تربية الأسد

هذا المقال يبين مثالا على التصرفات المخزية التي يقوم بها العلويون في سورية، وكما قلت في السابق فإننا يجب ألا نلوم العلويين، لأن هذه التصرفات هي ليست نابعة منهم ولكنها نابعة من التربية السيئة التي ربتهم عليها عائلة الأسد.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=773572&issueno=12965#.U4U_cigqRJQ

بيروت: «الشرق الأوسط»
لا يكتفي أبناء الطائفة العلوية في سوريا بتأييد ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، بل يرفضون رفع أي صورة أو لافتة في أحيائهم لمنافسيه حسان النوري وماهر الحجار، في حين يسعى النظام إلى حشد المزيد من الدعم لتأييد الأسد في صفوف الطائفة مستعينا برجال الدين العلويين.

ويؤكد ناشطون في محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية لـ«الشرق الأوسط»، أن «سكان المدينة يعمدون إلى تمزيق صور المرشحين المنافسين للأسد بسبب عدم تحملهم فكرة أن ينافس أحد الأسد». وتكشف معظم التعليقات على صفحات الموالين للنظام على موقع «فيسبوك» عن تمزيق جميع الصور التي تدعم المرشحين الرئاسيين، الحجار والنوري في قرى طرطوس العلوية. أما في اللاذقية التي يتحدر من إحدى قراها الرئيس السوري بشار الأسد، فقد أشار ناشطون إلى أن «الصور القليلة التي رفعت لمرشحي الرئاسة المنافسين للأسد جرى وضعها في الأحياء السنية بعد أن رفض العلويون رفعها في أحيائهم».

ويبدي العلويون في سوريا تأييدهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الصراع في (آذار) 2011. واعتمد الأسد على أبناء طائفته للإمساك بمؤسستي الجيش والأمن، مما ساعد نظامه على الصمود في وجه الاحتجاجات الشعبية. وأسهم دخول الصراع مرحلة العسكرة واكتسابه بعدا طائفيا من إصرار العلويين على موقفهم الداعم للأسد.

ويعرب عضو الائتلاف الوطني المعارض أنس عيروط عن اعتقاده أن المعركة بالنسبة للعلويين «كسر عظم في دفاعهم عن نظام قدّم لهم امتيازات كبيرة»، انطلاقا من ذلك فهم «لا يتعاملون مع صور المرشحين المنافسين للأسد بطريقة سياسية، وإنما بنفس طائفي يهدد امتيازاتهم ونفوذهم». وكشف عيروط المتحدر بأصوله من مدينة طرطوس لـ«الشرق الأوسط» عن أن «النظام السوري يعمد إلى الاستعانة بمشايخ الطائفة العلوية من أجل حشد المزيد من الدعم للأسد في انتخابات الرئاسة»، موضحا أن «تأثير هؤلاء المشايخ على الطائفة كبير جد».

ومن المرجح أن يعتمد النظام السوري بشكل رئيس على العلويين في انتخابات الرئاسة. ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير أمس عن مدرّس علوي في مدينة القرداحة يدعى عبد الناصر سلمان (50 عاما) قوله إنه سينتخب «الأسد لأن المرحلة الحالية تحتاج إلى رجل شجاع مثل الأسد»، مضيفا: «أنا أحترم كل المرشحين، لكن المرحلة تقتضي وجود شخص نمر، أسد مثل السيد الرئيس».

ونقلت الوكالة في تقريرها، أن صورا للأسد ولأناس قتلوا خلال الصراع وأعلام سوريا تنتشر في كل زاوية في القرداحة من دون أن يكون هناك صورة واحدة لأي من المرشحين الآخرين المنافسين للأسد، ماهر حجار وحسان النوري.

وقال مواطن آخر من البلدة يدعى أمين إسكندر وهو يستند إلى عكاز ويضع صورة للأسد تحت سترته، إنه سينتخب الأسد بدمه وليس فقط بحبر القلم، في حين أضاف شاب من سكان قرداحة يدعى عبد الوهاب عبود: «نظل نحن والجيش واحدا. نبيد الإرهاب حتى آخر نقطة. وإن شاء الله نستطيع أن نحرر الجولان». أما ليث إسكندر، وهو من سكان القرداحة أيضا فأشار إلى أنه «يريد استعادة الأمن والأمان عبر انتخاب الأسد».

في المقابل، أفادت لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة بريف اللاذقية بأن «اللجان وزعت منشورات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية». وأوضحت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «من أخطر وأقوى حملاتنا في جبلة توزيع أكثر من 300 منشور لمقاطعة انتخاب الرئيس». وأكدت أن «التوزيع شمل مناطق الجبيبات والعمارة وشارع الفروة وجب جويخة وعلى السيارات وأمام المنازل»، مشيرة إلى «مساعدة بنات وشباب من الطائفة العلوية في المدينة».

وتستعد سوريا لإجراء انتخابات برلمانية في الثالث من يونيو المقبل، بينما من المقرر أن ينتخب السوريون غير المقيمين في سوريا اليوم. وبات في حكم المؤكد أن يفوز الأسد بفترة رئاسية ثالثة مدتها سبع سنوات. ورغم وصف المعارضة والدول الغربية الانتخابات الرئاسية السورية بـ«المهزلة»، فإنها تعد الانتخابات الأولى التي يتنافس فيها أكثر من مرشح.

آل سعود السفلة يتباهون بإبادة العلويين

قناة “العربية” التابعة لآل سعود بثت بالأمس خبرا يقول “المعارضون السوريون يقتحمون ريف اللاذقية”.

هذه الأنباء تزامنت مع تصريح للعاهر الأردني قال فيه أن “تقسيم سورية خطير جدا”. هو على ما يبدو يقصد ما يلي “نحن لن نسمح بحماية العلويين وسنرسل عصاباتنا الوهابية إلى قراهم لقتلهم هناك”.

هذه الرسالة لقنها له آل سعود على الأغلب.

آل سعود لا يريدون مجرد إسقاط عائلة الأسد، ولكنهم يسعون لقتل العلويين والشيعة. بعض الناس ربما يستغربون هذا الكلام، ولكن هذا هو الواقع الذي يجري على الأرض.

لماذا تذهب العصابات الوهابية إلى ريف اللاذقية؟ ولماذا يتباهى آل سعود بهذا الخبر؟

أنا فعلا لا أعرف الجواب. لماذا تذهب العصابات الوهابية إلى ريف اللاذقية؟

ريف اللاذقية هو مكون بمعظمه من العلويين أو النصيريين. آل سعود يعتبرون النصيريين كفارا يجب قتلهم.

آل سعود يعتقدون أنه يجب قتل الشيعة أيضا. هم في الحقيقة يعتقدون أنه يجب قتل كل الناس ما عدا الوهابية الشذاذ.

قد يقول قائل: آل سعود لم يقتلوا الشيعة الموجودين في الأحساء والقطيف.

صحيح أنهم لم يقتلوا الشيعة الموجودين هناك، ولكنهم يعتقدون بوجوب قتلهم.

آل سعود لم يقتلوا شيعة الأحساء والقطيف لاعتبارات سياسية تتعلق بمصلحة حكمهم. لو أنهم حاولوا أن يبيدوا شيعة الأحساء والقطيف فهذا سيحرج أميركا التي هي الراعي الرسمي لهم.

دولة ابن سعود قامت وفق اتفاقية دارين التي وقعها مع البريطانيين في عام 1915. هذه الاتفاقية نصت على أن ابن سعود هو خاضع للهيمنة البريطانية.

هذه الاتفاقية وقعت قبل أن يتمدد ابن سعود نحو الحجاز وشمال اليمن. المقصود بدولة ابن سعود عند توقيع هذه الاتفاقية كان في الأساس منطقة الخليج العربي ونجد.

تخيلوا لو أن ابن سعود ذهب إلى الأحساء والقطيف وقتل الشيعة بعد توقيع هذه الاتفاقية. هذا كان سيسبب حرجا للبريطانيين. البريطانيون هم الذين كانوا يزودونه بالمال والسلاح وهو كان يعمل باسمهم. لو أنه قتل الشيعة فإن الناس كانوا سيقولون أن بريطانيا هي التي قتلت الشيعة في الخليج.

بعد البريطانيين جاء الأميركان وقاموا باستخراج نفط الخليج. تخيلوا لو أن ابن سعود قتل شيعة الأحساء والقطيف في ظل وجود الشركات النفطية الأميركية. هذا الأمر كان سيحرج الأميركان.

السبب الوحيد الذي منع آل سعود من قتل شيعة الأحساء والقطيف هو خوفهم من تخلي القوى الغربية الاستعمارية عنهم.

لولا هذا السبب فإن آل سعود كانوا سيبيدون الشيعة عن بكرة أبيهم، وما حصل مؤخرا في العراق هو أكبر دليل.

كم هو عدد الشيعة الذين قتلوا في العراق خلال السنوات العشر الماضية؟ العدد هو ضخم وكبير جدا.

لو كان آل سعود يستطيعون أن يبيدوا جميع الشيعة في العراق لكانوا فعلوا ذلك.

هؤلاء السفلة يتباهون بدخول عصاباتهم الوهابية إلى ريف اللاذقية.

حتى لو فرضنا أنهم لن يقتلوا العلويين، فهم على الأغلب سيعاملونهم كما يعاملون شيعة الأحساء والقطيف. هم سيعتبرونهم مواطنين من الدرجة العاشرة.

هم أرسلوا عصاباتهم إلى ريف اللاذقية وفتلوا البرغي الذي في مؤخرة العاهر الأردني لكي يطلق تصريحا ضد تقسيم سورية. هم يريدون أن يقولوا أن دخول العصابات الوهابية إلى ريف اللاذقية هدفه منع تقسيم سورية.

أنا أظن أن الأميركان ربما يكونون متورطين في هذه الجريمة. منطقة الساحل السوري هي محسوبة على الروس، والأميركان ربما يريدون أن يضغطوا على الروس عبر إرسال الإرهابيين إلى هناك.

تركيا على ما يبدو هي متواطئة في دخول الإرهابيين إلى ريف اللاذقية.

هناك تواطؤ تركي-أردني-سعودي. على الأغلب أن المخابرات الأميركية هي التي تشرف على هذه العملية الإجرامية.

من الممكن أن هذه العملية هي بوحي إسرائيلي وهدفها هو “معاقبة العلويين” على العمليات الأخيرة في الجولان.

الإسرائيليون والأميركان ينظرون لعائلة الأسد بوصفها نظاما علويا. هم حملوا مسؤولية الهجمات الأخيرة في الجولان لعائلة الأسد، أي للعلويين.

الإسرائيليون والأميركان يعتبرون حماية الاحتلال في الجولان مسؤولية عائلة الأسد. هم يفترضون أن عائلة الأسد يجب أن تمنع المقاومة في الجولان. لو حصلت عمليات مقاومة فهذا يعني أن عائلة الأسد أخلت بمسؤوليتها، وبالتالي هم ربما قرروا معاقبة “العلويين”.

بعض الناس قد يستغربون هذا الكلام، ولكن الإسرائيليين يفكرون بهذه الطريقة بالفعل. الإسرائيليون لديهم عقلية طائفية بدائية جدا لا تختلف في شيء عن عقلية آل سعود.

الإسرائيليون ينظرون لكل شيء وفق منطق الطوائف والأديان. هم لا يفهمون سوى هذه العقلية، لأن الفكر الصهيوني مبني على هذه العقلية.

الصهيونية والوهابية هما وجهان لعملة واحدة. صحيح أن الصهاينة يبدون في الشكل وكأنهم ناس عصريون أو حضاريون، ولكن جوهرهم لا يختلف عن جوهر الوهابيين.

هم مهووسون بالطائفية، وهم أيضا متمرسون في التطهير العرقي والإبادة. هم طهروا معظم مساحة فلسطين من الفلسطينيين.

سلوكهم وعقليتهم لا تختلف في جوهرها عن سلوك وعقلية آل سعود الوهابيين.

وطبعا المخابرات الأميركية هي الراعي والمحرك لكل هذا الإرهاب والإجرام.

الاتحاد السوفييتي ما كان يمكن أبدا أن يدعم إبادة شعب أو طائفة معينة، ولكن المخابرات الأميركية فعلت هذا الأمر مرارا على مدى التاريخ.

المخابرات الأميركية تتحمل مسؤولية الكثير من عمليات الإبادة والتطهير العرقي.

ميزة الأميركان هي أنهم يمتلكون إعلاما قويا وكاسحا جدا. لهذا السبب هم يقلبون الباطل حقا والحق باطلا. هم صوروا أنفسهم على أنهم ملائكة وصوروا الاتحاد السوفييتي على أنه كيان توسعي شرير، ولكن في الحقيقة الاتحاد السوفييتي كان أفضل منهم بكثير في السياسة الخارجية.

أنا لا أذكر أن الاتحاد السوفييتي تحالف مع إرهابيين أو طائفيين أو عنصريين أو قتلة أو مجرمين.

لا يوجد حل للعلويين إلا الفدرالية مع الحماية المسلحة

الحلقة القادمة من برنامج الاتجاه المعاكس سوف تتحدث عن العلويين في سورية واستغلال عائلة الأسد لهم.

لا شك في أن عائلة الأسد تستغل العلويين أبشع استغلال، ولكن ما هو الحل لمشكلة العلويين؟

المعارضة السورية لا تملك حلا تقدمه للعلويين سوى إبادتهم.

المعارضون السوريون يطلبون من العلويين أن يتخلوا عن عائلة الأسد وأن يسلموا رقابهم للمعارضة.

هل هناك عاقل يقبل بهذا الكلام؟

المعارضة السورية هي معارضة طائفية إرهابية حاقدة. من هو العلوي الذي يمكن أن يقبل بتسليم العلويين لهذه المعارضة؟

لا يوجد علوي يقبل بتسليم العلويين لهذه المعارضة إلا إذا كان عميلا مأجورا.

لا يوجد حل واقعي لقضية العلويين إلا الفدرالية مع الحماية المسلحة.

الفدرالية هي ضرورية لحماية الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية للعلويين.

العلويون في زمن شكري القوتلي وأديب الشيشكلي كانوا يتعرضون للاضطهاد والتمييز والتهميش.

شكري القوتلي كان يحرمهم من أبسط حقوقهم، وكان يحرض الشعب ضدهم بحجة أنهم كفار وعملاء لفرنسا.

من هو العلوي الذي يقبل بالعودة إلى هذا الزمن الأسود؟

المعارضة السورية هي غير مؤهلة على الإطلاق لحكم العلويين.

قضية العلويين يجب أن تحل في إطار دولي وعلى أساس توفير حماية دولية للعلويين.

يجب إرسال قوات دولية بهدف حماية العلويين ومكافحة إرهاب المعارضة السورية.

هذه القوات لن تحل محل الجيش السوري، ولكنها ستؤدي دورا مساندا له.

العلويون يجب أن يتمسكوا بسلاحهم ويجب أن يستمروا في حماية أنفسهم بأنفسهم، ولكن لا بد أيضا من قدوم قوات دولية لكي تدعمهم في الحرب ضد المعارضين السوريين الإرهابيين.

المقصود بحماية العلويين هو ليس فقط حماية المناطق الساحلية، ولكن حماية كل المناطق التي يتواجد فيها العلويون، بما في ذلك دمشق.

بالنسبة للدستور الجديد فهو يجب أن ينص على ضمان التمثيل العادل للأقليات في المناصب الحكومية.

أنا اقترحت في السابق تطبيق نظام المداورة في الدستور الجديد.

المداورة تعني ما يلي: لو كان الرئيس الحالي عربيا سنيا فإن الرئيس التالي له يجب أن يكون من الأقليات، والعكس.

نسبة العرب السنة في سورية هي ربما 60%، أي أنهم تقريبا نصف الشعب. إذن لا بأس من تطبيق المداورة على النحو الذي أقترحه. الرئيس (أو رئيس الحكومة في حال اعتماد النظام البرلماني) يجب أن يتغير في كل دورة انتخابية بحيث يكون مرة من العرب السنة ومرة من الأقليات.

تطبيق هذا النظام سيمنع (نظريا) نشوء نظام طائفي جديد على شاكلة نظام شكري القوتلي.

هذه المقترحات هي أبسط الأمور التي يجب أن يطالب بها العلويون، أما من يقول أن العلويين يجب أن يتخلوا عن عائلة الأسد ويسلموا رقابهم للمعارضة السورية فهو مجرد شخص مجنون، أو أنه طائفي حاقد.

هذا كاريكاتور يصور عائلة الأسد:

علويون يبدون امتعاضهم من عائلة الأسد

ما يلي مقال لـ”ديمة ونوس”:

http://www.almodon.com/Print.aspx?A=e7781b6d-8829-43e0-a270-134f098dc85b

ليش منحبك!

ديمة ونوس

“سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد، اليوم فقط تأكدت أننا كعلويين مجرد أرقام لا قيمة لها في دولتكم! فرحت لتحرير الراهبات من قلبي وأشكر المسلحين لعدم اشتراطهم إعدام ألف علوي مقابل الراهبات!! لم يعد لدي شك أنكم كنتم فكرتم بالأمر. أين علويو عدرا؟ أين علويات الساحل سيادتكم، هم أكثر من 176 امرأة وطفلة! أم أننا بتنا لمسؤوليكم مجرّد أرقام لا قيمة لها؟ هل نحن مملوكون لأشخاص لا نعرفهم سيادتكم؟

أخبرونا الحقيقة! هل لديكم طابو أخضر (ورقة ملكية) بنا كعلويين؟ نحن من دفع ويدفع الثمن فخامة الرئيس! اعذرني سيادة الرئيس إلا أن سياستكم باتت تشكل خطراً وجودياً حقيقياً على العلويين! نحن بشر سيادتكم! لدينا أحاسيس ونبكي أيضاً! صدقني نحن كالجميع. خلال تاريخ العلويين منذ القرت الثالث الهجري ولغاية الساعة لم يتعرض العلويون إلى هكذا إبادة وممن؟ من دولة رئيسها علوي!!”.
ذلك المقطع الذي تنتهي عباراته كلها بعلامتي التعجب أو الاستفهام، كتبه أحد الموالين لنظام الأسد على صفحة “فايسبوك” موالية أيضاً. وربما تكون ردود الأفعال حول إطلاق سراح الراهبات المختطفات، ومبادلتهن بنحو 150 معتقلة بينهن أطفال، أهم من العملية ذاتها. ردود أفعال المتفرّج والمعني، معارضاً كان أم موالياً. يبدأ ردّ الفعل منذ إطلاق الفيديو الذي يظهر عملية إخلاء سبيل الراهبات. ذلك الفيديو ليس مقطعاً من فيلم روائي. لقد حصل في يوم من الأيام، في بلد تدعى سوريا، أن يحمل أحد عناصر “جبهة النصرة” راهبة عجوزاً غير قادرة على المشي ويضعها في إحدى السيارات التي ستقلّهن إلى مكان “الصفقة”. ليس فيلماً ذاك الذي شاهدناه. يحدث في سوريا، أن يبادل نظام الأسد الراهبات المحتجزات لدى عدوّه، بنساء معتقلات لديه. كما حدث قبل أشهر مع صفقة تبادل أسرى إيرانيين ولبنانيين. انطلاقاً من هاتين الصفقتين، يعبّر ذلك الموالي عن إحساسه بالغبن والوحدة. النظام الذي “يحمي الأقليات”، عاجز عن حماية أبناء طائفته. “صدقني نحن كالجميع”، ألا تذكّر العبارة هذه بالجملة الشهيرة التي أطلقها أحد المتظاهرين بداية الثورة: “أنا إنسان مو حيوان، وهالعالم كلها مثلي”؟
في نهاية يوم غير عادي كغيره من الأيام غير العادية، عندما يخيّم الظلام ويجلس ابن الساحل مع نفسه، قد، وربما، ومن الممكن، أن يستفزّه كلام المذيعة على القناة السورية الرسمية وهي تصف الصفقة بـ”التاريخية”! وهنا تجوز إشارة التعجّب هذه وربما تعجز الإشارة الصغيرة عن الاستفاضة بالتعجّب والدهشة والوجع. من جهة، تفقد الأرقام أهميتها، فيصبح الرقم 13 معادلاً للرقم 150، ومن جهة أخرى يستعذب نظام الأسد إهانة الكائن السوري عبر مبادلته بإيراني أو لبناني. ثم تخرج المذيعة المتأنّقة لاستقبال الراهبات على الحدود السورية- اللبنانية، لتصف الصفقة بالتاريخية، مستعذبةً هي الأخرى إهانة السوريين. وليسوا أي سوريين، بل الموالين للنظام، ممن قدّموا أبناءهم في سبيل بقاء أشخاص، وكأن وجودهم مرتبط بوجود عدد قليل من الأشخاص، يحمونهم فيحمون أنفسهم.
لو أن المذيعة كانت على دراية بما سترويه الراهبة بيلاجيا سياف، بعد وصولها مع الراهبات إلى منطقة المصنع الحدودية، لكانت ربما اكتفت بتغظية عادية للحدث “التاريخي”. وربما لو أن نظام الأسد كان على دراية بما سيلحق عملية التبادل من تصريحات، لكان تراجع عن فكرة تغطيته إعلامياً. المذيعات المحترفات في القنوات السورية الرسمية واللبنانية الموالية، قمن بواجبهن وأكثر. حاولن قدر المستطاع تلقين الراهبة بما ينبغي عليها أن تصرّح به. إلا أن الراهبة خذلت تقاريرهن الإخبارية فشكرت في جملة واحدة “العصابات الإرهابية المسلحة” و”السيد الرئيس بشار الأسد” و”أمير قطر الشيخ تميم بن حمد”. شكرت الجميع فساوت بين جهودهم! لم تقل إنها نجت من أيدي الإرهابيين التكفيريين مغتصبي النساء. شكرت “الجماعات الإرهابية” على حسن الضيافة. ونفت اعتقاد المذيعة بأنهن خلعن الصلبان غصباً عنهن. قالت ببساطة إنهن لم يجبرن على فعل شيء وإنهن سكنّ في عمارة مجهّزة بكل المستلزمات وإن الجماعة الخاطفة عاملتهن بتهذيب ولباقة وحسب الأصول (أصول الاختطاف). لتنقسم بعدها ردود أفعال الموالين إلى طرف مغبون وطرف شبيح. طرف يهاجم النظام “حامي الأقليات” الذي لم يبادل المعتقلات لديه بمعتقلين ينتمون إلى الطائفة العلوية، أو على الأقل إلى الطائفة الموالية سياسياً. وطرف قادته الدهشة إلى تشبيح رخيص يصف الراهبات بأوصاف غير لائقة مستهجناً صراحتهن.
لم تعد تقارير الإعلام الرسمي أو العربي الموالي لنظام الأسد، قادرة على إخفاء بديهيات ما يحدث. وتصريحات وزير الإعلام السوري بأن الصفقة تمّت من دون تدخل قطري وأن العدد الحقيقي للمفرج عنهم هو 25 وليس 150، باتت ضرباً من الخيال. ثمة شريحة موالية، لا نعرف اتساعها، لم تعد تحتمل العيش في ظلّ نظام ينتمي إليها طائفياً، لكنه يبيعها سياسياً كما يبيع باقي الشعب السوري من كل الطوائف. حتى وإن كان لا يرميهم بالبراميل أو يقصفهم بالكيماوي أو يعتقلهم، إلا أنه يستخدمهم كدروع بشرية رخيصة، من دون أن يفاوض لأجلهم أو يحميهم.

“أدمن نوار بدي قول كم كلمة بصفحتكم الكريمة.. بس بتمنى ما تحذف كلامي لأن في قلبي وجعاً كبيراً. أنا من صافيتا وعلوي ويا سيدي معارض.. رح تقلي ليش معارض، رح قلك لأنو نحن دروع بشرية لعائلة واحدة…  في أي قاموس بالدنيا، تموت طائفة كاملة مشان عائلة واحدة؟ رح تقلي خطفوا وقطعوا رؤوسنا، رح قلك هذه المقاطع المسرّبة عن تعذيب المعتقلين بتخلي الواحد يقوم من قبره ويصير متطرفاً. نحن أغبياء وفكرنا أنه حامينا وعم نقله منحبك! ولك عشو بدي حبك؟”.
مقطع آخر من رسالة أخرى.

 

عائلة الأسد هي بالفعل تدمر العلويين. هذه العائلة هي محسوبة على العلويين ولكنها أحدثت بالعلويين ضررا بالغا لم يسبق أن أحدثه أحد بهم من قبل.

أكبر جريمة ارتكبتها عائلة الأسد هي أنها حملت العلويين مسؤولية محاربة الإرهاب الدولي.

الدول الغربية تخلت عن محاربة الإرهاب الدولي بسبب الكلفة العالية لهذا المشروع. عائلة الأسد قررت أن تحمل العلويين هذا المشروع الانتحاري.

عائلة الأسد قالت للغربيين ما يلي: أنتم هربتم من مكافحة الإرهاب بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتموها. اتركونا في السلطة لكي نحمل العلويين هذه المسؤولية. نحن مستعدون لمحاربة الإرهاب حتى آخر علوي في سورية.

هذه باختصار هي الصفقة التي عرضتها عائلة الأسد على الدول الغربية. عائلة الأسد كانت تريد من الدول الغربية أن تدعمها في الحرب ضد الإرهاب. ولكن من الذي سيحارب الإرهاب؟ لا أظن أن عائلة الأسد بذاتها هي التي ستحارب الإرهاب. من سيحارب الإرهاب هم المواطنون العلويون.

عائلة الأسد هي مستعدة للتضحية بكل العلويين لكي تبقى في السلطة.

ولكن هل سيقبل العلويون بهذا الأمر؟

لا أظن ذلك. لا بد أن العلويين سيستيقظون في النهاية وسيدركون حقيقة الحرب التي زجتهم بها عائلة الأسد.

هذه الحرب هي ليست حربا وطنية، وهي ليست حتى حربا لمصلحة العلويين. هي مجرد حرب لإبقاء عائلة الأسد متربعة على عرش دمشق.

أنا لا أنكر أن إيران وحزب الله هم صادقون وجادون في مقاومتهم لإسرائيل، ولكن المشكلة هي أن سورية سقطت وانتهت. العلويون لوحدهم لا يمكنهم أن يسندوا محور المقاومة إلى ما لا نهاية، وحتى إيران لا يمكنها أن تتحمل تكاليف ما يحدث في سورية إلى ما لا نهاية.

مشروع المقاومة هو مشروع جميل وممتاز، ولكن المشكلة هي أن هذا المشروع تحول إلى مشروع نظري. سورية على أرض الواقع لم تعد مؤهلة لمقاومة إسرائيل.

ما يحدث في سورية الآن هو ليس مقاومة ضد إسرائيل ولكنه حرب ضد الإرهاب الدولي المدعوم من ملايين المسلمين السنة.

كثير من المسلمين السنة صاروا الآن في حالة تحالف واقعي مع إسرائيل، وحتى لو فرضنا أنهم ليسوا متحالفين مع إسرائيل فمن الواضح أنهم لا يعيرون أية أهمية لقضية مقاومة إسرائيل. من يتحدث الآن عن مقاومة إسرائيل هو يسبح عكس تيار الأمة الإسلامية السنية. من يريد أن يحارب إسرائيل صار مضطرا لمحاربة الأمة الإسلامية السنية قبل أن يصل إلى إسرائيل.

فكرة مقاومة إسرائيل لم تعد فكرة قابلة للتطبيق عمليا. هي أصبحت مجرد طرح نظري نخبوي لا علاقة له بما يجري في الواقع.

الحرب الدائرة في سورية لم تعد حربا لأجل المقاومة، ولكنها باتت حربا للحفاظ على حكم عائلة الأسد.

العلويون في سورية ما زالوا في وضع جيد نسبيا، وهم ما زالوا يستطيعون أن يخرجوا بصفقة مشرفة لو أنهم نجحوا في التملص من ربقة عائلة الأسد.

العلويون يستطيعون بسهولة بالغة أن ينشؤوا إقليما فدراليا. مقومات هذا الإقليم هي موجودة على أرض الواقع. أنا متأكد من أن الأميركان سيرحبون بهذا المقترح وليس فقط الروس.

الحل الواقعي الوحيد للأزمة السورية هو كما يلي:

  • رحيل عائلة الأسد
  • رسم خطوط تماس وإعلان وقف لإطلاق النار (أميركا ستضغط على العصابات المسلحة التابعة لها لكي تلتزم)
  • تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات بهدف مراقبة وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب في سورية

 

هذا هو الحل الوحيد للأزمة السورية. أي حل آخر هو مجرد كلام فارغ.

عائلة الأسد تحاول الآن أن تغزو عسكريا المناطق التي خرجت عن سيطرتها. هي تعتقد أن هذا هو الحل الذي سينهي النزاع.

عائلة الأسد تريد أن تغزو ملايين الناس وأن تخضعهم لسلطتها بقوة السلاح. هل هذا الأمر هو ممكن التطبيق عمليا؟

هذا الأمر ربما يكون قابلا للتطبيق في أماكن أخرى، ولكنني لا أظن أنه يمكن أن ينجح في الكيان السوري.

الكيان السوري لا يملك المؤهلات التي تسمح بإنجاح هكذا مشروع طموح جدا، وعائلة الأسد بالذات لا تملك المؤهلات القيادية والإدارية والسياسية التي تسمح بإنجاح هكذا مشروع.

عائلة الأسد تحاول أن تنفذ مشروعا يفوق بكثير قدراتها وإمكاناتها، ولكن هذه العائلة لا تفهم ذلك.

هل انتصار عائلة الأسد يخدم العلويين؟

 

أنا لدي قناعة بأن مجتمع العلويين في سورية هو أكثر مجتمع قابل للتطور في الشرق الأوسط بأسره.

العلويون هم الطائفة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تعرف التعصب والتزمت الديني.

كل الطوائف الأخرى (الإسلامية والمسيحية واليهودية والدرزية إلخ) هي مصابة بداء التعصب والتزمت الديني.

التعصب والتزمت الديني هو من أهم الأسباب المعيقة للتطور. النهضة الأوروبية الحديثة لم تحدث إلا بعدما تخلصت أوروبا من هيمنة المتعصبين الدينيين.

المجتمع العلوي هو من هذه الناحية في وضعية أفضل من بقية مجتمعات الشرق الأوسط. هذا المجتمع هو قابل للتطور بسرعة.

مشكلة العلويين هي غياب القيادة الرشيدة.

العلويون وقعوا ضحية لعائلة الأسد وأطماعها الضيقة جدا.

هذه العائلة دمرت العلويين ومنعتهم من التطور.

لو كان هناك اهتمام بالتعليم والبحث العلمي في مجتمع العلويين فأنا متأكد من أنهم سيتفوقون على غيرهم وسينجحون في بناء مجتمع متقدم.

هم يستطيعون أن يبنوا ديمقراطية شبيهة بالديمقراطيات الغربية. حسب علمي فإن التيارات الدينية المتعصبة هي ليست ناشطة سياسيا في مجتمع العلويين.

طالما أن التيارات الدينية المتعصبة هي ليست موجودة فما هو السبب الذي يعيق الديمقراطية؟

لا يوجد سبب قوي يعيق الديمقراطية في مجتمع العلويين. المطلوب فقط هو ممارسة الديمقراطية لفترة من الزمن والتخلص من ثقافة العبودية التي زرعتها عائلة الأسد في هذا المجتمع.

لو أقيم إقليم فدرالي في الساحل فأنا أتوقع لهذا الإقليم مستقبلا باهرا. المهم فقط هو أن تكون قيادة الإقليم واعية ومنفتحة وليست على غرار عائلة الأسد.

بقاء حكم عائلة الأسد لن يفيد العلويين في شيء. هذه العائلة ستستمر في نفس سياساتها السابقة التي أدت لتهميش العلويين وزرعت في مناطقهم الفقر والجهل والتخلف.

مشكلة العلويين هي أنهم لا يفهمون أنهم مهمشون. هم يظنون أن الوظائف الحكومية التي منحتها عائلة الأسد لهم هي شيء عظيم وذو قيمة.

العلويون في سورية هم الضحية الأكبر

بعض الناس يلومون العلويين على ما حصل في سورية. هل العلويون يستحقون اللوم بالفعل؟

ما الذي كان مطلوبا من العلويين أن يفعلوه؟

مجتمع العلويين في سورية يعيش تحت قبضة أمنية خانقة جدا تفوق ما هو موجود في أي مجتمع آخر.

من عاشوا في سورية يعرفون هذا الأمر. النظام السوري يبطش بمعارضيه العلويين على نحو يفوق بطشه ببقية المعارضين.

مثلا النظام السوري كان قبل الثورة السورية يتساهل ويتسامح مع الإرهابيين الوهابيين، ولكنه كان يبطش دون هوادة بأي مواطن علوي يبدي نقدا للنظام.

المواطن العلوي في سورية كان يتعرض للتنكيل بمجرد أن ينتقد النظام السوري كلاميا.

مثلا الموظف العلوي كان يتم فصله من وظيفته في حال تفوه بكلام نقدي للنظام.

النظام لم يكن يكتفي بفصل المعارضين العلويين من وظائفهم وسجنهم والتنكيل بهم وبأسرهم، ولكن شبيحة النظام كانوا يقومون أيضا بتحريض الجمهور العلوي ضدهم.

شبيحة النظام كانوا يتهمون أي معارض علوي بأنه عميل للإسلاميين الإرهابيين.

هذه التهمة هي تهمة خطيرة جدا في المجتمع العلوي. الإسلاميون الإرهابيون هم معادون بالمطلق للعلويين، وفي حال كان هناك علوي يساعد الإسلاميين فلا بد أنه خائن متبرئ من انتمائه العلوي. لهذا السبب اتهام شخص علوي بأنه متعاون مع الإسلاميين يعني عمليا نبذه من طائفته وتجريده من هويته.

هكذا كان النظام يتعامل مع المعارضين العلويين. هو لم يكن يكتفي بالتنكيل بهم ولكنه كان “يطردهم” من الطائفة العلوية. كل علوي ينتقد النظام هو عميل للإسلاميين، أي أنه خائن وليس علويا.

طبعا الأمور لم تكن بالضرورة تطرح بهذه العبارات، ولكن هذا هو مضمون ممارسات النظام.

شبيحة النظام السوري يتواجدون بكثرة في صفوف العلويين. من يعيش في المجتمع العلوي سوف يجد صعوبة بالغة في انتقاد النظام لأن الشبيحة موجودون في كل مكان حوله. لهذا السبب هو سيظل خائفا وسيتجنب إبداء أي معارضة أو نقد خوفا من التعرض للتنكيل والنبذ.

كيف يمكن للمعارضة أن تنشأ في هكذا مجتمع؟ هذا أمر مستحيل.

لا يمكن في ظل مثل هذه الظروف أن ينشأ تيار معارض للنظام.

عندما اندلعت الثورة السورية كان العلويون أمام خيارين، إما دعم النظام السوري أو تركه ينهار.

من غير المعقول أن يترك العلويون النظام ينهار. لو انهار النظام فهذا كان سيفتح المجال أمام الإسلاميين الإرهابيين للانقضاض.

الموقف الذي اتخذه العلويون في الثورة السورية هو موقف طبيعي وصحيح. صحيح أن النظام السوري هو نظام قمعي فاسد، ولكن انهيار النظام هو خطر وجودي على العلويين. لا يمكن لأي علوي يحترم نفسه أن يسمح بانهيار النظام.

العلويون أحسنوا صنعا عندما دعموا النظام، لأن انهيار النظام كان سيمثل خطرا بالغا عليهم وعلى غيرهم.

دعم العلويين للنظام السوري لا يعني أن هذا النظام يعبر عنهم أو يمثلهم.

النظام السوري يحمي العلويين، ولكنه لا يمثل العلويين.

لكي يكون النظام ممثلا للعلويين لا بد أن يكون هذا النظام منتخبا من العلويين. متى انتخب العلويون هذا النظام؟

هل العلويون هم الذين قرروا إيصال عائلة الأسد إلى السلطة؟

عائلة الأسد لم تصل إلى السلطة باختيار العلويين. هذه العائلة فرضت نفسها عليهم وعلى غيرهم.

صحيح أن العلويين دعموا هذه العائلة، ولكنها رغم ذلك لا تمثلهم.

العلويون يدعمون عائلة الأسد لأنهم لا يملكون بديلا آخر. لو توقفوا عن دعمها فهذا سيوصلهم إلى كارثة.

نظام الأسد لم يحقق للعلويين أي شيء مفيد.

العلويون تاريخيا هم أقلية مهمشة في سورية. لو كان نظام الأسد يسعى لإفادة العلويين لكان سعى لتعزيز اللامركزية الإدارية في سورية. المستفيد الأكبر من اللامركزية الإدارية هم الأقليات المهمشة. من العجيب أن النظام الحامي للأقليات لم يحقق أي إنجاز على صعيد اللامركزية الإدارية.

الأقليات الدينية تستفيد من العلمانية والديمقراطية. ما هي إنجازات نظام الأسد على صعيد العلمانية والديمقراطية؟

أحداث الثورة السورية كشفت أن النظام السوري حول سورية إلى أفغانستان (بمعنى أن المجتمع السوري يخلو إلى حد كبير من قيم العلمانية والديمقراطية).

الأقليات المهمشة تستفيد من التنمية الاقتصادية. ما هي التنمية الاقتصادية التي حققها نظام الأسد في مناطق العلويين؟ كم هو حجم الناتج المحلي الإجمالي في مناطق العلويين؟

أتمنى أن يقوم شخص ما بحساب الناتج المحلي الإجمالي في مناطق العلويين. أنا واثق من أن الرقم هو ضئيل جدا ولا يمثل شيئا يذكر من حجم الاقتصاد السوري.

نظام الأسد لم يحقق أي شيء مفيد للعلويين. لهذا السبب أنا كنت وما زلت أرفض تصنيف هذا النظام على أنه نظام علوي. هذا النظام هو مجرد استمرار للنظام الدمشقي الذي أسس في أربعينات القرن العشرين. هذا النظام سعى لتكديس السلطة والثروة في مدينة دمشق. هو أحضر بعض المهاجرين العلويين من الساحل وأسكنهم في دمشق وغيرها من المدن الداخلية، ولكن ما هي الفائدة من ذلك؟ ما هي الفائدة من استقدام العلويين نحو دمشق وغيرها؟ هل تهجير الناس من مناطقهم هو شيء جيد؟

لو كان النظام حريصا على العلويين لكان عمل على تنمية مناطق العلويين وتعزيز صلاحياتها الإدارية.

أنا أستغرب كيف يصف بعض الكتاب الغربيين النظام السوري بأنه نظام علوي. النظام السوري هو مدعوم من العلويين، ولكنه ليس علويا ولا علاقة لة بالعلويين. هذا النظام همش مناطق العلويين ولم يحقق لها أي شيء.

أكبر جريمة ارتكبها النظام بحق العلويين هي أنه حولهم إلى خشب محرقة في الحرب ضد الإرهاب العالمي.

أميركا والدول الأوروبية عجزوا عن استئصال الإرهاب الوهابي من أفغانستان والعراق واليمن والصومال إلخ. لهذا السبب هم غيروا استراتيجيتهم في التعامل مع الإرهاب الوهابي وباتوا يسعون لإلهاء الإرهابيين الوهابيين بدلا من المواجهة المباشرة معهم.

أميركا عملت خلال السنوات الماضية على اختراق الإرهاب الوهابي وقامت بتوجيهه لكي يصطدم مع إيران والعراق وسورية وحزب الله.

حاليا الإرهابيون الوهابيون لم يعودوا يستهدفون أميركا وحلفاءها ولكنهم باتوا مشغولين باستهداف المحور المناوئ لأميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط.

أميركا استصعبت المواجهة المباشرة مع الوهابيين. الأميركان حاولوا أن يهزموا الإرهاب الوهابي بالقوة العسكرية ولكنهم وجدوا أن هذا المسعى عبثي ومكلف. لهذا السبب الأميركان لجؤوا إلى أسلوب الاحتيال في التعامل مع الإرهاب الوهابي. هم استخدموا الإعلام السعودي والقطري بهدف توجيه الإرهاب الوهابي نحو إيران والعراق وسورية ولبنان.

الغريب هو أن نظام الأسد يريد من العلويين في سورية أن يقوموا بالمهمة التي عجزت أميركا عنها.

هو يريد من العلويين السوريين أن يحاربوا الإرهابيين الوهابيين القادمين من جميع أصقاع الأرض.

هل هذا معقول؟

أنا لا أفهم كيف ورط الأسد العلويين في هكذا حرب جنونية.

والعجيب أنه هو نفسه علوي.

هو لم ير مشكلة في توريط طائفته في هكذا حرب جنونية بامتياز.

لو كان نظام الأسد حريصا على العلويين لما كان ضحى بهم في هكذا حرب عبثية.

الإرهاب الوهابي هو آفة عالمية. لماذا يجب على العلويين في سورية أن يتحملوا كلفة استئصال هذه الآفة؟

شيء غريب وغير مفهوم على الإطلاق.

الأسد قرر أنه مستعد للتضحية بكل شيء في سبيل الاحتفاظ بكرسي الرئاسة.

هو مستعد للتضحية بأرواح عشرات ومئات آلاف العلويين.

هو مستعد للتضحية بالسلاح الكيماوي.

هو مستعد لهدم حلب القديمة.

هو مستعد لأي شيء يمكن أن نتخيله، ما عدا التنحي عن منصبه.

هذا نفس موقف القذافي قبل مقتله.

القذافي كان يقول أنه مستعد للتنازل عن كل شيء ما عدا الاستقالة من منصبه.

مصلحة العلويين في سورية

شبيحة بشار الأسد يزعمون أن ما يقوم به ينقذ العلويين في سورية، ولكن هل هذا صحيح؟

لا أظن أن عقلاء العلويين يصدقون ذلك.

بشار الأسد حول العلويين إلى حطب محرقة في الحرب العبثية الدائرة في سورية.

العلويون هم أقلية مسالمة مسكينة. أنا أعرف نفسية العلويين وأعرف أنهم أبعد الناس عن التعصب والحقد.

العلويون هم أكثر أقلية مسالمة في سورية، بل وربما في المنطقة بأسرها. العلويون لا يفكرون في إبادة غيرهم كما يفكر الوهابيون، ولا يفكرون في فرض دينهم على الآخرين كما يفكر المسلمون السنة، ولا يحملون أحقادا دينية متوارثة كما هو حال الشيعة الجعفريين، وليسوا مترفعين متكبرين كما هو حال المسيحيين، وليسوا ذوي عقلية عشائرية متعصبة كما هو حال الدروز، وليسوا انعزاليين عنصريين كما هو حال اليهود الصهاينة.

العلوي هو إنسان بسيط طيب القلب. هو لا يكره أحدا ولا يريد شيئا من أحد. هو فقط يريد أن يعيش بسلام.

هذه هي حقيقة العلويين في سورية. هل هذا الشعب يستحق ما يحصل له الآن؟

هل وظيفة العلويين هي محاربة الإرهابيين الوهابيين الذين أرسلهم الأميركان من جميع أصقاع الأرض إلى سورية لاستنزاف الشباب العلوي؟

لماذا يموت العلويون في هذه الحرب الكونية ضد الإرهاب الوهابي؟ هل مكافحة الإرهاب هي وظيفة العلويين لوحدهم؟

ما هو الهدف النهائي لهذه الحرب؟ ما الذي يريد بشار الأسد أن يصل إليه؟

الهدف الذي يسعى بشار الأسد للوصول إليه هو هدف أحمق لا يحقق أية مصلحة للعلويين.

بشار الأسد يريد إعادة إنتاج نفس النظام الذي أنتج هذه الحرب المهلكة.

إذا لم يفن العلويون في هذه الحرب فإنهم سيفنون في الحرب القادمة التي سيقودها ابن بشار الأسد.

يجب على عقلاء العلويين أن يضعوا حدا لهذا الجنون.

يجب على بشار الأسد أن يتنحى عن السلطة في إطار تسوية تحمي العلويين وتحفظ مصالحهم المستقبلية.

هناك أمور يجب على العلويين أن يطالبوا بها في التسوية، ومن لا يطالب بهذه الأمور هو حتما لا يبحث عن مصلحة العلويين ولكنه يبحث عن مصلحة عائلة الأسد الفاسدة.

أهم أمر يجب أن يطالب به العلويون هو الفدرالية. هذا مطلب عادي جدا. بالأمس قرر مؤتمر الحوار اليمني اعتماد الفدرالية كحل لمشكلة اليمن. مشكلة اليمن هي أقل خطورة من المشكلة السورية. الانقسام في اليمن هو ليس دينيا ولكنه انقسام مناطقي. في سورية هناك مشكلة مزدوجة مناطقية-دينية (وهناك أيضا المشكلة الإثنية لدى الأكراد). اعتماد الفدرالية في سورية هو أكثر إلحاحا من اعتمادها في اليمن.

المطلب الثاني الذي يجب أن يطالب به العلويون هو مجيء القوات الدولية التي تحدث عنها جون كيري. صحيح أن هذه القوات لن توقف الإرهاب الوهابي، ولكنها ستقلل من حدة المواجهات مع المعارضين السوريين. هناك قسم من المعارضين السوريين يدين بالولاء لأميركا، وهذا القسم سوف يتوقف عن استهداف العلويين في حال جاءت قوات دولية.

المطلب الثالث الذي يجب أن يطالب به العلويون هو منع تطهيرهم من الجيش وأجهزة الأمن. العلويون يجب أن يحتفظوا بتواجدهم المهم في الجيش وأجهزة الأمن. هذا المطلب مهم لمنع الإرهاب الوهابي من اختراق الدولة ومؤسساتها. أنا أظن أن الأميركان هم مستعدون لإبقاء نفوذ العلويين في الجيش وأجهزة الأمن (ولكن طبعا يجب إجراء إعادة تأهيل لأجهزة الأمن لكي تعمل وفق طرق وأساليب علمية عصرية وليس وفق طرق وأساليب عبثية مأخوذة من تراث القرون الوسطى).

كان الأشرف لبشار الأسد لو أنه تنحى عن السلطة في عام 2012 قبل أن يتورط في التنازلات والصفقات الخيانية مع إسرائيل. أنا كنت معجبا به في بداية الأزمة ولكنه الآن سقط من عيني وصرت لا أرى فرقا بينه وبين القذافي.

جنون السلطة هو الذي أوصله إلى هذا المصير. في عام 2012 كان يمكن للأسد أن يتنحى بطريقة مشرفة لا تتضمن أية تنازلات استراتيجية لإسرائيل ولا تتضمن أية تنازلات لآل سعود الوهابيين الإرهابيين.

سورية الآن خسرت أمام إسرائيل وخسرت اقتصادها وخسرت سيادتها، ولكن العلويين ما زال يمكنهم أن يخرجوا بصفقة مشرفة كالصفقة التي وصفتها في الأعلى. لو أصر بشار الأسد على نهجه فهو ربما ينتصر، ولكن انتصاره سيكون انتصارا وهميا خلبيا ولن تكون له أية فائدة استراتيجية بالنسبة للعلويين أو للشعب السوري. هذا الانتصار سيكون شبيها بانتصار صدام حسين بعد حرب 1991.

بشار الأسد يسعى الآن لتحقيق نصر شخصي. ما الذي يهمنا في انتصاره الشخصي؟ نحن يهمنا مستقبل البلد والشعب.

يجب على العلويين أن يسارعوا لحقن دمائهم ومصالحهم. يجب على عقلاء العلويين أن يخاطبوا الأسد وشبيحته لكي يكف عن حربه العبثية ويبدأ بالتفاوض جديا مع الأميركان بهدف التوصل إلى صفقة مشرفة كالصفقة التي وصفتها في الأعلى.

الفدرالية التي نريدها في سورية هي فدرالية حضارية كالفدرالية الموجودة في أميركا، وليس فدرالية تقسيمية كالفدرالية التي صنعتها أميركا في العراق. التقسيم والانعزال يضر العلويين ولا يفيدهم. ما نحتاجه الآن هو تصحيح الخطأ الذي صنعه شكري القوتلي وأتباعه في أربعينات القرن العشرين.

بعض دوائر النظام السوري وبعض علويي الساحل يطالبون بطرد النازحين الحلبيين

حملات تدعو لطرد النازحين من الساحل السوري:

بيروت: «الشرق الأوسط»
تعاني مناطق الساحل السوري التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية من ضغوط اقتصادية واجتماعية كبيرة بسبب تزايد أعداد النازحين الذين فروا إليها هربا من الحرب المشتعلة في محافظات حلب وإدلب. كما يتخوف أبناء الطائفة العلوية من حدوث تحول ديموغرافي لصالح السنة، على اعتبار أن جميع النازحين إلى الساحل هم من الطائفة السنية. ويؤكد ناشطون أن «تدفق رؤوس الأموال الحلبية إلى الساحل وتأسيسهم مشاريع تجارية وصناعية ساهم في تقليص فرص الاستثمار لدى أبناء المدن الساحلية، إضافة إلى ارتفاع جنوني في أسعار العقارات والسلع». الأمر الذي ساهم، بحسب الناشطين إلى بروز ردود فعل سلبية لدى سكان هذه المدن.

وكانت مدينة اللاذقية تعيش في ظل مستوى اقتصادي متواضع قبل بداية الأزمة وتدفق النازحين من حلب وإدلب إليها، بحسب ما يؤكد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية وريفها، عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «سعر إيجار المنزل ارتفع من 15 ألف ليرة سورية (ما يعادل 200 دولار) إلى نحو 65 ألف (800 دولار)».

ويوضح الحسن أن «رجال أعمال وتجارا حلبيين أسسوا مصانع وشركات ومحلات تجارية، الأمر الذي انعكس سلبا على التاجر اللاذقاني». ويملك سكان مدينة حلب تقاليد عريقة في التجارة والصناعة على عكس أهالي الساحل الذين كانوا يعتمدون في اقتصادهم على السياحة وبعض الصناعات البسيطة. وتحدثت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات الرسمية، الشهر الماضي عن عودة 40 صناعيا حلبيا من مصر وباشروا العمل على إقامة منشآت صناعية في المنطقة الحرة البرية في اللاذقية.

وفي حين بلغ عدد النازحين السوريين داخل بلادهم بسبب النزاع المسلح الدائر في سوريا 4.25 مليون شخص، كما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن مدن الساحل التي تشمل اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة تحتضن نحو مليون نازح، وفق تقديرات الناشطين.

وإلى جانب التأثيرات الاقتصادية، فإن سكان المناطق الساحلية الذين يتحدرون بغالبيتهم العظمى من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. يخشون حدوث تحول ديموغرافي لصالح الطائفة السنية في مدنهم. وهو ما دفع أهالي حي الغدير في مدينة طرطوس للاعتراض على قرار رسمي صادر عن محافظ المدينة ينص على ضرورة إسكان 2500 نازح سني في مجمع سكني مخصص لهم.

وأنشأ ناشطون مؤيدون للنظام على موقع التواصل الاجتماعي صفحة بعنوان «معا لطرد النازحين من الساحل السوري» تدعو إلى طرد القادمين إلى اللاذقية وطرطوس من محافظات حلب وإدلب، بحجة أنهم أهالي «الإرهابيين» الذين يقومون بقتل عناصر الجيش النظامي. وقال المشرفون على الصفحة في منشورهم الافتتاحي: «شبابنا ذهبوا لقتال أبناء هؤلاء النازحين الذين يسكنون عندنا ولا نعرف بماذا يخططون؟»، موضحين أن «هؤلاء النازحين هم أهالي المسلحين لذلك يجب أن لا نمنحهم الأمان». وسأل المشرفون عبر منشورهم «في حال حصل هجوم على مناطقنا في اللاذقية وطرطوس ألن يكون هؤلاء بيئة حاضنة ضدنا؟»، مطالبين بـ«طرد جميع النازحين».

واعتبر مسؤولو الصفحة التي يتزايد معجبوها يوميا أن حادثة اعتراض سكان من طرطوس إسكان نازحين في مدينتهم «دليل واضح على فهم اللعبة وأن الناس بدأت تشعر بخطورة هؤلاء». مؤكدين وجود مخطط لخلخلة التوزع الديموغرافي وخلق بيئة حاضنة جاهزة للانقضاض على الساحل في وقت لاحق.

من أحد مواقع المعارضة:

أنشأ ناشطون مؤيدون على موقع التواصل الاجتماعي صفحة تدعو إلى طرد النازحين القادمين إلى الساحل السوري من المدن الساحلية، بحجة أنهم أهالي الإرهابيين الذين يقومون بقتل عناصر الجيش.

و تأتي هذه الدعوات بالتزامن مع الجنون الذي يغشى النظام في حلب، و الذي دفعه إلى إمطارها بالبراميل المتفجرة بعد خسارته الفادحة التي مني بها في ” مشفى الكندي ” الذي حوله ( كسائر المباني الحكومية ) إلى ثكنة عسكرية.

و قال المشرفون على الصفحة في منشورهم الافتتاحي : ” شبابنا وين؟؟؟؟؟ راحو لحتى يقاتلوا أبناء هالعرصات اللي ساكنين عنا وما حدا بيعرف على شو عم يخططو ….. صرت إذا بدي أطلع بسرفيس بكون أنا وشي 2 أو 3 من الساحل والباقي كلن من أهلنا الأدالبة و الحلبية يلي بيتمنولنا الخير !!!!!! يعني هلا إذا صارت هجمة لا سمح الله على طرطوس أو اللاذقية يا ترى ما رح يكون إلن بيئة حاضنة؟؟؟ يتساءل مراقبون لازم نكون أوعى من هيك ونباشر بطرد هالكلاب قبل ما يصير فينا متل غيرنا وساعتها ما عاد ينفع الندم “.

و بعد هذه المقدمة المشبعة بالاحتقار و الطائفية التي تدأب وسائل إعلام النظام على اتهام المعارضين بتذكيتها، قال مشرفو الصفحة أنهم ليسوا طائفيين و لكن ” نحن ببساطة لن نستقبل نازحين في ساحلنا وسنطرد الموجودين .عدرا تشهد وغيرها يشهد . هؤلاء النازحين هم أهالي المسلحين لن نعطي الأمان لمن خان آلاف المرات .. لم لا يسكن هؤلاء في دمشق التي تعج بالمناطق الآمنة ؟ ألأن البيوت في الساحل أرخص ؟ أم إن الخطة هي خلخلة التوزع الديموغرافي وخلق بيئة حاضنة جاهزة للإنقضاض على الساحل في وقت لاحق ” .

و تذخر الصفحة بمنشورات لا تقل حقارة عن ما ذكر في السطور السابقة، في الوقت الذي يزداد فيه عدد معجبي الصفحة يومياً ليصل عدد معجبيها إلى الـ 1000 تقريباً، يعتبر من 700 منهم من المتابعين الفاعلين.

و بالتوازي مع ما ينشر في هذه الصفحة، علم عكس السير أن ” شبيحة ” النظام في حي الغدير بطرطوس اعترضوا على قرار صدر من المحافظ، يوجه فيه إلى إسكان 2500 نازح في مجمع سكني مخصص لهم.

و قال ناشطون في طرطوس إن اللوبي التشبيحي المتصل بقادة التشبيح الكبار في اللاذقية، هددوا بطرد جميع النازحين في طرطوس، ضاربين بقرار المحافظ عرض الحائط.

و لم تدع صفحة ” معاً لطرد النازحين من الساحل السوري ” هذه الحادثة تمر مرور الكرام، فعلق مسؤولو الصفحة قائلين : ” أحيي أهالي حي الغدير بطرطوس لاعتراضهم على قرار المحافظ بإسكان 2500 نازح في مجمع سكني . فهذا دليل على فهمهم ل اللعبة وأن الناس بدأت تشعر بخطورة هؤلاء .طبعا المشروع إلى الآن فشل بغض النظر عن السبب ونتمنى أن لا ينجح .. عاشت سوريا وعاش رجال الجيش العربي السوري الشجعان ونتمنى أن يعم الأمان كل بقعة في أرضنا وأن يبقى الساحل كما كان عصيا” على أولئك الأوغاد “.

الجدير بالذكر أن النازحين الذين توافدوا إلى الساحل ( و معظمهم من حلب )، قاموا بنقلة نوعية على الصعيد التجاري و الصناعي في مدن الساحل السوري، و تحدثت صحيفة الوطن الشهر الماضي عن عودة 40 صناعياً حلبياً من مصر وباشروا العمل على إقامة منشآت صناعية في المنطقة الحرة البرية في اللاذقية، وحسب المصادر فإن هؤلاء الصناعيين قد تعرضت منشآتهم في حلب للتخريب والنهب فنقلوا عملهم إلى مصر.

بالمناسبة أنا قرأت التحذير من النازحين في الساحل لأول مرة في موقع “سيريا ستيبس” المقرب من النظام السوري. هذا الموقع روج “لخطر النازحين في الساحل” قبل أشهر طويلة من حادثة عدرا الأخيرة، وهو استغل حادثة عدرا لإعادة إحياء نفس الخطاب.

هذا الموقع (القريب من دوائر النظام السوري) يروج لطائفية النظام السوري بكل أشكالها (الطائفية العلوية والطائفية الدمشقية والطائفية “الاشتراكية” وطائفية الفساد والمحسوبية)، أي أنه “جمع المجد من أطرافه”.

الإقليم الكردي وتركيا وحلب والساحل

اليوم قال زعيم الأكراد صالح مسلم أنه يريد إقامة إقليم فدرالي للأكراد.

هو يريد ضم عفرين إلى هذا الإقليم، وبالتالي الإقليم سيكون ممتدا على طول الحدود السورية الشمالية.

هذا الأمر من شأنه التأثير على الوضع الكردي في تركيا.

أنا لا أدري إن كان النظام السوري سيجرؤ على شرعنة هذا الإقليم دستوريا، ولكنني أشك في ذلك.

الإقليم الكردي بالحدود التي أعلن عنها صالح مسلم هو غير منطقي ولا يمكن أن يستمر لفترة طويلة. هذا الإقليم هو أشبه بشريط عازل يمتد على طول الحدود السورية الشمالية. كيف يمكن لهذا الإقليم أن يعيش؟ وكيف يمكن لبقية السوريين أن يقبلوا به؟

هذا الإقليم هو ليس جديا، ولكن الفائدة منه الآن هي تحفيز أكراد تركيا على المطالبة بإقليم مماثل.

أنا شخصيا لا أرى مشكلة في إقامة إقليم كردي في الحسكة، ولكن مد حدود الإقليم حتى عفرين هو أمر جنوني وغير واقعي على الإطلاق.

فكرة الإقليم الكردي هي مفيدة لحلب من الناحية الاستراتيجية، لأن الحلبيين سوف يتخذون من الإقليم الكردي ذريعة للمطالبة بإقليم مماثل في حلب.

إذا قام الإقليم الحلبي فهو يجب أن يكون ثنائي القومية (عربي-كردي)، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لضم عفرين أو غيرها إلى إقليم الحسكة.

من الممكن أن تكون عفرين منطقة حكم ذاتي كردي ضمن الإقليم الحلبي.

هذه الأفكار هي واقعية ومفيدة للأكراد أكثر من فكرة إلحاق عفرين بالحسكة.

طبعا من الممكن أيضا أن يستفيد سكان منطقة الساحل من هذا النموذج للمطالبة بإقامة إقليم في الساحل.

أنا لا أرى مشكلة في إقامة إقليم في الساحل. أصلا إلغاء الإقليم الساحلي في أربعينات القرن العشرين كان من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها حكام سورية آنذاك.

إلغاء الإقليم الساحلي ولد شعورا بالمظلومية لدى العلويين، وهذا الشعور بالمظلومية لدى العلويين ساهم في خلق الاضطرابات السياسية التي حصلت في زمن حكم البعث.

السنة المحافظون في سورية لا يحترمون حقوق العلويين ولا يريدون أن يعيشوا مع العلويين بمساواة. في مثل هذا الوضع فكرة الحكم الذاتي في منطقة الساحل هي فكرة جيدة وليست سيئة.

تسليط المتعصبين من السنة على العلويين هو فكرة هرائية لا يمكن أن تحصل ولا يجب أن تحصل.

اللامركزية هي حل جيد في سورية. هي أفضل من استمرار القتل والتدمير.

إقامة دولة مركزية قوية في سورية هو أمر لا يتناسب مع عقلية السنة المحافظين. حتى الفكر الوطني لا يتناسب مع عقلية هؤلاء.

هؤلاء يجب أن يحاصروا داخل حظيرة محاطة بأسوار ويجب أن يبقوا داخلها إلى أن يتطورا ويتحولوا إلى بشر.

أنا لا أحب الحديث بهذه الطريقة، ولكننا بصراحة رأينا من هؤلاء المتعصبين ما يعجز العقل عن تصديقه. هم أحرقوا الأخضر واليابس وارتكبوا كل أنواع الموبقات التي يمكن للعقل أن يتخيلها.

شجار في القرداحة يلهب مخيلة داعمي الثورة السورية

أفردت صحيفة الشرق الأوسط الناطقة بلسان عائلة سعود الحاكمة في الجزيرة العربية مساحة واسعة من صفحتها الأولى للحديث عما حدث في القرداحة، ومن قراءة الكم الكبير من الروايات التي أوردتها الصحيفة يتضح أن القصة لم تكن إلا مجرد شجار حول قضية شخصية، ولكن رعاة الثورة السورية حولوها إلى انتفاضة ضد الشبيحة وبشار الأسد وإلى “التطور الأهم في تاريخ الثورة السورية” حسب وصف صحيفة الشرق الأوسط.

تصدع في القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد وأنباء عن مقتل زعيم الشبيحة

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب
تواردت أنباء من القرداحة في اللاذقية مسقط عائلة الأسد الحاكمة في سوريا عن مقتل زعيم الشبيحة محمد الأسد الملقب بـ«شيخ الجبل» في شجار نشب بين زعيم شبيحة آل الأسد وأبناء عائلات علوية راقية آل عثمان والخير، تطور إلى تبادل إطلاق نار أسفر عن سقوط خمسة قتلى من آل عثمان بالإضافة لشيخ الجبل.

وتعددت الروايات حول السبب الحقيقي للخلاف، ومن أبرز الروايات التي نقلها موقع «كلنا شركاء» الإلكتروني المعارض عن مصادر في القرداحة التي تعد حصن عائلة الأسد المنيع أن «أشخاصا من عائلة الخير – التي ينتمي لها المعارض السوري البارز والمعتقل لدى النظام عبد العزيز الخير – وعائلة عثمان وعبود كانوا يتناقشون في أحد مقاهي المدينة بوجود أشخاص من عائلة الأسد وشاليش (أخوال الرئيس حافظ الأسد)، ووجه آل الخير نقدا حادا للرئيس بشار الأسد وربطه مصير طائفته بمصيره، مع الإشارة إلى أن آل الخير من العائلات العلوية المرموقة دينيا وثقافيا واجتماعيا في الطائفة، قبل أن تتعرض للتهميش في عصر الأسد الأب.

أما محمد الأسد، زعيم الشبيحة الذي يعتقد أنه لقي حتفه، فيعتبر المؤسس الرئيسي لما يسمى بمنظمة الشبيحة والمتبرع الرئيس مع رامي مخلوف ومحمد حمشو وآخرين في تقديم الدعم والتمويل المادي والمعنوي لهذه المنظمة.

وقال «كلنا شركاء» إن أجهزة الأمن أغلقت الطرق المؤدية إلى القرداحة بعد نشوب قتال بين عائلات آل الخير وآل عثمان والعبود وبين أقرباء بشار الأسد أول من أمس الأحد.

وعلى صفحات موقع «فيس بوك» كتب عدد من الناشطين والمثقفين العلويين معلوماتهم عما يجري في منطقتهم، حيث أكد الإعلامي والناشط العلوي المعروف وحيد صقر صحة تلك الأنباء وقال أمس «تواترت أخبار مفادها اشتعال القرداحة من البارحة، آل الخير وآل عثمان وآل عبود وآل شاليش في قتال عنيف مع أقرباء بشار لأن واحدا من عائلة الخير قال (يحل عنا بقا شو ناطر بشار.. ناطر يقتلونا بنص ضيعتنا) فسمعه محمد الأسد شيخ الجبل فجن جنونه وأشهر مسدسه وفتح قنبلة وبسرعة أطلقوا النار عليه مما أدى إلى انفجار القنبلة به وإصابته إصابة خطيرة جدا وبدأت العائلات بإطلاق النار على بعضهم».

وأكد صقر أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى إثر مصرع ما يدعى زعيم الشبيحة الأول وقال إنه مسؤول عن هذه المعلومات مسؤولية خاصة، طالبا نشرها.

وكانت الكاتبة العلوية المعارضة سمر يزبك أول من أكد سقوط قتلى في القرداحة متهمة الشبيحة بقتل خمسة من أقاربهن حيث كتبت على صفحتها «شبيحة محمد الأسد قتلوا خمسة من أقربائي من بيت عثمان في القرداحة، بدي أسمع رأي السيد وليد عثمان، والد زوجة رامي مخلوف بموت أبناء عمومته، على يد الشبيحة، الذين يمولهم مخلوف وأشباهه». ووليد عثمان الذي سبق وشغل منصب محافظ درعا يشغل حاليا موقع سفير سوريا لدى رومانيا ومتهم من قبل المعارضة بعمليات تهريب أموال رموز نظام عائلة الأسد الحاكمة إلى رومانيا منذ بدء الثورة. ولم تأت سمر يزبك على ذكر تفاصيل الشجار الذي حصل، حيث نفت مصادر أخرى من ناشطين في الثورة أن يكون السبب توجيه انتقاد للرئيس بشار الأسد، وقال ناشط في مدينة اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»: «القصة كما تم تداولها فيها الكثير من التضخيم. حصل اشتباك مسلح بين الشبيحة لكن ليس على خلفية الثورة ورفض سياسة النظام في التعامل مع الأزمة» وأضاف الناشط الذي رفض الكشف عن اسمه أن «الاشتباك لا علاقة له بالثورة وما حصل هو مشاجرة بين محمد الأسد وصخر عثمان نتيجة خلاف شخصي، من نوع الخلافات التي تحصل عادة بين الشبيحة، فأشهر محمد الأسد سلاحه وبدأ بإطلاق النار بالهواء بالقرب من مقهى الخير، فرد عليه صخر عثمان بإطلاق الرصاص المباشر وأصابه بثلاث رصاصات واحدة بصدره ولأخرى في اليد والأخيرة في الظهر، بعدها نشب اشتباك بين شبيحة شيخ الجبل وعائلة عثمان استمر نحو نصف ساعة، وتدخل على الفور عناصر من الفرقة الرابعة في الجيش موجودون في القرداحة لفض الاشتباك واحتواء الأزمة وأسفرت الاشتباكات عن مقتل واحد من الشبيحة وإصابة أربعة آخرين وإصابة محمد الأسد إصابة خطيرة جدا والأرجح أنه قتل كما أصيب كل من علي – وكفاح – وصخر عثمان وتم نقلهم إلى مشفى عثمان الجراحي في اللاذقية» وأكد الناشط أنه لم يكن هناك أي تدخل من عائلتي الخير وعبود.

وتتقاطع هذه الشهادة إلى حد ما مع ما نقلته الناشطة العلوية المعروفة خولة دنيا عن أحد معارفها في اللاذقية حيث أخبرها أن «السبب كان وجود احتقان في القرداحة من تصرفات زعيم الشبيحة، على خلفية قيام شبيح من آل الأسد بقتل موظف حكومي صغير في إحدى الدوائر الرسمية رفض أن يوقع له معاملة، حيث أرداه قتيلا بعد عودته لمنزله وبحضور زوجته وأولاده وعلى مرأى من حاجز للجيش. ولم يجرؤ أحد على التدخل، ويوم السبت وعندما حصلت ملاسنة بين شيخ الجبل وشباب كانوا في مقهى الخير لأسباب غير معروفة قام شيخ الجبل بإطلاق النار كما اعتاد طيلة حياته، فرد عليه شاب من بيت عثمان مدافعا عن أصدقائه، وتجمع أهالي المنطقة والدولة بمخابراتها.. لفض المشكلة سلميا ولفلفتها».

ويشار إلى أن مدينة القرداحة وبحسب معلومات من السكان تحولت إلى منطقة محمية مغلقة حيث تم تطويقها بحواجز أمنية على جميع مداخلها وكل من يدخلها من غير أبنائها يسأل عن وجهته، بالإضافة إلى زرع شبكة من كاميرات المراقبة، كما يرابط فيها عشرات من الشبيحة يتولون عملية حمايتها تحسبا لأي هجوم من القرى السنية المجاورة والتي تتعرض للقصف الشديد من قبل قوات النظام، وإلى جانب هؤلاء هناك نحو مائتا جندي من الحرس الجمهوري من الفرقة الرابعة متمركزين بشكل دائم. ويقومون بحراسة مسجد «ناعسة»، والدة الرئيس حافظ الأسد، وحراسة قبري الأسد الأب ونجله باسل بعد تهديدات من الثوار بتخريب تلك الأماكن.

وأثارت أنباء الاشتباكات بين شبيحة الأسد والعائلات العلوية العريقة قصص العداء التاريخي بين حافظ الأسد وأبناء تلك العائلات ونشرت (تنسيقية الثورة السورية في القرداحة) قصة قيام الرئيس السابق حافظ الأسد عام 1979 بإعدام الشاعر حسن الخير، البعثي من القرداحة، بعد كتابته قصيدة هجاء لاذعة لحكم البعث بقيادة حافظ وانتشار الفساد المالي والأخلاقي، ووسمهم بالعصابات.

ولم يسمع الكثير عن حسن الخيّر بسبب التعتيم الذي فرض على قصته وقصيدته وبسبب الحساسية التي يسببها لعائلة الأسد كونه ينتمي إلى إحدى أكبر العائلات في مدينة القرداحة.

وكانت محطة «سكاي نيوز» الإخبارية أفادت أن مظاهرات خرجت ليل الأحد/ الاثنين في القرداحة تطالب برحيل الأسد عن السلطة، وأن هذه المظاهرات جاءت عقب اشتباكات في القرداحة بين عائلات تنتمي لبيت الأسد، وأخرى كانت تحتج على تدهور الأوضاع في سوريا، واعتقال عبد العزيز الخير، المعارض السوري، وأحد أبناء المنطقة.

وبدوره، قال نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، إن «حالة الغضب بدأت تجتاح الطائفة العلوية احتجاجا على سلوك بشار الأسد وتمسكه بالكرسي». وأكد الكردي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «مظاهرات فعلية بدأت تشق ساحات القرداحة مسقط رأس بشار الأسد وتطالبه بالرحيل وترفض أن تدفع الطائفة العلوية ثمن مغامراته للبقاء في السلطة». وردا على سؤال عمّا إذا كان امتداد الاحتجاجات إلى المناطق العلوية مؤشرا على محاصرة الأسد، وإفشالا لما يحكى عن إنشاء كونتون علوي على الساحل السوري إذا ما سقطت دمشق وحلب بيد الجيش الحر، قال الكردي «قبل بدء الثورة كان زملائي الضباط بنسبة 90 في المائة من العلويين، بحكم أنني ابن المنطقة الساحلية وكانت خدمتي في سلاح البحرية، وكان الضباط العلويون ينتقدون النظام بشدة، أما الآن فبدأوا يشعرون أن هذا النظام يقودهم إلى الهلاك وإلى كارثة هم بغنى عنها، وأن سلوك الأسد وحاشيته يزجهم بصدام طائفي».

أما عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان فتحدث عن «معلومات عن نقمة واسعة في صفوف الطائفة العلوية حيال جرائم بشار الأسد وجماعاته». وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التقيت بأحد النافذين من أبناء الطائفة العلوية، الذي نقل صورة عن أسباب النقمة العلوية، وأهمها الخسائر الكبيرة في الأرواح، وأكد لنا أن أي شخص من هذه الطائفة يرفض تنفيذ أوامر النظام يقتل فورا». ولفت الغضبان إلى أن «المعارضة السورية والمجلس الوطني يراهنون منذ بداية الثورة على تحرك الطائفة العلوية الكريمة لوضع حد للمأساة التي يتعرض لها الشعب السوري». مؤكدا أن «الطائفة العلوية كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من النسيج السوري، وخاصة العسكريين منها».

القرداحة.. عرين سلالة الأسد وشبيحة النظام

بيروت: ليال أبو رحال
للمرة الأولى منذ أكثر من 18 شهرا يتقدم اسم مدينة القرداحة العلوية، مسقط رأس عائلة الأسد، إلى صدارة المشهد السوري، بعد اشتباكات وقعت في المدينة نتيجة خلاف بين عائلات علوية وصفه بعض الناشطين بأنه «خلاف بين الشبيحة»، بينما قال آخرون إنه «التطور الأهم في تاريخ الثورة السورية».

وتتبع القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد وعدد كبير من العائلات العلوية، لمحافظة اللاذقية إداريا، وهي محافظة تقع غرب سوريا تطل على البحر الأبيض المتوسط وأكثر من نصف سكانها من العلويين.

وتعتبر القرداحة الركيزة القوية والرئيسية لنظام الأسد، وبها بقية عائلته التي توصف بـ«البطش والقسوة»، حيث يعتبر ابن عم الرئيس السوري محمد الأسد المعروف في المنطقة بلقب «شيخ الجبل»، قائد الشبيحة في سوريا. ويقول أحد الناشطين الميدانيين في تنسيقيات الثورة السورية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تسمية الشبيحة نسبة إلى محمد الأسد الذي كان يقود مجموعة اشتهرت بسرقة سيارات (المرسيدس) من نوع (شبح)، وتحديدا من لبنان».

وتتميز القرداحة بطبيعتها الجبلية الخلابة وبأشجار الصنوبر المحيطة بها، لكن كونها منطقة علوية صرفا (تتحدر منها عائلات مسيحية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة) وتحدر عائلة الأسد منها، جعلها منطقة مغلقة لا يقصدها إلا أبناؤها العلويون. وبحسب ناشطين في اللاذقية، فإن غالبية أبناء المدينة هم من كبار القيادات في الجيش السوري النظامي. وتعد عائلات الأسد وعثمان وديب والخير وشاليش من كبرى العائلات العلوية المتحدرة من المدينة، والتي يصح اعتبارها «دولة داخل الدولة» أو «المدينة المفضلة» وفق ناشطين، نظرا لنوعية ومستوى الخدمات المتوفرة فيها وبنيتها التحتية المتطورة وتحديثها بشكل دوري.

وتشكل المدينة تجمعا لقصور أفراد عائلة الأسد وكل من يمت لهم بصلة، كما يوجد فيها قبر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وقبر ابنه باسل الأسد، ويخضعان لحراسة أمنية مشددة.

معارك أسواق حلب التاريخية.. ضربة هائلة للاقتصاد السوري

بيروت: بولا أسطيح
وصف ناشطون من مدينة حلب الخسائر التي ألمت بالمدينة وأحيائها التاريخية، كما بأسواقها مؤخرا، بـ«الهائلة»، مؤكدين أنه ستكون لها تداعيات اقتصادية كبرى في المرحلة المقبلة. وأوضح محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة في المدينة، أن الجيش السوري الحر بات مسيطرا على أسواق المدينة التي استهدفها النظام السوري بطلقات حارقة أحرقت ما يزيد على 1500 محل تجاري أثري، لافتا إلى أن قيمة المحل الواحد تتخطى مليوني دولار أميركي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل ويحصل في أسواق حلب القديمة ضربة هائلة للاقتصاد السوري في المستقبل، علما بأن الحرائق والدمار لم تطل هذه الأسواق فحسب، بل قضت على معظم أحياء المدينة التاريخية، التي بات من الصعب إعادة ترميم عدد كبير منها».