الخسارة الكبرى ليست الكيماوي ولكن المصداقية

بعض الناس ربما يعتقدون أنني أهول عندما أتحدث عن خسارة السلاح الكيماوي.

سورية في الأصل كانت دولة شبه منتهية، فهل وقفت على الكيماوي؟

القصة ليست مجرد كيماوي.

التنازل يجر تنازلا، والتنازل يجرئ الخصوم على طلب المزيد.

ما حدث خلال الأيام الماضية أسقط مصداقية محور المقاومة.

الآن الأميركان يعلمون أن محور المقاومة هو غير جاد عندما يتحدث عن استعداده لخوض الحرب الشاملة، وأنه مستعد لتقديم تنازلات من العيار الثقيل تجنبا لخوض هذه الحرب.

هذا سيشجعهم على المطالبة بنزع سلاح حزب الله.

محور المقاومة لم يخض الحرب لأجل سورية، فهل سيخوضها لأجل حزب الله؟

الجواب هو لا.

بالتالي لو كنت أنا مسؤولا أميركيا أو إسرائيليا لكنت عكفت الآن على حياكة مؤامرة تؤدي في النهاية إلى حشد الأساطيل الأميركية والأوروبية ضد حزب الله.

الأوروبيون سيتشجعون الآن للمشاركة في الحشود بعدما رأوا المهزلة التي حصلت في سورية.

لا يوجد ما يضمن عدم تكرار الحشود الغربية ضد سورية نفسها.

على العكس من ذلك، أنا شبه متأكد أن الغربيين سيحشدون قواتهم في المستقبل ضد سورية في حال تمردت عليهم مجددا.

هم خاضوا الامتحان الصعب (عندما كانت سورية تملك الكيماوي وعندما كانوا يجهلون مصداقية محور المقاومة)، فهل يمكن لهم أن يخافوا في المستقبل بعد أن تصبح سورية مستباحة من المفتشين الدوليين وبعد أن أدركوا بالتجربة أن محور المقاومة هو غير جاد عندما يتحدث عن خوض الحرب الشاملة؟

أهم شيء هو المصداقية. الأزمة السورية الأخيرة أثبتت أن أميركا مستعدة لخوض الحرب الشاملة، أما محور المقاومة فهو غير مستعد لخوضها وهو يفضل التنازل عندما تحين ساعة الحقيقة.

هذه هي الخسارة الاستراتيجية الحقيقية. من الآن فصاعدا يجب أن نتوقع تكرار الحشود والعدوان الغربي.

هذا نفس ما حصل سابقا مع صدام حسين والقذافي.

الاستسلام لمرة واحدة يجر لاستسلام ثان وثالث ورابع.

لا يوجد ما يحمي إيران نفسها من التعرض للحشود الغربية.

الإيرانيون نسوا المثل القائل “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

أنا بصراحة لا أظن أنهم نسوه. هم ببساطة يريدون الاتفاق مع أميركا، وبعد أن يتم الاتفاق لن يكون هناك سبب لكي تحشد أميركا قواتها ضدهم.

التخلي عن السلاح السوري هو نصف الطريق للاتفاق مع أميركا. النصف الثاني هو التخلي عن سلاح حزب الله.

5 آراء حول “الخسارة الكبرى ليست الكيماوي ولكن المصداقية

  1. المصداقية نسبية في السياسة الدولية ولغة المصالح .. الانتهازية هي المبدأ .. هل قلقت امريكا أو اسرائيل يوما على مصداقيتهما في التعاطي السياسيي مع الآخرين؟؟؟؟؟… المصداقية في السياسة لعنتريات دول العالم الثالث وفي الذهنية العربية فقط لدول لاحول لها ولا قوة ..

    اقترح نسيان موضوع “الكيماوي السوري” الذي ستثبت الأيام أن لاقيمة استراتيجية له مقابل الردع النووي الاسرائيلي والغربي .. وأن سوريا لم تكن جادة في استخدامه بتاتا في أي مرحلة وتحت وطأة أي ظرف لأن عواقبه كارثية عليها قبل غيرها .. وليس صحيحا ماتروجه صحافة مرتزقة الخليج أنه ثروة قومية تكلفت المليارات، والتنازل عنه كارثة كبرى .. السلاح الكيماوي هو رخيص التكلفة!! لذلك تمتلكه الدول الفقيرة بكميات كبيرة، وكل هذا الضجيج حوله فارغ وبلا معنى .. المهم هو تفادي ضرب سوريا، فالشعب والأرض ليسا بحاجة لمزيد من القتل والتدمير القادمين امريكيا باليورانيوم المنضب والمخصب لتحويل سوريا وشعبها لمحرقة للكيماوي ..

    كفى .. سوريا اليوم لاتحتاج شعارات وتنظيرات عفى عليها الزمن .. هي تقف وحيدة محطمة بيد أبنائها .. وبتآمر ما يسمون زورا أشقائها العرب الذين تواطئوا عليها من أجل أسيادهم الصهاينة .. انسوا شعارات العروبة والاسلام والقومية والوحدة والمقاومة والعدالة .. كلها لاتساوي شيئا .. أمام ثورة “مرتزقة” حتى آخر سوري؟؟!! ضاع الشعب مع الوطن من أجل حفنة من الدولارات .. وربي يسر ……………………..

  2. لا يعتقدون يا هاني بل يجزمون، فعلا هولت كثيرا وأعطيت الأمر حيزا اكبر مما يستحق. وتقاطعت مع الحملة الإعلامية المنسقة من محور العدوان على سورية. كثير مما قلته انت في الموضوع الكيميائي قيل على كل منابر الشحن ضد الدولة السورية!!!!!!

  3. “جنيف2” .. خريطة طريق لسوريا

    روما (9 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

    مستقبل سوريا تحت الوصاية بحسب “خريطة الطريق” التي أعدها السفير “روبرت فورد” بالتعاون مع كل من قيادات هيئة التنسيق و قيادات الائتلاف المعارضين، من أهم بنودها:

    1. وقف فوري لإطلاق النار، تشرف عليه قوة مشتركة من “الجيش الحر” و”الجيش النظامي السوري”.
    2. “الجيش الحر” شريك أساسي في العملية السياسية لقيادة سوريا في المرحلة الانتقالية.
    3. تطوير الأمن الذاتي ـ خلال العملية الانتقالية ـ للمناطق ذات الغلبة الطائفية أو العرقية المحددة. وسيكون على الأقليات تطوير تسليح لجان الدفاع الذاتي لحماية المناطق التي يعيشون فيها، بانتظار عودة السلطة المركزية إليها، أو تطوير مجالس إقليمية تحكمها.
    4. تأسيس دولة لامركزية ومحاصصة طائفية، فيما تكون السلطة المركزية في دمشق للأكثرية السنية.
    5. السلطة السورية “الجديدة” سلطة يمكن التحالف معها لقتال الإرهاب معا وضمان أمن إسرائيل.
    6. لا عقبة و لا اعتراض أميركي في التفاهم مع روسيا على القاعدة الروسية في طرطوس.
    7. التفاهمات الأميركية ـ الروسية ستفرض على الوفود السورية المعارضة والموالية، المتعلقة بمصير الأسد وقضايا هيكلة أجهزة الأمن والدفاع.

    • هيئة التنسيق أكدت البارحة على لسان القيادي فيها هيثم المناع في حوار تلفزيوني مع قناة الميادين: ان الهيئة بشخص رئيسها عبد العظيم – صديق روبرت فورد – أعطت القيادة الروسية ضمانات لكل مصالحها في سورية بما فيها قاعدة طرطوس البحرية .. ولكنهم طالبوا الروس بالتخلي عن قبول الوجود الإيراني وحزب الله في سوريا ……..

      كما قال مناع: ان الهيئة طلبت من الروس  العمل على نزع السلاح الكيميائي من يد النظام السوري والاحتفاظ به لديها ورده لاحقا لحكومة المرحلة الانتقالية … لتقرر ماذا ستفعل به؟؟؟ 

  4. اذا كان صحيحاً ما نقل في جريدة السفير عن اسقاط الدفاعات الروسية للصاروخين البالستيين الاميركيين ، فهذا يعني ان الاميريكيين كانوا قد باشروا بتفيذ تهديداتهم بضرب سوريا فعلياً ولكن الروس صدوا الضربة فتراجع اوباما.

    في هذا الحال تكون امريكا هي من خسرت مصداقيتها وليس محور المقاومة وتكون سورية تنازلت عن السلاح الكيمائي ارضاءً لروسيا بعد صدها للصاروخين البالستيين وليس تنازلاً للاميريكيين.
    والسؤال هنا ايهما يؤمن مصلحة سورية وامنها اكثر؟ السلاح الكيميائي ام التحالف مع روسيا؟

    http://assafir.com/Article.aspx?EditionId=2563&articleId=1134&ChannelId=61909&Author=%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF%20%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%84#.UjHCDZLLoZU

أضف تعليق