زالت الحكومة الإيرانية تملك الجرأة على تقديم النصائح في مكافحة الإرهاب:

http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=174323

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف, يوم الإثنين, إن اضعاف الحكومة السورية يعني تقوية تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وهذا تناقض يعاني منه التحالف الدولي ضد “داعش”.

إيران قالت في البداية أنها تحارب الإرهاب في سورية والعراق، ولكننا رأينا لاحقا ما الذي حصل. النهج الإيراني أدى لسقوط مناطق شاسعة في سورية والعراق تحت سيطرة داعش، التي هي كيان متطرف جدا. ليس هذا فقط بل إن النهج الإيراني خلق ردة فعل سلبية في صفوف شيعة العراق دفعتهم للتمرد على إيران.

إيران قالت أن رحيل نوري المالكي سيكون هزيمة كبيرة لها وسيؤدي إلى تدمير الشيعة وانتصار الوهابيين وإسرائيل آل سعود والأميركان إلخ. شيعة العراق لم يتأثروا بكل هذا الكلام وخلعوا نوري المالكي رغما عن أنف الحكومة الإيرانية.

في المحصلة إيران خسرت سنة العراق ودفعتهم إلى أحضان داعش، وهي أيضا خسرت شيعة العراق وجعلتهم يتمردون عليها ويتقاربون مجددا مع الأميركان. شيعة العراق انخرطوا بشكل كامل في التحالف الأميركي ضد الإرهاب، وهم كانوا مستعدين حتى للقبول بعودة القوات الأميركية مجددا إلى العراق.

إيران أنقذت قسما صغيرا من نفوذها في العراق عندما قررت في اللحظة الأخيرة أن تتخلى عن نوري المالكي وألا تعارض تنصيب بديل له. بسبب هذا التصرف (المتأخر جدا) هي ما زالت تحظى ببعض التأثير في العراق، وهي استغلت هذا التأثير للضغط على شيعة العراق وإقناعهم بعدم استقبال قوات أميركية.

إيران تحاول أيضا أن تستثمر موقفها المعادي (ظاهريا) لداعش لكي تكسب شعبية في صفوف أكراد العراق. الإيرانيون يقولون أنهم تدخلوا لدعم أكراد العراق وأنهم أنقذوا أربيل من السقوط. ولكن أكراد العراق يعلمون أن السياسة الإيرانية هي التي أدت لخلق مشكلة داعش من الأساس. سقوط الموصل ما كان ليحصل لولا السياسة الإيرانية.

إيران خسرت قسما كبيرا من نفوذها وهيبتها في العراق بسبب السياسة الخرقاء التي اتبعتها. هي عمليا أوصلت نظام نوري المالكي إلى السقوط والانهيار التام.

سياسة إيران في سورية هي أفشل حتى من سياستها في العراق. بعض الناس للأسف يقعون ضحية إعلام حزب الله اللبناني والأبواق التابعة له (قناة الميادين، جريدة الأخبار، إلخ). من يتابع إعلام حزب الله اللبناني يظن أن إيران هي منتصرة في سورية، وأنها “أفشلت” مساعي خصومها، ولكن هذا الكلام هو مجرد هراء. إيران حاليا لا تسيطر على أي شيء في سورية سوى بشار الأسد. حتى العلويون (الذين هم مؤيدون بشدة لبشار الأسد وبالتالي إيران) بدؤوا يتململون. هم لم يعودوا مقتنعين بترهات بشار الأسد.

لولا التدخل الأميركي الذي خفف ضغط داعش عن بشار الأسد لكان وضع بشار الأسد الآن حرجا جدا. لو استمر التقدم الذي كانت داعش تحرزه لما كان بشار الأسد صمد لفترة طويلة. من العجيب أن إيران تنتقد التدخل الأميركي رغم أن هذا التدخل أنقذ بشار الأسد، وبالتالي هو أنقذ آخر ذرة من النفوذ الإيراني في سورية.

إيران دمرت سورية ودمرت شعبها وخسرت كل شيء فيها. هي لم تعد تملك شيئا في سورية سوى هذا الأهبل المختل عقليا المسمى بشار الأسد. بمجرد أن يسقط هذا الأهبل سوف يتبخر النفوذ الإيراني تماما. هل هناك فشل كهذا الفشل؟

أنا أدعو لعلاقات جيدة مع إيران، ولكن المشكلة هي أن كثيرا من السوريين باتوا مشحونين جدا ضد إيران. بالأمس رأيت هذا المقطع:

لهجة هذا الرجل تدل على أنه من محافظة إدلب في شمال غرب سورية. لاحظوا كم الحقد الذي يحمله تجاه إيران والذي دفعه لتصوير هذا المشهد.

سياسة إيران أدت لتدمير نفوذها ليس فقط في سورية، ولكن في العراق أيضا. إعلام إيران حاول أن يبرز أحداث اليمن بوصفها انتصارا لإيران، ولكن ما هو المنطق في هذا؟ حتى لو فرضنا أن إيران انتصرت في اليمن فهذا لا ينفي حقيقة الهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها في العراق وسورية. هذان البلدان هما أقرب إلى إيران من اليمن.

حتى حزب الله اللبناني (الذي هو درة التاج الإيراني) بات يعاني من مشكلة كبيرة. بالأمس اقتحمت جبهة النصرة مناطق مؤيدي حزب الله داخل الأراضي اللبنانية. هذا السيناريو هو نفس السيناريو الذي كنا نتحدث عنه قبل سنوات بوصفه مؤامرة إسرائيلية. المؤامرة الإسرائيلية أصبحت أمرا واقعا رغم أننا كنا نعرفها سلفا ونحذر منها. على ماذا يدل ذلك؟ هو يدل على مدى فشل سياسة إيران وحزب الله. هذه السياسة لم تحبط المؤامرات الإسرائيلية ولكنها صبت الزيت على النار وحققت لإسرائيل أكثر مما كانت تحلم به.

رأي واحد حول “إيران تحاضر في مكافحة الإرهاب رغم أنها هزمت أمامه شر هزيمة

أضف تعليق