الاستسلام الوطني أسهل من الاستسلام الشخصي!

بعض محللي النظام السوري بدؤوا يبررون ويفلسفون ما قام به النظام السوري بالأمس على نحو يوحي بأن النظام السوري جاد فعلا في تسليم سلاحه الكيماوي.

ما قام به النظام السوري بالأمس هو نفس ما قام به القذافي عندما سلم سلاحه للأميركان. هو عمل استسلامي بحت لا توجد من ورائه أية فائدة وليس له أي مبرر.

النظام السوري سلم أقوى أسلحته إلى الأميركان والإسرائيليين. هذا عمل شنيع جدا لا يمكن الدفاع عنه أو تبريره.

الرئيس السوري كشخص لن يستفيد مما حدث، لأن ما حدث سيشوه صورته وسيسقطه في عيون أنصاره.

كان الأشرف للرئيس السوري أن يتنحى عن السلطة وأن يقبل بالهزيمة الشخصية بدلا من أن يختار الهزيمة الوطنية الاستراتيجية المخزية.

المسار الذي اختاره الرئيس السوري يشبه المسار الذي اختاره صدام حسين. الرئيس السوري بات مستعدا للقبول بالهزائم الوطنية في سبيل البقاء في السلطة.

ما هي فائدة هذه السلطة؟ هل الرئيس السوري يبحث عن مصير صدام حسين؟

أنا بصراحة لا أفهم تفكير النظام السوري.

إن كان الموضوع طائفيا فنحن لا يهمنا إن أتى رئيس آخر من نفس طائفة الرئيس. هذا أقل سوءا من التنازل والتفريط والاستسلام.

أي شيء هو أقل سوءا من الاستسلام لإسرائيل. النظام السوري ترك كل الخيارات واختار الاستسلام لإسرائيل.

أسوأ خيار هو الاستسلام لإسرائيل.

تجريد سورية من السلاح الكيماوي هو مطلب إسرائيلي بحت وواضح. أصلا الإسرائيليون لا يخفون ذلك.

كيف تقبل سورية بالشرط الإسرائيلي على هذا النحو المخزي؟

أنا لا أدري إلى أين يريد النظام السوري أن يصل، ولكنه بصراحة بدأ يسير في منطقة الخطر.

التنازل لإسرائيل لن يساعد النظام السوري على ترسيخ سلطته على المدى البعيد.

التنازل لإسرائيل لا يفيد الرئيس كشخص، ولا يفيد النظام السوري، ولا يفيد العلويين، ولا يفيد السوريين.

هذا شيء سيء جدا وخاطئ.

كان يجب على الرئيس السوري أن يستقيل بالأمس بدلا من أن يسلم سلاحه لإسرائيل.

إضافة: مثال على التبريرات

 

هذا الكلام هو من مقال لـ “سامي كليب”:

http://arabi-press.com/article.php?id=83147

وفق معلومات موثوقة، فان مسالة الكيميائي هي بالاساس ليست ذات قيمة، فما هو متوفر من كيميائي في سورية ليس بالاصل مهما ولا هو سلاح فتاك كما يدعي الاميركيون وانما عبارة عن مواد تعود الى ثمانينيات القرن الماضي والتخلي عنها سهل اذا كان في الامر ما يبعد شبح الحرب التي كادت ان تتحول الى كارثة فعلية على المنطقة بمجملها

هذا الكلام ورد في مقال تضليلي يهدف لحرف الأنظار عن خطورة التنازل الاستراتيجي الذي أقدم عليه النظام السوري.

سوف نسمع في الأيام القادمة الكثير من مثل هذه الترهات التي تهون من خطورة ما أقدم عليه النظام السوري.

مسألة الكيماوي حسب سامي كليب هي “ليست ذات قيمة”. هذا الكلام هو نقيض الواقع. مسألة الكيماوي هي أهم شيء على الإطلاق. هي أهم بكثير من النظام السوري. كل ما جرى كان أصلا بسبب الكيماوي والصواريخ. لولا الكيماوي والصواريخ لما كان هناك 100 ألف قتيل في سورية.

رأي واحد حول “الاستسلام الوطني أسهل من الاستسلام الشخصي!

  1. وبتعليق اضافي لما كتب :
    فأنا من الناس المصعوقة فعلا لما جرى
    فالمعلم وخارجيته بدأ يضع مبررات مضحكة في اقل مستوى
    (وافقنا على المبادرة الروسية لحقن دماء السوريين !!!!)
    اي دماء هذه يتكلم عنها بعد 120 الف قتيل وملايين المشردين والمذلولين على الحدود وامام السفارات ؟
    المبادرة هذه تشير بكل وضوح الى تفاهة وحقارة ( محور المقاومة ) وهي تدل بالنهاية بأن مشروعها هو فقط وجود اداة تنفيذ على كرسي السلطة
    فكل بعبعة المحللين التابعين للقومجية بدأ يتكلمون عن التبريرات لذلك ونفي ان يكون للسلاح الكيماوي اي قيمة في الصراع (مع الصهاينة ) إلا ان المهم هو ثقافة المواجهة التي تملكها روسيا واتباعها كايران في وجه الاساطيل الروسية
    والتحذيرات من شن العدوان وان حلفاء النظام الاقليميين قادمون لكسر محور الشيطان
    الا ان الحقيقة التي اصبحت واضحة هي الخوف الابدي من الولايات المتحدة واثنائها عن القيام بالضربة العسكرية هو ترجي وتمني وتذلل اتجاه صواريخ البوارج من اجل ان لاتطلق
    والغريب فعلا بان اميركة هي المترددة والخائفة من ردود الفعل وعدم موافقة الكونغرس عليها والمبادرة الروسية اتت لانقاذ ماء وجه اوباما وليس لآنقاذ الشعب السوري
    وماهو ما يوحي بأن تصريح اميركة بالحرب قد اكسبها الحرب وان البقية من روسيا الى ايران ماهم إلا احجار شطرنج في رقعة امريكة

أضف تعليق