لا مستقبل للنظام السوري

التحليل الذي يقوله المتحدث في هذا المقطع صحيح:

 

الطريق الذي اختاره النظام السوري هو نفس الطريق الذي سار فيه سابقا أنور السادات وياسر عرفات.

التنازل لأميركا وإسرائيل لم يحقق أية فائدة للدول التي أقدمت عليه. أين أصبحت مصر بعد أنور السادات؟ أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد ياسر عرفات؟

الارتماء في أحضان إسرائيل ينقذ الأنظمة على المدى القصير، ولكنه يتسبب بوفاتها بعد ذلك.

أنا واثق من أن عمر النظام السوري قصير.

النظام السوري الآن لم يعد يملك أي شيء من قراره. هو مجرد دمية في يد الروس، وبالتالي عند تحليل سياسته يجب أن نفكر فيما يريده الروس.

الروس طبعا لا يسعون لتحرير فلسطين. ما يريده الروس هو تطبيق سيناريو شبيه بسيناريو أنور السادات.

هم في أحسن الأحوال سيسعون لإنجاز صفقة بين سورية وإسرائيل على غرار الصفقة التي تمت بين أنور السادات وإسرائيل، ولكن حتى هذا الأمر هو غير مضمون.

لو نجح هذا المسعى فإن سورية ستنضم إلى قائمة الدول العربية الدائرة في فلك إسرائيل (مصر، الأردن، آل سعود).

أنا لاحظت أن علاقات النظام السوري في الآونة الأخيرة كانت تتعزز مع سلطة محمود عباس ومع النظام المصري الجديد (الذي هو في الحقيقة إعادة إنتاج لنظام مبارك).

حتى لو لم تتم صفقة علنية بين سورية وإسرائيل فمن المؤكد أن الدور السابق “الداعم للمقاومة” سيتراجع كثيرا.

من المؤكد أن الإسرائيليين سيطلبون من روسيا أن تلجم النظام السوري عن دعم حركات المقاومة، والروس طبعا سيستجيبون، والنظام السوري لن يملك إلا أن يمتثل.

أنا لا أستطيع تخيل الوضعية التي سيكون فيها النظام السوري. هي ستكون وضعية أسوأ من الوضعية التي كان فيها قبل 2011.

في ذلك الوقت كان الناس يتهمونه بأنه لا يفعل شيئا لتحرير الجولان، ولكنه على الأقل كان يبني ترسانة صاروخية وكان يدعم حزب الله وحماس.

أما الآن فهو سيضطر للحد كثيرا من نشاطاته المعادية لإسرائيل.

معاداة إسرائيل ستقتصر على الكلام فقط، وفي حال نجحت الجهود الروسية سينضم النظام السوري إلى قائمة الأنظمة الدائرة في فلك إسرائيل.

هذا هو المسار الذي اختاره النظام السوري.

طبعا على المدى القصير الروس (والأميركان بشكل ضمني) سوف يساعدونه على هزيمة الإرهابيين واستعادة السيطرة على البلاد، ولكنهم سيفعلون ذلك لأنهم يعلمون أنه أصبح مجرد دمية في يدهم.

منذ البداية كنت أقول أن الأميركان ليسوا ضد النظام السوري لشخصه. هم ضده بسبب سلوكه. هذا ما كانوا يقولونه هم أنفسهم. الآن النظام السوري بدأ يغير سلوكه، وبالتالي الأميركان سوف يغيرون تعاملهم معه وسوف يسمحون له بالسيطرة على الكيان السوري مجددا.

هم يحتاجون إليه لكي يستكمل المسار الذي بدأ يسير فيه. التخلص من السلاح الكيماوي هو مجرد خطوة أولى، ولكن ما زالت هناك أمور عديدة يحتاج إليها الأميركان.

هم يريدون التخلص من الصواريخ ومن سلاح حزب الله.

طبعا النظام السوري الآن سيرفض مثل هذه الطروحات، ولكن المشكلة هي أن النظام لا يملك القرار. القرار هو عند الروس.

هل الروس يؤيدون بقاء سلاح حزب الله؟ الجواب هو لا، وحتى لو كانوا يؤيدون ذلك الآن فهم سيغيرون رأيهم في المستقبل عندما يتعرضون لضغوطات من الأميركان والإسرائيليين. كما عقدوا صفقة بالأمس حول السلاح الكيماوي فسيعقدون في المستقبل صفقة حول سلاح حزب الله.

بالتالي من المتوقع أن الروس في المستقبل سيضغطون على النظام السوري لكي يساعد في تجريد حزب الله من سلاحه.

باختصار النظام السوري انضم إلى نادي الأنظمة العربية الرجعية. هو سيصبح مجرد كلب حراسة لدى إسرائيل كالنظام الأردني وأمثاله.

السبب هو التبعية لروسيا. روسيا هي دولة من نادي الدول الكبرى، والدول الكبرى ليست من أنصار المقاومة وليست من أنصار الصواريخ في أيدي الدول الصغيرة.

وضع النظام السوري في الداخل سيكون صعبا. سورية عموما ستكون في غاية الضعف، لأن الفرز السياسي سيكون على أساس طائفي.

النظام السوري في السابق كان يتغنى بالمقاومة والاستقلالية. هذه الأمور كلها ستتلاشى، وما سيتبقى هو مجتمع متخلف مفكك فقير أسوأ حتى من المجتمع اللبناني.

حتى لو تم ضخ المال في سورية فهذا لن يحل شيئا، لأن الدول التي ستضخ المال لديها أجندات طائفية تقسيمية.

المال السعودي والأميركي لن يكون حتما لمصلحة المقاومة أو لمصلحة استقلالية سورية وقوتها. هذا المال سينفق بهدف تكرار التجربة الحريرية اللبنانية. هدف السعوديين والأميركان سيكون إنشاء خط سياسي طائفي انعزالي متخلف موال لآل سعود والأميركان.

أكثر ما أخشاه (وما أحذر منه دائما) هو أن ينجر الحلبيون إلى هذا الخط السعودي-الأميركي.

هذا الخط هو الذي كان يحكم سورية في الأربعينات والخمسينات وهو الذي سبب الدمار لمدينة حلب أكثر من غيرها.

الأفضل للحلبيين هو أن يتقاربوا مع تركيا والعراق.

دعوكم من الأقكار الجامدة الاعتباطية التي لا أساس لها في التاريخ. هناك أفكار سياسية معينة اخترعها الخط السعودي-الأميركي-الدمشقي خلال القرن العشرين وهذه الأفكار للأسف ما تزال تتحكم بعقول الحلبيين رغم أنها ضد مصلحتهم بالمطلق.

 

صحيفة قريبة من المخابرات السورية تتحدث عن مخطط لتصفية الخبراء السوريين

فلسطين المحتلة، الحقيقة (خاص): فيما يبدو أنه تمهيد لبدء تصفية واغتيال خبراء البرنامج الكيميائي السوري، تنفيذا للصفقة بين النظام السوري والإسرائيليين، أقدمت المخابرات السورية على تسريب “خبرية” لصحيفة البعثيين في فاسطين (صحيفة”المنار”) زعمت فيه “أن عناصر من وحدات خاصة تتجمع في ساحة مجاورة لسوريا للتسلل الى داخل الاراضي السورية (…)تضم أعدادا من أفراد الاجهزة الاستخبارية التابعة لدول في المنطقة وخارجها تم تشكيلها منذ أشهر لاغتيال واختطاف كفاءات سورية في ميادين محتلفة، تماما كما جرى في العراق ابان الاحتلال الامريكي للعراق، حيث اغتالت وحدات اجرامية خاصة أكثر من ستة آلاف من العلماء والكفاءات واساتذة الجامعات في العراق”.
يشار إلى أن “الحقيقة” كانت توقعت اليوم أن يبدأ النظام السوري تصفية طواقم برنامج السلاح الكيميائي تنفيذا للصفقة التي أبرمها مع الإسرائيليين والأميركيين عبر موسكو، والتي تقضي بتخليه عن برنامج السلاح الكيميائي السوري مقابل “عدم سعي واشنطن لإسقاطه بالقوة”.

صحيفة “المنار” الفلسطينية هي بالفعل قريبة من المخابرات السورية، والكلام الوارد في هذا الخبر منطقي. لماذا ترسل أميركا فرقا لاغتيال الخبراء السوريين طالما أن النظام السوري تعهد رسميا وعلنيا بتفكيك برنامجه الكيماوي؟

المخابرات الأميركية الآن لن تسعى لاغتيال أي خبير سوري ولكن الجهود الأميركية ستنصب على المباحثات المعقدة مع الروس.

الأميركان لديهم الآن الكثير لكي يبحثوه مع الروس.

تفكيك البرنامج الكيماوي السوري هي قصة كبيرة بحاجة لكثير من البحث والجهد. هي ستستمر لسنوات.

هذه القصة هي مجرد مدخل لتفكيك التسليح السوري بكامله وتحويل سورية إلى دولة نمطية كبقية الدول التابعة الموجودة في المنطقة.

من الآن فصاعدا كل قطعة سلاح في سورية ستكون تابعة إما لروسيا أو أميركا أو فرنسا.

باختصار الجيش السوري سيتم خصخصته وبيعه “للنيوليبرالية” الدولية.

دولة كهذه لا يمكنها أن تقاوم ولا أن تدعم حركات مقاومة، طبعا إلا إذا حصلت على الإذن من الدول الكبرى.

رأيان حول “لا مستقبل للنظام السوري

  1. قديما العراق وشمالي سوريا احتضنتا احدى اهم واعظم الحضارات حضارة بلاد ما بين النهرين ويبدو ان التاريخ سيعيد نفسه

    • حلب قبل عام 2300 قبل الميلاد كانت ضمن مملكة إبلا التي كانت مستقلة عن العراق.

      بعد ذلك أصبحت حلب تابعة للعراق.

      ثم عادت مستقلة مجددا في زمن الأموريين (مملكة يمحد)، وفي هذا الوقت كانت حلب أهم مدينة في العالم واستمرت كذلك حتى الغزو الحتي في حدود 1600 قبل الميلاد.

      بعد ذلك صارت حلب تابعة للحتيين في الأناضول. هي كانت إحدى أهم مدن الحتيين (أظن أنها كانت ثاني أهم مدينة بعد العاصمة Hattusa).

      بعد انهيار الحتيين في حدود 1200 قبل الميلاد أصبحت حلب موطنا للآراميين. هي تحديدا كانت تابعة لعائلة Agusi الآرامية. هذه العائلة أو العشيرة أتت أصلا من بادية حلب وأسست مملكة في شمال سورية كانت عاصمتها بلدة تل رفعت.

      ثم بعد ذلك أصبحت حلب تابعة للآشوريين في شمال العراق.

      ثم البابليين.

      ثم الفرس الأخمينيين.

      ثم اليونانيين.

      ثم الأرمن لفترة وجيزة، ثم الرومان.

      ثم العرب المسلمين الذين كانت عاصمتهم في المدينة المنورة.

      ثم أصبحت حلب تابعة للأمويين في دمشق لمدة 100 عام.

      ثم رجعت مستقلة مجددا في عصر بني مرداس وبني حمدان.

      واستمرت مستقلة تحت حكم السلالات التركية المتعاقبة (مماليك وسلاجقة وعثمانيين).

      ثم في زمن فرنسا أصبحت عاصمة لدولة حلب.

      ثم أصبحت تابعة لدمشق منذ عام 1925 وحتى يومنا هذا، وهذه الفترة الأخيرة هي أسوأ فترة في كل تاريخ حلب الذي سردته في الأعلى.

أضف تعليق