الغربيون لا يعرفون شيئا عن السنة في سورية

خلال حياتي قرأت ربما عشرات الأبحاث والمقالات الغربية التي تتعلق بالعلويين في سورية، ولكنني لا أذكر أنني قرأت أية كتابات غربية تتعلق بالسنة في سورية.

هل هناك مستشرق ذهب إلى منبج والباب ومارع وتل رفعت؟ هل هناك مستشرق ذهب إلى الرقة؟ هل هناك مستشرق ذهب حتى إلى ريف دمشق أو ريف حمص؟

معظم المستشرقين الذين قرأت كتاباتهم يذهبون إلى مناطق العلويين ويدرسون العلويين، وكأن العلويين هم الشيء الغامض في سورية.

العلويين هم بسطاء جدا وحياتهم واضحة وظروفهم واضحة وأفكارهم واضحة. لا أدري ما هو سر الهوس الغربي بدراسة العلويين.

هل تعرفون من أين يحصل المستشرقون الغربيون على معلوماتهم حول السنة في سورية؟ هم يتحدثون مع سنة المدن الكبيرة الذين يتقنون اللغات الأوروبية ويطمحون للهجرة نحو الغرب.

عندما أسمع وصف المستشرقين للسنة في سورية فإنني أتذكر هذه الطبقة المخملية التي لا تمثل سوى جزء ضئيل من السنة في سورية.

معظم السنة في سورية يعيشون في الأرياف وفي الأحياء الفقيرة المهمشة التي لا يوجد فيها من يتحدثون اللغات الأوروبية بطلاقة. من يريد أن يفهم السنة في سورية يجب أن يذهب إلى هذه المناطق ويعيش مع سكانها ويفهم طباعهم وأفكارهم. أنا لا أذكر أن أحدا من المستشرقين فعل ذلك، ولهذا السبب المستشرقون عموما لا يفقهون شيئا حول سورية ومعظم كتاباتهم وتنبؤاتهم حول سورية ثبت أنها مجرد هراء.

العلويون هم ليسوا المشكلة في سورية. من يريد أن يفهم أزمة المجتمع السوري يجب أن يدرس الطبقة السنية المحافظة التي يوجد فيها عدد لا بأس به من المتعصبين والإرهابيين. هذه الطبقة هي التي نفذت الثورة السورية التي اندلعت أخيرا.

تنظيم “داعش” لم يأت من العراق كما يقال في الإعلام. معظم أفراد هذا التنظيم هم سوريون من السنة. ما هو رأي المستشرقين الفطاحل في ذلك؟

النظام السوري هو الذي صنع الإرهاب في سورية، ولكن مشكلة المستشرقين هي أنهم نفوا وجود الإرهاب من الأساس. هم صوروا الثورة السورية على أنها حركة مطالبة بالديمقراطية.

غالبية الثوار الذين تظاهروا في بداية الثورة السورية لا يفقهون شيئا في الديمقراطية وحقوق الإنسان. أفكار هؤلاء هي أسوأ من أفكار النظام السوري. ما نراه الآن في مقاطع اليوتيوب هو ليس ظواهر مستوردة من الخارج بل هو نتاج لثقافة بعض الثوار الذين خرجوا في المظاهرات.

رأيان حول “الغربيون لا يعرفون شيئا عن السنة في سورية

  1. أزمة المجتمع السوري تتجاوز التصنيفات والانتماءات الطائفية. الجهل والتطرف موجود بصور مختلفة في كل فئات وطوائف المجتمع السوري. حصر هذه المشاكل بفئة وطائفة معينة كما تشير انت في هذه التدوينة أو كما يفعل بعض المعارضين على الطرف الاخر هو كلام غير دقيق وغير علمي.

أضف تعليق