بعد حديث الراشد عن سبب الخلاف بين مصر والسعودية… حكومة السيسي تقر اتفاقية التنازل عن تيران وصنافير للسعودية

قبل يومين كتب عبد الرحمن الراشد مقالا جاء فيه أن آل سعود هم منزعجون من مصر بسبب “مسائل ثنائية غير ثانوية”:

إقرأ المزيد

أميركا لن تتخلى عن مصر حتى لو ألغت كامب دافيد

أنصار العلاقات المصرية-الإسرائيلية روجوا في مصر الكثير من الخرافات بهدف تخدير الشعب المصري وإقناعه بالعلاقات مع إسرائيل.

إحدى هذه الخرافات هي أن ابتعاد مصر عن إسرائيل يعني ابتعاد مصر عن الغرب.

هذا الكلام كان صحيحا في الخمسينات. في ذلك الوقت كانت معظم دول الشرق الأوسط تابعة للغرب، وكان هناك حلف بغداد:

حلف بغداد أنشئ في عام 1955 لمحاصرة الاتحاد السوفييتي في آسيا. العراق خرج منه في عام 1958 بعد قيام الثورة الوطنية التي أتت بعبد الكريم قاسم إلى السلطة. تم حل الحلف بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979.
حلف بغداد أنشئ في عام 1955 لمحاصرة الاتحاد السوفييتي في آسيا. العراق خرج منه في عام 1958 بعد الثورة التي أتت بعبد الكريم قاسم إلى السلطة، وبعد الثورة في إيران في عام 1979 تم حل الحلف.

 

مصر في ذلك الوقت كانت تشبه إيران حاليا. هي كانت الدولة الوحيدة المستقلة عن الغرب، وسورية حاولت أن تستقوي بها ضد إسرائيل.

الصورة في المنطقة الآن معكوسة عما كانت عليه في خمسينات القرن العشرين. لو خرجت مصر الآن من المحور الأميركي فهذا يعني أن الغرب لن يملك أي حلفاء في المنطقة ما عدا آل سعود وتركيا.

الغرب لن يفرط في مصر أبدا حتى لو ألغت العلاقات مع إسرائيل، لأن التفريط في مصر الآن سيعني نهاية الوجود الغربي في العالم العربي.

إيران هي عامل مؤثر جدا. هناك في مصر تضليل حول الدور الإيراني. قليل من المصريين يفهمون حقيقة التوازن الذي خلقته إيران في المنطقة.

إيران بتحالفها مع سورية (وعلاقتها الجيدة مع العراق) هي عامل حاسم بالنسبة للنفوذ الغربي في المنطقة. هذا المحور الإيراني لم يكن موجودا في زمن عبد الناصر. في ذلك الوقت كان هناك حلف بغداد التابع للغرب.

المحور الإيراني من شأنه تصفية النفوذ الأميركي في المنطقة، أو على الأقل تحجيم هذا النفوذ إلى حد كبير.

الأميركان هم الآن بحاجة ماسة لمصر، وليس العكس.

لا أدري لماذا يعجز المصريون عن فهم ذلك. للأسف سنوات الاستعمار الأميركي والسعودي لمصر جعلت المصريين ينظرون بنوع من التقديس والعبادة لأميركا.

الوجود الأميركي في المنطقة يترنح. لو قطعت مصر علاقاتها مع إسرائيل فإن الأميركان لن يفكروا مجرد تفكير في تخفيف علاقاتهم مع مصر، بل على العكس هم سيصابون بالذعر من أن يكون ذلك مقدمة لقطع العلاقات المصرية-الأميركية، ولهذا السبب هم سيزيدون الضغط على إسرائيل لكي تتنازل للفلسطينيين.

هذا ما فعلوه عندما تدهورت العلاقات التركية-الإسرائيلية. هم ضغطوا على إسرائيل وأجبروها على أن تعتذر لتركيا بشأن قضية السفينة.

قطع العلاقات بين مصر وإسرائيل هي خطوة مأمونة العواقب ولن تسبب أي ضرر لمصر، بل على العكس هي ستحقق مكاسب كبيرة لمصر.

ولكن للأسف المصريون يعجزون عن رؤية ذلك. هم مخدرون بالتبعية لآل سعود والأميركان.

آل سعود يرسمون للمصريين صورة خيالية عن العالم. هم ما زالوا يوهمون المصريين بأن أميركا هي إلهة العالم.

لو كانت أميركا هي إلهة العالم فما هو سبب الذعر الشديد الذي ينتاب آل سعود؟ لماذا يشنون هذه الحملة الشعواء على إيران والشيعة؟ لماذا يدمرون العراق؟ لماذا يدمرون سورية؟ لماذا يدمرون لبنان؟ لماذا دمروا ليبيا؟ لماذا أسقطوا الإخوان في مصر ويعملون على إعادة نظام مبارك؟

آل سعود يشعرون بالرعب من سقوط النفوذ الأميركي في المنطقة. هم قالوا هذا الكلام علنا في صحفهم وهاجموا أميركا واتهموها بأنها أصبحت دولة فاشلة (هكذا قالوا بالنص).

هم يزايدون على أميركا في استعمارها. هم يعتقدون أن الاستعمار الأميركي في المنطقة ينتهي ويتلاشى، ولهذا السبب هم يحاولون بكل طاقتهم أن ينقذوا هذا الاستعمار. هم تطوعوا لإعادة إنتاج نظام مبارك في مصر أملا في إنقاذ الاستعمار الأميركي.

أميركا لم تعد تساوي شيئا إلا عند المصريين فقط. لا أدري ما هو سر هذه الرهبة العظيمة التي يكنها المصريون لأميركا.

نحن لا نريد قطع العلاقات المصرية-الأميركية. كل المطلوب فقط هو إلغاء معاهدة كامب دافيد وقطع العلاقات مع إسرائيل.

هذا مطلب بسيط وهو لا يساوي شيئا يذكر في ظل المتغيرات في المنطقة.

تحرروا من آل سعود.

إضافة: انظروا إلى العراق

 

آل سعود يهاجمون العراق ويتهمونه بأنه تابع لإيران.

ولكن رغم ذلك فإن الأميركان حريصون للغاية على علاقات جيدة مع العراق.

الأميركان يحتاجون العراق أكثر من حاجة العراق إليهم.

هل يرى المصريون ذلك؟

تصرفوا مثل العراق. العراق لا يعلن العداء لأميركا، ولكنه يعلن العداء لإسرائيل. الأميركان رغم ذلك ملتزمون بعلاقات ممتازة مع العراق.

حتى مع سورية هم كانوا يسعون لعلاقات جيدة قبل الحرب. هم كانوا يطبقون سياسة أطلقوا عليها مسمى “الارتباط”.

آل سعود كانوا منذ زمن طويل يحرضون الأميركان ضد سورية، والأميركان استجابوا للتحريض وعملوا على تخريب العلاقات السورية-اللبنانية ومحاصرة سورية وعزلها دوليا.

أعدى أعداء سورية في لبنان هم أتباع آل سعود، وهؤلاء هم الذين يحرضون الغرب على التصعيد ضد سورية.

أميركا في عام 2008 تخلت عن هذه السياسة وقررت اتباع سياسة الارتباط مع سورية.

ولكن الثورة السورية شجعت الأميركان على الخروج من سياسة الارتباط والعودة مجددا لسياسة المواجهة.

الثورة السورية هي من تفصيل آل سعود بشكل شبه كامل. المخابرات الأميركية أشرفت على الإعداد لها، ولكن لولا مخابرات آل سعود ما كان يمكن لهذه الثورة أن تقوم.

آل سعود هم الذين نشروا الفكر الطائفي والتحريضي في سورية. العرعور هو مجرد مثال فقط.

الثورة السورية هي في قسمها الأكبر ثورة سعودية (وهذا ما أقصده عندما أقول أنها ثورة وهابية).

لولا آل سعود لكانت أميركا استمرت في سياسة الارتباط مع سورية، لأنها لا تملك بديلا آخر.

أميركا لا يمكنها أن تحارب كل دول المنطقة.

أميركا تتحدث عن “حملة إسرائيلية مناهضة للإخوان”… وموقع دبكا ينفي!

التناقضات في صفوف المثلث الأميركي-السعودي-الإسرائيلي بلغت حدا مضحكا.

جريدة نيويورك تايمز (القريبة من الإدارة الأميركية) نشرت مقالا ورد فيه أن إسرائيل تحاول إقناع العواصم الغربية بدعم الجنرال السيسي ضد الإخوان المسلمين.

الملفت في هذا المقال هو أنه يشبه الكلام الذي تم تداوله على نطاق واسع في الإعلام العربي حول جهود آل سعود لدعم السيسي وإقناع العواصم الغربية بدعمه.

من الناحية المبدئية هذا الكلام يبدو منطقيا. أنا في هذه المدونة كنت دائما أشير إلى المحور السعودي-الإسرائيلي المستقل عن المحور القطري-التركي-الإخواني. طالما أن آل سعود يدعمون السيسي ضد الإخوان فهذا يوصلنا إلى أن إسرائيل تدعم السيسي أيضا.

ولكن موقع دبكا ينفي هذا الكلام بشدة:

Saudi Arabia and the UAE – not Israel – are lobbying the West to support the Egyptian military. Riyadh’s campaign is orchestrated by Saudi Director of Intelligence Prince Bandar – not an anonymous senior Israeli official, as claimed by the New York Times. Debkafile: Israel has no interest in the Bandar initiative, concerned it may lead to restoring a Russian military presence to Egypt – not just Syria. Then, too, Egypt’s Gen. Abdel-Fatteh El-Sisi might turn on Israel as his fall guy with a charge of meddling in its affairs.

موقع دبكا نشر مقالا طويلا مكرسا لنفي ما ورد في صحيفة نيويورك تايمز.

الإسرائيليون لا يرون مصلحة لهم فيما يحدث في مصر. موقع دبكا انتقد منذ البداية المظاهرات ضد مرسي لأنها في رأيه معادية لإسرائيل، والمناخ الإعلامي العام في إسرائيل لم يرحب بسقوط الإخوان في مصر.

ولكن رغم ذلك صحيفة نيويورك تايمز (القريبة من الإدارة الأميركية) تزعم أن إسرائيل تدعم السيسي.

لماذا نشرت صحيفة نيويورك تايمز هذا الكلام؟

على ما يبدو فإن المخابرات الأميركية تشعر بقلق جدي من انهيار العلاقات المصرية-الإسرائيلية، وهذا هو ما دفع الأميركان لإطلاق حملة إعلامية لتلميع صورة آل سعود وإسرائيل أمام المصريين.

أميركا تقول للمصريين أن إسرائيل تدعم الإطاحة بالإخوان، رغم أن الواقع هو غير ذلك.

الكذب الأميركي الفاضح دفع الإسرائيليين لكشف الحقيقة وأن ما ورد في مقال نيويورك تايمز غير صحيح.

أميركا تعتبر دائما أن الإسرائيليين لا يدركون مصلحتهم. لهذا السبب هي في كثير من الأحيان تتخذ القرارات بالنيابة عنهم. أميركا أصلا تنظر لإسرائيل على أنها مجرد تابع صغير (هذه هي الحقيقة وإن كانت لا تعجب الكثيرين سواء من الصهاينة أو العرب).

الكلام الذي ورد في مقال نيويورك تايمز حول دور إسرائيل يشبه الكلام الذي تم تداوله في الإعلام العربي حول دور آل سعود. على الأغلب أن هذه حملة إعلامية منسقة أطلقتها المخابرات الأميركية بهدف تلميع صورة المحور الإسرائيلي-السعودي أمام الرأي العام المصري.

المخابرات الأميركية تشعر بالذعر من تردي العلاقات بين مصر وبين المحور التركي-القطري-الإخواني. هم يخشون أن يقوم محور المقاومة وروسيا باستغلال ذلك لتطوير علاقاتهم بمصر.

لهذا السبب أميركا الآن تحاول إحلال المحور السعودي-الإسرائيلي مكان المحور التركي-القطري-الإخواني، رغم أن الإسرائيليين أنفسهم لا يريدون أن يلعبوا هذا الدور.

الإسرائيليون لا يثقون في نجاح الجهود الأميركية. هم لديهم تقييم سلبي للمعارضة المصرية التي أسقطت الإخوان ويعتقدون أن هذه المعارضة ستنقلب عليهم إن عاجلا أم آجلا. لهذا السبب هم يحاولون منذ البداية توضيح الصورة للرأي العام. هم لا يريدون أن يقال في أميركا لاحقا أن إسرائيل دعمت إسقاط الإخوان وبالتالي هي تتحمل مسؤولية ما حصل بعد ذلك.

 

 

سر التصعيد الأميركي الإسرائيلي ضد سورية ومصر… وسر الاستعراض الإعلامي السعودي

في الفترة الأخيرة كان هناك تصعيد واضح ضد سورية يتمثل بالكلام عن غزو إسرائيلي وشيك (كما ورد في موقع دبكا).

أيضا أميركا وحلفاؤها الأقربون (خاصة قطر) يزيدون من شراستهم ضد الوضع الجديد في مصر.

السبب ببساطة هو ما يلي:

http://www.al-akhbar.com/node/189098

مع سقوط حكم «الإخوان المسلمين» في مصر، برز السؤال حول التداعيات التي يمكن أن تخلفها تطورات الساحة المصرية المتلاحقة على اتفاقية كامب ديفيد والالتزامات التي تقيّد السياسة الخارجية للدولة المصرية، خصوصاً أن هناك من قدّر أن التباينات في الساحة المصرية محصورة في الشأن الداخلي. لكن الحملة التي تقودها حملة «تمرد» المصرية، بهدف جمع التواقيع لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، لاقت أصداءً قلقة في تل أبيب.
قلق دفع صحيفة «إسرائيل اليوم»، المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الى القول إن الحملة تعكس المفارقة التي يشهدها الشرق الاوسط، إذ على الرغم من أن «الإخوان» لا ينتمون الى «محبّي صهيون»، لكنّ هناك أمراً واحداً حرصوا عليه حين تسلموا الحكم في مصر، وهو ألا يهددوا اتفاقية السلام مع مصر. أما الآن، فإن الليبراليين هم من بدأوا يجمعون التواقيع لإلغاء الاتفاقية. ولفتت الصحيفة الى أنه كان بالإمكان تجاهل هذه الحملة لو لم تصدر عن حركة «تمرد» التي بدأت بدحرجة كرة الثلج التي أسقطت محمد مرسي، إضافة الى أن المطالبة بفك الارتباط مع إسرائيل جزء من حملة أوسع، تطالب بوقف المساعدات الأميركية في أعقاب العقوبات التي تتخذهاواشنطن تجاه الجيش المصري.

ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن محفل سياسي إسرائيلي قوله إن حقيقة وجود محافل في مصر تحاول الدفع قدماً في هذا الموضوع الآن بالتحديد، وصدور الدعوة من جانب عناصر تسمي نفسها «ليبرالية»، تدل أكثر من أي شيء على أنّ سلم الأولويات في مصر مشوّش لا بل غريب. ورأت أن للحملة التي تقودها حركة «تمرد» ضد الولايات المتحدة وإسرائيل فرصة لا بأس بها، لأن بعضاً من مؤيدي الإخوان المسلمين في الشوارع لن يترددوا في التوقيع عليها الى جانب الليبراليين.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن حملة «تمرد» تهدّد بجمع عشرين مليون توقيع اعتراضاً على المساعدة الأميركية لمصر، وتأييداً لإلغاء معاهدة السلام. ولفتت من يستخف بقدرتهم إلى أن يتذكر الـ17مليون توقيع التي جمعوها ضدّ مرسي. وحذّرت من أنّه ينبغي ألا يُفاجأ أحد إذا بدأت علامات السلام مع مصر تتلاشى واحدة بعد أخرى.

موقع دبكا الإسرائيلي كان منذ البداية لا يرتجي خيرا من الثورة المصرية، لأن الثورة تلونت بطابع وطني ناصري.

الأميركان حاولوا المناورة بعدة طرق. هم أولا تخلوا عن مرسي وفرطوا بحكم الإخوان على أمل تخفيف المد الناصري في مصر.

ثم بعد ذلك جرت حملة إعلامية مكثفة تهدف إلى تشبيه السيسي بعبد الناصر. هدف الحملة كان إقناع المصريين بأن السيسي هو خليفة عبد الناصر وبأنه مناوئ لأميركا وإسرائيل.

وأخيرا أتت محاولة ربط مصر بآل سعود. في الأيام الأخيرة كان هناك تركيز واضح على دور آل سعود في مصر، والملفت هو أن الإعلام المصري حاول تشبيه دور آل سعود الحالي بدورهم في حرب عام 1973، أي أن المراد هو إقناع المصريين بأن آل سعود يدعمون السيسي ضد أميركا وإسرائيل.

الهدف من كل ما يجري هو صرف المصريين عن معاداة إسرائيل.

مرسي سقط بسبب تنامي الشعارات المناهضة لإسرائيل في أوساط المعارضة المصرية.

السيسي تولى السلطة لأن الأميركان أرادوا إقناع الناس بأنه خليفة عبد الناصر.

والآن آل سعود يحاولون امتطاء الشعب المصري في محاولة أخيرة لإنقاذ العلاقات المصرية-الإسرائيلية، وأنا آمل أن تكون هذه المحاولة فاشلة حتى نقتنع فعلا بأن الثورة المصرية نجحت وحققت كامل أهدافها.

يجب على الشعب المصري ألا يسقط ضحية التضليل الإعلامي.

المحك والمعيار هو الأفعال وليس الكلام الفارغ.

إن كان السيسي وآل سعود معادين لإسرائيل بالفعل فيجب أن يسارعوا إلى إلغاء اتفاقية كامب دافيد.

إلغاء كامب دافيد لا يعني الحرب بين مصر وإسرائيل. هذه إحدى أكبر الخرافات التي تم ترويجها خلال العقود الماضية بهدف ترسيخ تبعية مصر لإسرائيل وآل سعود.

مصر قبل عام 1967 لم تكن تعترف بإسرائيل، ولكن رغم ذلك لم تكن هناك حرب بين مصر وإسرائيل.

سورية لا تعترف بإسرائيل حتى يومنا هذا، ورغم ذلك قبل عام 2011 لم تكن هناك حرب مباشرة بين سورية وإسرائيل.

إلغاء الاعتراف بإسرائيل لا يعني الحرب.

ما سيحدث هو كما يلي:

  • سحب الاعتراف المصري بإسرائيل
  • إغلاق السفارة الإسرائيلية وإنهاء العلاقات الثنائية
  • الحكومة المصرية يجب أن تعلن العودة إلى اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل
  • ويجب أن تتقدم مصر (أو أصدقاؤها كروسيا مثلا) بطلب إلى مجلس الأمن لإرسال قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة لكي تنتشر على الحدود بين مصر وإسرائيل.

 

هذا هو كل ما سيحدث. لن تكون هناك أية حرب أو دمار أو خراب كما يروج الإعلام الموالي للمحور الأميركي.

القصة هي مجرد موقف سياسي ووطني. لو سحبت مصر اعترافها بإسرائيل فهذا سيمحو الصورة السيئة التي ارتسمت حول مصر خلال العقود الماضية. الناس ستعود لاخترام مصر من جديد ولن يجرؤ أحد على مهاجمة مصر ودورها العربي.

كيف سيكون رد فعل أميركا؟

 

لو قطعت مصر علاقاتها مع إسرائيل فما الذي ستفعله أميركا؟

من الوارد جدا أن يحاول الأميركان تكرار سيناريو العام 1967.

هم سيحاولون جر مصر إلى حرب غير متكافئة تنتهي باحتلال إسرائيل لسيناء، وبعد ذلك سيحاول الأميركان أن يفرضوا على مصر الاعتراف بإسرائيل مجددا.

هذا السيناريو يجب تجنبه. يجب على المصريين عدم منح الذريعة لأميركا وإسرائيل لافتعال حرب مباشرة.

يجب أن يقلدوا السياسة التي تتبعها سورية.

الأميركان يتمنون جر سورية إلى حرب مباشرة ضد إسرائيل، ولكن سورية تتجنب بذلك بصرامة بالغة (رغم الحملات الإعلامية الشديدة).

سورية تعتمد دائما أسلوب الحرب غير المباشرة.

بدلا من الرد بشكل مباشر على إسرائيل فإن سورية تقوم بدعم حركات المقاومة ضد إسرائيل، وتقوم بتعزيز الضغوط على حلفاء إسرائيل.

هذه الاستراتيجية أثبتت نجاعتها ونجاحها.

مصر يجب أن تطبق نفس هذه الاستراتيجية. يجب تجنب الانجرار إلى أية حرب مباشرة، ولكن يجب على مصر تعزيز الضغوط غير المباشرة على إسرائيل.

إذا انضمت مصر إلى سورية وإيران في الضغط غير المباشر على إسرائيل فهذا سيجبر الأميركان على إعادة تقييم موقفهم من القضية الفلسطينية.

هم سيبدؤون التفكير جديا في تسوية عادلة تعيد حقوق الفلسطينيين.

هذا هو المطلوب من مصر، وهذا هو ما يخشاه المحور الأميركي الحامي لإسرائيل.

هم الآن يحاولون تسليط آل سعود على مصر بهدف إبقاء مصر ضمن المحور الإسرائيلي. يجب على المصريين إحباط هذه المؤامرة.

الدعم السعودي يجب ألا يوقف مساعي المصريين لإلغاء الاعتراف المصري بإسرائيل.

حتى لو دفع آل سعود 100 مليار دولار لمصر فيجب أن يتم إلغاء اتفاقية كامب دافيد وإغلاق السفارة الإسرائيلية.

بغير ذلك فإن مصر لن تتحرر أبدا ولن تعود لدورها القديم الذي صنع هيبتها واحترامها.

حرب مصر هي حرب استباقية جديدة لآل سعود

حرب مصر بالنسبة لآل سعود لا تختلف كثيرا عن حرب فلسطين وسورية والعراق ولبنان.

آل سعود تحالفوا مع الصهاينة ضد الفلسطينيين والمسلمين، وعملوا على تدمير العراق وتقسيمه، وعملوا على تدمير سورية وتقسيمها، وعملوا على تدمير لبنان وتقسيمه.

هم فعلوا كل هذا لأجل هدف واحد فقط هو حماية نظامهم وتجنب القيام بأي إصلاحات.

حرب مصر لا تخرج عن هذا السياق.

آل سعود يشعرون بالرعب من ظهور عملية سياسية “إسلامية” بالقرب منهم، لأنهم يعلمون أن العدوى ستنتقل إلى بلادهم.

هذا ما حصل سابقا مع الثورة الإيرانية. الثورة الإيرانية أدت إلى ظهور المعارضة الشيعية في الجزيرة العربية.

نموذج الإخوان المسلمين في مصر كان سيؤدي إلى ظهور معارضة سنية في الجزيرة العربية.

تجنبا لهذا الخطر الداهم تآمر آل سعود لإسقاط الإخوان المسلمين.

ما يقومون به الآن في مصر هو حرب استباقية. هم يحاربون هناك حتى لا يضطروا لاحقا لخوض المعركة على أراضيهم.

أي أن المسألة مشابهة تماما لما يحصل في سورية والعراق ولبنان.

آل سعود لا يريدون أن تظهر المعارضة في بلادهم، ولهذا السبب هم الآن يحاربون الإسلاميين في مصر.

ولكن هذا الموقف سيكلفهم غاليا على الصعيد الشعبي. أنا لاحظت أن هناك نقمة شعبية داخل بلادهم على ما يحصل للإسلاميين في مصر.

هذا شيء متوقع.

نظام آل سعود هو النظام الوحيد في العالم الذي يرفع شعارات ويتصرف بشكل مناقض لها بالمطلق.

نظام آل سعود يدعي أنه نظام إسلامي، وهو يربي شعبه على عقائد إسلامية متعصبة ومتخلفة للغاية. ولكنه في نفس الوقت يشن حربا شعواء على الإسلاميين في العالم العربي.

هذا التناقض لا يمكن أن يمر بدون حساب. من المؤكد أن ما يحصل في مصر الآن سيؤثر في داخل المهلكة السعودية.

أنا قلت سابقا أنني لا أتوقع عمرا طويلا لنظام آل سعود، وما زلت متمسكا بهذا الكلام.

ما هو السبب الذي سيجعل هذا النظام يستمر؟

لا يوجد أي سبب. سقوطه هو مسألة وقت فقط.

هذا النظام لا يملك مقومات البقاء.

أنا أظن أن الأميركان والغربيين يدركون ذلك.

ولكن النظام السوري لا يدرك ذلك.

النظام السوري يحلم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. هو يريد أن تعود الأمور في العالم العربي إلى ما كانت عليه قبل “الربيع العربي”.

هو يظن أن آل سعود سينجحون في إعادة إنتاج نظام مبارك، وأن الأميركان سيقبلون بإقصاء الإخوان المسلمين عن السلطة، وبعد ذلك سوف تجري المصالحة بين آل سعود والنظام السوري وسيعود كل شيء كما كان سابقا.

هذا هو تصور النظام السوري لمستقبل المنطقة، ولكن طبعا هذا التصور هو تصور خرافي لا يختلف شيئا عن تصورات آل سعود الخرافية.

الشعوب العربية لن تقبل بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الربيع العربي، والرأي العام الدولي لن يقبل بذلك، والأميركان لن يقبلوا بإقصاء الإخوان المسلمين من السلطة.

في أحسن الأحوال سوف يتم التوصل إلى تسوية في مصر بين الجيش والإخوان المسلمين.

نظام آل سعود الذي ينظر إليه النظام السوري بإعجاب كبير لن يدوم طويلا وسيسقط أو يتغير.

من المستحيل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق.

ولكن النظام السوري يرفض تصديق المتغيرات.

النظام السوري أصلا لا يعطي أية قيمة للقيم الديمقراطية، وبالتالي أنا لا أستغرب موقفه.

موقف النظام السوري هو موقف متوقع من عقلية لا تؤمن بشيء اسمه ديمقراطية وحقوق وقوانين.

أنا كنت آمل أن يتخلى النظام السوري عن هذه العقلية وأن يشرع في عملية انتقالية جدية تؤدي إلى تغيير رؤوس السلطة.

ولكن للأسف لا يوجد دليل على أن النظام السوري يفكر بذلك.

وبالتالي المتوقع هو أن مصير النظام السوري سيكون شبيها بمصير نظام آل سعود. المسألة هي مسألة وقت فقط.