صفقة النووي الإيراني لا تشبه صفقة الكيماوي السوري في شيء

بعض الكتاب الحاقدين على إيران يحاولون أن يشبهوا صفقة النووي الإيراني بصفقة الكيماوي السوري بهدف الإساءة لإيران، ولكن هذا الكلام هو غير منطقي ولا يقنع أي مراقب جاد.

أنا تحدث في السابق عن جوهر النزاع بين أميركا وإيران، وقلت وقتها أن الحديث عن سعي إيران لامتلاك سلاح نووي هو مجرد ذريعة أميركية لمحاصرة إيران وإضعافها.

لا يوجد أي دليل على أن إيران كانت تفكر في صنع سلاح نووي، بل على العكس كل شيء يدل على أن هذه مجرد خزعبلة أميركية-إسرائيلية لا أساس لها في الواقع.

من الناحية النظرية إيران ليست لها أي مصلحة في صنع السلاح النووي. لو أن إيران صنعت السلاح النووي فهي كانت ستتعرض لحصار من مجلس الأمن على شاكلة حصار كوريا الشمالية، وهي كانت ستخسر كل حلفائها الدوليين وكل مصداقيتها الدولية. هي كانت عمليا ستخرج نفسها من خريطة العالم وستتحول إلى دولة منبوذة معزولة. ما هي مصلحة إيران في هذا السيناريو؟ وهل هذا السيناريو هو قابل للتطبيق أصلا في إيران؟ النظام الإيراني يختلف جذريا عن النظام الكوري الشمالي سواء من الناحية الداخلية أم من ناحية الأهداف الخارجية. تشبيه إيران بكوريا الشمالية هو ليس تشبيها جديا ولكنه مجرد دعاية غربية وذريعة لتبرير الحرب الأميركية على إيران.

الحرب على إيران ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بقضية السلاح النووي المزعوم. سبب الحرب على إيران هو سبب جيوسياسي بحت. إيران هي دولة ترفع شعارات معادية لأميركا وإسرائيل، وفي حال أصبحت إيران دولة ذات نفوذ واسع فهذا من شأنه خلخلة الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط وفي آسيا عموما، وربما حتى في العالم.

من هنا كان يجب أن يتم “ترويض” إيران وإدخالها في نادي “القوى الدولية” لكي يتمكن الأميركان من التفاهم معها وفق قواعد هذا النادي.

هدف الحرب على إيران من الناحية الاستراتيجية هو خلق تفاهم أميركي-إيراني يحفظ أكبر قدر ممكن من المصالح الأميركية، وهدف الحرب على إيران من الناحية التكتيكية أو قصيرة الأجل  هو حماية إسرائيل.

“الصفقة الكيماوية” الخاصة بسورية هي مجرد جزء من التفاهم الشامل الأميركي-الإيراني (هي كانت بداية هذا التفاهم). أنا توقعت مسبقا أن إيران في النهاية ستتنازل وستقبل بتقديم ضمانات لإسرائيل في مقابل التوصل إلى تسوية مع الأميركان، وهذا هو ما حصل بالفعل. الصفقة الكيماوية الخاصة بسورية هي ضمانة قدمتها إيران لإسرائيل. سورية هي ليست طرفا في الصفقة الكيماوية. هذه الصفقة هي ظاهريا صفقة أميركية-روسية ولكنها في العمق صفقة إيرانية-إسرائيلية. الروس والأميركان هم ليسوا أكثر من وسطاء فيما يتعلق بهذه الصفقة تحديدا.

السلاح الكيماوي السوري لا يشكل تهديدا خطيرا للمصالح الأميركية، ونزع هذا السلاح هو ليس مصلحة كبرى لأميركا، ولكن أميركا رغم ذلك جعلت نزع السلاح الكيماوي السوري مطلبها الأهم وهي لم تقبل أن تتفاهم مع إيران قبل نزع السلاح الكيماوي السوري. السبب هو أن أميركا أرادت تقديم ضمانات وتطمينات استراتيجية لإسرائيل. الأميركان يعتقدون أن التفاهم مع إيران هو غير ممكن دون تقديم ضمانات استراتيجية لإسرائيل، ولهذا السبب هم أصروا على تدمير سورية ونزع كل أسلحتها قبل الشروع في التفاهم مع الإيرانيين.

هذه هي الصورة العامة لما جرى. كيف يمكن لشخص جاد أن يشبه الصفقة النووية الإيرانية بالصفقة الكيماوية السورية؟

الصفقة النووية الإيرانية أنهت الحرب على إيران دون أي تنازل من إيران. أجهزة الطرد المركزي ما زالت موجودة في إيران، والإيرانيون ما زالوا يخصبون اليورانيوم ولن يوقفوا تخصيبه أبدا. سبب كل العقوبات الغربية على إيران هو موضوع تخصيب اليورانيوم.

الكلام عن أن إيران خسرت سلاحها النووي هو مجرد زعبرة إعلامية وليس تحليلا جديا. إيران لم تكن قادرة أو راغبة في امتلاك السلاح النووي.

الصفقة الكيماوية السورية هي ليست “صفقة”. هذه الصفقة كانت مجرد صك إذعان واستسلام قدمه النظام السوري للإسرائيليين دون قيد أو شرط. الصفقة الكيماوية تشبه إلى حد كبير ما حصل في عام 1967، ولكنها أسوأ، لأن ما حصل في عام 1967 هو قابل للمحي، ولكن الصفقة الكيماوية هي غير قابلة للمحي. ما حصل في عام 1967 سبب إدانة دولية لإسرائيل، ولكن الصفقة الكيماوية لم تسبب أي خسائر لإسرائيل. هذه “الصفقة” هي ربح استراتيجي صاف لإسرائيل.

الصفقة الكيماوية السورية هي الذل والعار في أنقى صوره. هي هزيمة جديدة كبرى أمام إسرائيل.

الصفقة النووية الإيرانية هي أمر مختلف تماما. الصفقة النووية الإيرانية هي الثمن الذي قبضته إيران في مقابل تسهيل الصفقة الكيماوية السورية.

لا يوجد تشابه بين “الصفقتين”. الصفقة الأولى هي تنازل من سورية لإسرائيل، والصفقة الثانية هي تنازل من الغرب لإيران. ما حصل هو أن الغرب خفف حربه على إيران في مقابل الضمانات التي قدمتها إيران لإسرائيل.

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=165324

قالت رئيسة البعثة الأممية المشتركة لتدمير الأسلحة الكيمائية سيغريد كاغ, يوم السبت, أن “ترسانة الكيماوي الموزعة على أنحاء سورية سيتم نقلها إلى ميناء اللاذقية، ومن ثم شحنها إلى المياه الإقليمية في البحر المتوسط في عدة سفن ليجري إتلافها على متن سفينة أمريكية في أجل لا يتجاوز 6 أشهر”.

رأيان حول “صفقة النووي الإيراني لا تشبه صفقة الكيماوي السوري في شيء

  1. مصادر مطلعه في الضاحيه الجنوبية بان معارك الغوطه والقلمون حصدت الآلاف من القتلا بصفوف حزب الله وأبو الفضل العباس بسبب خيانه ماهر الاسد وسحبه لمقاتليه وانكشاف الشيعه اللبنانيين والعراقيين

    حسن نصر الله ربط مصيره بالأسد وايران باعت بشار وحسن نصر الله وسيكونون صيد سهل خلال الأسابيع القادمه فالإرهابيين اقسموا ان يفتكوا بالمليشيات الصفوية في لبنان وسوريا والعراق واليمن

    السعوديه ترفض زياره وزير الخارجية الإيراني للرياض !!؟

    في الأخير بشار الاسد يعلن الحرب علي السعوديه ،،، أخيرا فهمها هههه

  2. مع الاتفاق على أغلب ماورد في التدوينة يمكن القول أن الاتفاق النووي الايراني ألعن وأخطر من الصفقة الكيماوية للنظام السوري. النظام السوري قدم صك الاذعان الكيماوي ليتشبث بالسلطة وليحمي مصالحه الضيقة على حساب البلد في حين ان الاتفاق الايراني اقتسم المصالح في المنطقة مع أمريكا واسرائيل مع الحفاظ على أمن ومصالح الأخيرة.

    هل نشهد حاليا انتهاء دور ال سعود في المنطقة واستبدالهم بملالي ايران؟ الله أعلم …

أضف تعليق