حل الأزمة السورية مؤجل إلى العام القادم

من كان يتابعني منذ بداية الأزمة السورية يتذكر كلامي عن أن سورية أصبحت ملعبا لقوى دولية متصارعة وأن الأزمة السورية لا يمكن حلها إلا بصفقة بين هذه القوى. هذا الكلام أنا قلته منذ ما قبل رمضان الماضي، وأنا منذ البداية تنبأت بالعقوبات والمجازر والانهيار الاقتصادي وكل ما حصل تقريبا.

الصفقة المطلوبة لإنهاء الثورة السورية هي صفقة بين أميركا وبين المحور الدولي المناوئ لها والذي يتألف من روسيا والصين وإيران.

على ماذا ستتم الصفقة؟

 أنا منذ البداية طرحت رؤيتي للصفقة التي تريدها أميركا، والأيام أثبتت أن كلامي كان صحيحا. الصفقة التي تريدها أميركا هي باختصار “إيران مقابل سورية”. أميركا تقول للمحور المناوئ لها أننا لا نستهدف إيران ونحن مستعدون لتقبل نفوذ إيران في العراق والخليج ومستعدون حتى لتقبل البرنامج النووي الإيراني، ولكننا نريد شيئا واحدا هو نزع مخالب إيران التي تطال بها إسرائيل وتحويل المنطقة المحيطة بإسرائيل إلى أرض محايدة (no man’s land).

ما تطرحه أميركا هو التالي: دولة كبيرة ومهمة ومؤثرة هي إيران، ولا مانع من أن تكون هذه الدولة نووية وأن تكون الآمرة الناهية في العراق والخليج، ولكن بشرط أن تنتهي حدود النفوذ الإيراني عند بداية صحراء الأنبار العراقية.

أميركا تريد تحويل منطقة المشرق العربي إلى مجموعة من الدويلات الطائفية، وهو نفس المشروع الغربي القديم الذي بدأ بعد انهيار الدولة العثمانية. الهدف من هذا المشروع هو باختصار حماية إسرائيل. أميركا كما شرحت من قبل لا تعترف بوجود شيء اسمه أمة عربية أو حتى سورية. هي ترى أن منطقة المشرق العربي مكونة من اليهود (أي إسرائيل) ومجموعة من الطوائف الدينية الأخرى المحيطة بها. هذه هي نظرة أميركا والعقل الغربي للمشرق العربي. هي نظرة تضع إسرائيل في المركز وتفهم العرب على أنهم مجموعة من الأقوام والشعوب المحيطة بإسرائيل.

هذه النظرة هي الهدف الذي تريد أميركا الوصول إليه، ويجب أن نعترف أن أميركا نجحت خلال فترة قصيرة نسبيا في قطع نصف المسافة إلى هذا الهدف.

أميركا أعطت منذ سنوات الضوء الأخضر لصعود الإسلام السعودي أو الوهابي في المنطقة، وأنا شرحت مرارا ما هو معنى هذا الإسلام الأميركي. المعنى باختصار هو تقسيم المنطقة طائفيا ونشر العداوة بين كل الأديان الموجودة في المنطقة ما عدا الصهاينة حصرا الذين يحرص السعوديين دائما على إبقاء الود والصداقة معهم.

أميركا عندما جاءت إلى المنطقة في عام 2003 جاءت تحت عنوان استراتيجي هو الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد. أميركا عندما تدخلت في العراق كانت تفهم التكوين السكاني والديني للعراق جيدا جدا. الأميركان ليسوا جهلة وهم يفهمون كل دول العالم بشكل جيد جدا ولديهم خبراء ومختصون في شؤون كل الدول. أميركا كانت تعلم بوجود الشيعة والسنة في العراق وهي كانت تعلم أن تدخلها من شأنه إيصال “الشيعة” إلى الحكم وخلط أوراق المنطقة.

التدخل الأميركي في العراق تزامن مع بروز ظاهرتين هامتين:

  • الظاهرة الأولى هي ظاهرة المجازر الطائفية في العراق التي لعب تنظيم القاعدة دور البطولة فيها، وهي ظاهرة لم تكن معروفة سابقا في المنطقة حيث لم تكن هناك فصائل أو جماعات تنتهج القتل الطائفي كسياسة ممنهجة.
  • الظاهرة الثانية هي ظاهرة الخطاب الوهابي الطائفي التحريضي التي لعبت المخابرات السعودية والإعلام السعوي دور البطولة فيها.

تنظيم القاعدة هو مجرد فرع للإسلام السعودي الوهابي، وأنا لا أعتقد أن هذا التنظيم بعيد عن السعودية بحال من الأحوال بل هو مجرد أداة في يد السعودية وأميركا يحركونه بشكل غير مباشر. عندما أرادت السعودية استهداف شيعة العراق وجدنا تدفق القاعدة إلى العراق لقتل الشيعة، وعندما أرادت السعودية استهداف سورية نرى الآن تدفق القاعدة إلى سورية. التحكم بالقاعدة ليس مسألة صعبة بل هو مسألة سهلة جدا. يكفي أن توعز السعودية لإعلامها وشيوخها لكي يشنوا حملة تحريض وفتاوى ضد بلد ما حتى نجد أن المناخ الوهابي والقاعدي تحرك كله ضد هذا البلد. هذا ما رأيناه في العراق حيث أن المجازر الرهيبة التي ارتكبت ضد الشيعة في العراق كانت تترافق مع صدور الفتاوى بتكفير الشيعة من السعودية. القنوات الفضائية التابعة للمخابرات السعودية (صفا ووصال) كانت في زمن المذابح الطائفية في العراق تحرض على قتل الشيعة بشكل علني ومكشوف وصريح.

أنا لا أقتنع ببراءة أميركا من تصرفات السعودية. كيف يمكن أن تدعي أميركا أنها تحارب القاعدة في العراق بينما الإعلام السعودي كله مستنفر للتحريض الطائفي ضد الشيعة. هل هذا يعني أن السعودية تعمل ضد مصالح أميركا؟ هذا كلام مضحك.

منذ بدء الثورة السورية أوعزت أميركا لكل أبواقها وأتباعها بإيقاف الحملة ضد الشيعة، وهذا ما لاحظناه أيضا في قناتي صفا ووصال اللتين أوقفتا التحريض على قتل الشيعة. أنا لم أسمع على هاتين القناتين أي دعوات صريحة لقتل الشيعة منذ بدء الثورة السورية، ولا أعتقد أن هذه صدفة بل هي جزء من المناخ الأميركي العام الذي يسعى لعقد صفقة مع إيران. حتى محكمة الحريري أوقفوها ولم نعد نسمع شيئا عنها.

أميركا عندما دخلت العراق كانت تريد (بمعونة السعودية) استثارة الشيعة وجرهم إلى حرب طائفية، وهذا ما حدث بالفعل في عام 2006 حيث أن الميليشات الشيعية شنت في ذلك الوقت حملة قتل وخطف ضد المناطق السنية، ولكن الشيعة بسبب وعيهم (وربما بسبب النصح الإيراني لهم) لم ينجروا في الحرب الطائفية للنهاية وتمالكوا نفسهم ونجحوا في الحفاظ على وحدة العراق تحت حكمهم. هذا كان فشلا أميركيا كبيرا ونجاحا واضحا لإيران.

أميركا قبلت بهزيمتها في العراق بسبب الثورة السورية. أميركا حاولت في عام 2003 إشعال ثورة طائفية في سورية في نفس الوقت الذي دخلت فيه إلى العراق. القرار الدولي 1559 الذي صدر فجأة في ذلك الوقت جاء في هذا السياق، وجاك شيراك اعترف لاحقا بأن الهدف من القرار كان إسقاط النظام السوري. أميركا كانت تعتقد أن القرار 1559 وما تبعه من تطورات (أبرزها مقتل رفيق الحريري الرمز “السني”) هي أمور من شأنها إشعال ثورة سنية ضد النظام السوري، والثورة السنية اشتعلت بالفعل في لبنان ولكنها لم تمتد إلى سورية بشكل سريع كما كان التصور وقتها. في ذلك الوقت اشتعلت أيضا الثورة الكردية في سورية (التي جاءت بتحريض من جهة العراق) وبعد ذلك جاءت حرب تموز 2006 الإسرائيلية لتتوج الخطة المرسومة لإسقاط النظام السوري والتي وردت بشكل واضح في القرار 1559.

الثورة السورية التي اشتعلت في عام 2011 هي جزء من هذا السياق وتتويج له، وهذا هو ما قصده بشار الأسد حينما تحدث عن المؤامرة في خطابه الأول، رغم أن معظم مستمعيه لم يفهموا كلامه بما في ذلك السوريين (وكثير منهم ظنوا أنه يهذي على طريقة القذافي). سبب هذا الانفصال الكامل بين السلطة والشعب في سورية هو طبيعة نظام الحكم الذي هو نظام نخبوي أوليغارخي يتعامل مع الشعب لا على أنه مصدر السلطة بل على أنه مجرد رعايا وأتباع للسلطة. هذه العقلية متأصلة في فكر البعث وغيره من الأحزاب الشمولية بما في ذلك الأحزاب الإسلامية كحزب الإخوان المسلمين. الإخوان لديهم نفس العقلية بل وأسوأ منها بكثير لأنهم يعتقدون أنهم يحكمون باسم الله وأن مناوئيهم هم أعداء الله.

الثورة السورية حاولت طرح نفسها في البداية على أنها ثورة غير طائفية، رغم أن سياقها هو سياق طائفي بالكامل لأن من أشعلها هم الوهابيون ومن أبقى نارها مشتعلة هم أيضا الوهابيون، وكل سياق الثورة ومسارها هو سياق ومسار أميركي وهابي لا علاقة له بالوطنية. في بداية الثورة عندما قدم بشار الأسد التنازلات وجدنا أن القنوات الوهابية صارت تسخر منه وتبث مشاهد كهذا المشهد مثلا:

هذا المشهد ظهر كثيرا على القنوات الوهابية في البداية، وهو يصور استهزاء “الثوار” من تنازلات بشار الأسد. هناك مسار عام كان يسعى للتصعيد وعدم الرغبة بالحوار مع الأسد. كانت هناك رغبة لدى الوهابيين وأميركا من ورائهم باستنساخ السيناريو المصري في سورية، وهذا طبعا كلام مضحك لأن الوضع السوري لا يشبه الوضع المصري في شيء، لا من حيث بنية النظام السياسي ولا من حيث بنية المجتمع ولا من حيث الوضع الخارجي. حسني مبارك كان ينام في أحضان أميركا وإسرائيل أما بشار الأسد فهو يخوض منذ استلامه السلطة حربا وجودية ضد أميركا وإسرائيل. إهمال كل خصوصيات الوضع السوري ومحاولة “تمصير” سورية خلال يوم وليلة هو كان مسعى مفضوحا لإشعال حرب في سورية. أنا لا أتحدث هنا عن الثوار المساكين وإنما عمن يقف وراءهم ويحرضهم ويرسم لهم المسار، أي أميركا وأتباعها في المنطقة.

الآن نسمع كثيرا من التباكي على مجزرة الحولة في حمص، وخلال الأيام الماضية دخل الثوار إلى المدونة لكي يشتموني ويشتموا مؤيدي النظام بحجة أنهم خائنون لطائفتهم ومساهمون في المجزرة مع العلويين.

أنا أنزعج كثيرا من المجازر في سورية، ولكنني لا أدري ما هو المفاجئ في مجزرة الحولة. أنا كنت منذ أشهر أقول أن مسار الثورة السورية سوف يقودنا إلى مجازر وتطهير عرقي وتقسيم، وأنا تحدثت كثيرا عن سعي أميركا لتطبيق السيناريو اليوغوسلافي في سورية وعن رغبتها في إحداث مجازر كبيرة تقود إلى تحقيق رؤيتها لسورية والمنطقة. في الحقيقة المجازر التي تنبأت بها لم تحصل حتى الآن. مجزرة الحولة هي ليست مجزرة حقيقية وإنما مجرد مقبلات. المجازر التي في بالي هي مجازر أكبر بكثير من مجزرة الحولة.

أنا أنطلق في إدانتي للمجازر من عاطفة إنسانية، بمعنى أنني أرفض المجازر بحد ذاتها وبغض النظر عن دين القاتل والمقتول، وأغضب لمقتل العلوي والشيعي كما أغضب لمقتل السني، أما الإخوة المعارضون كالأخ علي سعيد والأخ “سوري حر” فهم يرفضون المجازر لأنها حسب رأيهم تستهدف السنة. هذه ليست عاطفة إنسانية وإنما عاطفة حيوانية. هي نفس غريزة القطيع التي تحكم سلوك الحيوانات. ما يزعج المعارضين ليس وقوع المجازر بحد ذاتها وإنما كون المجازر تستهدف السنة حسب قولهم، وهذه العاطفة تظهر بوضوح مثلا في تعليقات الأخ “سوري حر” التي حذفتها والتي تنبع من هذه الغريزة الحيوانية البدائية مع احترامي له ولإنسانيته.

الإنسان يجب أن يغضب للقتل والظلم بحد ذاته وبغض النظر عن هوية المقتول أو المظلوم، ولكننا للأسف لا نشاهد هذه العاطفة لدى الثوار ومن يقف وراءهم. بالنسبة لهم الثورة السورية هي حرب طائفية للاستيلاء على السلطة من يد طائفة أخرى. هم يقولون منذ البداية أنهم غير طائفيون ولكن تصرفاتهم وعواطفهم وأفعالهم تكذب كلامهم. هم من البداية رفضوا فكرة الحوار مع الطرف الآخر وسخروا منها، وهذا بحد ذاته إعلان حرب وهو ما أوصل إلى مجزرة الحولة وأمثالها.

مجزرة الحولة هي مجرد تفصيل صغير جدا في صورة كبيرة، وهذه الصورة تعمل أميركا على رسمها منذ العام 2003 على الأقل. حتى الوهابيون والسعوديون هم مجرد تفاصيل في هذه الصورة، وأنا منذ بداية تدويني كنت أركز دائما على الصورة الكبيرة وعلى دور أميركا لأن نسياننا لدور أميركا وانشغالنا بالحديث عن الوهابيين والمعارضين يعني اكتمال نجاح المشروع الأميركي. الهدف الأول من المشروع الأميركي هو إلهاء سكان المنطقة ببعضهم حتى ينسوا أميركا وإسرائيل.

المنطق الذي يتبناه الوهابيون (أي آل سعود) في معظم القضايا مطابق للمنطق الأميركي، حتى في تقييمهم للمجازر. أميركا تغضب جدا إذا وقعت مجزرة ضد أميركان أو إسرائيليين، ولكنها لا تعير اهتماما لموت ملايين العراقيين والسوريين. بالنسبة لأميركا العراقيون والسوريون هم حشرات، وهذا هو نفس المنطق الوهابي الذي ينظر للآخر على أنه حشرة لا قيمة لها. خلال سنوات حصد أرواح الشيعة في العراق لم نكن نسمع أي استنكار من الوهابيين بل على العكس كنا نرى القنوات التابعة لآل سعود تؤيد وتحرض وتبارك، والآن نفس السيناريو يتكرر مع سورية، وفي كلتا الحالتين المسؤول الحقيقي هو أميركا التي تستعين بآل سعود كذراع لتنفيذ المهام القذرة.

ما سبق هو الهدف الاستراتيجي الذي تريد أميركا تحقيقه من الثورة السورية. هي تريد خلق كتلتين كبيرتين متصارعتين في المنطقة: كتلة شيعية شرقية وكتلة سنية غربية، وبين الكتلتين يجب أن تكون هناك منطقة عازلة هي منطقة المشرق العربي التي سوف تتحول إلى شيء شبيه بألمانيا قبل الوحدة الألمانية.

دولتا ألمانيا وفرنسا الحاليتان تعود أصولهما إلى مملكة الإفرنج (Frankish Kingdom) التي كانت تحكم مساحات شاسعة من أوروبا الغربية والوسطى في العصور الوسطى الباكرة (الفترة التالية لانهيار الإمبراطورية الرومانية في الغرب). هذه المملكة أسسها الإفرنج (Franks)، وهم قبائل جرمانية (Germanic) تعود أصولها إلى شمال ألمانيا. هذه القبائل سكنت شمال فرنسا في القرون الميلادية الباكرة ضمن موجة من الهجرات الجرمانية التي شهدتها أوروبا في ذلك الوقت (والتي كانت من أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية). الإفرنج كانوا من أوائل الشعوب الجرمانية التي هاجرت جنوبا واحتكت بالرومان ولهذا السبب هم تحضروا باكرا واكتسبوا الكثير من طباع وعادات الرومان بما في ذلك اللغة (اللغة الفرنسية هي لغة رومانيقية Romance متفرعة من اللاتينية وليست لغة جرمانية)، ولاحقا أيضا الإفرنج أخذوا الدين المسيحي من الرومان.

مملكة الإفرنج وصلت إلى ذروة مجدها في عهد شارلمان Charlemagne في بداية القرن التاسع (في العصر العباسي عند المسلمين). شارلمان هذا شن حربا شعواء ضد السكسون Saxons استمرت لمدة ثلاثين عاما، والسكسون هم فصيل آخر من الجرمان كانوا يسكنون شمال ألمانيا في ذلك الوقت وكانوا يتميزون عن الفرنجة بمحافظتهم على لغتهم وتراثهم الجرماني وعلى دينهم القديم (الوثني). شارلمان غزا السكسون وخيرهم بين الدخول في المسيحية أو الموت بحد السيف، وبعد أن قتل الآلاف منهم نجح في فرض الديانة المسيحية عليهم وبهذا دخلت الديانة المسيحية إلى ألمانيا. ثم بعد ذلك توجه جنوبا نحو إيطاليا وقاتل اللومبارديين Lombards، وهم جرمان كانوا يسكنون شمال إيطاليا. بابا روما في ذلك الوقت كان يحكم وسط إيطاليا وعندما تمدد اللومبارديون نحو أراضيه طلب المساعدة من شارلمان الذي أنجده ووفر الحماية له حتى وفاته، ووفرها أيضا للبابا التالي له (ليون الثالث) الذي قام في يوم 1\1\800 (اليوم الأول من عام 800) بتنصيب شارلمان “إمبراطورا على الرومان”، بمعنى أن مملكة شارلمان كانت حسب وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية استمرارا للإمبراطورية الرومانية البائدة (مثلما أن الكنيسة الكاثوليكية كانت تعتبر نفسها كنيسة للدولة الرومانية البائدة وهي ما زالت تسمي نفسها حتى اليوم “الكنيسة الكاثوليكية الرومانية” Roman Catholic Church). الأوروبيون في القرون الوسطى لم يكونوا يعرفون أنهم يعيشون في القرون الوسطى بل كانوا يعتقدون أنهم يعيشون في العصر الحديث، والكنيسة الكاثوليكية لم تكن تعترف بسقوط الإمبراطورية الرومانية وظلت طوال القرون الوسطى تعتبر أن هذه الإمبراطورية ما زالت قائمة وكانت تمنح لقب إمبراطور الرومان مرة لهذا الملك ومرة لذاك حسب ولاء الملوك للكنيسة في روما العاصمة الافتراضية للرومان. مفهوم الدولة الرومانية عند الكنيسة الكاثوليكية كانت له أهمية دينية شبيهة بأهمية مفهوم الخلافة عند المسلمين ولذلك رفضت هذه الكنيسة فكرة زوال الدولة الرومانية وأصرت على بقائها.

الممالك الإفرنجية الثلاث التي نتجت عن تقسيم مملكة شارلمان في عام 843. المملكة الغربية تحولت في النهاية إلى دولة فرنسا والمملكة الشرقية تحولت في النهاية إلى دولة النمسا، أما المملكة الوسطى فتفتت إلى عدة دويلات واضمحلت

المملكة الفرنجية الهائلة في عهد شارلمان (التي كانت تضم أوروبا الوسطى والغربية ما عدا إسبانيا الإسلامية وبريطانيا) وزعت بعد وفاته على أولاده الثلاثة (حسب العرف السائد في القرون الوسطى)، فأضحت بعد وفاته ثلاث ممالك: غربية ووسطى وشرقية. المملكة الفرنجية الغربية تحولت لاحقا إلى المملكة الفرنسية (دولة فرنسا الحالية)، والمملكة الشرقية تحولت في القرن العاشر إلى “الإمبراطورية الرومانية المقدسة” (Holy Roman Empire)، وهذه الدولة هي دولة ألمانيا التاريخية (الرايخ الأول)، أما المملكة الوسطى فتقسمت بعد وفاة ملكها الأول إلى ثلاثة أقسام هي لوثرينغيا Lotharingia في الشمال وبورغنديا Burgundy في الوسط ولومبارديا في الجنوب Lombardy. هذه المناطق ضمت لاحقا إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة ثم في النهاية قسمت المنطقة الشمالية إلى أربعة أقسام: قسم جنوبي هو حاليا غرب سويسرا يعلوه قسم هو حاليا في فرنسا ثم قسم هو حاليا في ألمانيا ثم قسم أخير هو حاليا منطقة الأراضي الواطئة (هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ)، أما المنطقة الوسطى بورغنديا فهي حاليا في فرنسا، والمنطقة الجنوبية لومبارديا هي حاليا شمال إيطاليا.

الإمبراطورية الرومانية المقدسة (ألمانيا) كانت دولة كبرى في أوروبا في القرون الوسطى، وفي نهاية القرون الوسطى كانت العائلة الحاكمة لهذه الدولة هي عائلة الهابسبورغ Hapsburg الإقطاعية العريقة المتحدرة من النمسا. في بداية القرن السادس عشر (بداية “العصور الحديثة” حسب تقسيم التاريخ الأوروبي) ظهرت في شمال ألمانيا الفتنة البروتستانتية التي قادها رجل الدين المسيحي المتمرد مارتن لوثر، وهذه الفتنة تشبه في الكثير من جوانبها فتنة الوهابية في التاريخ الإسلامي. مارتن لوثر كان ينكر الكثير من مبادئ وتعاليم وعبادات الكنيسة الكاثوليكية لكونها حسب رأيه بدعا ظهرت في عصور لاحقة لظهور المسيحية. هو كان ينكر مفهوم الكنيسة الكاثوليكية من أساسه وكان ينكر بابوية البابا وينكر كرامات القديسين وتعاليمهم ولا يعترف بأي شيء إلا بالكتاب المقدس حصرا، وحتى هذا الكتاب هو لم يكن يعترف به بالكامل حيث أسقط منه بعض أسفار الكتاب اليهودي (“العهد القديم”) بحجة أنها إضافات متأخرة، وكان يفكر في حذف أسفار من الكتاب المسيحي أيضا ولكنه خشي ردة فعل الناس، ولقد نقل عنه أتباعه وصفه لبعض أسفار الكتاب المسيحي بأنها من تأليف يهود لا يفقهون شيئا في المسيحية.

البروتستانت ينكرون كرامات القديسين المسيحيين ويرفضون التشفع والتبرك بهم بحجة أن ذلك بدعة، وهم يرفضون وجود أي واسطة بين الإنسان والله ويصرون على الصلاة لله مباشرة وبدون وسيط، ويرفضون طقس الاعتراف في الكنيسة وينكرون دور رجال الدين في التشفع للخاطئين، ويرون أن أي إنسان مؤمن بتضحية المسيح هو ناج حتما ويرفضون فكرة المطهر purgatorium الذي تتطهر فيه الأرواح بعد الموت حسب المعتقدات الكاثوليكية. هم أيضا لديهم موقف سلبي من السيدة العذراء ويرفضون الصلاة لها والتشفع بها وينكرون بعض الأوصاف التي تطلق عليها بحجة أنها من الغلو، وهذا شبيه بموقف الوهابية من الرسول محمد. أيضا بعض غلاة البروتستانت يرفضون حتى تمثيل علامة الصليب على الجسد ويعتبرون ذلك بدعة، وهذا شبيه بموقف غلاة الوهابية الذين يرفضون الصلاة على النبي محمد بحجة أنها بدعة. البروتستانت يخالفون الكاثوليك أيضا في المظهر الخارجي فهم مثلا يرفضون الأيقونات والصور في كنائسهم، ولهذا يمكن تمييز كنائسهم بسهولة عن بقية الكنائس حيث أنها تكون خالية من الصور والزخارف وتتميز بالبساطة الشديدة، وهذا شبيه بمساجد الوهابية التي تكون في العادة خاوية على عروشها ولا تحوي أي زخارف أو زينة. أيضا رجال الدين البروتستانت لديهم لباس خاص بهم يختلف عن اللباس الكاثوليكي، وبعضهم يرتدي اللباس المدني العادي ويضع فقط طوقا أبيض على رقبته. هذا أيضا شبيه بالوهابية الذين لهم موديل خارجي خاص بهم ومن يراهم يعرف أنهم وهابيون من موديلهم.

مارتن لوثر بدأ فتنته في مدينة Wittenberg في ألمانيا الشرقية حاليا، وكان من الممكن وأد هذه الفتنة في مهدها ولكن ما حصل هو أن أمير سكسونيا المسمى Frederick III of Saxony حمى مارتن لوثر ورعاه ومنع سلطات الإمبراطور الروماني المقدس كارل الخامس من الوصول إليه، وهذا شبيه بموقف ابن سعود أمير الدرعية الذي تبنى محمد بن عبد الوهاب ورعاه. بسبب هذه الحماية والرعاية التي حظي بها مارتن لوثر فإن فتنته انتشرت وعمت شمال ألمانيا بأسره، والسبب الكامن وراء هذا الانتشار السريع هو رغبة حكام شمال ألمانيا في التخلص من سلطة الإمبراطور الروماني المقدس، وأفكار مارتن لوثر كانت تمثل بالنسبة لهم الفرصة الذهبية لذلك حيث أنها كانت تدعو للتحلل من سلطة الكنيسة الكاثوليكية التي يستمد منها الإمبراطور الروماني المقدس شرعيته.

بعد أن انتشرت فتنة مارتن لوثر في شمال ألمانيا وعظم أمرها أصبحت ألمانيا مقسمة فعليا إلى قسمين، قسم جنوبي محافظ على الدين الكاثوليكي والولاء للكنيسة الرومانية والإمبراطور الروماني المقدس، وقسم شمالي متمرد على الدين والكنيسة والإمبراطور، وهذا ما أدخل ألمانيا في وضع خطير للغاية وسلسلة لا تنتهي من الاضطرابات والقلاقل والحروب. أولى تجليات الفتنة اللوثرية كانت “حرب الفلاحين” (Peasants’ War) التي شهدها مارتن لوثر بنفسه، ثم تبع هذه الحرب سلسلة من القلاقل حاول خلالها الأباطرة الرومان المقدسون احتواء اللوثريين والتوصل معهم إلى حل سلمي، ولكن اللوثريين كانوا في قرارة أنفسهم عازمين على الحرب وغير راغبين بالحل السلمي بسبب التحريض الخارجي من الدول المحيطة بألمانيا والتي كانت ترغب في التخلص من الإمبراطورية الرومانية المقدسة وتقسيمها، وأبرز الدول المحرضة كانت فرنسا العدو التاريخي لألمانيا.

في بداية القرن 17 عقد الإمبراطور الروماني المقدس رودولف الثاني اتفاقا مع اللوثريين لحل الخلافات بين الجانبين سلميا، ولكن الدول المحرضة روجت لمقولة أن هذه الاتفاقية تعني عودة سلطة الكاثوليكية إلى شمال ألمانيا، وعلى رأس الدول المحرضة كانت فرنسا التي هي دولة كاثوليكية وكانت تقمع البروتستانت في أراضيها وترتكب بحقهم المجازر (من مجازر فرنسا الشهيرة ضد البروتستانت في القرن 16 مجزرة فاسي Massacre de Wassy ومجزرة القديس برتولماي Massacre de la Saint-Barthélemy). المفارقة الغريبة هي أن فرنسا ذات التاريخ الأسود مع البروتستانت كانت العقل المدبر وراء تمرد البروتستانت في ألمانيا وفشل الحلول السلمية، وهذا يذكرنا بآل سعود ودعوتهم إلى الحرية في سورية.

فشل الحلول السلمية أدى في النهاية إلى اندلاع الحرب الأهلية المدمرة في ألمانيا، وهي الحرب المعروفة باسم حرب الثلاثين عاما Thirty Years’ War (من 1618 إلى 1648). هذه الحرب كانت في الأصل حربا أهلية ألمانية بين السلطة الشرعية والمتمردين البروتستانت، ولكن الحرب سرعان ما تحولت إلى حرب أوروبية شاملة بسبب تدخل القوى الأوروبية في الصراع بشكل مباشر. المتمردون الألمان كانوا يريدون من فرنسا وإنكلترا التدخل في الصراع إلى جانبهم، ولكن هذه الدول شعرت بالحرج من التدخل عسكريا إلى جانب البروتستانت لأنها دول كاثوليكية تقمع البروتستانت في أراضيها وتقتلهم فكيف تتدخل لنصرتهم في ألمانيا؟ لتجاوز هذا الحرج أوعزت فرنسا إلى دول اسكندنافيا البروتستانتية (الدنمارك ثم السويد) لكي تتدخل في ألمانيا عسكريا تحت حجة نصرة البروتستانت، وفي النهاية وبعد أن استعر الصراع وتوسع وتحول إلى حرب أوروبية شاملة تدخلت فرنسا بنفسها وأرسلت قواتها إلى عمق ألمانيا لمحاربة السلطة الشرعية. الإمبراطور الروماني المقدس فيرديناند الثالث رفض في البداية الاستسلام رغم ضغط الجيوش السويدية والفرنسية ولكنه في النهاية اضطر للاستسلام بعد أن كادت الجيوش الغازية تطبق على العاصمة فيينا، وبعد استسلامه تم توقيع معاهدة وستفاليا (Peace of Westphalia) في عام 1648، وهي المعاهدة التي رسمت مصير أوروبا للقرون التالية.

حرب الثلاثين عاما قضت على الإمبراطورية الرومانية المقدسة وحولتها إلى مجرد كيان اسمي لا تتعدى سلطته الفعلية حدود النمسا، وأما بقية المناطق الألمانية فتحولت إلى دويلات مستقلة بلغ عددها في عام 1815 تسعا وثلاثين مملكة ودوقية وإمارة ومدينة مستقلة. ألمانيا بعد هذه الحرب انتهت فعليا من الوجود وحلت محلها فرنسا التي أصبحت القوة المهيمنة على أوروبا. معاهدة وستفاليا التي أنهت الحرب نصت أيضا على إنشاء عدد من الدويلات المستقلة في غربي ألمانيا كدولتي سويسرا وهولندا، وهذه الدويلات منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم تعد مجددا إلى ألمانيا. هدف فرنسا من إنشاء هذه الدويلات كان خلق مناطق عازلة (buffer zones) بينها وبين ألمانيا.

أما على الصعيد الداخلي فنتائج الحرب كانت مدمرة للغاية وظلت محفورة في ذاكرة الألمان لقرون. ألمانيا فقدت خمس عدد سكانها الإجمالي في هذه الحرب وبعض المناطق الألمانية فقدت نصف عدد سكانها أو أكثر، والاقتصاد الألماني دمر بالكامل ولم يبق منه شيء.

كل هذه الخسائر الجسيمة للغاية بدأت بفتنة مارتن لوثر وأتباعه الذين اختاروا خط العمالة والخيانة بدلا من التفاهم مع السلطة الشرعية في بلادهم، والنتيجة كانت دمارا كاسحا ومحرقة للشعب الألماني لم يستفد منها أحد إلا فرنسا عدو ألمانيا اللدود.

الرايخ الألماني الموحد في عام 1871. اللون الأزرق هو مملكة بروسيا Preußen. اللون الأحمر هو مملكة سكسونيا Sachsen. اللون الأخضر هو مملكة بافاريا Bayern. اللون الأصفر هو ممكلة فورتمبرغ Württemberg. أما بقية الألوان فهي عبارة عن دوقيات وإمارات ومدن مستقلة. اللون البرتقالي هو دوقية بادن Baden، واللون البني هو دوقية هيسة Hesse، واللون الرمادي هو دوقية ميكلينبرغ شفيرين Mecklenburg-Schwerin. اللون الوردي هو أراضي الألزاس واللورين التي غنمتها بروسيا في الحرب الفرنسية-البروسية.

الدويلات الألمانية تحولت بعد حرب الثلاثين عاما إلى ملعب للقوى الأوروبية وساحة لتصفية الحسابات والصراعات، وما أعاد توحيد ألمانيا مجددا في القرن 19 هما عاملان:

  • بروز الشعور القومي لدى الألمان بعد التدخل الفرنسي في ألمانيا في نهاية القرن 18. في القرن 18 كانت هناك قوتان ألمانيتان كبيرتان: مملكة بروسيا (عاصمتها برلين) والإمبراطورية الرومانية المقدسة (النمسا). هاتان القوتان كانتا تتصارعان فيما بينهما على السلطة في ألمانيا ولكن عندما غزا نابوليون بونابرت ألمانيا في نهاية القرن 18 توحدت بروسيا والنمسا وكل الدويلات الألمانية في مواجهة الغزو الفرنسي، ولكن النتيجة كانت هزيمة الألمان، وهذا ما أدى إلى شعور كبير بالمرارة والدونية لدى الألمان الذين أدركوا أن سبب هزيمتهم أمام فرنسا هو كونهم مقسمين إلى دويلات. بعد الهزيمة أمام نابوليون أعلن الإمبراطور فرانسيس الثاني في عام 1806 حل الإمبراطورية الرومانية المقدسة واكتفى بلقب إمبراطور النمسا.
  • بروز مملكة بروسيا كقوة دافعة وحصان أسود للأمة الألمانية. مملكة بروسيا في القرن 19 كانت أكثر دول أوروبا تقدما من الناحية التكنولوجية والعسكرية وكانت دولة ناجحة تتوسع باستمرار وتربح الحروب، وعندما انتصرت بروسيا على فرنسا في عام 1871 (في الحرب الفرنسية-البروسية Franco-Prussian War) أدى هذا الانتصار إلى إلهاب الشعور القومي لدى الألمان وتحققت الوحدة الألمانية في نفس العام تحت مسمى “الإمبراطورية الألمانية” (Deutsches Reich). رئيس وزراء بروسيا بسمارك (Otto von Bismarck) كان صاحب الفضل في تحقيق هذه الوحدة وهو أصبح مستشار الدولة الجديدة. هذه الدولة ضمت كل الدويلات الألمانية ما عدا النمسا غريمة بروسيا التقليدية.

هذا باختصار هو تاريخ ألمانيا وكيف تم تقسيمها تحت ستار الحروب الدينية، وما يحصل الآن في المشرق العربي هو مشابه إلى حد كبير لهذا السيناريو. الوهابيون الآن هم ليسوا إلا ذريعة تستغلها أميركا لتقسيم المشرق العربي والقضاء على فكرة الأمة العربية، وكل ما يحصل في سورية الآن من مجازر يتم بتحريض واستثارة من أميركا وعملائها الذين يريدون استثمار هذه المجازر لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية بعيدة المدى (أو بالأحرى متوسطة المدى في ظل المعطيات الحالية).

أميركا تريد تحويل المشرق العربي إلى مجموعة من الدويلات الطائفية لتحقيق عدة أهداف:

  • أولا: القضاء تماما على فكرة الوحدة العربية التي هي فكرة مدمرة للمصالح الأميركية في هذه المنطقة الحساسة.
  • ثانيا: ترسيخ وجود إسرائيل كدولة يهودية وتحويلها إلى القوة المهيمنة في المشرق العربي. حاليا هناك دولتان أكبر من إسرائيل في المشرق العربي هما سورية والعراق، وبعد تقسيم هاتين الدولتين ستصبح إسرائيل هي الدولة الأكبر والأهم في المشرق العربي.
  • ثالثا: خلق منطقة عازلة تفصل بين إيران ومن وراءها من القوى الآسيوية وبين الغرب.

هذه الأهداف هي ما تنطلق منه أميركا في مقاربتها الاستراتيجية للأزمة السورية، وكل ما تقوم به أميركا وتطرحه لا يرمي إلا لتحقيق هذه الأهداف.

أوباما كان يريد من إيران وروسيا أن تقبلا بتصوره هذا. هو عرض على إيران إعطاءها دورا هاما جدا على الصعيد الإقليمي والدولي مقابل أن تتخلى عن نفوذها العسكري في منطقة المشرق العربي. هو لا يمانع أن تحتفظ إيران بنفوذها في المنطقة ولكنه يريد تجريد هذا النفوذ من الطابع العسكري وتحويل المنطقة إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح.

إيران طوال العام الماضي كانت ترفض هذه الصفقة الأميركية، وفي اجتماع بغداد الأخير فاجئت إيران الغرب بتمسكها بالرئيس السوري وبدعوتها له لحضور قمة دول عدم الانحياز في طهران.

رد الفعل الأميركي على الرفض الإيراني كان غاضبا، ومجزرة الحولة بالنسبة لي هي ليست إلا جزءا من رد الفعل الأميركي. أنا شاهدت قناة العربية ليلة المجزرة ولاحظت أن مذيعة القناة كانت متفاجئة أثناء حديثها مع المراسل في نيويورك من عدم انعقاد جلسة لمجلس الأمن في تلك الليلة. أتباع أميركا كانوا يظنون أن هناك جلسة لمجلس الأمن ستعقد في تلك الليلة، فهل هي مصادفة أن تقع المجزرة في نفس الليلة؟ وهل رد الفعل الغربي المنسق على المجزرة هو مصادفة؟ هل طرد سفراء سورية هو نتيجة للمجزرة أم سبب لها؟

أنا أعتقد أن قرار طرد سفراء سورية هو رد على الدعوة التي وجهتها إيران للأسد لحضور قمة عدم الانحياز، ومجزرة الحولة في رأيي كانت بتوصية وتخطيط وتدبير من أميركا وأتباعها لتبرير طرد السفراء وأشكال التصعيد الأخرى. التسبب بمجزرة الحولة أمر سهل ومن الممكن أن المتمردين تعمدوا نصب كمين للسلطة السورية لكي يورطوها في هذه المجزرة. أنا أراقب سلوك المتمردين السوريين منذ بداية الثورة وهم منذ البداية كانوا يستخدمون الأطفال كطعوم وأفخاخ سياسية. هم كانوا في البداية يدفعون بالأطفال إلى واجهة “المظاهرات” لكي يصطدموا مع رجال الأمن ويتعرضوا للإصابة، وأنا تحدثت عن قصة حمزة الخطيب وتساءلت وقتها من الذي دفع بهذا الطفل إلى مواجهة حاجز عسكري للجيش السوري ولماذا؟

من الممكن مثلا أن المتمردين تعمدوا مهاجمة الجيش السوري من منطقة آهلة بالنساء والأطفال لكي يرد الجيش السوري عليهم في تلك المنطقة ويصاب النساء والأطفال. هذا وارد جدا وهو يتفق مع عقلية المتمردين وأسلوبهم منذ بداية الثورة. العقيدة الوهابية أو “الإسلامية” التي يحملها المتمردون هي عقيدة ليس لها أية علاقة بالأخلاق والإنسانية وبالنسبة لهم مقتل 90 طفلا هو أمر بسيط في سبيل تحقيق أهدافهم. من يدرس سيرة هذه الجماعات في العراق وأفغاستان وغيرها يتبين له مدى رخص الحياة البشرية والأخلاق عند هؤلاء الناس، وحتى في تعاملنا معهم في الثورة السورية رأينا كيف أن ثورتهم قامت منذ البداية على أسس مناقضة للأخلاق والقيم الإنسانية (وحتى الدينية في مفهومي الشخصي، ولكن المشكلة هي أن كلمة “الدين” عند هؤلاء لها معنى الإرهاب والإجرام ولذلك أنا صرت أستحي من استخدام هذه الكلمة).

أميركا تريد الآن تجيير مهمة كوفي عنان لكي تفرض على الأسد التنحي. مجزرة الحولة وطرد السفراء جاءت في نفس توقيت زيارة عنان. مهمة كوفي عنان تتلخص الآن في في إقناع روسيا بالتخلي عن الأسد. كوفي عنان لا يحمل أي مبادرة حقيقية لحل الأزمة السورية بل هو يحمل فقط رسائل أميركية إلى روسيا ويحاول إقناعها بالتخلي عن الأسد والتوقف عن بيع السلاح لسورية.

قبل يومين أطلق النعل الأميركي بان كي مون تصريحا قال فيه أن على جميع الدول وقف تزويد “جميع الأطراف” في سورية بالسلاح. هذا التصريح ليس من بنات أفكار النعل بان كي مون بل هو تصريح أميركي بامتياز والهدف منه هو فرض معادلة على روسيا تقول أننا لن نوقف تزويد المتمردين بالسلاح إلا إذا أوقفتم تزويد سورية بالسلاح. طبعا إيقاف تزويد سورية بالسلاح هو مطلب أميركي-إسرائيلي قديم ومزمن يعود إلى أربعينات القربن العشرين وبداية الصراع السوري-الإسرائيلي. روسيا كانت منذ عام 1948 إلى اليوم تبيع السلاح لسورية رغما عن إرادة أميركا، وما يريده النعل بان كي مون الآن هو أن توقف روسيا تزويد سورية بالسلاح مقابل أن توقف أميركا تزويد المتمردين السوريين بالسلاح.

خلال الأيام القادمة سوف يبلغ التصعيد الأميركي مداه على أمل إقناع روسيا بتطبيق “النموذج اليمني” في سورية، وأنا بصراحة لا أرى إمكانية لتطبيق هذا النموذج في سورية لأن الوضع مختلف جذريا. النموذج اليمني لم يكن تسوية بين قوى دولية متصارعة وإنما كان شأنا أميركيا داخليا، لأن اليمن هو منطقة نفوذ أميركية، أما سورية فهي ليست منطقة أميركية وإنما منطقة عدوان وتدخل أميركي. تطبيق النموذج اليمني في سورية هو أمر عادي وطبيعي لو كانت أميركا بعيدة عن التدخل في الشأن السوري، ولكن ما يحدث الآن هو أن أميركا تريد تطبيق النموذج اليمني في سورية بينما هي تقحم نفسها بقوة في سورية، بمعنى أن هدفها ليس مجرد تغيير الرئيس الأسد وإنما هي تريد الحصول على حصة في سورية، وقضية حصول أميركا على حصة في سورية هي قضية شائكة لأنها تعني تفكيك النظام وتركيب نظام جديد، وهذا أمر معقد جدا وله تداعيات وحسابات خطيرة، خاصة ونحن نعلم أن أميركا تتحرك في الموضوع السوري بسوء نية ومن خلفية استراتيجية لها أبعاد ومرامي لا تنحصر في سورية نفسها.

إيران وروسيا رفضتا القبول بصفقة باراك أوباما التي تحدثت عنها (صفقة المنطقة العازلة) لسبب أساسي هو الانتخابات الأميركية المقبلة. إيران وروسيا تشعران حاليا بأن أوباما في موقف ضعيف وهو مقبل على انتخابات ولن يغامر بأي عمل كبير، وبالتالي هما تشعران بأنهما تملكان فترة سماح حتى العام القادم. أيضا هما لا تريدان الاتفاق مع أوباما لأن مصيره غير مؤكد ومن الممكن أن يرحل عن البيت الأبيض في نوفمبر، وبالتالي من الأفضل الانتظار للتفاوض مع الإدارة المقبلة بدلا منه.

أوباما الآن سيصعد إلى أقصى حد على أمل إقناع روسيا بمبادرة عنان (التي هي النموذج اليمني كما قلت)، ورسالة وزير الخارجية البريطاني كانت واضحة عندما قال أن الخيار في سورية هو بين مبادرة عنان والحرب الاهلية. هو نقل رسالة أميركية للروس مفادها أن بقاء الأسد يعني فشل مهمة عنان والحرب الأهلية.

من المستبعد أن تقبل روسيا بتبديل الأسد حاليا خاصة وأنه ما زال يحظى بالدعم الإيراني ووضعه داخل سورية ما زال جيدا، ولا يوجد لدى أوباما ما يغري بتقديم هكذا تنازل له. على ما يبدو فإن مهمة عنان شارفت على نهايتها، وهذا ربما هو سبب عودة الكلام السوري عن “الحسم” ضد المتمردين. النظام السوري يستشعر قرب نهاية الهدنة وهو يستعد على ما يبدو لمواصلة القتال ضد المتمردين.

الاتفاق الروسي-الأميركي لو تم الآن فهو سيكون مجرد اتفاق جديد للتهدئة وتقطيع الوقت، ولكنه لن يكون اتفاقا يحل المشكلة جذريا. الاتفاق الجذري غير ممكن قبل الانتخابات الأميركية، وهذا هو معنى أن يكون الوضع السوري معلقا على مصالح القوى الكبرى. سورية فقدت استقلالها فعليا منذ أشهر وتحولت إلى مجرد ملعب للقوى الدولة المتصارعة. لا يوجد أي سوري يمكن أن يتحكم بمصير سورية الآن. بشار الأسد لا يملك شيئا وهو مجرد طرف من أطراف الصراع. هو لا يستطيع أن يحل المشكلة مهما فعل. أنا لست من أنصار بقاء الأسد للأبد ولكن كما قلت من قبل مرارا فإن تنحي الأسد الآن لن يؤدي لشيء سوى تقريب أميركا خطوة إضافية إلى تحقيق مشروعها لتقسيم سورية.

أنا أشجع تداول السلطة في سورية إذا كان ذلك في إطار عملية سياسية وطنية داخلية، أما المطروح الآن فهو أن يتخلى الأسد عن السلطة ويسلمها أو قسما منها إلى أميركا، وهذا أمر مرفوض تماما بالنسبة لي. أنا أرفض تنحي الأسد إلا بعد أن تنتهي الثورة السورية وبعد أن تقطع يد أميركا الممدودة إلى الداخل السوري. في ذلك الوقت أنا أطالب بتداول السلطة في سورية ولكن ليس الآن.

الآن أميركا تضغط بقوة لتطبيق السيناريو اليمني في سورية، والمتوقع هو فشل هذه المساعي لأن التوازنات لا تسمح لأميركا بتحقيق هذا الأمر. مجزرة الحولة لم تغير شيئا والموقف الروسي كان واضحا من أن هذه المجزرة لن تؤثر شيئا على الموقف الروسي. وبالنسبة لخطف اللبنانيين للضغط على حزب الله فهذا أيضا لم يؤثر على موقف حزب الله. أمين عام حزب الله كان واضحا حينما قال أن الخطف لن يؤثر على موقفنا. بالنسبة للتهديد بإشعال لبنان فهذه المسألة توقفت بجهود المحور المناوئ لأميركا. من الواضح أن أميركا وأتباعها سعوا خلال الفترة الأخيرة لإشعال لبنان ويكفي فقط تتبع المواقف الخليجية والزيارات الأميركية المتكررة، ولكن حزب الله ومن معه نجحوا في امتصاص الضغط وأفشلوا مسعى إشعال لبنان. هذه السياسة هي سياسة حكيمة وهي نفس السياسة التي طبقها شيعة العراق وخرجوا في النهاية رابحين. يجب على العلويين في سورية أيضا الانتباه لهذه المسألة وتجنب الوقوع في فخ الحرب الطائفية مهما بلغت الاستفزازات الوهابية والأميركية. الشيعة في العراق كانوا يقتلون بالعشرات يوميا ولكنهم رغم ذلك تجنبوا الحرب الطائفية الشاملة التي سعت أميركا وآل سعود لإشعالها.

بعد فشل مهمة عنان سوف يقرر أوباما بين اللجوء للتهدئة بهدف تمرير الانتخابات وبين الاستمرار في التصعيد، والقرار هنا سيعتمد بالأساس على عوامل داخلية أميركية. هذه التهدئة لن تعني حل الأزمة بل ستكون مجرد تقطيع للوقت، وربما تفضل أميركا إبقاء المراقبين في سورية لمنع النظام السوري من تحقيق أي مكاسب ميدانية ضد المتمردين. وجود المراقبين في سورية يعدل ميزان القوى لمصلحة المتمردين ويتيح لأميركا فرصة كبيرة للتجسس على سورية. قرار طرد السفراء السوريين ربما يوحي بوجود نية أميركية للتمديد للمراقبين لأن سورية لو ردت بالمثل وطردت السفراء الغربيين فهذا سيحرم أميركا من كل عيونها داخل سورية، وبالتالي هي على ما يبدو تراهن على بقاء المراقبين.

 مصر والإخوان المسلمون

 

النظرية التي تعاملت أميركا بموجبها مع المنطقة منذ عام 2001 تقوم على فكرة إيصال الإسلاميين إلى السلطة بهدف تشجيع الصراعات الطائفية وخاصة بين العرب وإيران. لهذا السبب رأينا أن أميركا أزاحت مبارك ومهدت الطريق أمام الإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة في مصر.

آل سعود غضبوا جدا من هذا الأمر كما هو معروف، وهم الآن يدعمون أحمد شفيق بقوة. المجلس العسكري يدعم أيضا أحمد شفيق كما هو واضح.

أنا تحدثت من قبل عن هذا السيناريو ولكنني افترضت أن مرشح السعودية والمجلس العسكري هو عمر سليمان، ولكن على ما يبدو فإن رد الفعل العنيف من جانب المصريين تجاه ترشيح عمر سليمان أدى إلى استبداله بأحمد شفيق كونه وجها ألطف من عمر سليمان.

دعم آل سعود والمجلس العسكري لأحمد شفيق هو أمر واضح ولا يمكن إخفاؤه. الإخوان المسلمون سنوا قانونا لمنع رموز النظام السابق من الترشح للرئاسة، والقانون في البداية تم تطبيقه على أحمد شفيق ولكن القضاء المصري ألغى القانون وأعاد ترشيح شفيق رغما عن إرادة الإخوان. أما عمر سليمان فتم إخراجه من السباق بطريقة غريبة تدل أيضا على تورط المجلس العسكري. هناك قرار من المجلس العسكري وآل سعود بترشيح أحمد شفيق بدلا من عمر سليمان ولذلك تم إخراج الثاني وإبقاء الأول. دخول الاثنين إلى السباق معا يضعف من حظوظهما ولا يفيد آل سعود.

طبعا ما يخيف آل سعود في الإخوان معروف وأنا شرحته من قبل. السعوديون لا يريدون إيران جديدة في مصر. هم كانوا طوال العقود الماضية يحاربون إيران بوصفها دولة شيعية رافضية مجوسية، أما مصر الإخوانية فهي ستكون بالنسبة لهم كالخازوق الذي يخرج من الحلق. أي شيء يقولونه عن الإخوان في مصر سوف يكون مضحكا ولن يقنع جماهيرهم المقموعة. هم كانوا يقولون عن عبد الناصر أنه علماني محارب للدين، ثم قالوا عن إيران أنها رافضية مجوسية، ولكن ماذا سيقولون عن الإخوان في مصر؟ لا يوجد شيء يقولونه، وهذه المسألة بالنسبة لهم هي كابوس حقيقي ومسألة حياة أو موت.

أميركا لا تمانع وصول الإخوان إلى السلطة في مصر لأنها ترى أن سقوط النظام السعودي ومجيء نظام إخواني سوف يضعف موقف إيران في الخليج. النظام السعودي الحالي هو ليس نظاما وطنيا بل عبارة عن عصابة. هو عبارة عن قبيلة تحكم بلدا غنيا جدا بأسلوب المافيا. هذا النظام الخاوي لا يخدم مصالح أميركا على المدى البعيد وهو في رأيي استنفذ أهدافه، ومن الوارد جدا أن أميركا تفضل وصول الإخوان إلى الحكم في السعودية بهدف تسعير الخلافات الطائفية في منطقة المشرق. أميركا تتصور أن وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر والجزيرة العربية سوف يقضي تماما على فكرة القومية العربية ويسهل خلق المنطقة العازلة في سورية والعراق.

ما يقوم به المجلس العسكري في مصر من دعم لفلول مبارك هو محاولة أميركية لإرضاء آل سعود، ولكنني لا أعتقد أن أميركا تريد بصدق عودة فلول مبارك إلى الحكم. هذا أصلا مطلب غير واقعي وغير عملي، ولكن أميركا تحاول مسايرة الغبي سعود الفيصل الذي لا يدرك المصير السيء الذي رسمه له أسياده، وأنا أستغرب كيف أنه لا يدرك هذا المصير رغم أن الخطط الأميركية كلها منشورة ومعلنة وليست سرية، ولكن شخصا بهذا الغباء والتبعية لا يستغرب منه أي شيء.

إيران تبدو متحمسة للإخوان المسلمين في مصر وهي تراهن على علاقات جيدة معهم. الإخوان المسلمون ليسوا بنفس سوء الوهابيين وهم لديهم قدر من الوطنية والاستقلالية، ولكن المشكلة الطائفية التي زرعتها أميركا في سورية والعراق هي عامل التفجير الذي سوف يفسد العلاقة بين إيران ومصر مستقبلا. إذا أرادت إيران التقارب مع مصر فهي ستضطر للتضحية بسورية وتسليمها إلى الإخوان المسلمين، وأنا لا أستبعد حصول ذلك ولكن إيران لن تتخلى عن سورية لمصر قبل أن تتأكد من أن مصر أصبحت دولة ممانعة بالفعل وليست ممانعة على الطريقة التركية. إذا أثبتت مصر أنها دولة ممانعة بالفعل وتسعى لمقاومة الغرب وإسرائيل بصدق فعندها لا أستبعد أن تتخلى إيران عن سورية لمصر في إطار صفقة بين الجانبين، ولكن إلى أن نصل إلى تلك المرحلة سوف يمر وقت طويل جدا. لا يمكن أن تنشأ علاقة وثيقة بين إيران ومصر إلى هذه الدرجة قبل مرور سنوات وقبل أن تتحلل مصر من التبعية لأميركا. هو مشوار طويل وصعب، وأميركا طبعا لن تظل متفرجة على هكذا مشروع وستسعى لإحباطه وستتدخل لإشعال الخلاف بين الجانبين.

كما قلت مرارا من قبل، المشروع القومي العربي هو مشروع ميت ولا مستقبل له. مستقبل المنطقة ينحصر بين النظرتين الأميركية والإيرانية، وكلتا النظرتين هما نظرتان دينيتان تتناقضان مع المشروع القومي العربي. المشروع القومي لا يمكن إحياؤه إلا بصدمة قوية، وأنا اقترحت في السابق فكرة الوحدة بين سورية والعراق كصدمة لإجهاض المشاريع الطائفية، ولكن تحقيق هذه الوحدة هو أمر متعذر وصعب بسبب النفوذ الإيراني في كل من العراق وسورية. لا يوجد في الحقيقة أي مستقبل للمشروع القومي العربي. هذا المشروع مات منذ أربعينات القرن العشرين عندما رفض حكام سورية الدمشقيون الوحدة مع العراق. من يرفض الوحدة ويدعم الانفصال تحت أي مبرر كان هو ليس قوميا بل انفصالي انعزالي، وطالما أن حكام سورية طوال القرن الماضي كانوا من الانفصاليين الانعزاليين فليس من الغريب إذن أننا نشهد الآن مراسم دفن المشروع القومي العربي. الشعب السوري كان يعيش طوال القرن الماضي في خدعة وكذبة كبيرة. هو كان يعيش تحت شعارات لا علاقة لها بالواقع. حكام سورية كانوا على الدوام يرفعون شعارات يكذبون بها على الشعب بهدف ترسيخ حكمهم ومصالحهم الضيقة، والنتيجة كانت انحدار سورية وتدهورها وصولا إلى المرحلة الحالية التي هي بداية نهاية سورية بشكلها المعروف سابقا. سورية لن تعود مجددا دولة مستقلة كما كانت. سورية القديمة انتهت.

22 رأيا حول “حل الأزمة السورية مؤجل إلى العام القادم

  1. سورية القوية أنتهت بقلب محروق ،سورية القديمة أنتهت بعبث أيدي بعض أبناءها المرتزقة التبيع لأجندات خارجية كافرة عميلة لاتريد ولا لشعب سوريا سوى الذل والفقر والهوان

  2. معلومات تاريخية قيمة , تشكر عليها .

    حرب تموز كانت في 2006 , خطأ مطبعي , كنت اتمنى من دول الخليج ان تتخذ موقفا مشابها لموقفها في حرب تموز , الداعي لتجنيب لبنان الدمار ورفض منطق انتصار حزب الله لان لبنان تدمر , لكن شتان !!

  3. هاني مشان الله خلي شوية تفائل عندنا ولاتسودها بهالشكل رغم انه كلنا منعرفها انها سوده فعلا بس لولا الامل ,,,,,,,,,

  4. أنامعك الإنسان إنسان ..للأسف مبارح كنت بنقاش مع أصحابي وهم متعددين الطوائف ..الشي يلي وصلته برأي الشخصي إنو للأسف العرب أتخذوا الدي هو عبائه بيستخدومه وبيبسوه إيمته مابدهم وبيسرقوا وبقتلوا عكيفهم…أنا بحكيها بكل صراحة أنا سوري سني ولكن للأسف بأسف إنو كون سني لأنو القتل والذب عم يصير بأسمنا….أنا بأمن إنو لكل دين في ناس مرتزقه كالديانة اليهودية في ناس حاربت بحجة الدين والمسحية قامت حملات تطهرية وصلبي بإسم المسيحية والأسلام نفس الشي…طول ما الدين هو يلي عم يتحكم بالعقول راح نضل طائفين ( أنا أؤمن بأن الإسلام دين عظيم ورهيف لو طبق بحذاقيره لكانت الدنيا بخير بس للأسف …..) الدين هو حرية الشخص بين العبد وربه إنشاء الله لو كان الشخص بيعبد حجر أخر شي هو إنسان خلقه ربه وهو بحاسبه…حرام عليكم سوريا إنهت ..الله يصطفل بيلي أشغل الفته

  5. لوم الاخرين هذا مأنتم شاطرين فيه وهذا سبب تخلفنا في ٤٠ سنة
    انظروا الى المرآة واسألوا أنفسكم ماذا كان علينا ان نفعل وهل نستطيع عمل شيء الان
    شيء مجدي اكثر من التشبيح الذي تفعلون ليل نهار ولم ولن يجدي

  6. من المفروض ان تطرح هذه الصفقات من جهة ايران او روسيا وليس من جهة اميركا،
    لأن الكفه بصالحها اصلا،ولن تخسر شيء اذا طالت مدة الازمه،بعكس محور الممانعه المتضرر ،
    فلماذا تقدم تنازلات لأيران وهي قادره على ايصال سوريه الى صومال البحر المتوسط ! ،
    مثل هذه الصفقات ليست الا خطوه لتحقيق اهدافها المعروفه..
    وتتكلم يا هاني عن صفقة النووي ونفوذ الايراني في الخليج وهذا ما لن تقبل به السيده اميركا ابدا ولا ايران ستقبل بمثل هذه الصفقات..
    لا وجود لهذه الحلول في قاموس السوري الايراني الروسي فلديهم حل واحد “القمع” فقط.

    اتوقع تفجيرات في هذه الفتره كما تعودنا

    • نفوذ إيران في الخليج هو حق سيادي لإيران… لأن إيران دولة مطلة على الخليج وهي قوة إقليمية كبيرة… هذا الموضوع ليس منحة من أميركا لإيران وإنما هو مجرد إقرار بحق طبيعي لإيران كغيرها من الدول… كل القوى الدولية والإقليمية لها الحق في أن يكون لها نفوذ في محطيها… هذا قانون يسري في كل أنحاء العالم…

      أميركا كانت على الدوام ترفض الإقرار بنفوذ سورية في لبنان بسبب الموقف السوري من إسرائيل… الفترة الوحيدة التي اعترفت فيها أميركا بنفوذ سورية في لبنان هي فترة التسعينات… والسبب هو أن سورية وقتها كانت منخرطة فيما يسمى بعملية السلام مع إسرائيل… وعندما انهارت عملية السلام بين سورية وإسرائيل في نهاية التسعينات أخرجت أميركا سورية من لبنان وصارت تسعى لتحويله إلى عدو لسورية… وهذا تصرف عدائي مناقض لكل الأعراف الدولية والأخلاقية… ولكن أميركا لم تكن يوما تتعامل مع سورية من منطلق الأخلاق أو الإنصاف او المنطق وإنما هي كانت على الدوام تتعامل مع سورية من منظار إسرائيلي عنصري حاقد…

      الآن أميركا تريد أن تقول أن سورية هي منطقة نفوذ تركية وليس إيرانية… وبالتالي يجب على إيران الابتعاد عن سورية… أميركا تقول أنها تركت العراق لإيران مقابل أن تترك إيران سورية لتركيا… هذا هو ما تطرحه أميركا حاليا… وأما آل سعود وأشباههم فهؤلاء لا دور لهم في المعادلة مطلقا بل هم مجرد نعال لدى أميركا وإسرائيل ليس أكثر… وأميركا في رأيي لا تعتقد أنهم باقون طويلا…

  7. هاني والله ان مقالك قيم وفيه الكثير من القراة العلمية بس بعد اذنك الا تلاحظ انك لا تزال لا تقبل التغيرات الجيو سياسية في خريطة العالم ؟!!
    يا أخي العالم الرأسمالي انهار وهو الان في طور السقوط.
    فامريكا راس الغرب لم تعد المتحكم في السياسة العالمية بل هي لاعب كبير من بين الكبار
    وهي نقلت نشاطها الى المحيط الهادي وتقوم قدر المستطاع ترتيب انسحابها وفق استراتيجيتها الجديدة ولكن لم تعد قادرة على تجاهل القوى الاخرى
    فنحن الان في فترة تلاطم المحاور ولسنا في مرحلة القطب الواحد. .

  8. بالنسبة للحديث عن المانيا ومارتن لوثر فهذه معلومات غنية وأشكرك عليها وأتمنى منك الاستفاضة في الحديث عن أوروبا بدلا من التوراة واصل العرب .
    أكرر شكري لك على هذه المعلومات الغنية.
    بالنسبة للوضع في سورية أخ هاني أنا ضد أن يفتل أي أنسان لمجرد الاختلاف بالرأي ولكن الحالة في سورية هي أقرب للفوضى وأختلط فيها الحابل بالنابل طبعا مجزرة الحولة هي جزء بسيط مماسيحدث وهنا كلامك صحيح لان كل أنسان سوف يقف مع طائفته وعشيرته ضد الطرائف الاخرى وهذا أمر غريزي وفطري .

    بالنسبة لما حدث في العراق وانا مطلع عليه ومتابع للاحداث هناك
    من بدأ بالصراع هم الشيعة ليسوا السنة كما تقول
    ماحدث هو أنه بعد سقوط النظام العراقي أخذت المليشيات الطائفية التي يقودها في ذالك الوقت محمد باقر الحكيم بقتل كل الظباط والطيارين والعلماء العراقيين وهم بأغلبهم سنة منذ بداية 2003 الى منتصف 2005 .

    السنة الذين تتهمهم بأنهم مجرمين كانوا في ذلك الوقت متعالين على جراحهم ويقاتلون الامريكان وبكل شراسة ولكن ما فجر الاحداث هو اغتيال الميلشيات الشيعية ل13 مصليا في مسجد بالبصرة وهنا تفجرت الاحداث

    السنة هم من اخرج الامريكان من العراق وليسوا الشيعة الذين تعاونوا معهم من امثال الحكيم والصدر الذي اطلق كلابه المسعورة لتذبح الناس في بغداد .

    التاريخ سيسجل ان السنة في العراق كانوا يقاومون العدوان وكانوا يطعنون من قبل اخوانهم الشيعة للاسف

    • أهلا بك…

      بالنسبة لوقوف كل إنسان مع طائفته وعشيرته فأنا أتفق معك بأن هذا أمر غريزي ولكنه ليس أمرا صحيحا لأن الإنسان لا يجب أن يتبع غرائزه فقط وإلا فستتحول الدنيا إلى غابة… المفترض بالإنسان أن يعمل عقله وأن يتخذ الموقف الحيادي السليم بناء على ما يمليه عليه العقل وليس الغرائز… أما اتباع الغرائز والعصبيات فهذا منطق جاهلي بامتياز وهذا هو أصلا معنى الجاهلية التي حاربها الرسول وحذر منها في خطبة الوداع…

      بالنسبة للعراق فسامحني يا أخ علي سعيد ولكنني لا أستطيع أن أصدقك وأن أتجاهل بيانات الزرقاوي العلنية… أنا نقلت سابقا نص رسالة الزرقاوي في عام 2004 وسوف أنقل الرسالة مجددا قي الأسفل… لا تطلب مني أن أتجاهل هذه الرسالة وأن أتجاهل كل بيانات وخطب تنظيم القاعدة وأن أتجاهل الإعلام الوهابي السعودي وما يرد في القنوات والمواقع السعودية الوهابية… أنت تتحدث عن ميليشيا سرية مزعومة وكلامك ربما يكون صحيحا وربما يكون خاطئا… أما ما أتحدث عنه أنا فهو صحيح حتما وهو جزء من دين الوهابية الذي يعلنونه ويجاهرون به ولا يستحون منه…

      هذا هو نص رسالة أبو مصعب الزرقاوي نقلا عن أحد المواقع الوهابية:

      هذه رسالة عَثَرَ عليها عُبادُ الصليب في العراق، و هي رسالة من الشيخ أبي مصعب الزرقاوي رحمه الله كتبها للشيخ أسامة بن لادن حفظه الله قبل الإنضمام إلى تنظيم القاعدة، و فيها بيان للمنهج و خطة العمل التي إرتضاها الشيخيين لمشروع صد الحملة الصليبية الجديدة على العراق، و إعادة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، لتحقيق مقاصد الشرع و تحرير العرض و الأرض، و التحضير للمعركة الفاصلة مع اليهود.

      و للعلم فإن تنظيم التوحيد و الجهاد في حينها لم ينفي ما جاء في الرسالة إنما أكده مع بعض التحفظ، و ذلك ما قاله الشيخ أبو أنس الشامي رحمه الله (مسئوول اللجنة الشرعية) في بحثه القيم (الرد على شبهات حول الجهاد في العراق)، فقال رحمه الله:

      … اولاً : الرسالة التي تناقلتها الأنباء وتحدثت عنها الدنيا وتحير الناس في أمرها هي صحيفة صادقة النسبة الى الأخ القائد ابي مصعب الزرقاوي حفظه الله ورعاه، ولكن قد أعتراها بعض التحريف والتزيف ، [و تفصيل ذاك التحريف و التزييف] فنحن لا يمكن أن نقتل مسلماً سُنياً او أن نجترئ على حرمة بيت من بيوت الله ومعاذ الله أن نفعل هذا … (إنتهى كلامه رحمه الله)

      و لما لهذه الرسالة من فوائد، إرتأينا إدراجها، و نرجوا من القارئ الكريم أن يقرأها مراعياً التحفظ الذي ذكره شيخنا أبا أنس رحمه الله و الذي قد عملنا جاهدين إلى عدم نقله في ما هو مدرج من الرسالة]

      بسم الله الرحمن الرحيم،

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

      من [أبي مصعب الزرقاوي] إلى الشـم العرانـين والصنـاديد في زمن العبـيد…. إلى الرجـال في قلل الجـبال إلى صـقور العز ولـيوث الشرى إلى الأخـوين الكريمـين [أسامة بن لادن وأيمن الظواهري]…

      فإن تكن الأجساد منا تباعدت فإن المدى بين القلوب قريب

      وعزاؤنا قول الإمام مالك أرجو أن يكون كلانا على خير واسأل الله العلي الكريم أن تصلكم رسالتي هذه وأنـتم ترفلون في ثيـاب العافية وتتـنسمون ريـاح النصـر والظـفر …. آمـين

      فإلـيكم حديثا يناسب المقام ويكشف اللثام ويزيح السـتار عن المخبوء من الخير والسـوء …. في ساحة العـراق

      كما تعلمون إن الله من على الأمة بالجهاد في سبيل الله في ارض الرافدين ومن المعلوم لديكم ان الساحة هنا ليست كسائر الساحات ففيها من الإيجابيات ما ليس موجوداَ في أي ساحة أخرى وفيها من السلبيات أيضا ما ليس موجوداَ في غيرها ومن

      اعظم إيجابيات هذه الساحة انه جهاد في عمق ارض العرب وبينه وبين ارض الحرمين والأقصى رمية حجر وأننا نعلم من دين الله أن المعركة الحقيقية والفاصلة بين الكفر والإسلام هي في هذه الأرض أي في الشام وما حولها . وعليه فلا بد من بذل

      الغالي والنفيس والسعي الحثيث من اجل ان نثبت موطأ قدم في هذه الأرض لعل الله ان يحدث بعد ذلك أمرا فالواقع يا مشايخنا الأجراء يحتم علينا أن ننظر إلى هذا الأمر بنظرة عميقة نستهلها من شرعنا الحنيف و واقعنا الذي نعايش ……….

      واليكم الواقع كما أراه بنظري القاصر واسأل الله أن يعفو عن خطلي وزللي فاقول والله المستعان أن الأمريكان كما لا يخفى عليكم قد دخلوا العراق من مبدأ عقدي ولأجل إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلي الفرات وان هذه الإدارة الأمريكيه

      المتصهينة تعتقد أن التعجيل بقيام دولة إسرائيل هو التعجيل بخروج المسيح فجاءت العراق بقضها وقضيضها وفخرها وخيلائها تحاد الله ورسوله وكانت تظن أن الأمر سيكون سهلا نوعا ما وان كانت ثمة صعوبات فستكون يسيره ولكنها

      اصطدمت بواقع مغاير كل التغاير فبدأت عمليات الاخوة المجاهدين من اللحظة الإولى مما جعل الأمور مختلطة نوعا ما ثم تعالت وتيرة العمليات وكان ذلك في المثلث السني إن صحت التسمية مما جعل الاميركان يضطرون إلى عقد صفقه مع

      الرافضة شر الورى وقد تمت الصفقة على إن يحوز الرافضة ثلثي الغنيمة في سبيل الوقوف في صف الصليبين في وجهه المجاهدين

      أولا : التركيبة

      العراق في الجملة فسيـفساء سياسية وخلطة عرقية وتباينات مذهـبية طائفية متناثرا لا تنـقاد إلا لسلطـة مركزية قويـة وسلطان قاهر بدءاً من زياد بن أبيه وانتهاء بصدام والمستقبل على خيارات صـعبه فهي أرض متاعب جـمة المصـاعب لكل جـاد ولاعـب …….

      واما التفـصيل

      1- الأكراد .

      وهؤلاء بشقـيهم البرزاني والطالباني قد أعـطوا صـفقة أيديهم وثمـرة قلوبهم للأمريكان وفتـحوا أرضـهم لليهود وصـاروا قاعدة خـلفيه لهم وحصان طرواده لخططهم يتسللون عبر أراضيهم ويستترون بلافتاتهم ويتخذونهم جسرا يعبرون

      عليه لسيطرة مالية وهيمنة اقتصادية بالإضـافة الى القاعدة الجاسوسية التي أقاموا لها صرحا كبيرا في تلك الأرض في طولها والعرض وهؤلاء بالجملة – الأكراد – قد خبا صوت الإسلام عـندهم وخفت بريق الدين في ديارهم أسكرتهم الدعوة العراقية وأهل الخير فيهـم على قلتهم مستـضعفون يخافون أن تتخطفهم الطير

      3 – الرافـضة

      العقبة الكؤود والافعى المتربصة وعقرب المكر والخبث والعدو المترصد والسم الناقع ونحن هنا نخوض معركة على مستويين ظاهر مكشوف مع عدو صائل وكفر بين ومعركة صعبة ضروس مع عدو ماكر يتـزيا بزي الصديق ويظهر الموافقة ويدعو إلى التآلف ولكنه يضمر الشر ويفتل في الذروة والغارب وقد صار إليه ميراث الفرق الباطنية التي مرت في تاريخ الإسلام وتركت في وجهه ندوبا لا تمحوها الأيام . إن الناظر المتئد والمبصر المتفحص ليدرك أن التشيـع هو الخطر الداهم والتحدي الحقيقي (( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون )) إن رسالة التاريخ تصدقها شهـادة الواقع لتشي بأوضح بيان أن التشيع دين لا يلتقي مع الإسلام إلا كما يلتقي اليهـود مع النصـاري تحت لافتة أهل الكتاب فمن الشـرك الصراح وعبادة القبـور والطواف بالأضرحة إلى تكفـير الصحابة وسب أمهات المؤمنـين وخيار هـذه الأمة وصولاً إلى تحريف القرآن كمنتج منطقي للطعن في حملته إضافة إلى القول بعـصمة الأمة وركنية الأيمان بهم و الإقرار لهم بتنزل الوحي عليهم إلى غير ذلك من صـور الكفر ومظاهر الزندقه التي تطفـح بها كتبهم المعتمدة ومراجعهم الأصـلية والتي لا يزالون يقومون بطبـعها وتوزيعها ونشرها وإن الحالمين الذين يظـنون أن الشيعي يمكن أن ينسى الإرث التاريخي والحقد الأسود القديم على النواصب كما يسمونهم واهمون وهم أشبه بمن يطالب النصراني أن يتخـلى عن فكرة صلب المسـيح وهل يفعل هذا عاقل وإن هؤلاء القوم قد جـمعوا إلى كفرهم وأضافوا إلى زندقتهم مكرا سياسيا وسعيا محموما للتغول على أزمة الحكم وموازين القوة في الدولة التي يحاولون بالتعاون مع الأمريكان حلفائهم في الباطن رسم معالمها وتثبـيت تضاريسها الجديدة عبر لافتاتهم السياسية وتنظيماتهم وهؤلاء طائفة غدر وخيانة على مر التاريخ والعصور وهو مذهب وجهه لحرب اهل السنة والجماعة فإن الرافضة عندما سقط النظام البعثي الخبيث كان شعارهم (( الثار الثار من تكريك و الانبار )) فهذا يدل على مدى حقدهم الدفين إلي أهل السنة ولكن استطاع علماؤهم الدينيون والسياسيون ان يضبطوا أمور طائفتهم حتى لا تكون المعركة بينهم وبين اهل السنه حربا طائفية ظاهرة لانهم يعلمون انهم لن ينجحوا بهذه الطريقة ويعلمون انها لو قامت حرب طائفية لقام كثير من الأمة لينصروا أهل السنه في العراق وبما ان دينهم دين التقية عمدوا خبثا ومكرا إلى طريقة أخرى فبدأوا بالسيطرة على مرافق الدولة ومفاصلها الامنيه والعسكرية والاقتصادية وكما تعلمون حفظكم الله ان مقومات اي بلد هي الأمن والاقتصاد وهم متغلغلون في داخل هذه المرافق والمفاصل واضرب مثالا يقرب الأمر فان فيلق بدر و هو الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الاسلاميه قد خلع ثوبه الرافضي ولبس مكانها ثوب الشرطة والجيش فدخل بكوادره بهذه المؤسسات وتحت مسمى الحفاظ على الوطن والمواطن يبدأون بتصفية حساباتهم مع أهل السنه فان الجيش الأمريكي قد بدأ يتوارى عن بعض المدن ويقل تواجدهم وبدأ يحل مكانه جيش عراقي وهذه هي المشكلة الحقيقية التي نواجهها فإن قتالنا مع الأمريكان أمر يسير فالعدو ظاهر ومكشوف الظهر جاهل بالارض وجاهل بواقع المجاهدين لضعف المعلومة الاستخبارية لديه ونعلم يقيننا ان هذا القوات الصليبية ستوارى غدا أو بعد غد فالناظر إلى الواقع يرى مسارعة العدو إلى تشكيل الجيش والشرطه التي بدأت بمباشرة مهامها الموكلة إليها فهذا العدو المتمثل بالرافضة المطعم بعملاء أهل السنه هو الخطر الحقيقي الذي نواجهه فهم أبناء جلدتنا ويعرفون مداخلنا ومخارجها وهم اشد مكرا من أسيادهم الصليبين وقد بدأوا كما أسلفت محاولة السيطرة على الوضع الأمني بالعراق وقد قاموا بتصفية كثير من أهل السنه ومن خصومهم من الحزب البعثي وغيره من المحسوبين على أهل السنه بشكل منظم ومدروس و بدأوا بقتل كثير من الاخوة المجاهدين مرورا بتصفية العلماء والمفكرين والأطباء والمهندسين وغيرهم فأني اظن والله اعلم بأنه لن يحول الحول إلا واغلب الجيش الأمريكيه في الخطوط الخلفية يقاتل عنه بالوكالة الجيش الرافضي السري وفيالقهم العسكرية .

      وهم يتسللون كالأفاعي ليتسلطوا على جهـازي الجيش والشرطة القوة الضاربة والقبضة الحديدية في عالمنا الثالث مع السيـطرة على الاقتصاد تماما كأوليائهم اليهود . وآمالهم تعظم مع الأيام في أن يقيموا دولة الرفض لتـمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وانتهاء بمملكة الخلـيج الكرتونيه لقد دخل فيلق بدر وهو يحمل شعار الثار من تكريت والأنبار لكنه خلع زيه ليلبس بعد ذلك شعار الجيش والشرطه ليبطـش بأهل السنة ويقتل أهل الإسلام باسم القانون والنظام كل ذلك في ظل خطـاب ناعم الملـمس وبيل الباطن يمتـطي صهوة التقية دينهم الغنوصي يتبرقع بالكذب ويتسـتر بالنفاق مسـتغلا سذاجة كثير من أهل السـنة وطيبة قلوبهم ولا ندري إلى متى تظـل أمتنا لا تتعلم من التجربه التاريخية ولا تبني على شهادة الاعصر الخالية لقد كانت الدولة الصفويه الشيعية عقبة كأداء في طريق الإسلام بل كانت خنجراً قد طعن الإسلام وأهله في الظهر ولقد صدق أ حد المسـتشرقين حين قال لولا الدولة الصفوية لكنا اليوم في اوروبا نقرأ القرآن كما يقرأه البربري الجزائري , نعم فلقد وقفت جحافل الدولة العثمانية على أبواب فينا وكادت تتهاوى أمامها تلك الحصون لينداح الإسلام في ظل سيف العز والجهـاد في أرجاء أوروبا لكن هذه الجيوش اضطرت للرجوع والانكفاء إلى الوراء لأن جيش الدولة الصفويه احتل بغداد فهدم مساجدها وقتل أهلها وسبا نساءها وأموالها فرجعت الجيوش لتذود عن حرم الإسلام وأهله ودارت معركة حاميه الوطيس دامت نحو قرنين من الزمان ولم تنتـه إلا وقد خارت قوة الدولة الاسلامية وانحسر مدها و استنامت الأمة لتستيـقظ على طبول الغربي الغازي لقد حدثنا القرآن أن دسائس المنافقـين وكيد الطابور الخامس ومكر بني جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا بكلام معسـول وقلوبهم قلوب الشياطين في جثامين الأناسي أن هؤلاء مكمن الداء وسر البلاء وفأرة السد (( هم العدو فاحذرهم )) ولقد صدق شيخ الإسلام ابن تيميه وبر حين قال – بعد أن ذكر تكفيرهم لاهل الإسلام – (( ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهـور من المسلمين وهم كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنـكيز خان ملك الكفـار إلى بلاد الإسلام وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق وفي أخذ حلب ونهب الصالحية وغير ذلك بخبثهم ومكرهم ولهذا السبب نهبوا عسكر المسلمين لما مروا عليهم وقت إنصرافهم إلى مصر في النوبة الأولى وبهذا السبب يقطعـون الطرقات على المسلمين وبهذا السبب ظهر فيهم من معاونة التتار والافرنـج على المسلمين والكآبة الشديده بانتصار الإسلام ما ظهر وهم يوالون اليهـود والنصـارى والمشركين على المسلمين وهذه من شيم المنافقيـن …….. وفي قلوبهم من الخل والغيظ على كبار المسلمين وصغارهم وصالحيهم وغير صالحيهـم ما ليس في قلب أحد وأعظم عبادتهم عندهم لعن المسلمين من أولياء الله مستقدمهم و مستأخرهم وهؤلاء أشد الناس حرصا على تفريق جماعة المسلمـين ومن أعظم أصولهم التكفير واللعن والسب لخيار ولاة الأمور كالخلفاء الراشـدين والعلماء المسلمين لاعتقادهم إن كل من لم يؤمن بالإمام المعصوم الذي لا وجود له فما آمن بالله ورسـوله صلى الله عليه وسلم …… والرافضه تحب التتار ودولتهم لأنه يحصل لهم بها من العـز مالا يحصل بدولة المسلمين …………….. وهم كانوا من أعظـم الناس معاونة لهم على أخذ لبلاد الإسلام وقتل المسلمين سبي حريمهم وقصـة ابن العلقمي وامثاله مع الخليفة وقضيتهم في حلب مشهورة يعرفها عموم الناس وإذا غلب المسلمـون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الروافض وادا غلب المشركون والنصـارى المسلمين كان ذلك عيدا ومسرة عند الرافضه )) الفتاوى الجزء 28 صفحه 478 الى 527

      وسبحان الله وكأنما كشفت له سجف الغيب فاستشـرف الحاضر فتحدث واصفا عن معاينة وخبر .

      ولقد خط لنا أئمتنا سبيلا واضحا وكشفوا الستر عن هؤلاء القوم فهذا الإمام البخاري يقول ما باليت صليت خلف رافضي او صليت خلف اليـهود والنصارى لا يسلم عليهم ولايعادون ولا يناكحون ولا يشهـدون ولا تأكل ذبائحهم . خلق أفعال العباد صفحة 125

      وهذا الإمام احمد يقول – وسئل عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم – فقال (( ما اراه على الاسلام )) . وهذا الإمام مالك يقول (( الذي يشتم أصحاب النـبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو نصيب في الإسلام )) كتاب السنة للخلال رقم 779.

      وهذا الفريابي يقول (( ما أرى الرافضة إلا زنادقه )) اللالكائي الجزء 8 صفحة 1545

      ولما أقام ابن حزم الحجة والبراهين على اليهود والنصارى في تحريف التوراة والانجيل لم يجدوا معتصما إلا إن يقولوا أن الشيعة عندكم يقولون بتحريف القرآن فقال رحمة الله فأما قولهم في دعوى الروافض بتبديل فان الرافضة ليسوا من المسلمين وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر )) الفصل الجزء 2 صفحه 78

      قال ابن تيميه (( وبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء أحق بالقتال من الخوارج وهذا هو السبب فيما شاع العرف العام إن أهل البدع هم الرافضة فالعامة شاع عندهم أن ضد السني هو الرافضي لانهم اظهر معاندة لسنة رسول الله عليه وسلم وشرائع الإسلام من سائر أهل الأهواء )) الجزء 28 صفحه 482

      وقال (( وإذا كانت السنة والإجماع متفقين على ان الصائل المسلم إذا لم يندفع صوله إلا بالقتل قتل وان كان المال الذي يأخذه قيراط من دينار …. فكيـف بقتال هؤلاء الخارجين عن شرائع الإسلام المحاربين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم )) الجزء 4 صفحه 251

      ومع هذا كله فليعلم أهل الإسلام إنا لسنا أول من بدأ السير في هذا المهيع ولسنا أول من شهر السيف فأن هؤلاء القوم ماضون في قتل دعاة الإسلام والمجاهدين عن الملة والطعن في ظهورهم في ظل صمت وتواطئ من العالم كله بل حتى من الرموز المحسوبة على السنه : وللأسف

      ثم أنهم من بعد شوكة في حلوق المجاهدين وخنجر في خاصتهم والناس قاطبة تعلم أن أكثر المجاهدين الذين سقطوا أثناء الحرب كانوا على أيدي هؤلاء القوم ومازالت الجروح تتسع وهم يعملون فيها خناجر الحقد والكيد دائبين لا يفترون آناء الليل وأطراف النهار .

      2- أما أهل السنه :

      فاضيع من الأيتام على موائد اللئام وقد فقدوا الرائد وتاهوا في بيداء السذاجه والغفلة مع الفرقة والتشـرذم وضياع الرأس الجامع الذي يلم الشـتات ويمنع البيضة أن تتشظى وهم أيضا أصناف .

      1- العامة :

      وهؤلاء الدهماء هم الكثرة الصامتة والحاضر الغائب (( همج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيؤا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق )) وهؤلاء وإن كانوا في الجملة كارهين للأمريكان يتمنون زوالهم وانقشاع سواد غيمتهم لكنهم مع ذلك يتطلعون إلى غد مشرق ومستقبل زاهر وعيش رغيد ورفاهة ونعمة ويستشرفون ذلك اليوم وهم من بعد فريسة سهلة لإعلام ماكر وخلب سياسي علا فحيحه …… ثم من بعد فهم أهل العراق .

      2- المشايخ و العلماء :

      وهؤلاء في غالبهم صوفية هلكى حظهم من الدين مولد ينشـدون ويرقصـون فيه على حداء الحادي مع وليمة دسمة في الختام وهؤلاء حقيقة أفيون مخدر ورادة كذبة لأمة تتحسس سبيلها في ليل بهيم وأما روح الجهاد وفقه الاستشهاد والبراءة من الكافر فكل ذلك برئ منهم براءة الذئب من دم يوسـف عليه السلام فمع كل الأهوال وسوء الأحوال فلا يتكلم أحد منهـم أبدا عن الجهاد أو يدعوا إلى التضحية والفداء وهؤلاء كبر عليهم ثلاثا وليـس أربعا فليسوا لذلك أهلا

      3- الإخوان :

      وهم كما عهدتموهم يمتهنون التجارة بدم الشهداء ويبنون مجدهم الزائف على جماجم المخلصين قد أذالوا الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد … وكذبوا !!

      كل سعيهم لبسط السيطرة السياسية والاستحواذ على مناصب التمثيـل لأهل السنة في كعكة الحكومة المزمع إنشاؤها مع حرص في الباطن على السيطرة على المجاميع المجاهده عبر الدعم المالي لغايتين .

      الاولى :

      لعمل دعائي إعلامي في الخارج يستدرون به المال والعطف تماما كما صنعوا في أحداث سوريا ..

      والثانيه :

      لضبط الوضع وفكفكة هذه المجاميع عند انتهاء الحفل وتوزيع الهدايا والعطايا وهم الآن جادون في إنشاء هيئة شورى أهل السنة والجماعة ليكونوا الناطقين باسم أهل السنة والجماعة ودأبهم إمساك العصا من الوسط والتقلب بتقلب الأجواء السياسية فدينهم زئبقي ليس لهم أصول ثابته ولا ينطلقون من قواعد شرعيه مستقرة والله المستعان

      د – المجاهدون :

      وهؤلاء هم خلاصة أهل السنه وعصارة الخير في هذا البلد وهم ينتسبون في الجملة إلى عقيدة أهل السنة والجماعة وإلى مذهب السلف وبطبيـعة الحال فقط تشظت السلفية عند منعرج اللوى وتخلف عن الركب أهل الإرجـاء وهؤلاء المجاهدون في الجملة يمتازون بالآتي

      1- أكثرهم قليلو الخبرة والتجربة وخاصة في العمل الجماعي المنظم ولا شك أنهم نتاج نظام قمعي عسكر البلد ونشر الرعب وبث الخوف والوجل ونزع الثقة بين الناس ولذلك فأكثر المجاميع تعمل منفرده من غير أفق سياسي أو بعد نظر وإعداد لوراثة الأرض نعم بدأت الفكرة تنضـج وعلا الهمس الخفيف ليصبح حديثا صاخبا عن وجوب التجمع وتوحيـد الراية لكن الأمور مازالت في بواكيرها ونحن بحمد الله نحاول إنضاجها سريعا

      2- الجهاد هنا وللأسف فهو الغام تزرع وصواريخ تطلق وهاون يضـرب من بعيد ولازال الأخوة العراقيون يؤثرون السلامة وأن ينقلبوا إلى أحضان أزواجهم لا يروعهم شيئ وربما تباهت المجاميع فيما بينها أنه لم يقتـل منها أحد أو يؤسر ولقد قلنا لهم في مجالسنا الكثيرة معهم إن السلامة والنصر لا يجتمعان وشجرة الظفر والتمكين لا تبسـق شاهقة إلا بالدماء والاستبسال والأمة لا تحيى إلا باريج الشهادة وعطر الدماء الفواح المهراق في سبيل الله ولا يفيق الناس من سكرتهم الا إذا صار حديث الشهـادة والشهداء هو سميرهم و هجيراهم ولازال الأمر يحتاج إلى مزيد صبر وإقناع و الأمل بالله كبير

      ه – المجاهدون المهاجرون :

      وهؤلاء مازالت أعدادهم نزره بالقياس إلى ضخامة المعركة المتوقعة ونحن نعلم ان أرتال الخير كثيرة وإن زحف الجهاد ماض وأنه لايقعد بكثير منهم عن النفـير إلا تشوش الراية وتغمغم الحقيقة وإنما يمنعنا من الإستنفار العام أن البلد ليـس فيها جبال نأوى إليها أو غابات نكمن في أجمها فظهورنا مكشوفه وحركتـنا مفضوحة والعيون في كل مكان والعدو من أمامنا والبحرمن ورائنا وكثير مـن العراقين يكرمك ضيفا ويؤيك أخا مسالما أما أن يجعل بيته قاعدة إنطلاق ونـقطة حراك وعراك فهذا أندر من الكبريت الأحمر ولذلك يكون الإخـوة أحيانا كثيرة كلاً علينا في إيوائهم وحفظ أمنهم وهذا يجعل تدريب الجـدد الأغمار بمنزلة حمل الأغلال والآصار و إن كنا بحمد الله ومع الجهد الدائـب والبحث الحثيث ظفرنا ببعض الأماكن التي تتكاثر مع الأيام بحمد الله لتكـون نقاط ارتكاز لإخوة يسعرون الحرب ويجرون أهل البلد إلى أتون المعركه لتـدور رحى حرب حقيقة باذن الله

      ثانيا :

      الواقع والمستقبل :

      لا شك أن خسائر الأمريكان كبيرة جدا بسبب إنتشارهم في رقعة واسعه وبيـن ظهراني الناس وبسبب من سهولة الحصول على السلاح مما يجعلهـم أهدافا سهلة يسيل لها لعاب المؤمنين لكن أمريكا ما جاءت لتخرج وما كان لها أن تخرج مهما كثرت فيها الجراح وسال منها من دماء وهي ترنو الى مستقبـل القريب الذي تامل فيه أن تتوارى في قواعدها آمنة مطمئنه لتسلم سوح العراق لأيدي حكومة لقيطه بجيش وشرطه يعيدون للناس سيرة صدام وزبانيته ولا شـك أن رقعة الحركه بدأت تصغر وأن الخناق بدأ يضيق على رقبة المجاهديـن ومع انتشار الجنود والشرط صار المستقبل مخوفا

      ثالثا :

      فأين نحن ؟؟ :

      مع قلة الناصر وخذلان الصديق وضيق الحال فقد أكرمنا الله تعالى بحسـن النكاية في العدو وكل العمليات الاستشهاديه التي تمت سوى عمليات الشمـال كنا بحمد الله مفتاحا لها رصدا وإعداد وتخطيطا وقد كملت بحمد الله حتى الآن خمساً وعشرين فمنها في الرافضه ورموزهم والأمريكان وعساكرهم والشرط والجنـود وقوات التحالف والقادم أكثر إن شاء الله وإنما كان يمنعنا من الإعلان أنا كنا نتريث حتى يكون لنا ثقل على السـاحه ونفرغ من إعداد أجهزة متكاملة قادره على تحمل التبعات بعد الإعلان حتى نظهر بقوة ثم لا ننتكس والعياذ باللـه ونحن بجمد الله قد قطعنا شوطاً جيدا ً وطوينا مراحل مهمه ومع قرب زمان الحسم فإننا نشعر إن الجسم بدأ يمتد في الفراغ الأمني ليحرز نقاطا على الأرض تكون نواة إنطلاقه وانبعاثة جادة بإذن الله .

      رابعا : خطة العمل :

      بعد البحث والفحص يمكننا حصر عدونا في أربعة طوائف

      1 – الأمريكان :

      وهؤلاء كما تعلمون أجبن خلق الله وهم صيد سهل بحمد الله ونسـأل الله أن يمكننا منهم قتلاً وأسراً لنشردبهم من خلفهم ولنقايضهم بمشايخنا وإخوننـا المعتقلين .

      2- الاكراد :

      وهؤلاء غصة وشوكة لم يحن أوان خضدها وهم آخر القائمة وإن كنا نجهد أن ننال بعض رموزهم إن شاء الله

      3- الجنود والشرط والعملاء :

      وهؤلاء عين المحتل التي بها يبصر و أذنه التي بها يسمع ويده التي بها يبطش ونحن بإذن الله عازمون على إستهدافهم وبقوة في الفترة القادمة قبل أن يستمكن له الأمر ويحكموا القبض

      4- الرافضه :

      وهؤلاء في رأينا مفتاح التغيير أقصد أن استهدافهم وضربهم في العمق الديني والسياسي والعسكري سيتفزهم ليظهرُوا كلًبًهٌم على أهل السنة ويكشروا عن أنياب الحقد الباطني الذي يعتمل في صدورهم وإذا نجحنا في جرهم إلى ساحة الحرب الطائفية أمكن إيقاظ السنة الغافلين حين يشعرون بالخطر الداهن والموت الماحق على أيدي هؤلاء السبئيه وأهل السنة على ضعفهم وتشرذمهـم هم أحد نصالا وأمضى عزائم وأصدق عند اللقاء من هؤلاء الباطنية فأنهم أهـل غدر وجبن ولا يستطيلون إلا على الضعفاء ولا يصولون إلا على مهيضي الجناح وأهل السنه في معظمهم يدركون خطر هؤلاء القوم ويحذرون جانبهم ويتخوفون عواقب التمكين لهم ولولا المخذلون من مشايخ التصوف والإخوان لكان للناس حديث آخر

      هذا الأمر مع مايرجى له من إيقاظ الهاجع وتنبـيه الراقـد فان فيه تقليما أيضا لأظفار هؤلاء القوم وقلعاَ لأنيابهم قبل أن تدور المعركه المحتومه مع مايرجى له من إثارة حنق الناس على الأمريكان الذين جلبوا الدمار وكانوا سبب هذا الوبال حذرا من أن يمص الناس رحيق العسـل ويظفروا ببعض الملاذ التي حرموا منها قديما فيستنيخوا إلى الدعة ويخلدوا إلى الأرض ويؤثروا السلامة ويصدوا عن صليل السيوف وحـمحمة الخيول

      خامسا : آلية العمل

      ان واقعنا كما اسلفت لكم يحتم علينا ان نعالج الامر بكل شجاعة ووضوح وان نسعى في علاجه لانه نعتبر ذلك لن يكون هناك تنيجه يكون فيها ظهور الدين فالحل والله تعالى اعلم الذي نراه ان نقوم بجر الرافضه الى المعركة لانه هو السبيل الوحيد لاطالة امد القتال بيننا وبين الكفار ونقول لا بد من جرهم للمعركه لعدة اسباب وهي

      1- انها اي الرافضه قد اعلنت الحرب المبطنه على اهل الاسلام وانها العدو القريب الخطير لاهل السنه وان كان الامريكان هم ايضا عدوا رئيسياَ ولكن الرافضه خطرهم اعظم وضررهم اشد وافتك في الامة من الامريكان الذين تجد شبه اجماع على قتالهم كونهم عدوا صائلاَ

      2- انهم والوا الامريكان وناصروهم ووقفوا في صفهم في وجه المجاهدين وبذلوا لهم وما زالوا يبذلون كل غال ونفيس في سبيل القضاء على الجهاد والمجاهدين

      3- ان قتالنا للرافضه هو السبيل لجر الامة للمعركة . ونتكلم هنا بشيئ من التفصيل نحن سبق وقلنا ان الرافضه تزيوا بزي بالجيش والشرطه والامن العراقي ورفعوا لائحة الحفاظ على الوطن والمواطن تحت هذه الائحة بدأوا بتصفيه اهل السنه بحجة انهم مخربون وانهم من فلول البعث وانهم ارهابيون يسعون في الارض فسادا مع التوجيه الاعلامي القوي من مجلس الحكم والامريكان استيطعوا ان يحولوا بين عوام اهل السنة والمجاهدين واضرب مثالا يقرب الواقع في المناطق المسماه بمثلث اهل السنة ان صحت التسميه بدا الجيش والشرطه ينتشرون في تلك المناطق ويقوون يوم بعد يوم ووضعوا عليهم رؤوساَ من عملاء اهل السنه ومن اهل الارض اي ان هؤلاء الجيش والشرط قد يرتبطون بالنسب والدم والعرض مع سكان هذه المنطقه وهذه المنطقه هي حقيقة قواعدنا التي منها ننطلق واليها نرجع فعند ما يتوارى الامريكان وقد بدأو عن هذه المناطق وحل مكانهم هؤلاء العملاء والذين هم مرتبطون ارتباطا مصيريا باهل الارض فكيف سيكون حالنا ان قاتلناهم (( ولابد من قتالهم )) فلا يكون امامنا الا احد امرين

      1- اما ان نقاتلهم وهذا فيه من الصعوبه مافيه لاجل الفجوة التي ستحصل بيننا وبين اهل الارض اذ كيف نقاتل ابناء عمومتهم وابناءهم وتحت اي مبرر بعد ان تراجع الامريكان الذين يقودون زمام الامور من قواعدهم الخلفية واصح أبناء هذا البلد هم الذين يحكمون الامر بتجربه وهاهي الديموقراطية قادمة فلا عذر بعد

      2- اما ان نحزم متاعنا ونبحث عن ارض أخرى كما هي القصة الحزينة المتكررة في ساحات الجهاد لان عدونا يقوى يوم بعد يوم والمعلومات الاستخباراتيه تزيد عنده يوم بعد يوما فهو الاختناق ورب الكعبة ثم السحل في الطرقات فان الناس على دين ملوكهم وقلوبهم معك وسيوفهم مع بني أميه أي مع القوة و الغلبة الامن رحم الله فارجع واقول الحل الوحيد ان نقوم بضرب اهل الرفض الدينيين منهم والعسكرين منهم وغيرهم من الكوادر الضربة تلو الضربة حتى يميلوا على اهل السنه قد يقول قائل ان في هذا الامر تسرعا وطيشا وادخالا للامة في معركة غير مستعدة لها وفيها ازهاق للانفس واراقة لدماء وهذا عين ما نريد اد لم يبق للمصالح والمفاسد وجود في واقعنا فقد هدم الرافضه كل تلك الموازين وان دين الله اعز من النفوس والمهج فمتى الكثرة الكاثرة تقف في صف الحق فلابد من التضحية من اجل هذا الدين ولترق الدماء فمن كان على خير ارحناه وعجلنا به الى جنته ومن كان غير ذلك فشر قد استرحنا منه اذ والله ان دين الله اغلى من كل شيء ومقدم على النفوس والاموال والاولاد وخير دليل قصةاصحاب الاخدود التي مدح الله اصحابها فقد قال النووي بعد هذه القصة وفيه الدليل على انه لو اقتتلت الحاضرة و والباديه حتى يفنوا عن بكرة ابيهم على ان يوحد الله لكان خيرا وما تحيى الانفس وتصان الدماء وتحفظ الاعراض الا بالتضحيه في سبيل هذا الدين فوالله يا اخوة ان لنا مع الرافضه جولات وصولات وليال سوداء لا يحل ان نأخره بحال من الاحوال فان خطرهم داهم وما كنا نخشاه وتخشونه واقع لا محاله واعلموا ان هؤلاء من اجبن خلق الله وان قتل رؤسهم لا يزيدهم الا ضعفاَ وجبنا

      فبموت راس من رؤوسهم تموت الطائفه بموته لا كما يموت رأس من اهل السنه فان مات او قتل قام سيد وفي قتالهم تجرأه وشحذ لهم لضعاف اهل السنه فلو تعلمون الخوف في نفوس اهل السنه وعوامهم لبكت عيونك حزنا عليهم فكم من المساجد حولت الى حسينيه وكم من بيت هدموه على اهله وكم من اخ قتلوه ومثلوا به وكم من اخت اغتصب عرضها على ايدي هؤلاء الكفرة الانذال فاذا استطعنا ان نضربهم ضربات موجعة الضربة تلو الضربه حتى يدخلو في المعركة استطعنا ان نخلط الاوراق عندها لايبقى قيمة وتاُثير لمجلس الحكم ولا حتى للامريكان الذين سيدخلون الى معركه ثانيه مع الرافضه وهذا ما نريد وسيقف شاؤوا ام ابوا كثير من مناطق اهل السنه مع المجاهدين وعندها يكون المجاهدين قد امنوا لهم ارضا ينطلقون منها في ضرب الرافضه في عقر دارهم مع توجيه اعلامي واضح مع ايجاد عمق استراتيجي وامتداد بين الاخوة في الخارج والمجاهدين في الداخل

      1- سعيناً حثيث وركضناً مسابقة للزمن لتكوين سرايا مجاهده تاوي إلى بؤر آمنه وتجوس الديار مجاهده تصطاد العدو في الطرقات والدروب من الأمريكان والشرط والجنود ونحن ما ضون في تدريب هؤلاء وتكثيرهم أما الروافض فستكون النكاية فيهم بإذن الله بعمليات إستـشـهاديه وسـيارات مفخخـه

      2- نـحن نجهد منذ فترة في رصد الساحه وغربلة العاملين بحثا عن الصادقين ذوي المنهج السوي لنتعاون معهم على الخير وننسق معهم بعـض الأعمال وصولا إلى الالتحام والتوحد بعد التمحيص والتجربه ونرجوأنا قد قطعنا شوطاً جيداً ولعلنا نقرر الإعلان قريبا ولو بشكـل تدريجي لنظهر علانية فقد طال زمن الكمون ونحن جادون في تجهيـز مادة إعلاميه تكشف الحقائق وتسنفر العزائم وتستنهض الهمـم وتكون ساحة لجهاد يتكامل فيه السيف والقلـم

      3- يرافق هذا سعي نرجو أن يشتد في كشف الشبهات المعوقـه وبيان الأحكام الشرعيه عبر الشريط والمطويه والدرس والدروة العلميـة نشرا للوعي وترسيخا لعقيدة التوحيد وإعدادًا للبنية التحتيه وإبراءً لذمـة

      5- الزمن المقترح للتنفيذ أملنا أن تتسارع وتيرة العمل وتتشكل سرايا وكتائب بخبرة وتجربـة وجلد إنتظارا لساعة الصفر التي نبدأ فيها بالظهور العلني والسيطرة على الأرض في الليل ليمتد الأمر إلى النهار بإذن الواحد القهار هذا الأمر أعني ساعة الصفر نرجو أن يكون أمدها إلى أربعة أشهر أو نحوها قبل أن تتشكـل الحكومة الموعودة فنحن كما ترون نسابق الزمن فإن تمكنا وهو المأمل أن نقـلب عليهم الطاولة وأن نفسد عليهم خطتهم فذلك هو الفضل وإن كانت الأخرى ” والعياذ بالله وبسطت الحكومة سيطرتها على البلد فليس هناك بد من أن نحمـل متاعنا ونشد رحلنا إلى أرض أخرى نعاود فيها حمل اللواء من جديد أو يختارنا الله شهـداء في سبيله

      6- ماذا بشأنكم ؟

      انتم أيها الإخوة الكرام القادة والرادة ورموز الجهاد والجلاد ولا نرى انفسـنا أهلاَ لمنازعتكم ولا سعينا في يوم لنبني مجدا لأنفسنا وكل الذي نرجوه أن نكون رأس حربة وطليعة تمكين وجسرا تعبر عليه الأمة إلى النصر الموعود والغد المنشـود

      وهذه رؤيتنا قد شرحنها وهذا سبيلنا قد جليناه فإن وافقتمونا عليه واتخذتموه لكم منهاجا وطريقا وأقتنعتم بفكرة قتال طوائف الردة فنحن لكم جنـد محضرون نعمل تحت رايتكم وننـزل على أمركم بل ونبايعكم علانية على الملأ وفي وسائل الإعلام إغاظةً للكفار وإقراراً لعيون أهل التوحيد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وإن بدا لكم غير ذلك فنحن إخوة ولا يفسد الخلاف للود قضيه نتعاون على الخير ونتعاضد على الجهاد وبانتظار جوابكم حفظـكم الله مفاتيح للخير وذخراً للإسلام وأهله آمـين آمـين

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      أَبُوْ مُصْعَبٍ الزَّرْقَاوِي
      أَمِيْرُ جَمَاعَةِ التَّوْحِيدِ وَ الجِهَاد
      العِرَاقُ – بِلادُ الرَّافِدَيْن

      ملاحظة: بعد أن نقلت الرسالة من الموقع الوهابي اكتشفت أن ناقلها الوهابي حرفها وأزال منها بعض الأمور التي لا تناسبه ككلام الزرقاوي عن المشايخ والعلماء، لهذا السبب نقلت النص مجددا من موقع آخر غير وهابي. أكبر خطأ هو الاعتماد على أمانة الوهابية.

    • بالنسبة لتاريخ أوروبا فسوف أتحدث عنه لاحقا بتوسع أكبر إن أتيح لي الوقت… ولكن الأولوية بالنسبة لي هي تاريخ المنطقة التي نعيش فيها…

    • أخ علي سعيد اقرأ هذا الكلام لموفق الربيعي:

      http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=123705

      موفق الربيعي هو من أنصار أميركا وليس من خط الممانعة… المؤسف أن آل سعود غسلوا أدمغة كثير من الناس بفكرهم الوهابي فصاروا يتهمون الشيعة بقتل العلماء العراقيين بينما أي إنسان يعلم أن من يقف وراء هذه الأعمال هي إسرائيل… تاريخ إسرائيل في هذا المجال معروف… في سورية خلال الثورة تم قتل طيارين ومختصين بالكيمياء… فهل ستقول لي أن الشيعة قتلوهم أيضا؟

      • ههههههههههههههههههههههههههه
        هل من الممكن يا هاني ان تتكلم لي عن احدى المجازر بحق العلويين حتى اتعاطف معهم ؟
        بينما نحن كل يوم هناك مجزرة .. في كل مظاهرة هناك قتلى .. !!!
        نحن نقر بالواقع الطائفي ولا نخفيه .. ولكن لا نعتبر انفسنا من صنعه .. !!
        عندما تحكم اقلية دولة كاملة ابد الحياة !!! وتهيمن على كل ما فيها ويصبح افراد منها هم رجال الاقتصاد الاوائل في سوريا !!!! وتمسك هذه القلة اهم المؤؤسات على الاطلاق واهم الوظائف وكل مرافق الحياة ولا يتركون لما تبقى الا الفتات !!وعندما تتحول الدولة الى مجرد مشاع !! من الفساد والطائفية والهيمنة والديكتاتورية والتسلط والعبودية !! لا يمكن ان نكون نحن الطائفيين !!! بل نحن من يتمرد على الطائفية !! وهم من يتمردون على الحقيقة !!!
        كثير من الناس المضحكة تاتي لتقول ( يا اخي انتو من تريدون الطائفية او الحرب الطائفية )
        ما هذه السذاجة ؟؟
        طبعا مطالبتنا بحقوقنا هي حرب طائفية !!! ومنذ متى يبحث الاقطاعيون عن الحروب وعن الثورات !!!
        طبعا نحن من يريد حقوقنا كاملة غير منقوصة ..
        نحن مهمشين سياسيا ومعيشيا وماديا وفي كل شيء !!
        ويعودون ليقولون لي حوار !!! هذا الكلام اكل عليه الزمان وشرب .. ووقته مضى وولى . ..
        لاننا تكلمنا كثيرا عن هذا الحوار المزعوم ..
        انت تقر يا هاني ان الدولة السورية من نظام ومعارضة لم يعد ملك نفسه !!
        قلتها علنا وبالحرف الواحد .. نحن ان قبلنا بالحوار يعني اننا شذذنا وتمردنا على الدول الداعمة لنا كتركيا والخليج على الاقل !!!
        ونحن نعتبر النظام مجرم فاشي نازي ديكتاتوري لا يردعه شيء يتكون من مافيا ووحوش لم يعرف التاريخ مثلها !! يتجمع بها كل جزاري الارض ووحوشها عبر الزمن !! فكيف تريدون ان نسلم رقابنا لها !!!
        دع النظام يستغني عن ايران وروسيا وجيشه وامنه الطائفيين ونحن مستعدين حينها للحوار !!!
        او على الاقل يكون لدينا جيش مقابل لجيش النظام بالقوة والعدد !!!
        اما حوار الاسد والصوص !! هذا لا يدخل عقلي بصراحة وليس له اي سبب او اي نتيجة !!
        وليست من مشاكلنا بصراحة ان تدخلت امريكا في الثورة او ان تحققت مصالح الولايات المتحدة مع ثورتنا !!!
        انا ما زلت ارحب بالتقسيم واتمنى التقسيم …
        طبعا كل الاطراف ( ما شاء الله عنها شو وطنية ما بدها ) انا لاني يهمني وطني فالوطن مواطن بالنهاية اتمنى التقسيم…

      • هناك آلاف القتلى من الجيش والأمن والشبيحة.. وهؤلاء كثير منهم علويون… وكثير منهم قتلوا غيلة وليس في المعركة…

        القتل من الجانبين فقط وليس من جانب واحد… وجانب السلطة نادرا ما يقتل أحدا إلا المسلحين والمتمردين… أما الطرف الآخر فلا يميز…

  9. @سوري حر
    لن ننتظر حتى ترتكبوا انت وامثالك مجازر بحق أخواننا علويين أو غيرهم فماضيكم معروف ومرسوم بالدم.
    ولو تمكنتم لفعلتم أبشع المجازر
    أنت تطالب بحقوقك وبكرامتك … !! يا من ترحب بالتقسيم, هل كرامتك وحقك بتقسيم وطنك ؟
    من يقف مع المعارضة يعتبر خائن ومن يقف مع الحكومة يعتبر خائن من قبل الطرف الاخر, لكن من يقف مع تقسيم البلاد فهو خائن من قبل الطرفين.
    و أنت خائن لوطنك ومن العيار الثقيل.
    الامم تسعى للتوحد والاحلاف لزيادة قوتها وفاعليتها وانت تسعى للتقسيم والضعف والخراب.

    • انا لا اطيقك وانت لا تطيقني …
      وان بقينا معا سوف نحتدم ونبدا بقتل بعضنا !!
      فما المانع من تقسيم ارض بين اخين !! اليس افضل من ان يزرعاها معا ويقتتلا ؟؟
      ولكن جهلكم ووحشيتكم وحبكم للدماء وللسفك وهذا ليس شيئا جديدا وخاصة بعد ادانة النظام عالميا .. بالكامل !! هذا الشيء يمنعكم من ان تتقاسموا الحقوق مع غيركم !!!
      وان كنت تظن نفسك وطنيا !!!
      فانا محتقن ضد النظام مليار في المئة واول من قال هنا في المدونة اخوتنا العلويين !!
      الموالي لهذا النظام ليس خائنا !!!
      من يؤيد هذا النظام السفاح الطائفي هو خائن لدينه واخلاقه حتى لو كان علوي او مسيحي !!! فمن يدخل جيش اللوطن الى المدن السورية لابادة معارضيه !! هذا خائن وحقير وتافه …
      وكل من يدعمه هو خائن للدم السوري !!
      واذا اردت جلبت لك مقاطع عديدة موثقة تبين ان كلاب الاسد تعرف انها تسحق معارضين !! وترقص على جثثهم وتغني (( شبيحة للابد لاجل عيونك يا حثالة ))
      نحن مستمرون في حربنا على الظلم .. حتى لو كان المظلومين في هذا البلد 1 بالمئة .. فانا معهم
      ووالله لو كنت وزيرا او مليونيرا ما تغير في القضية شيء ..
      ان هذا الشعب الذي ثار لمظلوم ومهمش ومحطم ومقهور .. والقتل ليس شيء مرا بالنسبة له اكثر من الصمت والخنوع !!
      نحن مستمرون في نضالنا حتى آخر نقطة دم …
      حتى لو انتهى الجيش الحر !!
      حتى لو ابيدت المدن !!
      حتى لو سحقت الثورة !!
      حتى لو لم يبقى الا شخص او شخصان فالنضال مستمر والقتال مستمر .. حتى يرحل الطاغوت ..
      ولن اضحي بوطن من اجل كم تافه يتمسكون بالسلطة ..!!
      والله غالب على امره … ولكن اكثر الناس لا يعلمون ..

      • العلويين هم شعب الله المختار
        هم الذين جعلوا للإسلام اهمية وأضافوا عليه الكثير والتي بدونهم لكان الاسلام دعوة بسيطة ستنتهي بوقت قصير
        العلويين هم السوريين الاصليين والمسلمين الأوائل واصل اليهود والنصارى معا
        العلويين للعرب كما الألمان لأوروبا هم الافضل والإحسن
        هم العرب الحقيقيون والباقي ليسوا الا مدعين العروبة او مستعربين حسب قول الباشا بشار
        وهذا هو رأي نبيل فياض وهذا ما يريد ان يصل اليه المدون العبقري هاني بالتحدث عن التوراة والمنطقة واصل العرب وربطها بالتاريخ الالماني في اوروبا عبر مجموعة من المقالات التاريخية السخيفة
        النظام السوري لايتوانى عن تغيير اي شيء حتى التاريخ لمصلحته
        ويجند كتابه المرتزقة لذلك
        هذا هو التشبيح الأدبي
        ماأسخفكم يا هؤلاء
        الجميع يعرف لعبتكم
        جهودكم ستضيع هباء

      • يا أخي ومن قال لك اننا نكره بعضنا ؟ انا لا اكره المعارضين على الاطلاق بل احترم حقوقهم التي هي حقوقنا ايضا
        ولكن ان اكره الخونة , الذين يسعون للوصول للسلطة بأي ثمن حتى لو كان الثمن هو الوطن
        نحن بتعاوننا ننهي الازمة وننتخب رئيسنا بأنفسنا, لما التفكير بالتقسيم ؟؟
        انا ضد الظلم والقتل والفساد ولكن هذا لا يعني ان اقف ضد الظالم ليأتي ظالم أخر, الظالم يبقى أرحم من الاشد ظلما من الجهلة التي ممكن أن تحكم الوطن.
        لو كانت هناك معارضة منظمة ومثقفة لكان الشعب كله وقف معها, من لايريد العدالة ! من لايريد الكرامة !
        كلنا مظلومين ونعرف السياسة السورية الداخلية مع الشعب لكن هذا لايعني اننا يجب ان نسقط النظام بأي وسيلة وبأي ثمن, يجب علينا اصلاح هذا النظام والحوار بين بعضنا
        لكن المعارضين أغلبهم يرتمي على الاجنبي ليقسم بلاده والاخر يريد أن يحكم سوريا بالمفهوم السعودي الذي سيرجع البلد ل 1000 سنة الى الوراء ولا احد يريد الحوار لماذا لا تريدون الحوار ؟ انا هنا اقصد الحوار مع الموالين وليس مع الحكام والمسؤولين, دعونا نتحاور لنغير النظام للأفضل من اجل حياة أفضل لنا ولأولادنا
        لماذا لا نتفق بين بعضنا ونعيش معا بسلام ؟ ننتخب رئيسنا بأنفسنا ونتداول السطلة في مابيننا سنة و شيعة وعلويين ومسيحين واي طائفة سورية أخرى!!

    • هاني .. ما بتعرف تخررررررس سوري و تقلعو برا كل المدونة لعمى بدينو لو عندو دين يعني عم يحكي عن تقسيم البلد عينك عينك تفي على شرفو و شرف العرعور ؟؟؟؟؟

أضف تعليق