ما حدث في عدرا العمالية ليس مجزرة طائفية

ما زال أنصار النظام السوري يجهدون في تزييف حقيقة ما حصل في “مدينة عدرا العمالية”. هم ما زالوا يزعمون أن ما حصل هو استهداف طائفي للعلويين، رغم أن هناك عشرات الشهادات التي أكدت أن الاستهداف لم يكن مقصورا على العلويين.

نزار نيوف أكد أن الاستهداف لم يكن مقصورا على العلويين وأن هناك عشرات الضحايا من السنة. نزار نيوف هو علوي معروف بمناهضته للوهابيين والإسلاميين، وهو يعلن معارضته للثورة السورية المسلحة بشكل صريح. لا يوجد أي سبب يدفع نزار نيوف لتزييف حقيقة ما حصل.

أنا شاهدت برنامجا على “قناة الميادين” يتضمن مقابلات مع بعض الهاربين من عدرا العمالية. بعض الأشخاص الذين تحدثوا في المقابلات أكدوا أن الاستهداف لم يكن مقصورا على العلويين وأنه شمل جميع المنتفعين من النظام السوري وأجهزته.

القول بأن ما حصل في عدرا العمالية هو مجزرة طائفية يقف وراءها دافع ديني هو مجرد كذبة لا دليل عليها. الأدلة تشير إلى أن ما حصل كان مجزرة طبقية ضد المنتفعين من النظام السوري بغض النظر عن أديانهم.

مدينة عدرا العمالية هي رمز يعبر عن فساد النظام السوري وتهميشه لفقراء الشعب السوري واستغلاله لهم. لهذا السبب أصيبت حاشية النظام السوري ومحاسيبه بالهيستيريا جراء ما حصل في هذه المدينة البرجوازية.

موقع “سيريا ستيبس” (الذي يعبر عن حواشي النظام) نشر عشرات المقالات حول عدرا العمالية. هذا الموقع لم يشعر بأن هناك في سورية مشكلة إلا عندما وقعت مجزرة عدرا العمالية. أنا لا أتابع “قناة الدنيا” أو “قناة سما” ولكن بناء على معرفتي بنهج هذه القناة في الفترة السابقة للثورة السورية فإنني لن أفاجئ إن علمت أنها هي أيضا أقامت الدنيا حول مجزرة عدرا العمالية.

مجزرة عدرا العمالية هي جريمة نكراء مدانة، ولكن هذه المجزرة لا تعبر كثيرا عن الجانب الوهابي أو الإرهابي للثورة السورية. هذه المجزرة لها طابع طبقي.

4 آراء حول “ما حدث في عدرا العمالية ليس مجزرة طائفية

  1. اخ هاني يبدو ان العد التنازلي مستمر معك . للأسف انه احيانا تتبنى رأي معين وتبني عليه .علما ان الصورة الحقيقية مخالفة تماما لما تقوله : القول ان عدرا يسكنها برجوازيو النظام ولهذا السبب تم قتل اهلها فهذا مخالف للواقع كليا . نعم عدرا يسكنها بغالبيتها موظفون وعمال في المؤسسات التابعة للدولة ولكن هؤلاء هم افقر من عليها . لو انك زرت عدرا العمالية لأدركت فورا من خلال موقعها والشكل العام المزري للمنطقة ان من يسكنها هم فقراء ولو انهم برجوازيين كما تقول لما قبلوا بالسكن في هذه المنطقة . القول ان الاقليات لم تكن مستهدفة بحد ذاتها بحجة ان هناك ايضا قتلى من الطائفة السنية فهذا مجافي للحقيقة . الحق ان كل الاقليات في عدرا قد ذاقت الويلات من هؤلاء فقط لانهم من الاقليات وايضا هناك من اخوتنا السنة الشرفاء الذين قتلوا على يد هؤلاء الهمج بسبب مواقفهم وعدم موافقتهم على نهج الهمج . نعم هناك من الاخوة السنة الشرفاء من خبئ اخوته من الاقليات ودافع عنهم وهؤلاء ايضا اضطروا ان يرفعوا حمايتهم عند انكشاف الامر ومنهم من قتل عند محاولته الدفاع عن من بحمايته . هذه هي الحقيقة . الحقيقة ان هؤلاء الهمج ومن يناصرهم من السوريين هم طائفيون بامتياز اما بقية شعبنا من اخوتنا السنة هم ليسوا على الاطلاق طائفيين .

    • أهلا… صحيح أن موظفي الدولة فقراء، ولكن هناك في سورية ملايين أفقر من موظفي الدولة ويتمنون أن يتوظفوا في الدولة وأن يسكنوا في مدينة عدرا العمالية، خاصة في ظل هذه الحرب التي دمرت معظم البلاد.

  2. الملايين الذين هم أفقر من موظفي الدولة ليسو من دوما المنبع الذي جاء منه أبو علي خبية…
    إن كان الموضوع هو أفقر و أغنى فالدومامنة أغنى من سكان عدرا.. الدوامنة كان عندهم أراضي زراعية، ترطوا الزراعة وتفرغوا للعمل الثوري، وقبل الثورة كانوا يبيعون أراضيهم بالملايين.. لا أعتب على هاني فهو لا يعرف تفاصيل ريف دمشق..
    الحرب الحالية يمكن وصفها بأنها فئوية، بين فئتين:
    الأولى- تريد العمل والبناء.. تعلم أن النظام فيه الكثير من الفساد، ولكنها تعترف أيضاً أن هناك أمل بالتغيير. الفقراء من هذه الفئة اعتمدوا على أنفسهم ودرسوا وتخرجوا وعملوا في الدولة..
    الثانية- فئة فقدت كل شيء، أو ليس عندها شيء لتخسره، فقد باعت أراضيها وخسرت أموالها بالبهورة والسيارات الحديثة والموبايلات الحديثة، أو هي بالأصل فقيرة أو معدمة، ولم تتعلم أو تدرس فوجد أفرادها أنفسهم أمام موقف مثالي لتعويض ما فاتهم من قصور مادي..

أضف تعليق