أميركا تتنازل لإيران… وتتحدث عن سحب المراقبين من سورية

نشر موقع دبكا الصهيوني الكلام التالي بالأمس:

As disclosed by Debkafile on April 9, American and Israeli officials preceded the Istanbul talks with an understanding for the US to put before Iran agreed demands/concessions: Iran would be allowed to keep 1,000 centrifuges for the low-level enrichment of uranium up to 3.5 percent purity, the first time Israel had accepted the principle of Iran enriching uranium at any grade at all.

It was also agreed between Washington and Jerusalem that Iran would not be permitted to keep 20 percent enriched uranium, which is a short step before weapons-grade, in any quantity.

These understandings, known as the “1,000 principle,” were meant to represent the final upshot of the formal negotiations with Iran, a consensus to which US diplomats would aspire in as short a time possible.

In the event, the US delegation did not present any of the agreed demands – or any other – to the Iranians attending the first round of talks in Turkey.

The belated sense of being misled prompted the prime minister’s exceptionally sharp reaction.

Israeli official sources now suspect that in their secret contacts, the US has granted Iran far-reaching concessions on its nuclear program – more than Israel would find acceptable. The formal talks in Istanbul and in Baghdad on May 23 are seen as nothing but a device to screen the real business the US and Iran have already contracted on the quiet.

 

هذا الكلام يقول –نقلا عن مسؤولين إسرائيليين- أن أميركا عقدت اتفاقات سرية مع إيران تتضمن تنازلات أميركية واسعة بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وأن اجتماع إسطنبول واجتماع بغداد الذي سيليه ليس إلا محاولة للتمويه على هذه الاتفاقات السرية.

هذا الكلام الذي يقوله الصهاينة الآن يتوافق تماما مع التحليل الذي تبنيته في هذه المدونة—أميركا سوف تقبل بالبرنامج النووي الإيراني كأمر واقع.

السؤال هو هل سيظهر قريبا أن الشطر الثاني من تحليلي كان صحيحا أيضا، بمعنى هل ستطلب أميركا رأس سورية مقابل البرنامج النووي الإيراني؟

الآن أميركا تتعامل بود بالغ مع إيران، أما في الموضوع السوري فهناك بعض الملاحظات على الموقف الأميركي. بالأمس مثلا تحدثت مندوبة أميركا في مجلس الأمن عن سحب المراقبين من سورية قبل حتى أن يصلوا إليها. هل هذا الموقف مجرد مجاملة للخليجيين أم أنه موقف جدي؟

فرنسا سوف تعقد اجتماعا لتشديد العقوبات على سورية، وجريدة الأخبار أوردت اليوم ما يلي:

http://www.al-akhbar.com/node/62352

كشف مصدر دبلوماسي في نيويورك، لـ«الأخبار»، عن حراك كثيف تقوده باريس، بعيداً عن الأضواء، في مجلس الأمن من أجل إشراك قوة اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان بمهمات على صلة بمشروع إيجاد ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية لسوريا. وكشف المصدر أن تعليمات صدرت أخيراً لقيادة اليونيفيل في الناقورة تطلب منها الاستعلام عما إذا كان مطار رياق أو مطار القليعات مؤهلين لوجستياً للخدمة، وعن قدرتهما على استقبال طائرات نقل مساعدات إنسانية.

وأوضح الدبلوماسي عينه أن دولاً عربية تتعاون مع فرنسا في هذا المشروع، وتقترح اعتماد أحد المطارين كنقطة تجميع للمساعدات الإنسانية الغربية والعربية، تحت إشراف الأمم المتحدة، قبل إيصالها إلى النازحين السوريين داخل سوريا وعلى الحدود اللبنانية ـــ السورية، وذلك ربطاً بالشروط السعودية بضرورة التثبت من وجود ممر آمن للمساعدات، أو الاستمرار بالعمل بقرار تجميد إرسال المساعدات الإنسانية. وأعطت دول في مجلس التعاون إشارات الى أنها تفضل هذه الممرات اللبنانية لتجميع المساعدات وتوزيعها تحت إشراف الأمم المتحدة، وعبر الاستعانة بقوة من اليونيفيل.

هذا التحرك الفرنسي مشبوه ولا يمكن القول أن هدفه هو مجرد إيصال المساعدات. لو كانت القضية هي إرسال المساعدات لكان ذلك ممكنا عبر الموانئ والمطارات السورية ودون الحاجة لإشراك قوات اليونيفيل في لبنان.

من الواضح أن هناك مؤامرة لإرسال قوات اليونيفيل في لبنان إلى الحدود السورية-اللبنانية بهدف عزل حزب الله عن سورية. هذا مشروع قديم فشل الغرب في تحقيقه في عام 2006 وهم يحاولون الآن تحقيقه تحت غطاء الثورة السورية.

على سيرة عام 2006، جريدة الأخبار أوردت اليوم أن السلطات الخليجية عادت لطرد اللبنانيين الشيعة من أراضيها كما كان يحدث أثناء حرب العام 2006، وبالأمس جريدة السياسة الكويتية نقلت عن “مسؤول فرنسي” حديثه عن وجود خطة لتسليح اللبنانيين السنة لكي يقاتلوا حزب الله. هذه الخطة التي ذكرها المسؤول الفرنسي تتوافق مع التحركات المشبوهة للمدعو أحمد الأسير مؤخرا في لبنان.

هذه التحركات الفرنسية لمحاصرة حزب الله لا يمكن أن تكون خارج الإرادة الأميركية، وبالتالي نحن هنا نشهد موقفا أميركيا متناقضا—من جهة أميركا قبلت بالبرنامج النووي الإيراني (كما أقر موقع دبكا) ومن جهة ثانية أميركا تتحدث عن سحب المراقبين من سورية وتسعى لمحاصرة حزب الله اللبناني.

تفسير هذا التناقض هو الكلام الذي قلته سابقا في المدونة من أن أميركا تسعى لعقد صفقة “النووي مقابل سورية”.

أميركا غير جادة في إبقاء النظام السوري على ما يبدو. هي ما زالت تحاول استمالة إيران لكي تقنعها بالتخلي عن سورية، وبعد التخلي عن سورية سوف يتم تكرار سيناريو الثورة السورية في لبنان بهدف نزع سلاح حزب الله، وبهذا تكون النتيجة أن إيران تحولت إلى قوة إقليمية نووية كبرى ولكن بدون مخالب تصيب بها إسرائيل.

إيران حتى الآن ترفض هذه الصفقة، وبالتالي المتوقع هو تصعيد الضغوط الأميركية على سورية. سبب التهدئة الأميركية الحالية تجاه سورية هو أن أميركا اضطرت لها بسبب الموقف الروسي، ولكن أميركا غير مقتنعة بحل الأزمة السورية سلميا وهي لن تسمح بذلك.

عموما الإرادة الأميركية لا يجب أن تتحقق بالضرورة. أميركا لديها صفقة تريد فرضها على إيران ولكنني بصراحة لا أرى أن لديها القدرة على ذلك. أميركا استنفذت نفسها في الموضوع السوري وهي لا تملك الكثير لكي تضيفه هناك.

طبعا هناك إمكانية تفجير لبنان التي يبدو أن الخليجيين والفرنسيين يعدون العدة لها، ولكن هل تفجير لبنان يخدم أميركا؟ لا أظن ذلك. هدف أميركا في لبنان هو إضعاف حزب الله ولكن ليس تفجير كل الوضع.

أميركا تريد تصعيد الضغوط على حزب الله دون تفجير الوضع بالكامل، وهي نفس السياسة التي تطبقها مع سورية وإيران. المهم في هكذا مواجهة هو أن يكون الطرف الآخر مدركا لهدف أميركا. مثلا بالنسبة لسورية يجب أن يفهم النظام السوري أن التهدئة الأميركية الحالية هي ليست لأن أميركا “اكتشفت” و”اقتنعت” كما يرد في بعض الإعلام السوري وإنما هي مجرد تهدئة مرحلية، وعموما حتى لو كان النظام السوري لا يفهم طبيعة المرحلة فإن إيران ستفهمه إياها.

الجيد في المواجهة التي تخوضها سورية حاليا هي أن المواجهة ليست بين سورية بمفردها وبين أميركا وإنما هي مواجهة بين محاور. لو كانت سورية تخوض المواجهة بمفردها لكانت القصة انتهت منذ زمن طويل، ولكن بما أن سورية مدعومة من دول كبيرة ومحنكة (خاصة إيران وروسيا) فهذا يقوي الموقف السوري كثيرا.

أميركا الآن تراهن على أن العقوبات الشديدة المفروضة على إيران سوف تقنعها بالتخلي عن سورية وسلاح حزب الله اللبناني. أميركا لا تمانع أن يظل النظام الإيراني على شعاراته المعادية لإسرائيل ولكنها تريد منه أن يتخلى عن مخالبه التي يطال بها إسرائيل، وهي سوف تستمر في الضغط عليه حتى يتحقق لها ذلك، وبالتالي المواجهة ما زالت طويلة ومفتوحة.

أما بالنسبة لروسيا والصين فالرهان الأميركي هو على تدهور الوضع السوري، وهو ما تحدثت عنه كثيرا من قبل.

9 آراء حول “أميركا تتنازل لإيران… وتتحدث عن سحب المراقبين من سورية

  1. قال الحلاج في جميل قوله:
    لا كنت ان كنت ادري كيف كنت ولا…………….لا كنت ان كنت ادري كيف لم اكن
    بصراحة هذا ما ينطبق على وضعنا الحالي في سوريا بمحور مقاومة او بدونه

  2. اولا بالنسبة لما تقول المدعو احمد الاسير (( صحيح هو سلفي .. ولكن لو سمعت ما يقال عنه من قصص باخلاقه مع الشيعة والمسيحيين بلبنان وكم شخص اسلم او اصبح سني من وراه .. لما قلت المدعو !! هذا الرجل انسان نبيل وعلى خلق عظيم .. وقلما نجد انسان مثل احمد الاسير ..))
    ايران لا يمكن ان تتخلى عن سوريا .. والاسباب ذكرناها سابقا .. حتى لو اعطت امريكا القنابل النووية هدية لايران مقابل سوريا !!
    علماء ايران الشيعة كلهم يتهافتون لارسال شبابهم الى سوريا للقتال مع النظام .. !!
    حتى خامنئي قال انهم مستعدون ان يتخلوا عن نصف شبابهم مقابل الحفاظ على سوريا من اعداء ال البيت .. او مغتصبي الولاية .. وطبعا الاثنين هم نحن ههههههههههههههه
    هكذا تصريحات تعني ان سوريا هي قطعة من ايران !! بل هي قطعة مهمة قد تكون اهم من الاهواز ذاتها!!
    وانا ها انا اقولها علنا ..
    لو ايران تخلت عن سوريا ولو من اجل العفاريت .. فانا لا افقه شيء ولا افهم شيء ..
    ممكن النظام السوري يتخلى عن ايران لانه تافه.. اما ايران او حزب الله .. مستحيييييييييييييييييل …
    والله تعالى اعلم واجل ..

    • وهناك أيضا حوثيون في سورية أليس كذلك؟… هل رأيت الحوثيين عندكم في دمشق؟

      بصراحة أنا أحيانا لا أدري هل أنتم تستخفون بعقول أنصاركم أم أن أنصاركم يصدقونكم بالفعل…

      • اذا كانت عقولكم لا تصل الى حد استعاب بعض تصرفات البشر .. فنحن ما ذنبنا ؟
        انا لم ارى حوثيين في دمشق .. وانا برايي ان النظام ليس بحاجة لاحد فشبيحته تكفي ..
        ولكن سمعنا الكثير والكثييييييييييييير حول وجود عناصر حزب الشيطان والصدر والمهدي في سوريا ..
        ولكن انا لم ارى طبعا ..

  3. اي هدنة هذه ؟ واكثر من مئة قتيل البارحة واليوم ؟
    لا والمراقبين ذهبوا اليوم مع سيارات الامن وقنوات التلفزيون .. !!
    وبصرى الحرير واللجاه تدك بمئات القذائف ..!!
    هؤلاء المراقبين كسابقيهم .. !!
    لا يوجد حل الا امتلاك الجيش الحر لصواريخ ارض _ ارض .. وهذا ما لن تسمح به اسرائيل !!

  4. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)
    الراوي: أبو هريرة وانته ياسوري حر متشبث برايك ومتحزب لفئة وهذا منهي عنه في الاسلام وفي العقل والمنطق

    • بل على العكس ..
      انا اعتبر معارض معتدل ..
      دعوت كثير من الاصدقاء الى المدونة .. فلم يطيقوا حتى قراءتها لانهم معارضون متعصبون جدا !!!
      اما انا فاعتبر معتدلا جدا لاني ارى كل الاطراف واسمع كل الاطراف .. واحاول ان اجلس في المكان الصحيح .

أضف تعليق