سورية خسرت الحرب؟

لا أريد أن أسرف في الحديث عن الصفقة الكيماوية قبل أن تتضح أبعادها ومدى جديتها، ولكن ظاهر الأمور هو أن أميركا نجحت في تجريد سورية من السلاح الكيماوي.

أنا في السابق قلت أن أميركا عندما تنظر إلى سورية لا ترى سوى شيئين:

  • السلاح الكيماوي
  • الصواريخ

وقلت أن تعريف سورية عند الأميركان هو كما يلي:

سورية = السلاح الكيماوي + الصواريخ

تجريد سورية من السلاح الكيماوي هو ليس أمرا بسيطا. هذا أمر جلل.

سوف أضرب مثالا أعتذر عنه سلفا:

تجريد سورية من السلاح الكيماوي هو مثل الذهاب إلى رجل وانتزاع إحدى خصيتيه.

صحيح أن الرجل سيظل رجلا بخصية واحدة، ولكن لو حدث شيء للخصية الأخرى فهذا يعني أن الرجل سيصبح مخصيا.

الآن سورية أصبحت نصف مخصية، وبقيت خصية واحدة (الصواريخ) حتى يتحقق الإخصاء الكامل.

اللعب بالسلاح الكيماوي والصواريخ هو ليس مسألة بسيطة. هذان الشيئان هما عمليا المصدر الوحيد لقوة سورية في وجه إسرائيل.

بالتالي ما يحصل الآن هو انتصار أميركي-إسرائيلي واضح ولا شك فيه.

ما يحصل الآن يشبه كثيرا ما حصل لصدام حسين بعد حرب الكويت، ولكن الفارق هو أن سورية لم تهاجم أحدا ولكنها تعرضت لمؤامرة طويلة بدأت منذ عقد من الزمن.

صدام حسين في عام 1991 وافق على التخلي عن سلاحه الكيماوي، وأميركا بعد ذلك طبقت معه سياسة العزل والحصار والتشويه الإعلامي.

هذا هو ربما ما سيحصل للنظام السوري.

لو تم توقيع صفقة السلام مع إسرائيل التي يعدها جون كيري فأظن أن النظام السوري سينجو إقليميا ودوليا، ولكنني لا أدري كيف سيحكم سورية.

الوضع صعب، ومن الأساس نحن كنا نعلم أنه صعب وأنه لن ينتهي نهاية سعيدة.

أنا كنت أفضل أن يتخلى الرئيس السوري عن السلطة دون أن يسلمها للأميركان والإسرائيليين. هذا السيناريو أشرف من الاستسلام لأميركا وإسرائيل.

أنا بصراحة لا أفهم تماما ما هي حسابات النظام السوري، ولكن على ما يبدو بالنسبة لجماعة النظام السوري التخلي عن السلاح الكيماوي هو أسهل من استقالة الرئيس.

بناء على هذا المنطق فإن التخلي عن الصواريخ هو أيضا أسهل من استقالة الرئيس.

بالتالي لا تستغربوا أن يأتي دور الصواريخ لاحقا.

العراق بعد سقوط صدام وقع على اتفاقية تمنعه من صناعة الصواريخ. هذه ربما هي الاتفاقية القادمة التي سيوقع عليها النظام السوري.

بدون صواريخ وبدون سلاح كيماوي ما هو الردع الذي تملكه سورية في وجه إسرائيل؟

لا شيء.

المعادلة ستصبح هكذا:

سورية = صفر

الأصوات البشرية (2)

يمكن الوصول للجزء الأول من المقال عبر هذا الرابط.

________________________________________________________________________

حروف الصحة

في الجزء الأول تحدثت باختصار عن أصوات العلة vowels وكيفية تصنيفها. الآن سأتحدث باختصار عن أصوات الصحة consonants.

أصوات الصحة (بخلاف أصوات العلة) يمكن أن تصدر من مناطق عديدة في المجرى الصوتي. الشكل التالي يبين المواضع المفصلية أو الرئيسية لإنتاج أصوات الصحة في اللغات البشرية.

palces of articulation

الباحثون يستخدمون عند الحديث عن مخارج أصوات الصحة مصطلحات شبيهة بالمصطلحات التي ذكرتها في المقال السابق حول أصوات العلة. مثلا أصوات الصحة التي تخرج من مقدمة الفم (الشفاه والأسنان واللثة والحنك الصلب) تسمى أصوات “أمامية”، والأصوات التي تخرج من منطقة الحنك الرخو والحلق تسمى أصوات “خلفية”.

الأصوات الوقفية والاحتكاكية

أصوات الصحة تصنف حسب شدة التضيق الذي يحصل عند النطق بها إلى صنفين أساسيين:

  • أصوات وقفية stops أو انفجارية plosives
  • أصوات احتكاكية fricatives

نطق الأصوات الوقفية أو الانفجارية يتطلب وقف جريان الهواء بالكامل ثم إطلاقه مجددا على شكل انفجار. هذه الأصوات تشمل مثلا الباء [b] (صوت وقفي شفهي bilabial stop) والتاء [] (صوت وقفي سني dental stop) والكاف [k] (صوت وقفي طبقي velar stop) والقاف [q] (صوت وقفي لهوي uvular stop) والهمزة [ʔ] (صوت وقفي مزماري glottal stop).

نطق الأصوات الاحتكاكية يتطلب تضييق مجرى الهواء إلى حد كبير دون وقفه كليا (لهذا السبب نطق هذه الأصوات يتطلب طاقة أقل من نطق الأصوات الانفجارية). من أمثلة الأصوات الاحتكاكية الفاء [f] (صوت احتكاكي شفهي-سني labiodental fricative) والثاء [θ] (صوت احتكاكي سني dental fricative) والخاء [x] (صوت احتكاكي طبقي velar fricative) والحاء [ħ] (صوت احتكاكي بلعومي pharyngeal fricative).

هناك فئة خاصة من الأصوات الاحتكاكية تسمى الأصوات الهسيسية sibilants (بالعربية تسمى ربما “الصفيرية”). هذه الأصوات تشمل السين [s] (صوت هسيسي لثوي alveolar sibilant) والشين [ʃ] (صوت هسيسي بعد لثوي postalveolar sibilant).

سيبويه سمى الأصوات الوقفية باسم “الحروف الشديدة”، وسمى الأصوات الاحتكاكية باسم “الحروف الرخوة”:

ومن الحروف الشديد وهو الذي يمنع الصوت أن يجرى فيه وهو الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والتاء والدال والباء.
وذلك أنك لو قلت ألحج ثم مددت صوتك لم يجر ذلك.
ومنها الرخوة وهي: الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء.
وذلك إذا قلت الطس وانقض وأشباه ذلك أجريت فيه الصوت إن شئت.

ما يقصده سيبويه هو أنك لو قلت “الطس” واستمررت في نطق الحرف الأخير (السين) فإن صوتك لن ينقطع (سوف تقول الطسسسسس إلى ما لا نهاية)، ولكن لو أنك قلت “ألحج” فإن صوتك سينقطع.

كلمة “ألحج” في هذا المثال لا تصلح في زمننا المعاصر لأن نطق حرف الجيم حاليا اختلف عما كان عليه في زمن سيبويه. لكي يستقيم المثال يجب على القارئ أن يلفظ الجيم باللفظ المشبع [g] (اللفظ المصري أو القاهري). لو أنك لفظت كلمة “ألحج” بالجيم المشبعة فإنك ستقول “ألحج” ولن تتمكن من مد الحرف الأخير (لن تتمكن من قول ألحججججج).

السبب هو أن الصوت [g] هو صوت وقفي يتطلب وقف تيار الهواء وتفجيره، بالتالي أنت ستكون مرغما على قطع صوتك عند النطق به. أما السين فهو صوت احتكاكي صفيري لا يتطلب وقف تيار الهواء، وبالتالي أنت تستطيع أن تمد هذا الصوت إلى ما لا نهاية (كما تمد حروف العلة عندما تقول مثلا aaaaa أو ooooo).

طريقة سيبويه تسمح للمرء بأن يميز بسهولة بين الأصوات الوقفية والاحتكاكية. أي صوت صحة يمكن مده هو صوت احتكاكي (مثلا فففففففف وخخخخخ وححححح)، وأي صوت صحة لا يمكن مده فهو صوت وقفي (مثلا الباء والتاء والكاف والقاف).

الأصوات المجهورة والمهموسة

من الأمور المهمة التي تميز الأصوات عن بعضها خاصية الجهر voicing.

معنى الجهر باختصار هو اهتزاز الحبال الصوتية عند النطق بالصوت.

لو أنك وضعت يدك على حنجرتك وقلت sssssss فلن تشعر باهتزاز في الحنجرة، ولكن لو قلت zzzzzzz فستشعر باهتزاز. السبب هو أن الصوت [s] هو غير مجهور voiceless، أما الصوت [z] فهو مجهور voiced.

الصوت [z] لا يختلف بشيء عن الصوت [s] سوى خاصية الجهر. كلا هذين الصوتين هما صوتان هسيسيان لثويان alveolar sibilant. هما يشتركان في المخرج وطريقة النطق ولكنهما يختلفان فقط في اهتزاز الحبال الصوتية.

كل حرف صحيح له شكلان مجهور وغير مجهور (مهموس). مثلا الشكل المجهور من التاء [] هو الدال []، والشكل المجهور من الكاف [k] هو الجيم المشبعة [g]. ما يلي قائمة بالحروف المجهورة وغير المجهورة في اللغة العربية (بعض الرموز المستخدمة في هذا الجدول هي رموز المستشرقين وليست رموز الأبجدية الصوتية الدولية):

وقفي

احتكاكي

غير مجهور

مجهور

غير مجهور

مجهور

شفهي

b ب

شفهي-سني

f ف

سني

t ت

d د

θ ث

ð ذ

لثوي

s س

z ز

خلف لثوي

š ش

طبقي

k ك

x خ

ɣ غ

لهوي

q ق

بلعومي

ḥ ح

ʕ ع

حنجري

ʔ أ

h هـ

من هذا الجدول يتبين أن حرف الباء العربي (المجهور) ليس له نظير غير مجهور /p/. أيضا حرف الفاء (غير المجهور) ليس له نظير مجهور /v/ . الدراسة المقارنة لللغات السامية تدل على أن حرف الفاء كان في الأصل النظير غير المجهور للباء (صوته الأصلي كان [p])، ولكن الساميين الجنوبيين غيروا صوته قديما إلى [f]، والعرب أخذوا هذه البدعة من الساميين الجنوبيين.

أيضا في الجدول حرف الكاف هو بلا نظير مجهور /g/. قديما كان هناك نظير مجهور للكاف هو حرف الجيم الذي كان يلفظ أصلا [g]، ولكن غالبية العرب غيروا لفظ هذا الحرف (اللفظ الأصلي المشبع [g] ما زال موجودا في بعض نواحي اليمن ومصر).

سيبويه كان يدرك الفرق بين الأصوات المجهورة وغير المجهورة (المهموسة):

فأما [الحروف] المجهورة فالهمزة والألف العين والغين والقاف والجيم والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والدال والزاي والظاء والذال والباء والميم والواو. فذلك تسعة عشر حرفاً.

وأما المهموسة فالهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء

فالمجهورة: حرفٌ أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت.
[…]

وأما المهموس فحرفٌ أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه وأنت تعرف ذلك.

إذا اعتبرت فرددت الحرف مع جري النفس. ولو أردت ذلك في المجهورة لم تقدر عليه. فإذا أردت إجراء الحروف فأنت ترفع صوتك إن شئت بحروف اللين والمد أو بما فيها منها. وإن شئت أخفيت.


هذا الكلام لسيبويه أثار جدلا بين المستشرقين والباحثين المعاصرين، لأنه يصنف حرفي القاف والطاء مع الحروف المجهورة، ولكن اللفظ الفصيح المعروف حاليا لهذين الحرفين هو غير مجهور.

كثير من المستشرقين والباحثين يشككون في كلام سيبويه في هذه المسألة ويعتبرون أنه خطأ، ولكن أنا بصراحة لم أقتنع بكلامهم. كلام سيبويه في المسائل الصوتية هو عموما صحيح ودقيق. لماذا نقبل بعض كلامه ونرفض بعضه الآخر دون مبرر؟

اللفظ الفصيح الحالي للقاف [q] هو ربما لفظ حميري الأصل، بدليل أن هذا اللفظ غير موجود لدى البدو. البدو عموما يلفظون القاف كالجيم المشبعة [g] (التي هي حرف مجهور)، وهذا يتناسب مع كلام سيبويه عن كون القاف مجهورة.

على الأغلب أن صوت القاف الذي يقصده سيبويه هو [ɢ] (صوت وقفي لهوي مجهور voiced uvular stop). هذا الصوت لا يختلف بشيء عن القاف الفصيحة سوى الجهر. هذا الصوت موجود حاليا في منطقة الخليج والسودان وبعض مناطق اليمن (وهو أيضا اللفظ الفارسي لحرف القاف العربي). الناس عندما يسمعون هذا الصوت يظنون أنه غين، ولكنه في الحقيقة ليس غينا. هذا الصوت هو صوت القاف الذي يقصده سيبويه. هذا الصوت تحول لدى البدو إلى [g] لأن الفرق بين الصوتين بسيط (مخرج [g] يقع إلى الأمام قليلا من مخرج [ɢ]).

في اليمن حاليا قراء القرآن يقرؤون القاف بصوت الجيم المشبعة وليس بالصوت [q].

في الحقيقة كل الأحرف التي يسميها المستشرقون “موكدة” emphatic (أي الطاء والظاء والصاد والضاد والقاف) هي مجهورة حسب سيبويه باستثناء الصاد. هذا يتناقض مع الوضع السامي الأصلي. الدراسة المقارنة لللغات السامية تدل على أن الأحرف الموكدة كانت في الأصل غير مجهورة، ولكن العرب على ما يبدو جهروها جميعها ما عدا الصاد.

في اللغة الفصيحة المعروفة حاليا القاف هي غير مجهورة كما قلنا، وأيضا الطاء هي غير مجهورة. سيبويه يقول أن الطاء مجهورة. هذا يعني أنها كانت تلفظ بنفس صوت الضاد الفصيحة المعروفة حاليا (الذي هو صوت الدال مع الإطباق [dˤ]). هذا الأمر في رأيي ليس غريبا. هل هناك من العرب حاليا من يلفظ الطاء بصوت مجهور يشبه صوت الضاد؟ أنا أظن أنني سمعت مثل هذا اللفظ من السودانيين. لو ثبت وجود هذا اللفظ فهو في رأيي اللفظ الذي يقصده سيبويه.

الأصوات اللينة

الأصوات الوقفية والاحتكاكية هي أشيع أنواع الأصوات الصحيحة، ولكن هناك أنواعا أخرى.

من هذه الأنواع ما يسمى approximants (الأصوات المقاربة؟)

أشهر هذه الأصوات هما صوتا الواو [w] والياء [j].

الفرق بين هذه الأصوات وبين الأصوات الاحتكاكية هو أن إنتاجها لا يتطلب تضييقا شديدا لمجرى الهواء.

لكي ننطق صوت الواو فإننا نقوم بضم الشفاه، ولكن مرور الهواء عبر الشفاه المضمومة لا يؤدي إلى خلخلة واضطراب هوائي كبير كما يحدث عند النطق بالأصوات الاحتكاكية (التي يتم فيها إمرار الهواء عبر ممر ضيق).

نفس الأمر ينطبق على صوت الياء الذي يتطلب رفع اللسان نحو الحنك الصلب (الغار)، ولكن التضييق هنا ليس شديدا.

الفرق بين هذه الأصوات وبين الأصوات الاحتكاكية يتعلق فقط بشدة التضييق في المجرى الصوتي.

هذه الأصوات تقع في منزلة وسط بين الأصوات الاحتكاكية وبين أصوات العلة. لهذا السبب هي كثيرا ما تسمى بالحروف الضعيفة weak letters ونحو ذلك من التسميات التي تدل على ضعفها وقربها من أصوات العلة.

سيبويه يسمي هذه الأصوات بالحروف اللينة:

ومنها اللينة وهي الواو والياء لأن مخرجهما يتسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرهما

كقولك: وأي والواو وإن شئت أجريت الصوت ومددت.


الأصوات التكرارية 

هذه الأصوات هي حالة خاصة لأنها لا تنشأ من تضييق مجرى الهواء ولكنها تنشأ من الاهتزاز عند موضع النطق.

المثال البارز هو حرف الراء [r] الذي ينشأ من اهتزاز طرف اللسان قرب اللثة.

هذه الأصوات تسمى trills.

الراء تسمى alveolar trill.

ما يلي هو وصف سيبويه للراء:

ومنها المكرر وهو حرفٌ شديد يجري فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام فتجافى للصوت كالرخوة ولو لم يكرر لم يجر الصوت فيه. وهو الراء.

صوت الراء التكراري [r] يشيع في اللغات المحكية حول البحر المتوسط (كالعربية والإيطالية والإسبانية، وقديما اللاتينية). ولكن في وسط وغرب أوروبا هناك نزعة بدأت منذ قرون لإضعاف هذا الصوت والتخلص منه.
أولى مراحل إضعاف هذا الصوت هي بتحويله إلى ما يسمى alveolar flap (يكتب هكذا [ɾ]). هذا الصوت له نفس مخرج الراء التكرارية ولكن اللسان لا يهتز فيه وإنما يتقلص لوقف جريان الهواء بشكل وجيز. مبدأ هذا الصوت هو شبيه بمبدأ الأصوات الوقفية ولكنه أضعف، أي أنه يشبه الأصوات اللينة approximants.

المرحلة التالية تكون بتحويل هذا الصوت إلى صوت لين حقيقي، وهو ما يسمى alveolar approximant (يكتب هكذا [ɹ]). هذا الصوت هو صوت الحرف r كما يلفظ في اللغة الإنكليزية. هذا الصوت يختلف عن الراء العربية التكرارية. العرب عندما يتحدثون الإنكليزية ينطقون الحرف r بالصوت التكراري، وهذا يعطيهم لكنة غريبة. نفس الأمر يحصل عندما يتحدث متحدثو اللغة الإنكليزية اللغة العربية—هم ينطقون الراء العربية بالصوت الإنكليزي اللين [ɹ]، وهذا ما يعطيهم لكنة غريبة.

الصوت اللين [ɹ] يشبه صوت الياء ولكن مخرجه يقع إلى الأمام—عند اللثة بدلا من الحنك الصلب.

المرحلة التالية في تطور الحرف r هي بتحويله إلى صوت علة حقيقي، أي عمليا إسقاطه من الكلام. هذه المرحلة حصلت في ولاية Massachusetts الأميركية (الناس هناك لا ينطقون الحرف r مطلقا)، وأظن أن نفس هذا التطور حصل في بريطانيا ومناطق أخرى.

من الممكن أن اللفظ اللين [ɹ] هو الذي أنتج اللفظ الشبيه بصوت الغين [ʁ] الذي يسود حاليا في فرنسا وألمانيا.

الأصوات الجانبية

الأصوات الاحتكاكية واللينة تقوم على مبدأ إمرار الهواء عبر ممر ضيق.

في الفم هذا الممر يكون عادة في وسط اللسان، ولكن في بعض الأصوات يتم إمرار الهواء على جانب اللسان وليس وسطه.

مثل هذه الأصوات تسمى الأصوات الجانبية lateral consonants.

الرسم التالي يبين الفرق بين الأصوات المركزية والجانبية.

lateral and medial consonants

أشهر مثال على الأصوات الجانبية هو صوت اللام [l] الذي يوصف بأنه صوت لين جانبي لثوي alveolar lateral approximant.

سيبويه سمى اللام بالحرف المنحرف:

ومنها المنحرف وهو حرفٌ شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت ولم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة وهو اللام. وإن شئت مددت فيها الصوت. وليس كالرخوة لأن طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه. وليس يخرج الصوت من موضع اللام ولكن من ناحيتي مستدق اللسان فويق ذلك.

حاليا صوت اللام هو الصوت الجانبي الوحيد المألوف لدى العرب، ولكن في السابق كانت هناك أصوات جانبية أخرى.

حرف الضاد كان يلفظ بصوت جانبي في العصر الإسلامي الباكر، وهذا ما ذكره سيبويه وغيره:

ومن بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد.

حسب سيبويه فإن مخرج الضاد هو “من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس”. هذا الكلام لا علاقة له بلفظ الضاد المعروف حاليا (سواء اللفظ الفصيح [dˤ] أم البدوي [ðˤ])، ولكنه ينطبق على صوت جانبي.

سيبويه عدّ الضاد مع الأحرف الرخوة، أي الاحتكاكية. اللفظ الفصيح المعروف حاليا للضاد [dˤ] هو وقفي وليس احتكاكيا، ولكن اللفظ البدوي (الشبيه بالظاء [ðˤ]) هو احتكاكي.

سيبويه كان يدرك الشبه بين الضاد واللام:

لأن الضاد استطالت لرخاوتها حتى اتصلت بمخرج اللام.

بقية اللغويين القدماء تحدثوا عن الضاد وكلامهم يوافق كلام سيبويه. هم قالوا أن صوت الضاد كان في زمانهم مهددا بالانقراض وأن كثيرا من الناس يبدلون الضاد بالظاء (وهو المشاهد الآن لدى البدو).

بالنسبة لللغويين القدماء صوت الضاد كان صوتا غريبا وصعب اللفظ. من هنا جاءت تسمية اللغة العربية بلغة الضاد، لأن هذا الصوت كان أغرب صوت فيها من وجهة نظر القدماء.

أنا الآن لا أريد أن أخوض في تاريخ حرف الضاد، ولكن باحثي اللغات السامية متفقون على أن حرف الضاد كان في الأصل حرفا جانبيا، وكثيرون يرون أنه كان في الأصل حرفا احتكاكيا جانبيا غير مجهور [’ɬ]. هذا الصوت تحول في اللغة العربية إلى صوت احتكاكي جانبي مجهور [ɮ]، وهذا الصوت هو تحديدا الذي يقصده سيبويه واللغويون القدماء.

هذا الصوت [ɮ] اندمج خلال العصر الإسلامي مع صوت الظاء [ðˤ]، وفي اللهجات المدينية صوت الظاء تحول إلى صوت الضاد الفصيح المعروف حاليا (والذي هو بعيد جدا عن صوت الضاد القديم الذي وصفه سيبويه).

حرف الشين كان في الأصل حرفا جانبيا كالضاد. هو كان النسخة غير الموكدة من الضاد [ɬ]. ولكن كلام سيبويه يوحي بأن الشين فقدت طبيعتها الجانبية في اللغة العربية منذ ما قبل الإسلام. اللفظ الجانبي الأصلي للشين ما يزال موجودا اليوم عند المهرة وأمثالهم من سكان جنوب الجزيرة العربية.

الأصوات الأنفية

الأصوات الأنفية nasals هي الأصوات التي تخرج من الأنف والفم في آن واحد. أبرز الأمثلة هي النون [n] والميم [m].

ما يلي قول سيبويه:

ومنها حرفٌ شديد يجري معه الصوت لأن ذلك الصوت غنةٌ من الأنف فإنما تخرجه من أنفك واللسان لازم لموضع الحرف لأنك لو أمسكت بأنفك لم يجر معه الصوت. وهو النون وكذلك الميم.

الأصوات الأنفية لا يشترط أن تكون وقفية بل يمكن أن تكون احتكاكية أو أي صوت آخر. حتى أصوات العلة يمكن أن تكون أنفية (أصوات العلة الأنفية معروفة في اللغة الفرنسية، وإلى حد ما أيضا في لهجة دمشق).

أي صوت لو تم إخراج جزء منه من الأنف يصبح أنفيا. اللفظ الأنفي على ما أظن هو شبيه بالنطق الثانوي.

الأصوات المركبة الوقفية-الاحتكاكية

هذا النوع من الأصوات شائع جدا. تسميته الأجنبية هي affricates، ولكنني لا أعرف ما هي الترجمة العربية المناسبة.

هذه الأصوات هي باختصار أصوات مركبة وقفية-احتكاكية. الصوت الوقفي في الحالة الطبيعية ينتهي بمجرد أن يحدث الانفجار، ولكن في هذه الأصوات هناك تيار هوائي يستمر في التدفق بعد الانفجار، والنتيجة هي أن الصوت يبدأ كصوت وقفي ولكنه يستمر بعد ذلك كصوت احتكاكي.

من أمثلة هذه الأصوات الصوت [t͡ʃ] المركب من التاء اللثوية [t] والشين [ʃ]. هذا الصوت هو الصوت الأول في كلمة child الإنكليزية، وهو صوت الحرف ç في التركية، وصوت ch في الإسبانية. هذا الصوت يحل في بعض اللهجات العربية محل الكاف، خاصة عندما تكون متبوعة بالكسر.

الصوت [d͡ʒ] هو النسخة المجهورة من [t͡ʃ]. الصوت [d͡ʒ] هو مركب من الدال اللثوية [d] ومن الصوت [ʒ] (النسخة المجهورة من الشين، صوت j في الفرنسية و ژ في الفارسية). الصوت [d͡ʒ] هو صوت حرف الجيم في معظم اللهجات العربية، وصوت الحرف c في التركية، و ج في الفارسية، و j  في الإنكليزية في معظم الكلمات.

الصوت [ʒ] هو نادر في العربية حاليا ولكنه كان موجودا قبل قرون كلفظ لحرف الجيم لدى بعض القبائل البدوية. هذا الصوت هو قريب جدا من صوت الشين (الفرق هو فقط في الجهر). لهذا السبب نجد في بعض اللهجات العربية تبديلا بين الجيم والشين. مثلا في دمشق الناس يقولون “وشّ” بدلا من “وجه” (في حلب الناس يقولون “وجّ”). هناك كلمات عديدة في لهجة دمشق يتم فيها إبدال الجيم بالشين، وأحيانا حتى يتم إبدال الجيم بالزين (مثلا “يتزوز” بدلا من “يتزوج”). هذه الظواهر تدل على أن لفظ الجيم في لهجة دمشق قديما كان [ʒ]، أو أن هذه الكلمات هي دخيلة أتت إلى دمشق من البادية.

كلمة “وش” هي موجودة أيضا في القاهرة رغم أن الناس هناك يلفظون الجيم بالإشباع. هذا يوحي بأن هذه الكلمة وأمثالها ربما تكون دخيلة من البادية.

من الأصوات المركبة المهمة أيضا الصوت [t͡s] (مركب من التاء والسين)، ونظيره المجهور [d͡z] (مركب من الدال والزاي). الصوت [t͡s] يحل في بعض اللهجات العربية محل الكاف، خاصة عندما تكون متبوعة بالكسر.

ميزان الأصوات

فيما سبق أنا ذكرت أن الفرق الأهم بين الأصوات من حيث كيفية النطق هو شدة التضيق الذي تحدثه هذه الأصوات في المجرى الصوتي.

الأصوات التي تحدث تضيقا كبيرا في المجرى الصوتي وتتسبب في عرقلة مرور تيار الزفير تستهلك طاقة أكثر من غيرها.

أكثر الأصوات استهلاكا للطاقة هي الأصوات الوقفية stops أو الانفجارية plosives، لأن إصدار هذه الأصوات يتطلب وقفا تاما لتيار الهواء ومراكمة للضغط ثم تفجير هذا الضغط.

في المرتبة الثانية تأتي الأصوات المركبة affricates التي يتطلب إصدارها أيضا وقفا تاما لتيار الهواء.

بعد ذلك تأتي الأصوات الاحتكاكية fricatives التي يتطلب إصدارها إمرار تيار الهواء عبر ممر ضيق.

ثم تأتي الأصوات الأنفية nasals التي يتطلب إصدارها إمرار جزء من تيار الهواء عبر الأنف.

ثم تأتي الأصوات التي تسمى trills و flaps التي ذكرت أمثلة عنها في الأعلى عندما تحدثت عن نطق الحرف r.

ثم تأتي الأصوات التي تسمى approximants والتي تشمل الواو والياء واللام.

وأخيرا تأتي أصوات العلة vowels.

هذا هو ترتيب الأصوات البشرية من حيث شدة التضيق الذي تحدثه في المجرى الصوتي.

هذا الترتيب يسمى sonority scale. الترجمة التقريبية لهذا المصطلح هي “ميزان الأصوات”.

أصوات العلة تعتبر “أضعف” الأصوات على هذا الميزان، والأصوات الوقفية تعتبر “أقوى” الأصوات.

الأصوات المجهورة voiced هي دائما أضعف من الأصوات غير المجهورة voiceless، لأن لفظ الصوت دون جهر يتطلب إطلاق كمية أكبر من الهواء من الحنجرة.

sonority scale
sonority scale

تقليديا كل الأصوات على هذا الميزان ما عدا أصوات العلة تصنف تحت مسمى consonants، ولكن باحثي الصوتيات يستخدمون تقسيمات أخرى أيضا.

أحد هذه التقسيمات هو تقسيم الأصوات إلى sonorants و obstruents.

كلمة obstruents تشمل stops و fricatives و affricates، وكلمة sonorants تشمل الأصوات الأخرى (من nasals وحتى vowels).

الأصوات التي تدخل تحت مسمى sonorants هي في العادة دائما مجهورة voiced، ومن النادر أن ترد هذه الأصوات دون جهر. أما الأصوات المسماة obstruents فيمكن أن تأتي غير مجهورة.

التقوية والتضعيف

عندما يتغير صوت على ميزان الأصوات فإن باحثي اللغويات المقارنة يصفون ذلك بمصطلحات من قبيل “التقوية” و”التضعيف”.

إزالة الجهر devoicing هي مثال على التقوية fortition. مثلا في اللغة التركية الحرف الصحيح الأخير من كل كلمة لا بد أن يكون غير مجهور. لهذا السبب كلمة “كتاب” العربية أصبحت في التركية kitap (الحرف الأخير أصبح غير مجهور p بدلا من الحرف الأصلي المجهور b). اسم “مراد” العربي أصبح في التركية Murat (الحرف الأخير أصبح غير مجهور t بدلا من الحرف الأصلي المجهور d).

إزالة الجهر من أواخر الكلمات هي ظاهرة منتظمة في اللغة التركية. هذه الظاهرة هي مثال على التقوية.

مثال آخر على التقوية هو تحويل الأصوات الاحتكاكية إلى أصوات وقفية. هذه الظاهرة حدثت في العديد من اللهجات العربية (تحويل الثاء إلى تاء والذال إلى دال والظاء إلى ضاد).

التضعيف lenition هو عكس التقوية. تضعيف الأصوات هو أشيع في اللغات البشرية من تقويتها، وهذا أمر مفهوم لأن الناس لهم مصلحة في تسهيل الكلام وليس تصعيبه. التقوية تحدث عادة لأسباب صوتية أو نحوية، أما التضعيف فهو يحدث في كثير من الأحيان دون سبب. السبب فقط هو تسهيل النطق.

من الأمثلة الشائعة للتضعيف تحويل الأصوات الوقفية إلى احتكاكية، وهذا كثيرا ما يتم عبر مرحلة انتقالية هي الأصوات المركبة affricates.

مثلا الحرف اللاتيني c كان في الأصل يلفظ كالكاف، ولكنه في اللغات الأوروبية المعاصرة أصبح يلفظ [t͡ʃ] أو [t͡s] أو [s]. نفس الظاهرة حدثت مع حرف الكاف العربي الذي صار يلفظ في كثير من اللهجات بمثل هذه الأصوات.

الجهر voicing هو أيضا مثال على التضعيف. مثلا كلمة “ركض” صارت تلفظ في سورية ragad بجهر الحرف الأوسط.

المصادر

ويكيبيديا ومصادر أخرى.

هل انتهت الحرب السورية؟

أنا لا أعرف ما الذي جرى اليوم بالضبط، ولكن ظاهر الأمور هو أن حلفاء سورية أجبروها على القبول بالعرض الأميركي الذي تحدث عنه موقع دبكا.

هذا العرض قديم ويعود إلى بداية الحرب السورية. موقع دبكا تحدث عنه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

طبعا هذا العرض هو عرض إسرائيلي الأصل، وإن كانت أميركا هي التي تبنته. فكرة العرض باختصار هي أن يتم تجريد سورية من السلاح الكيماوي في مقابل وقف الحرب الأميركية على سورية.

موقع دبكا قال قبل أيام أن الإيرانيين وافقوا على هذا العرض، وما حصل اليوم يؤكد ذلك.

النظام السوري لم يعد يملك خيارا طالما أن الإيرانيين والروس قبلوا بهذه الصفقة.

بالنسبة لإيران وروسيا ما حصل اليوم لا يمثل أي خسارة، بل هو ربح.

إيران وروسيا لن تخسرا شيئا في حال تم تجريد سورية من السلاح الكيماوي.

هذا أمر متوقع. أنا قلت منذ البداية أن التنازلات في النهاية ستخرج من كيس سورية وليس من كيس إيران أو روسيا أو أميركا.

الطرف الأضعف هو الذي سيخسر. الكبار لن يدفعوا شيئا من جيبهم.

لا أريد أن أعلق كثيرا على هذه القصة لأنني قلت كل شيء لدي في السابق. أسباب هذه المأساة عميقة وأنا شرحتها مرارا.

طالما أن أميركا (في الحقيقة إسرائيل) حصلت على مبتغاها فهذا يعني أن مبرر الحرب السورية قد انتهى، وبالتالي المتوقع هو انتهاء الحرب قريبا.

آل سعود سوف يعملون منذ الغد على وقف الإرهاب في سورية وسوف يعود كل شيء كما كان في السابق.

إن رضت إسرائيل فسيرضى الجميع، خاصة آل سعود.

لماذا قرر أوباما طلب موافقة الكونغرس؟

الأخضر الإبراهيمي يكشف حقيقة ما حصل قبل أن يحيل أوباما موضوع ضرب سورية إلى الكونغرس:

http://www.al-akhbar.com/node/190864

يكشف الإبراهيمي تفاصيل عن اتصالات مهمة جرت في الأيام الأولى من اعلان أوباما نيته توجيه الضربة. ومفاده أنّه حينما كان أوباما خلال الأيام التي أعقبت ٢١ آب (قصف الغوطة) وسبقت عقد «مؤتمر العشرين»، في عز اندفاعته لتسويق ضرب سوريا، طرأ على الموقف الروسي بعض التريث في ابداء رد الفعل، وذلك لمصلحة ميل موسكو لإعطاء أولوية لتدارس كيفية احتواء الضربة التي باتت محققة الحصول من وجهة نظره، بدل مواجهتها. وكان رأي موسكو إمساك النفس عن توسيع الرد على الضربة الأميركية طوال ٤٨ ساعة منذ بدئها.
وكان هذا الميل الروسي الذي ظل في مرحلة الاستطلاع مع حلفاء دمشق، يتلاقى من دون تنسيق أو تواصل مباشر، في مكان ما، مع مسعى واشنطن إلى إنجاز ما سمته مصادر في الخارجية الفرنسية «فض اشتباك مسبق مع كل من إيران وروسيا»، يهدف إلى منع حصول انعكاسات خطرة على الأمنين الاقليمي والدولي للضربة الأميركية.
وبحسب هذه المعلومات، فإن روسيا فاتحت إيران بفكرة احتواء الـ٤٨ ساعة من بدء الضربة من دون توسيع الرد عليها، لكن طهران تحفظت عليها، مشيرة إلى أن أي ضربة ستحدث سواء استمرت لساعات أو لأيام، ستعتبر عدواناً مع ما يستتبع ذلك من فتح واسع لمظلة احتمالات انعكاساتها الخطرة على الأمن في المنطقة كلها.
وتسجل المصادر عينها أنّه بعد الموقف الإيراني، تغيّر مسار الموقف الروسي لمصلحة إبداء اندفاعة نحو تعزيز إمكانات النظام السوري وحلفائه الجيوسياسيين المباشرين للمواجهة والتصدي.
وتكشف هذه المصادر عن أن روسيا أبدت استعدادها لتعويض الجيش السوري كل الخسائر التي سيُمنى بها على مستوى العتاد خلال الضربة الأميركية. كذلك كشفت عن أن إحدى البوارج الروسية التي قطعت البوسفور أخيراً، حملت مدرعات للجيش السوري.

هذا الكلام يتوافق تماما مع التحليل الذي كتبته في المدونة.

أنا قلت أن أوباما لا يستطيع أن يضرب سورية دون اتفاق مسبق مع الإيرانيين، ولهذا السبب توقعت أن يطلب الأميركان من الروس التوسط لدى الإيرانيين لمنع الرد الإيراني.

كلام الأخضر الإبراهيمي يبين أن هذا هو ما حصل بالفعل. الأميركان طلبوا من الإيرانيين (عبر الروس) عدم الرد لمدة 48 ساعة.

ولكن الإيرانيين رفضوا، وكما قلت سابقا فإن الإيرانيين كانوا قبل ساعات من خطاب أوباما الذي أعلن فيه التأجيل يتحدثون عن تحرير فلسطين.

الرد الإيراني أجبر أوباما على التأجيل، لأنه لا يستطيع الذهاب لحرب شاملة في المنطقة دون أخذ الكثير من الاستعدادات والاحتياطات.

أنا علقت على موضوع التأجيل وقلت أنني لا أتوقع أن يقر الكونغرس الأميركي ضرب سورية.

في حال تم طرح قضية ضرب سورية للنقاش الجدي فسيتبين أن هذه المسألة كبيرة ومعقدة، وهي قد تجر الولايات المتحدة إلى نزاع طويل.

لهذا السبب توقعت أن يرفض الكونغرس الأميركي ضرب سورية.

الآن يبدو أن هناك نقاشا يدور في أميركا حول ضرب سورية، ويبدو أن هذا النقاش سيطول.

طالما أن النقاش سيطول فهذا يعني أنه سيكون نقاشا جديا.

بالتالي توقعي القديم ما زال قائما. أنا لا أظن أن الكونغرس الأميركي سيقر ضرب سورية.

مسألة كهذه من الصعب على الكونغرس أن يقرها في ظل الظروف والمعطيات القائمة.

هناك مخاطرة سياسية عالية في مثل هذا الأمر. لو تم ضرب سورية واندلعت حرب كبيرة وطويلة فهذا سيضع من أيدوا ضرب سورية في موقف محرج سياسيا داخل أميركا.

هم سيصبحون مثل جورج بوش والمحافظين الجدد في السنوات التي تلت غزو العراق.

الشعب الأميركي سيسخط عليهم، وهذه المرة سيكون السخط أكبر من المرة السابقة.

من الذي له مصلحة في مثل هذه المخاطرة؟ باراك أوباما ربما لا يهتم لأن هذه ولايته الأخيرة، ولكن أعضاء الكونغرس ما زالت لديهم انتخابات وحياة سياسية.

تعاون علني بين اللوبي السعودي واللوبي الصهيوني في واشنطن

http://www.alwatan.sy/view.aspx?id=5789

وأكدت وسائل إعلام أميركية أن سفيري آل سعود وآل ثاني بدأا من أيام حملة داخل الولايات المتحدة الأميركية لشراء أصوات أعضاء الكونغرس وحثهم على التصويت لمصلحة الحرب عارضين «مكافآت» تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات على من يوافقهم الرأي، وذهب سفير آل سعود إلى أبعد من ذلك وعقد اجتماعاً مع منظمة «إيباك» الصهيونية طالباً أن تمارس كل ما يمكنها من ضغوط على أعضاء الكونغرس لشن الحرب على سورية وتدميرها.

الأصوات البشرية (1)

 

الأصوات التي يصدرها البشر تدرس في علم يسمى الفونيطيقا phonetics (بالعربية يسمى ربما “الصوتيات”)، والذي هو فرع من علم “اللغويات” أو “اللسانيات” linguistics.

علم الفونيطيقا phonetics يختلف عن الفونولوجيا phonology من حيث أنه يدرس الأصوات البشرية بشكل عام وبغض النظر عن كيفية استخدامها في اللغات المختلفة. الفونولوجيا تدرس الأصوات حسب استخدامها في لغة معينة.

في الفونيطيقا هناك فرع يسمى الفونيطيقا النطقية articulatory phonetics. هذا الفرع يميز بين الأصوات البشرية حسب كيفية نطقها، وهو ما سنتحدث عنه الآن.

مصدر الأصوات البشرية

الأصوات البشرية تنتج بسبب مرور الهواء المزفور في المجرى الصوتي vocal tract (هو نفسه المجرى التنفسي العلوي upper respiratory tract الذي يبدأ من الحنجرة وينتهي في الفم والأنف). الهواء المزفور يخرج من الرُّغامى trachea (القصبة الهوائية) التي في الصدر نحو الحنجرة والبلعوم في الحلق ثم نحو الفم والأنف. تيار الهواء أثناء مروره في تضيقات هذا المجرى يتعرض للخلخلة أو الاضطراب turbulence، وهذه الخلخلة أو الاضطراب هي سبب الصوت البشري الذي يصدر من الفم أو الأنف (الصوت بالتعريف الفيزيائي هو موجة من الخلخلة التي تنتشر عبر الهواء إلى أن تصطدم بطبلة الأذن فيسمعها الإنسان).

طريقة النطق

أهم عامل في إنتاج الأصوات البشرية هو التضيقات في المجرى الصوتي.

التضيقات في المجرى الصوتي هي نوعان:

  • تضيقات لا يمكن للإنسان أن يتحكم بها إراديا: هذه التضيقات لا تلعب دورا في إنتاج الكلام ولكنها مسؤولة عن الصوت الذي ينتج أثناء الشهيق والزفير والنفخ والسعال ونحو ذلك.
  • تضيقات يمكن للإنسان أن يتحكم بها إراديا: هذا النوع من التضيقات هو الذي ينتج أصوات الكلام.

الإنسان لديه القدرة على إحداث عدد كبير من التضيقات الإرادية في مختلف أجزاء المجرى الصوتي، وهذا هو سبب كثرة الأصوات الكلامية التي يستطيع البشر إنتاجها.

الباحثون الصوتيون يصنفون الأصوات الكلامية وفق معيارين أساسيين:

  • طريقة النطق manner of articulation
  • موضع النطق place of articulation

 

palces of articulation
مواضع النطق

معنى “طريقة النطق” باختصار هو شدة التضيق في المجرى الصوتي عند إنتاج الصوت.

هناك تقسيمات عديدة يستخدمها الباحثون للتمييز بين الأصوات حسب طريقة نطقها. أهم وأشهر هذه التقسيمات هو التقسيم الكلاسيكي الذي يقسم الأصوات إلى نوعين:

  • أصوات صحيحة consonants: هي الأصوات التي يرافقها إغلاق المجرى الصوتي كليا أو جزئيا.
  • أصوات عليلة vowels: هي الأصوات التي لا يرافقها إغلاق المجرى الصوتي.

في كلتا الحالتين ثَمَّ تضيق في المجرى الصوتي (لولا التضيق لما كان ثَمَّ صوت)، ولكن الفرق هو أن نطق الأصوات الصحيحة يؤدي إلى إغلاق المجرى الصوتي بحيث يتوقف تيار الهواء عن الجريان لبرهة من الزمن.

sounds

ملاحظة حول ترجمة كلمة consonant

كلمة consonant ليس لها ترجمة واضحة في اللغة العربية. كل شخص يترجم هذه الكلمة على هواه، وأنا بصراحة لم أر أية ترجمة مقنعة.

كثيرون يترجمون هذه الكلمة إلى “صوت صامت”. أنا حاولت أن أعرف ما هو أصل هذا المصطلح ولكنني لم أتمكن من ذلك. هذا المصطلح لم يرد في كتاب سيبويه ولا في غيره من الكتب القديمة. سيبويه يستخدم في كتابه كلمة “حروف” بمعنى consonants، لأن أصوات العلة في علم اللغويات العربي لا تعتبر من أحرف الهجاء (تسمى “حركات”). لهذا السبب سيبويه عندما يستخدم كلمة “حروف” فهو يقصد حصرا ما يسميه الأوروبيون consonants.

الاستثناء الوحيد هو الألف الممدودة (التي تكتب دون علامة الهمز). هذه الألف هي حرف علة ولكن سيبويه رغم ذلك اعتبرها من “الحروف”، ولكنه ميزها عن بقية الحروف:

ومنها [أي من الحروف] الهاوي، وهو حرفٌ اتسع لهواء الصوت مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو لأنك قد تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك، وهي الألف.

سيبويه أطلق على الألف الممدودة مسمى “حرف هاوٍ”، وحسب التعريف الذي ذكره فإن الحرف الهاوي هو نفس ما يسميه الأوروبيون vowel، ولكن لا أحد من العرب حاليا يستخدم كلمة “حرف هاو” كترجمة لـ vowel.

باختصار سيبويه لا يعلم بوجود شيء اسمه “الصوت الصامت”، وأنا بصراحة أشك في وجود هذا المصطلح لدى أحد من اللغويين القدماء. ما يبدو لي هو أن مصطلح “الصوت الصامت” هو مصطلح حديث العهد.

كلمة “الصوت الصامت” لا علاقة لها بمعنى كلمة consonant. أقرب شيء لكلمة “الصوت الصامت” هو ما يسمى silent letter، أي الحرف الذي يكتب ولا يلفظ. أما كلمة consonant فلا أدري ما هو الرابط بينها وبين الصمت. كلمة consonant هي مركبة من -con التي تعني “مع” ومن sonare التي تعني “صوت”، أي أن معناها الحرفي هو نقيض معنى “الصوت الصامت”.

كلمة “الصوت الصامت” هي مثال رائع على ما يسميه الأوروبيون oxymoron. هي عبارة عن مصطلح غبي تنقض كلماته بعضها (كيف يكون الصوت صامتا؟)

أنا أستخدم كلمة “الصوت الصحيح” أو “صوت الصحة” كترجمة لـ consonant. هذه الترجمة هي نقيض لمصطلح “الصوت العليل” أو “صوت العلة” الذي يستخدم كترجمة لـ vowel. ابن القطاع الصقلي استخدم مثل هذا المصطلح وبالتالي هو ليس بدعا من عندي.

أصوات العلة

أصوات العلة تنتج دون إغلاق المجرى الصوتي ومع انسياب مستمر لتيار الزفير. هذه الأصوات هي أضعف الأصوات الكلامية البشرية، أي أن النطق بها يتطلب قدرا أقل من الطاقة مقارنة بأصوات الصحة.

نطق أصوات العلة حسب علمي يتم حصرا في الفم، أي أن مكان النطق place of articulation لأصوات العلة هو دائما في الفم. اللسان هو العضو المسؤول عن إنتاج أصوات العلة.

الباحثون يصنفون أصوات العلة حسب وضعية اللسان أثناء النطق بها وفق بعدين:

  • البعد الأول: أعلى وأسفل

أصوات العلة تصنف حسب ارتفاع اللسان أثناء النطق بها إلى أصوات “عالية” أو “مغلقة” (لأن اللسان يغلق الفم أثناء النطق بها) وأصوات “منخفضة” أو “مفتوحة”. الرسم التالي من ويكيبيديا يبين ارتفاع الفم أثناء النطق ببعض أصوات العلة الشائعة:

الصوت [a] هو أخفض أصوات العلة أو أكثرها انفتاحا، لأن اللسان عند النطق بهذا الصوت يكون في أخفض وضعية ممكنة.

أما الصوت [i] فهو أعلى أصوات العلة أو أكثرها انغلاقا، لأن اللسان عند النطق بهذا الصوت يكون في أعلى وضعية ممكنة. ما ينطبق على الصوت [i] هنا ينطبق أيضا على الصوت [u].

الصوتان [ɛ] و[e] هما صوتان وسطيان بين [a] و[i]. أيضا الصوتان [ɔ] و[o] هما صوتان وسطيان بين [a] و[u].

  • البعد الثاني: أمام وخلف

أصوات العلة تصنف أيضا إلى أصوات “أمامية” و”خلفية” حسب موضع اللسان في الفم أثناء النطق بها. الصوت [a] هو صوت وسطي، بمعنى أن اللسان عند النطق به يكون تقريبا في وسط الفم على المحور الأمامي-الخلفي، وأما الصوت [i] فهو صوت أمامي، بمعنى أن اللسان عند النطق به يكون في مقدمة الفم، والصوت [u] هو صوت خلفي، بمعنى أن اللسان عند النطق به يكون في مؤخرة الفم.

هذا الرسم التبسيطي يوضح مواقع أصوات العلة “القصوى”:

vowels

الصوت [i] هو أمامي مرتفع (مغلق).

الصوت [u] هو خلفي مرتفع (مغلق).

الصوت [a] هو وسطي منخفض (مفتوح).

بقية أصوات العلة تتوزع بين هذه الأصوات الثلاثة القصوى. مثلا الصوتان [ɛ] و[e] هما صوتان أماميان وسطيان، والصوتان [ɔ] و[o] هما صوتان خلفيان وسطيان.

هذا الرسم هو تبسيطي. الرسم الحقيقي الذي يستخدمه باحثو الفونيطيقا هو كما يلي (من ويكيبيديا):

IPA_vowel_chart

أصوات العلة الظاهرة على هذا الرسم تسمى cardinal vowels (أصوات العلة المفصلية أو الرئيسية).

على هذا الرسم هناك رمزان في كل موضع من مواضع النطق. مثلا في الموضع الأمامي الأعلى هناك رمزان هما [i] و[y]. الفرق بين الرمزين يتعلق بوجود أو عدم وجود الاستدارة roundness.

الاستدارة تعني ضم الشفتين عند نطق الصوت. الصوت [y] هو نفس الصوت [i] ولكن مع ضم الشفتين. الصوت [y] موجود في العديد من اللغات (مثلا الحرف ü في التركية والألمانية، والحرف u في الفرنسية، والحرف y في اللاتينية الكلاسيكية).

الرمز الموجود على اليمين عند كل موضع على الرسم يعني الصوت المستدير، والرمز الموجود على اليسار يعني الصوت غير المستدير. الأصوات الخلفية (مثلا [u] و[o]) هي مستديرة في أغلب اللغات لأن مخرج هذه الأصوات قريب من مخرج الواو (الاستدارة تشبه النطق بالواو).

في اللغة العربية الصوت [u] هو صوت الضمة (صوت خلفي مرتفع مستدير)، والصوت [i] هو صوت الكسرة (صوت أمامي مرتفع غير مستدير).

الاستدارة والنطق الثانوي

الاستدارة هي فرع من ظاهرة أعم يسميها علماء الفونيطيقا “النطق الثانوي” secondary articulation.

المقصود بالنطق الثانوي هو باختصار نطق صوتين في آن واحد. الصوت [y] هو في الحقيقة مركب من صوتين هما [i] وصوت قريب من صوت الواو. عندما ننطق هذين الصوتين في آن واحد فإننا نحصل على [y].

الأصوات الكلامية تنتج كما قلنا بسبب التضيق في المجرى الصوتي. معنى ظاهرة “النطق الثانوي” هو أن يكون هناك أكثر من تضيق في المجرى الصوتي في آن واحد. هذه الظاهرة ليست خاصة بأصوات العلة فقط بل هي شائعة أيضا في أصوات الصحة (كما سنرى لاحقا).

أصوات العلة الوسطية في اللغة العربية

اللغة العربية الفصيحة فيها ثلاثة أصوات علة هي الأصوات القصوى الثلاثة التي ذكرتها في الأعلى [a] و[i] و[u].

اللهجات العربية المحكية فيها أصوات أخرى عديدة إلى جانب هذه الأصوات. أهم هذه الأصوات هما الصوتان [e] و[o] اللذان يحلان محل [ay] و[aw] في معظم اللهجات.

هناك في اللهجات المحكية أيضا أصوات علة وسطية. أصوات العلة الوسطية هي كثيرة، ولكن يمكن ببساطة اختصار هذه الأصوات بالرمز /ə/ (الذي يسمى schwa، وهي كلمة عبرية الأصل).

الصوت الوسطي /ə/ يظهر مثلا في اللهجة الحلبية والدمشقية في كلمات من قبيل “وقت” (تلفظ /waʔət/ بدلا من اللفظ الفصيح /waqt/).

الألوفون والفونيم

مثال: حرف القاف في بعض اللهجات العربية يمكن أن يلفظ بصوتين مختلفين، الصوت الأول هو كالقاف الفصيحة [q]، والصوت الثاني هو الجيم المشبعة [g]. في هذه اللهجات لو أنني بدلت بين الصوتين [q] و [g] في كلمة معينة فهذا لن يغير معنى الكلمة. في هذه الحالة نقول عن الصوتين [q] و [g] أنهما ألوفونان allophones لفونيم phoneme واحد.

بالمصطلحات العربية التقليدية يمكننا أن نقول أن الفونيم هو حرف واحد يلفظ بأكثر من صوت، والألوفونات هي الأصوات المختلفة التي يمكن أن يلفظ بها حرف واحد.

الفونيم يكتب عادة بين علامتي / /، وأما الصوت (الفون phone) فيكتب بين علامتي [ ]. مثلا في المثال الأخير حرف القاف يكتب هكذا /q/. هذه الكتابة لا تعني بالضرورة أن القاف تلفظ باللفظ الفصيح [q]. الفونيم /q/ له صوتان مختلفان أو ألوفونان مختلفان هما [q] و[g].

ملاحظة

في الأبجدية الصوتية الدولية أصوات العلة الممدودة تكتب بإضافة علامة [ː]، مثلا الألف الممدودة تكتب هكذا [aː].

صواريخ S-300 تغطي المجال الجوي اللبناني

هذا المقال من جريدة السفير:

علي دربج

إسرائيل هي العنوان الوحيد للرد. هذه هي الرسالة التي بلغت مسامع المسؤولين الأميركيين والغربيين في معرض التحذير من تداعيات أية ضربة عسكرية تستهدف سوريا.

رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية حسن فيروز أبادي يحذر من أن «أي اعتداء على سوريا ستطال نيرانه إسرائيل». وزير الخارجية السوري وليد المعلم يقول إن «أي حرب على سوريا، ستتحول الى حرب شاملة لن تسلم منها المدن الإسرائيلية». قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري يردد ان «أي هجوم عسكري أميركي على سوريا سيؤدي إلى زوال إسرائيل قريباً».

بالنسبة الى محور إيران ـ سوريا ـ «حزب الله»، انتهى وقت الكلام. أخرجت الخطط العسكرية والدفاعية من الأدراج. تم تحديد بنك الأهداف. حركت منصات الصواريخ من مخابئها ووجهت نحو أهدافها. وبسرية تامة، أعلن الاستنفار على جميع الجبهات المحاذية لمناطق المواجهة المحتملة، واتخذت إجراءات الجهوزية العسكرية بدءاً من الجنوب اللبناني مروراً بالبقاع الشمالي ومعه القصير وريف دمشق، وصولاً الى السواحل السورية في اللاذقية وطرطوس وانتهاءً بمضيق هرمز.

أسئلة كثيرة طرحت عن ساحة المواجهة الفعلية. أهي جنوب لبنان ام سوريا؟ وماذا عن الدور الإيراني في المعركة المفترضة؟ هل تتدخل بشكل مباشر بضرب إسرائيل من القواعد الإيرانية، أم تحصر المعركة على ارض سوريا فقط؟.

صحيح أن الولايات المتحدة هي صاحبة القرار في بدء الحرب. لكن نهايتها حتماً لن تكون بيدها. لم يلغ هؤلاء من حساباتهم التفوق الأميركي والغربي التكنولوجي، لا سيما في مجال القوة الجوية. لذا فالدواء الناجع لهذا الأمر، هو مبدأ الحرب «اللامتماثلة» التي خاضها «حزب الله» بنجاح منقطع النظير اثناء عدوان تموز 2006. والحرب «اللامتماثلة» تعبير يفرق بينها وبين الحرب التقليدية المعروفة.

سيناريوهات كثيرة رسمت حول ماهية وطبيعة هذه الحرب المفترضة ورقعتها الجغرافية، من بين أبرزها الآتي:

السيناريو الأول: مع سقوط الصاروخ الأول من طراز «كروز» او «توماهوك»، على الأراضي السورية، سيترجم «حزب الله» تهديداته السابقة، ويطلق من لبنان، وربما من سوريا، صليات عدة من الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية. هنا الرد الإسرائيلي هو الذي سيحدد طبيعة الحرب. ففي حال اختار الإسرائيلي أسلوب عدم الرد كما حصل في العام 1991 عندما اطلق صدام حسين صواريخ سكود على إسرائيل، فإن المعركة ستكون محدودة في الزمان والمكان وتنتهي بسرعة. أما إذا لجأ الصهاينة الى الرد على لبنان، فإن «حزب الله» سيرد بالمقابل بشكل أكبر وأعنف، وعندها قد تكبر كرة النار، وتطال جميع دول المنطقة. وأما إن اختار الرد على سوريا عن طريق الجو فثمة احتمال من استعمال سوريا لوسائط الدفاع الجوي المتطورة التي تمتلكها بعد ان اشترتها من روسيا، والحديث هنا يدور حول منظومة من S300 التي تعد الأحدث في العالم.

يشكّل صمت المقاومة مصدر قلق كبير لـ«تل أبيب»، خصوصاً ان تقديراتها الاستخبارية تؤكد ان جميع الأسلحة الموجودة في سوريا وإيران، قد وصلت إلى «حزب الله» الذي بات يمتلك صواريخ قادرة على الوصول الى أي نقطة في الكيان الإسرائيلي.

السيناريو الثاني: حصر المعركة بالأراضي السورية، بحيث لا يضطر «حزب الله» وسوريا وإيران، الى فتح عدة جبهات في آن معاً. وهو يتضمن ضرب «تل أبيب»، فضلا عن القواعد الأميركية المنتشرة في الخليج وفي تركيا، ولا سيما قاعدة أنجرليك. وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت عن خبراء عسكريين أجانب قولهم إن «سوريا بنت في عمق الأرض، وتحت غطاء كثيف من السرية، قاعدة صواريخ محصنة تتضمن وسائل إطلاق صواريخ بالستية». وبحسب الخبراء فإن هذه القاعدة التي بنيت تحت الأرض هائلة، وتتضمن 30 مقراً من الإسمنت المسلح ومصانع إنتاج ومختبرات تطوير ومراكز قيادة وسيطرة.

وتقول الصحيفة ذاتها أيضاً إنه وبحسب التقديرات فإن الجيش السوري يمتلك 100 ألف صاروخ متنوع، وهي تشكل تهديداً فعلياً لإسرائيل والقواعد الأميركية والأطلسية في المنطقة. ومن ابرزها صواريخ طراز «سكود دي» يصل مداها إلى 700 كيلومتر. وهي قادرة على حمل رأس حربي يزيد وزنه عن 150 كيلوغراماً، وبمقدوره استهداف أي مكان في إسرائيل. وتمتلك سوريا أيضاً صواريخ متطورة من نوع «اسكندر بي»، الذي يتميز بمدى أقل، حيث يصل مداه إلى 280 كيلومتراً، ويصعب اعتراضه.

اما السيناريو الثالث: فيتضمن حرباً شاملة مفتوحة على جميع الجبهات والخيارات. وقد تشمل دول المنطقة كافة، خصوصاً إسرائيل ودول الخليج العربي، ومن المرجح أن يلقي محور المقاومة حينها بجميع أوراق القوة، والقدرات الردعية الإستراتيجية التي يمتلكها، كصواريخ شهاب بأجياله 3 و4 و5. كما تمتلك إيران صواريخ تعمل بالوقود الصلب مثل «سجيل» التي يبلغ مداها حوالي 2000 كلم، وهو يندرج ضمن فئة الصواريخ البالستية الإيرانية التي تخرج من الجو ثم تعود اليه وتتجه بسرعة تتراوح بين 10 و12 ماخ (نحو 3400 الى 4080 متراً في الثانية) نحو الهدف.
اما السؤال الذي يتوقف عنده الإستراتيجيون فهو: ماذا اذا اندلعت حرب بحرية، وهل ثمة تكافؤ بين الأساطيل الأميركية والغربية من جهة، والقدرات البحرية لهذا المحور من جهة ثانية؟ الجواب هنا يعود الى فرضية الحرب «اللامتماثلة» أيضاً؟

تشير المعلومات الاستخبارية الأميركية والغربية، الى امتلاك هذا المحور لقدرات عسكرية بحرية لا يستهان بها. وهي تعتمد بشكل رئيسي على صواريخ من طراز برـــ بحر تطال جميع القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة، فضلاً عن تمكنها من أن تلعب أدواراً متناسقة فى البحار والممرات المائية المحيطة بالمنطقة العربية. ومن المرجح ان يشكل الحرس الثوري رأس الحربة في مواجهة القطع البحرية الأميركية والغربية، نظراً للقدرات البحرية التي يتسلح بها الحرس، ومن أبرزها: لنشات صواريخ صينية حديثة من طراز C-14 وزوارق سريعة مسلحة بصواريخ بحر ـ بحر وصواريخ مضادة للدبابات، وقواذف صواريخ عديمة الارتداد، ورشاشات متوسطة، بالإضافة إلى زوارق غير مأهولة مشحونة بمواد متفجرة توجه عن بعد كأسلحة (شبه انتحارية) والتي تلجأ الى الغارات البحرية المفاجئة.

كما بحوزة الحرس الثوري صواريخ صينية الصنع من طراز C-802.B تم تسليح القواعد البحرية التابعة للحرس الثوري في الخليج بها. كما دخلت صواريخ كروز قصيرة المدى على تسليح لنشات الصواريخ الصينية الصنع.

أما الخطر الأبرز فيأتي من صواريخ برّ – بحر من طراز «بي- 800» التي يطلق عليها «ياخونت»، وصواريخ كروز الإيرانية والتي قد تطلق من سواحل اللاذقية. ويتميز «ياخونت» بمستوى عال من الدقة وهي تعد الأكثر تطوراً، ويصل مداها إلى 300 كيلومتر، وقادرة على حمل رؤوس متفجرة بزنة 200 كيلوغرام. كما أنه يصعّب اعتراضه أو اكتشافه من قبل الرادارات لسرعته التي تفوق سرعة الصوت بمرتين وستة أعشار، لأنه يمضي الى الهدف بسرعة 750 متراً في الثانية الواحدة.

وكانت إيران افتتحت خطاً لإنتاج صواريخ «قادر» من فئة صواريخ كروز البحرية التي يبلغ مداها 200 كلم، وتتميز بقدرة تدميرية عالية ضد الأهداف البحرية.

هذا المقال يبدو واقعيا (على الأقل هو يقول أن حزب الله هو الذي سيتولى الحرب ضد إسرائيل وليس الجيش السوري، وهذا كلام منطقي). ولكن لفتني في المقال أن كاتبه عندما تحدث عن صواريخ S-300 حصر دورها في المجال الجوي السوري فقط.

حسب ما قرأنا فإن هذه الصواريخ لو وضعت في حمص فإن مداها سيغطي لبنان بكامله من شماله إلى جنوبه.

بالتالي هي نظريا قادرة على إسقاط الطائرات فوق لبنان.

ما هو السبب الذي سيمنع السوريين من استخدامها فوق لبنان؟

من الناحية العسكرية الجيش السوري مطالب بإسقاط الطائرات الإسرائيلية فوق لبنان، لأن هذه الطائرات من الممكن أن تخترق الأجواء السورية.

لبنان هو ثغرة خطيرة في الدفاعات السورية، لأن الطيران الإسرائيلي لو حلق فوق البقاع اللبناني فيمكنه أن يصل إلى حمص ووسط سورية.

بالتالي أنا أظن أن هناك ضرورة عسكرية تلزم الجيش السوري بإسقاط الطائرات الإسرائيلية فوق لبنان.

طبعا إسرائيل لديها على الأغلب وسائل تستطيع من خلالها قصف لبنان وسورية حتى في وجود صواريخ S-300، ولكن القصف سيصبح أصعب لأن الطيران الإسرائيلي لن يتمكن من التحليق بحرية فوق لبنان كما هي العادة.

على الأغلب أن الأميركان والإسرائيليين أعدوا فرقا من المتمردين السوريين الذين ستكون وظيفتهم مهاجمة مواقع الصواريخ (سواء الهجومية أو الدفاعية) عندما يبدأ الهجوم الإسرائيلي. بالتالي المهمة الدفاعية للجيش السوري ستكون صعبة جدا لأنه لن يواجه فقط إسرائيل بل أيضا المتمردين السوريين.

لهذا السبب أنا كنت أتوقع أن تتدخل إيران بشكل مباشر في هكذا ظرف، ولكن ما يبدو حاليا هو أن الإيرانيين ألقوا العبء بالكامل على حزب الله اللبناني.

الهجوم الأخير على القلمون هو طبعا مرتبط بالتحضير للهجوم الأميركي-الإسرائيلي، لأن الأميركان والإسرائيليين يعتقدون أن منطقة القلمون هي المنطقة الأخيرة التي ما زال النظام السوري يحتفظ فيها بالصواريخ والأسلحة الاستراتيجية.

منطقة القلمون هي منطقة جبلية صخرية، وبالتالي هي مناسبة لتخبئة الصواريخ والأسلحة في المغارات والكهوف.

هناك في سورية عدة مناطق جبلية تصلح لتخبئة منصات الصواريخ، والجيد في هذه المناطق هو أنها عموما خالية من التمرد:

  • جبل القلمون
  • جبل اللاذقية
  • جبل السويداء

 

من المحتمل أن سورية تخبئ منصات الصواريخ في هذه المناطق، وهذا هو السبب الذي جعل المتمردين يهاجمون مؤخرا هذه المناطق (الهجوم على جبل اللاذقية والهجوم على القلمون).

بالنسبة للسويداء فنحن قرأنا أن إسرائيل أعدت “قوة درزية” لاحتلالها.

“ملك الرمال” في الصالات بعد أيام

 

http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=583119&frid=41&seccatid=101&cid=41&fromval=1

يقدّم المخرج والمنتج المعروف، نجدت أنزور، فيلمه المثير للجدل “ملك الرمال” عن مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز آل سعود، في عرض خاص بلندن يوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الحالي، الذي يتزامن مع الذكرى الثانية عشرة لهجمات (11/9) التي تدعي “القاعدة” مسؤوليتها عنها في الولايات المتحدة العام 2001.

وقال أنزور الاربعاء “قمت بإنتاج وإخراج (ملك الرمال) عن مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود لتشابه ما حدث قبل 100 عام مع ما يحدث اليوم من شرذمة وتفتيت وتجزئة العالم العربي إلى دويلات مسلوبة الإرادة تتعامل على أساس عرقي ومذهبي، وقررت انتاج هذا العمل باللغة الانكليزية وبنجوم عالميين انطلاقاً من قناعتي بأن هذا الفيلم لن يأخذ حقه في العرض والنجاح في العالم العربي بينما أمامه فرصة كبيرة للانتشار في كل دول العالم الأخرى”.
وأضاف أن موضوع الفيلم “يبحث في تاريخ الإرهاب وجذوره وعلاقة ذلك بما يحدث اليوم في العالم قاطبة”.

وقال أنزور أنه قام “شخصياً بإنتاج وإخراج العديد من الأعمال الدرامية التي قُدمت عبر سنوات طويلة في العالم العربي وعالجت مشاكل الإرهاب الدخيلة على مجتمعاتنا المتحضرة، مثل مسلسل (الحور العين) عام 2005 الذي سلّط الضوء على تفجير المحيا في الرياض، ومسلسل (المارقون) الذي قدّم نماذج عن الإرهاب في العالمين العربي والغربي، ومسلسل (ما ملكت إيمانكم) عام 2009 الذي تنبأ بالأزمة السورية وسلّط الضوء على التيارات الدينية التي تعبث بالدين وبالمفهوم السامي للدين”.

وأوضح أنزور أن فيلمه “يعرض جانباً من الاتفاق الذي تم بين بريطانيا العظمى والسلطان عبد العزيز، وقتها، وكيف تم دعمه بالمال والسلاح للقضاء على سلطة آل الرشيد التي حكمت الرياض في ذلك الوقت، والتخلص من العثمانيين تمهيداً لاحتلال المنطقة وبسط نفوذ الغرب عليها، وهذا ما حصل لاحقاً في اتفاقية (سايكس ـ بيكو) بين بريطانيا وفرنسا لتقاسم النفوذ في المنطقة”.

وقال إن (ملك الرمال) “يكشف بعض الحقائق والتفاصيل عن العلاقة الوثيقة بين بريطانيا العظمى في ذلك الوقت ورجلها في المنطقة السلطان عبد العزيز آل سعود وكيف نفّذ مشروعها حتى تم تتويجه كملك على المملكة العربية السعودية من قبلها، كما يستعرض جانباً من الاتفاق والعهد والحلف الذي تم بين الوهابيين وآل سعود لتقاسم السلطة والحكم على كامل أراضي المملكة العربية السعودية مثل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، أي الحكم بالسيف، وهو ما استمر حتى يومنا هذا وبدأت نتائجه تؤثر على المنطقة العربية برمتها من افرازات سلفية ومتطرفة وجهادية”.

نجدت انزور معروف بمواقفه مع النظام السوريوعن أسباب اختيار (11/9) موعداً لعرض فيلم “ملك الرمال”، قال أنزور “اخترت هذا اليوم لقناعتي أن ما حدث من ارهاب في العالم هو نتاج للفكر المتطرف والبعد عن الدين الاسلامي الحقيقي الذي يدعو إلى التسامح والحوار ونبذ العنف ولا يحكم بالسيف، مثل قطع اليد والرأس، وهو ما ترفضه جميع المجتمعات والشرائع الإنسانية في العالم”.وأشار إلى “أن الغرب، وللأسف، استفاد من هذا التخلف ووظّفه واستثمره من أجل بث الفرقة بين العرب والمسلمين”.

وقال أنزور “أحطنا عملية انتاج فيلم (ملك الرمال) بالسرية نظراً لحساسية موضوعه ولتجنب أي محاولة لإيقاف انتاجه، وجرى تصويره في دول مختلفة باستخدام كافة التقنيات السينمائية العالمية ليظهر العمل بالشكل السينمائي العالمي، وبمشاركة فنانين من جنسيات مختلفة وباللغة الانكليزية”.

وأضاف “سيتم افتتاح العرض الأول، الذي يسبق العرض الجماهيري، لفيلم (ملك الرمال) في لندن ونيويورك وموسكو، وسيشارك في أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وستقوم الشركة المنتجة بعد عرضه السينمائي بتسويقه إلى أكثر من 100 محطة تلفزيونية عالمية وشركة لخدمات الكيبل التلفزيوني والإنترنت، وتوزيعه على الأقراص الرقمية المدمجة وبلغات عديدة”.

وتابع أنزور “سيجري افتتاح العرض الأول للفيلم بالسجادة الحمراء في صالة (سينما وورلد) بحي هايماركت وسط لندن، الذي يضم أهم مسارح ودور العرض في بريطانيا، وبحضور نجوم الفيلم الممثلين الايطاليين ماركو فوشي وفابيو تستي والممثل البريطاني بيل فيلوز، وحشد كبير من الاعلاميين وشركات الانتاج السينمائي والموزعين والوكلاء ونخبة من السياسيين والمثقفين والأكاديميين والمهتمين بالفن السابع، وطلاب التخرج في الكليات والمعاهد والجامعات المتخصصة بالدراسات الاسلامية والشرق أوسطية في بريطانيا”.

يشار إلى أن أنزور أخرج مسلسلات درامية تلفزيونية كثيرة لاقت رواجاً كبيراً، من بينها “نهاية رجل شجاع″ و”أخوة التراب” و”الجوارح”، وحصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية.

موقع دبكا يتوقع وجود صواريخ S-300 على متن السفينة الروسية Nikolai Filchenkov

موقع دبكا يفترض أن فلاديمير بوتين قام بشحن صواريخ S-300 إلى سورية وأنها على متن السفينة Nikolai Filchenkov التي تتجه إلى سورية.

هذا الافتراض قابل للتصديق في ظل الأجواء الحالية.

اليوم بوتين قال بشكل صريح في مؤتمره الصحفي أنه سيستمر في تسليح سورية حتى أثناء القصف الأميركي.

المقصود من هذا التصريح ربما هو صواريخ S-300، وهذا ما هو ما فهمه موقع دبكا.

The US Friday, Sept. 6, ordered the withdrawal of non-emergency workers and their families from the embassy in Beirut and the consulate general in Adana, southeast Turkey, and warned Americans against traveling to those areas amid looming threats to their security. The State Department posted these advisories after an unscheduled 20-minute one-on-one meeting between Presidents Barack and Obama and Vladimir Putin on the sidelines of the G20 at St. Petersburg. No information was released on results of their conversation, but the staff withdrawals from Beirut and Turkey pointed to the two leaders remaining at loggerheads as much as before amid a mounting buildup of Russian naval might around Syria.
Moscow announced earlier that the Nikolai Filchenkov landing ship was on its way to the Mediterranean, stressing that it would first put in at Novorossisk port on the Black Sea to pick up “a special cargo.”

This cargo was widely identified as advanced Russian S-300 interceptors for warding off a US attack on Syria.

debkafile’s military and US sources reported Friday that President Obama had resolved to expand America’s operation against Syria’s chemical weapons to include air strikes as well as Tomahawk cruise missiles fired from warships.

Read the earlier debkafile report of Thursday night.

There was never much hope that the 20 most influential national leaders in the world meeting  in the Russian town of St. Petersburg on Sept 5-6 would occasion a thaw in the icy relations between the American and Russian presidents and some sort of accord for stopping the bloodshed in Syria.

In his opening statement, Thursday, Sept. 5, Vladimir Putin announced an open-ended discussion would start over a working dinner and go on into the small hours of Friday. The Russian leader was clearly setting the stage for a showdown with the US president, having loaded the dice in Moscow’s favor with the opposition of most of the Asian and European leaders to US military intervention in Syria. The only exceptions were French President Francois Hollande and Canadian Prime Minister Stephen Harper.

Tense eyes were trained on the G20 venue as Thursday night wore on to see the upshot of this weighty conference, which started out with the two parties solidly entrenched in their positions – the US president determined to exercise military force against the Assad regime’s use of chemical weapons against its people, and the Russian president equally determined to oppose it.

But even after Putin managed to isolate Obama diplomatically by carrying a majority motion against US military intervention, he must still have to face up to the failure of his policy to stop the United States carrying out its second military offensive against an Arab nation in two years, after the 2011 Libya campaign.
As for Obama, the longer a decision to go forward in Syria drags out, the greater the pressure by lawmakers in Congress, whose votes he needs, and military imperatives, to embark on a broader operation against Syria than the narrow missile assault he first contemplated.

روحاني يؤيد الاستسلام لأميركا؟

قصة فضائحية يرويها موقع دبكا عن الرئيس الإيراني حسن روحاني:

Thursday night, Iran’s National Security Council inner group held a secret meeting in Khamenei’s inner sanctum on the ramifications of the forthcoming US action against Syria.
Debkafile’s Iranian sources report that Revolutionary Guards commanders spoke out in favor of activating the mutual defense treaty binding Iran and Syria.
President Hassan Rouhani objected. In his view, Tehran must continue to issue vague and general statements without showing its hand on military action against the US. He warned that a vast American military and naval force was piling up in the region and Iran must beware of provoking a military response in which it would be quickly bested.

حسب هذه الرواية فإن قادة الحرس الثوري الإيراني أيدوا في اجتماع عقد بالأمس تفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع سورية، ولكن روحاني طلع لهم بالعرض قائلا أن القوات الأميركية المحتشدة قرب إيران هي كبيرة ومخيفة وبالتالي يجب على إيران أن تنأى بنفسها عن سورية تجنبا للصدام مع القوات الأميركية.

لو صحت هذه الرواية فهي فضيحة من العيار الثقيل للروحاني، ولكنني أظن أنها ربما تكون مجرد محاولة مخابراتية لإثارة القلاقل داخل إيران.

أصلا أنا لا أدري كيف علم محرر موقع دبكا بتفاصيل ما جرى في هكذا اجتماع سري للقيادة الإيرانية.

الأميركان يعودون لمطلب تنحي الأسد

 

بعد فشل المبادرة الكيماوية (التي زعم الأميركان في البداية أن الروس والإيرانيين قبلوا بها) عاد الأميركان مجددا إلى المطالبة بتنحي الأسد:

http://www.aljoumhouria.com/news/index/92932

وكشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية لـ”الجمهورية” أنّ مبادرة أوروبية ستطرح على هامش أعمال القمّة، وُصفت بأنّها مبادرة “الساعة الأخيرة” لحلّ الأزمة السورية.

وقالت إنّ اتصالات جارية عبر القنوات الديبلوماسية الرفيعة المستوى بين الأوروبيين والروس لإقناع موسكو بحلّ من ثلاث نقاط:

أوّلاً، إستقالة الرئيس بشّار الأسد في خلال ثلاثة أشهر.

ثانياً، إختيار شخصية من النظام لترؤّس حكومة انتقالية.

ثالثاً، الذهاب الى مؤتمر جنيف ـ 2.

وقالت هذه المصادر “إنّ الديبلوماسية الأوروبية تبذل جهداً حثيثاً لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا الحلّ، فإذا وافق عليه لا يظهر في موقع المدافع عن استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وتُنقذ بالتالي سوريا من الضربة العسكرية وما سيستتبعها من خراب ودمار، وفي الوقت نفسه تُنقذ صدقية المجتمع الدولي الذي لا يستطيع التراجع في هذه المسألة الحسّاسة”.

لكنّ مصادر مراقبة أكّدت وجود شكوك لدى المعنيين في إمكان نجاح هذه المبادرة لاستحالة قبول الأسد بها.

 

http://www.al-akhbar.com/node/190447

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإنّ قنوات حوار لشخصيات سورية قريبة من النظام مع مسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي، وأيضاً مع الخارجية البريطانية، كانت مفتوحة بالأساس قبل اعلان أوباما نيّته شنّ عدوان على سوريا، استكملت نشاطها خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة. وقد خلصت إلى ما يشبه الفشل وإلى نتيجة وحيدة، وهي أنّ الحرب أصبحت قدراً في خيارات أوباما، وأيضاً في خيارات الرئيس بشار الأسد.
تضيف هذه المعلومات أنّ كلّاً من بريطانيا والاتحاد الأوروبي قدّم إلى المتواصلين معه ما سماه «اقتراح اللحظة الأخيرة» الذي يشكّل مخرجاً وحيداً لتلافي الحرب في حال وافق عليه الأسد. كذلك تمّ عرضه بوصفه الصيغة الوحيدة التي يمكن أن يقبل بها أوباما للتراجع عن قراره بشن ضربة عسكرية ضد سوريا. ومفاد هذا الاقتراح أنّ يقوم الأسد بتوجيه خطاب إلى الشعب السوري يعلن فيه أنه غير مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في العام ٢٠١٤.

نفس اللف والدوران مستمر منذ بداية الحرب على سورية. الأميركان كانوا منذ البداية يطالبون الأسد بالتخلي عن السلاح الكيماوي أو الصواريخ أو حزب الله إلخ، وعندما كان يرفض كانوا يطالبونه بالتنحي.

هذه هي فلسفة الحرب على سورية. هذه الحرب اندلعت أصلا بسبب رفض الأسد التخلي عن الحلف مع إيران، والمقصود بالتخلي عن الحلف مع إيران هو التخلي عن الصواريخ وحزب الله. عندما رفض الأسد التخلي عن هذه الأمور (رغم المغريات العديدة التي عرضت عليه والتي ذكرناها سابقا) أعلن الأميركان الحرب ضده وطالبوه بالتنحي. بعد ذلك عادوا مجددا (قبل سنة من الآن) إلى مطالبته بالتخلي عن السلاح، وعندما رفض صعدوا حربهم ضده. الآن عادوا للمرة الثالثة (أو الرابعة) لكي يطالبوه بالتخلي عن السلاح، وعندما رفض صعدوا الحرب ضده إلى الحد الأقصى وباتوا يتحدثون عن تدخل عسكري مباشر في سورية.

هي دورة تتكرر باستمرار، وفي كل مرة تزداد عنفا. هم يطالبونه بالتخلي عن السلاح، وعندما يرفض فإنهم يزيدون مقدار العنف. هم ينوون الاستمرار في ذلك إلى أن يتخلصوا من سورية أو يجردوها من سلاحها.