عن استضافة الأردن للسوريين

أنا لم أنكر أن الأردن استضاف عددا كبيرا من السوريين، وأنا أشكر الأردن على ذلك.

إقرأ المزيد

لبنان وتركيا يستقبلان السوريين دون جواز سفر ساري المفعول

Jordan flag x mark

سوف يصدر قريبا قرار من الحكومة التركية يسمح لحامل جواز السفر السوري بالدخول إلى تركيا حتى ولو كان جواز سفره منتهي الصلاحية.

السوري يستطيع أيضا أن يدخل إلى لبنان بواسطة بطاقته الشخصية ودون الحاجة لجواز سفر.

في المقابل لو ذهب السوري إلى الأردن بجواز سفر ساري المفعول ويحمل تأشيرة سفر إلى أميركا وتأشيرة إقامة في الخليج فإن السلطات الأردنية لن تسمح له بالدخول مطلقا، حتى ولو كانت نيته الإقامة في الأردن لمدة يوم واحد فقط.

لو تمكن السوري من التسلل إلى الأردن عبر الحدود البرية فإن السلطات الأردنية ستعتقله وستضعه في معسكر اعتقال في وسط الصحراء.

سلوك الأردن تجاه السوريين هو ليس مجرد قلة أخلاق، ولكنني أظن أنه ناتج عن حقد دفين.

هناك عداوة قديمة بين النظام الأردني وبين الكيان السوري. النظام الأردني استغل مأساة السوريين لكي ينتقم منهم كشعب.

الأمر المزعج هو أن هذا النظام الفاجر يشحذ المساعدات والمكاسب الاقتصادية بدعوى أنه يساعد السوريين.

ما يقصده هذا النظام بمساعدة السوريين هو معسكرات الاعتقال الصحراوية التي وضعهم فيها. هو يسمي هذه المعسكرات مساعدة للسوريين.

المملكة الأردنية هي أقل من ساعد السوريين خلال محنتهم

حول المهلكة الأردنية والسوريين:

لم تكن رحاب تعلم أن الجنين الذي تحمله في بطنها قد ينضم إلى مجموعة الموقوفين الأصغر في السجون العربية، بعدما وجدت نفسها رهن الاحتجاز في مطار الأردن، لأنها سوريّة!

فقد وصلت رحاب السورية إلى مطار عمّان أمس الخميس، قادمة من السعودية، لزيارة أهلها. لكن الأمن الأردني منعها من دخول أراضيها، وخيّرها بين الذهاب إلى سورية أو التوجه إلى الأراضي التركية، بحسب ” العربي الجديد “.

فردّت: “ليس لدي أهل في سورية أو تركيا، ولا أستطيع العودة إلى السعودية. وأهلي في الأردن، وأنا قاب قوسين أو أدنى من الولادة. لذا، فإنّ الأردن ليس خياراً، بل واقعاً فرضه التضييق علينا كسوريين”، فلم يكن من الأمن الأردني إلا أن قام بتوقيف رحاب في سجن المطار.

وتروي إحدى السجينات التي كانت مع رحاب، وقد أُفرج عنها، أنه “كان هناك الكثير من النساء المحتجزات في سجن المطار لكونهن سوريات. وكانت رحاب إحداهن. استغرب الجميع عندما شاهدها بالكاد تستطيع المشي وهي على مشارف الولادة”.

وتضيف: “بعد ساعات، بدأت تظهر عليها علامات التعب. حاولت أن تتحدث مع أحد عناصر الشرطة الأردنية من خلف الباب، لكنّ أحداً لم يستجب لها. عادت لتجلس على السرير وتلامس بطنها، وفجأة فقدت الوعي ووقعت على الأرض. التفّ الجميع حولها خوفاً عليها، لكنها لم تكن تجيب. صرخن لقوات الأمن الذين اعتقدوا أنها تمثيلية. فبقيت فترة طويلة على الأرض، حتى جاؤوا ونقلوها إلى خارج السجن. ثم سمعنا أنهم نقلوها إلى المستشفى ولا أحد يعلم إلى الآن ما هو مصيرها ومصير طفلها”.

المملكة الأردنية هي أكثر من يشحذ المساعدات الدولية بدعوى مساعدة السوريين، ولكن الحقيقة هي أن المملكة الأردنية تحتل المرتبة الأخيرة في قائمة الدول التي ساعدت السوريين.

المملكة الأردنية أغلقت أبوابها في وجه السوريين منذ الأشهر الأولى للثورة السورية. حكومة المملكة أصدرت فرمانا تعسفيا يمنع دخول السوريين بشكل مطلق، سواء كانت إقامتهم مؤقتة أم دائمة، وحتى ولو كانوا يحملون إقامة في دولة أخرى.

لبنان ما زال حتى الآن يستقبل السوريين، رغم أن عدد السوريين في هذا البلد الصغير بات يناهز ربع عدد السكان الإجمالي.

بالنسبة لتركيا فهي أيضا ما زالت تستقبل السوريين دون قيود، ولكن تركيا هي أكبر بكثير من لبنان، وبالتالي العبء الذي تتحمله هو أقل بكثير من العبء الذي يتحمله لبنان.

معظم السوريين الموجودين في لبنان وتركيا لا يحملون صفة اللجوء. هم موجودون هناك كمقيمين عاديين.

على النقيض من ذلك، معظم السوريين الموجودين في المملكة الأردنية هم لاجئون وليسوا مقيمين، لأن المملكة الأردنية توقفت بشكل كامل وتعسفي عن استقبال السوريين منذ بداية الثورة.

إذا ما قارنا بين أعداد اللاجئين السوريين في الدول المختلفة فسنجد أن الأردن استقبل عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، ولكن العبرة هي ليست بعدد اللاجئين، لأن غالبية السوريين الموجودين في لبنان وتركيا هم ليسوا لاجئين.

الأردن في الحقيقة لم يستقبل سوى عدد قليل جدا من السوريين مقارنة بلبنان وتركيا. معظم السوريين الموجودين في الأردن هم نازحون من محافظة درعا عبر الحدود البرية. العدد الإجمالي لسكان محافظة درعا لا يبلغ ربما مليون إنسان. عدد سكان محافظة حلب لوحدها هو خمسة ملايين، ومعظم هؤلاء تركوا ديارهم بسبب بشار الأسد. سكان درعا الذين نزحوا نحو الأردن لا يمثلون إلا جزءا ضئيلا جدا من إجمالي النازحين السوريين الذين فروا من بشار الأسد.

أنا لا أصدق المزاعم التي تسوقها الحكومة الأردنية حول كونها استقبلت أعدادا غفيرة من السوريين. من أين أتى السوريون إلى الأردن طالما أن الحكومة الأردنية منعت دخولهم منذ البداية وبشكل مطلق؟

ادعاءات الحكومة الأردنية حول السوريين هي بشكل عام ادعاءات غير منطقية وكاذبة. المملكة الأردنية هي أكثر من شحذ باسم السوريين ولكنها في الحقيقة أقل من تضرر من الأزمة السورية.

أكثر من تضرر من الأزمة السورية هو لبنان، وأقل من تضرر منها هو الأردن.

الأردن تعامل مع السوريين بطريقة سيئة ومخزية.

الأردن لم يسع لمساعدة السوريين بقدر ما أنه سعى لاستثمار الأزمة السورية بهدف تحقيق مكاسب مالية واقتصادية.

الطريقة التي تعامل بها الأردن مع السوريين لا تتوافق مع مفهوم الأخوة العربية والإسلامية.

المملكة الأردنية أكدت مجددا أنها دولة لا علاقة لها بالعروبة والإسلام. هي مجرد امتداد لإسرائيل كما كان السوريون ينظرون لها دوما.

السوريون يجب أن يكونوا مدينين للبنان بالدرجة الأولى، ولتركيا بالدرجة الثانية. بالنسبة للأردن فالسوريون لا يجب أن يكونوا مدينين له. في رأيي أنهم يجب أن يسعوا في المستقبل لمحاسبته على هذا التردي الأخلاقي المزري وغير المقبول.

المملكة الأردنية هي أسهل هدف للبغدادي؟

 

لو كان أبو بكر البغدادي جادا فيما قاله عن فتح بغداد وكربلاء والنجف فهذا يعني أنه أوصل نفسه إلى طريق مسدود.

الحرب ضد الرافضة التي يتحدث عنها الجهاديون الوهابيون هي حرب بلا نهاية. هذه الحرب يمكن أن تستمر لمدة خمسين عاما دون أن تصل إلى نتيجة.

أنا لا أدري ما هو مقدار العقلانية لدى أبو بكر البغدادي، ولكن لو فرضنا أنه يخطط على أساس عقلاني فالمتوقع هو أن يؤجل الحرب ضد الرافضة وأن يركز على الجبهات الأسهل والأكثر تحقيقا لمصالح “الخلافة الإسلامية” التي أعلنها.

أسهل جبهة بالنسبة لأبي بكر البغدادي هي ربما جبهة المملكة الأردنية.

هذه المملكة هي سنية خالصة، وكثير من سكانها عشائريون، وبعضهم وهابيون.

لو حاولت الخلافة الإسلامية أن تتمدد نحو الأردن فهذا سيؤدي ربما إلى تدخل عسكري أميركي-إسرائيلي لدعم ملك الأردن.

التدخل الإسرائيلي سيفيد الخلافة الإسلامية بدلا من أن يضرها. أفضل دعاية ممكنة لهذه الخلافة هي فتح جبهة عسكرية بينها وبين إسرائيل.

كثير من سكان الأردن هم فلسطينيون، وفي حال فتحت جبهة بين الخلافة وبين إسرائيل فهذا من شأنه أن يزيد شعبية الخلافة في الأردن.

ما يبدو لي هو أن الأردن هو أرض خصبة لمشروع الخلافة.

الأردن له حدود مع الحجاز. هذا أيضا أمر مهم بالنسبة للتوسع نحو الجزيرة العربية.

بالنسبة لجبهة الكيان السوري فهي أيضا جبهة مجدية، ولكن نحن نعلم أن النظام السوري هو مدعوم من النصيرية ومن شيعة لبنان. الحرب ضد النظام السوري هي أصعب من الحرب ضد ملك الأردن.

ملك الأردن يتخلى عن نظرية “الهلال الشيعي” بشكل مفاجئ ويدعو لمكافحة الطائفية

نكتة الموسم:

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=162386

دعا الملك الأردني عبدالله الثاني، يوم الثلاثاء، إلى “مواجهة الفتنة الطائفية في سوريا ومنع انتشارها”, مشدداً على ضرورة “وقف العنف الطائفي والمذهبي وخطاب الفرقة المذهبية”، لأن “في هذا خراب الأمة”.

وقال الملك عبد الله الثاني, في كلمة ألقاها خلال استقباله المشاركين في مؤتمر مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، “أنتم يا علماء الأمة أمامكم مسؤولية مواجهة خطاب الفتنة الطائفية في سوريا، ومنع انتشارها في العالمين العربي والإسلامي لحقن الدماء في هذا البلد والحفاظ على وحدته ووحدة الأمتين العربية والإسلامية”.

وحذر العاهل الأردني في وقت سابق من أن الأزمة السورية قد تمتد إلى حرب أهلية, والى نزاع إقليمي ومذهبي لا تحمد عقباه, داعياً لتنسيق عربي ودولي أكثر جدية من أجل وقف تداعيات الأزمة السورية، ووضع حد لها، ووقف امتداداتها.

ودعت الحكومة الأردنية, في عدة مناسبات, الى إيجاد حل سياسي للازمة ووقف نزيف الدم السوري إضافة إلى وجود خطة انتقالية حقيقية وشاملة تضمن وحدة سوريا.

وحذّر الملك عبد الله من “خطورة استغلال الدين لأغراض سياسية وبث الفرقة الطائفية البغيضة”، مطالباً بـ “التعريف من هو المسلم والتصدي للتكفير وتحديد من هو أهل للإفتاء”، مشيراً إلى “رسالة عمّان والتي ساهمت بالتقريب بين أتباع المذاهب وتعزيز الاحترام بينهم”.

ودعا إلى “عدم تكفير المسلم للمسلم”، مؤكداً أنه “يجب التفكير في الديمقراطية كغاية بحد ذاتها وليس مجرد أرقام ونسب تستخدمها الأكثرية السياسية ضد الأقلية”، موضحا أن “الغلبة ليست جوهر الديمقراطية، بل إحساس الجميع بأنهم ممثلون، وهذا هو جوهر الإجماع السياسي في الإسلام”.

ملك الأردن (الذي هو مجرد عميل صغير للمخابرات الأميركية) كان أول من دشن الفتنة الطائفية في المنطقة عندما روج لمفهوم “الهلال الشيعي”.

هو طبعا قال ذلك الكلام بإيعاز من آل سعود، تماما كحسني مبارك الذي قال كلاما مشابها في نفس الفترة.

هذه الجوقة روجت لفكرة الصراع السني-الشيعي في نفس الوقت الذي ظهرت فيه قنوات صفا ووصال، ما يدل على وجود خطة متكاملة لإشعال حرب طائفية في المنطقة.

العراق دفع الثمن الأكبر لهذه المؤأمرة، والعراقيون يعرفون جيدا الدور الذي لعبه الأردن فيها.

العراقيون يعرفون ما كان يجري في الأردن من تحريض طائفي ممنهج ضد الشيعة. المخابرات الأردنية كانت في السنوات الماضية تمارس التمييز العنصري ضد العراقيين الشيعة بشكل رسمي وممنهج.

العراقي الذي كان يذهب إلى الأردن كان يتعرض للمساءلة حول دينه ومذهبه، وفي حال تبين أنه شيعي فإنه كان يتعرض للإساءة والإهانة.

السلطات الرسمية العراقية اضطرت للاحتجاج رسميا على هذه السياسة.

ثم بعد ذلك جاء دور سورية، ولا يخفى على أحد دور النظام الأردني في المؤامرة على سورية.

إعلام المحور الأميركي فضح كل شيء ولم يبق شيئا مستورا. تورط الأردن في الحرب على سورية هو أمر علني ومفضوح.

رغم كل ذلك يأتي هذا العاهر لكي يحاضر في خطورة الفتنة الطائفية.

الخطوة الأولى لإنهاء الفتنة هي بالتخلص منك ومن نظامك العميل.

الرئيس الأسد والمظاهر الإعلامية

أنا لست في محل تقديم النصح للرئيس السوري بشار الأسد، ولكنني فقط أقول رأيي كمواطن.

الرئيس الأسد ما زال حتى الآن يتمسك بالمظاهر الإعلامية. هو يحاول أن يظهر نفسه وكأنه رئيس جمهورية أوروبية.

هذا الأسلوب لا يتناسب مع وضع سورية ولا مع وضع الرئيس الأسد.

بالأمس نحن رأينا كيف أن إسرائيل كانت قادرة على اغتيال الرئيس الأسد ببساطة.

الجمهورية السورية سقطت عمليا. ما بقي الآن هو المقاومة. الرئيس الأسد يجب أن يعتبر نفسه زعيم حركة مقاومة مثل حسن نصر الله ومثل هوشي مين في فييتنام.

يجب على الرئيس الأسد أن يختفي مثل حسن نصر الله. الاستعراض الإعلامي لا معنى له. لو أن حسن نصر الله أو هوشي مين خرجوا للاستعراضات الإعلامية لكان ذلك أمرا مضحكا ولا معنى له.

يجب على الرئيس الأسد أن يخرج من القصر الرئاسي إلى مكان حصين مجهول، وبعد ذلك يجب أن يبدأ الرئيس الأسد في إدارة حركة مقاومة منظمة ضد الاحتلال الإسرائيلي. تنظيم المقاومة ضد إسرائيل هو أمر ممكن ولا يتعارض مع مقاتلة العصابات الإرهابية.

يحب في رأيي تغيير كل طبيعة الجيش السوري. من المتوقع أن تقصف إسرائيل المزيد من مقرات الجيش السوري في المرحلة القادمة. لماذا ننتظر ذلك؟ لا بد في رأيي من تفكيك الجيش السوري إلى وحدات صغيرة وتوزيعها في أماكن حصينة.

الاعتماد على الغطاء الروسي أمر لا مبرر له. يجب أن نعتمد على أنفسنا وأن نبدأ بتنظيم حركة مقاومة ضد الصهاينة والعصابات الإرهابية في آن واحد.

يجب على إيران أن ترسل المزيد والمزيد من القوات إلى سورية. يجب أيضا أن يأتي متطوعون من كل الدول العربية لمقاتلة إسرائيل. يجب أن نحول سورية إلى مستنقع لإسرائيل وللمحور الأميركي في المنطقة.

القصف الإسرائيلي والأميركي لا يهم. هم دمروا كل شيء. حتى المساجد الأثرية دمرت. ما الذي بقي؟

التركيز على العصابات الإرهابية وإغفال إسرائيل هو أمر خاطئ. يجب تنظيم حركة مقاومة ضد إسرائيل. يجب أيضا إسقاط النظام الأردني العميل. هذا النظام انتهى زمانه ويجب أن يرحل. هناك في الأردن الكثير من الفلسطينيين. يجب أن ندعم الفلسطينيين لكي يسقطوا النظام الأردني العميل وليس فقط لكي يحاربوا إسرائيل.

موقف الإخوان المسلمين في الأردن يبدو جيدا. هو أفضل من موقف النظام العميل. لا بأس من التعاون معهم لإسقاط النظام العميل. حكومة الإخوان في الأردن لن تكون أسوأ من النظام الحالي العميل.

على الأقل أنا لا أظن أن الإخوان سيتعاونون مع إسرائيل ضد سورية. هذا لوحده مكسب استراتيجي.

نظام الأردن: مع الجميع ضد الجميع

النظام الأردني وجد نفسه في موقف صعب بين المحاور المتصارعة. هو لم يعرف كيف يتصرف حتى لا يضيع في المعمعة. هو وجد نفسه في بؤرة صراع دولي كبير يمكن أن يقوده إلى الهاوية في حال انحاز مع محور ضد الآخر.

الموقف الأنسب نظريا هو الحياد، ولكن أميركا لا تقبل الحياد كما هو معروف عنها، وهي تعتمد سياسة من ليس معنا فهو ضدنا.

طالما أن الحياد ليس خيارا فما العمل؟ العمل هو المحاربة على الجبهتين المتقابلتين في آن واحد. من جهة هو يدعم المتمردين السوريين ويساهم في تسليحهم، ومن جهة ثانية هو يدعم النظام السوري أمنيا. من جهة يطالب الأسد بالتنحي، ومن جهة ثانية يرسل له وفدا لكي يلبسه عباءة. من جهة يقطع العلاقات مع سورية، ومن جهة ثانية يتصل بالأسد وربما يكون التقاه كما قيل.

هو مع الطرفين ضد الطرفين. هذه هي السياسة التي يتبعها. لا أعلم إلى أين سيصل به الأمر في حال أمرته أميركا بالمشاركة في عملية عسكرية ضد سورية.

هذه المقابلة تعبر عن سياسة النظام الأردني، هو مع الجميع ضد الجميع، اللهم إسرائيل حيث أنه لم يجرؤ على مهاجمتها بشكل صريح، رغم أنه هاجمها ضمنيا عندما تحدث عن فوات الأوان على قيام الدولة الفلسطينية وضرورة ترك التمييز العنصري (حتى في الشأن الأردني الداخلي هو مع الفلسطينيين والعشائر في نفس الوقت، ومع المخابرات وضدها في نفس الوقت، وهلم جرا):

http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=446631&cid=21&fromval=1&frid=21&seccatid=57&s1=1

عمان تنفي ما نُسب لملك الاردن حول وصف الاخوان بالذئاب وان عصر الملكيات بدأ ينقضي

صرح مصدر مطلع في الديوان الملكي الاردني أن المقال الذي نشرته مجلة (ذي أتلانتك) الأميركية، حول جلالة الملك عبدالله الثاني، وقامت بعض وسائل الإعلام الدولية والعربية والمحلية بتداوله ، قد احتوى العديد من المغالطات، حيث تم إخراج الأمور من سياقها الصحيح.

وقال المصدر أن المقال قد احتوى تحليلات عكست وجهة نظر الكاتب، ومعلومات نسبها إلى جلالته بشكل غير دقيق وغير أمين.

وأوضح المصدر أن لقاء جلالة الملك مع كاتب المقال جاء في سياق عرض جلالته لرؤيته الإصلاحية الشاملة، وحرص جلالته على عدم إضاعة الفرص المتاحة لتحقيق نتائج ملموسة للمضي قدما في الأردن على طريق التطور والتحديث، ومن أجل الاستجابة لتطلعات الأردنيين في مستقبل أفضل تسود فيه قيم العدالة والتسامح وتكافؤ الفرص والمحاسبة والمسؤولية.

وفيما يتعلق بما ورد في المقال حول العلاقات الأردنية مع قادة بعض الدول الشقيقة والصديقة، بين المصدر أن العلاقات الأردنية مع هذه الدول هي علاقات مميزة يسودها الاحترام والثقة المتبادلة، مؤكدا الحرص على تطويرها في جميع المجالات، من خلال التنسيق الدائم مع قادتها ورؤسائها، الذين يكن لهم جلالته كل الاحترام والتقدير.

مصادر اردنية مطلعة قالت لموقع المنار ان “هناك ضغوط على الأردن، بعض العبارات التي نسبت للملك تفجر الوضع الداخلي بين الأردنيين والفلسطينيين، خصوصاً في زعم انحيازه للفلسطينيين على حساب العشائر ما يهدد أمن النظام وأمن العرش، ومهاجمته لجهاز المخابرات المخابرات وهو جهاز قوي في المملكة”.

واضافت المصادر ان “المطلوب إحداث شيء ما في الأردن ، والهجوم على العشائر ليس بريئاً لأنهم من كسرت شوكة التدخل في سورية  ، كما ان المقابلة احتوت على خلط عجيب, فالملك هاجم بشار الأسد وأردوغان في الوقت نفسه، والاخوان المسلمين ومرسي والملكيات، هناك أمور متناقضة بشدة، ما يهمنا الاستهداف الداخلي”.

“ذي أتلانتيك” الأميركية : الملك الأردني قال ان عصر الملكيات بدأ ينقضي والإخوان “ذئاب في ثياب حملان”

قالت مجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية ان الملك الأردني عبد الله الثاني شن هجوما عنيفاً على عدد من قادة منطقة الشرق الأوسط وكل من حوله، ولم يسلم حتى أفراد عائلته المالكة وجهاز مخابراته وزعماء العشائر والدبلوماسيين الأميركيين من سهام نقده.

ففي مقابلة أجراها معه الصحفي جيفري غولدبيرغ ونشرتها مجلة، قال الملك عبد الله إن عصر الملكيات بدأ ينقضي لكن عائلته لا تدرك هذا الأمر ولم تفهم بعد الدروس المستفادة من “الربيع العربي”، وإن الشعوب لن تتحمل الفساد.

وكذلك اتهم ملك الأردن جهاز مخابراته بعرقلة جهوده في الإصلاح السياسي، وبالتآمر مع المحافظين من النخب السياسية لمنع محاولاته لزيادة التمثيل الفلسطيني في البرلمان الأردني.

وشن الملك الأردني هجوما لاذعا على الإخوان المسلمين، بحيث علق الصحفي الأميركي الذي أجرى المقابلة على هذا الهجوم بالقول إن الملك عبد الله على يقين أن الجماعة تريد إقصاءه عن العرش.

وأشار الصحفي إلى أن المخابرات الأردنية أبلغت الملك أن القيادة العليا لتنظيم الإخوان في القاهرة تعمل بجد على إثارة الاضطرابات في الأردن.

ومن ثم هاجم بشدة الرئيس المصري محمد مرسي واصفا إياه بالسطحية وعدم العمق. وقال إنه يعيق حركة الإخوان المسلمين في مصر بتسرعه في فرض سلطته المطلقة على الأمور.

ومضى في وصف الإخوان المسلمين قائلا إنهم “ذئاب في ثياب حملان”، وإنهم “طائفة ماسونية”، وإن ولاءهم دوماً لمرشدهم العام.

وأكد عبد الله الثاني في حواره أن معركته الأساسية هي منع الإسلاميين من الحصول على السلطة في المنطقة. واتهم الملك الدبلوماسيين الأميركيين بالسذاجة، قائلا إنه حاول إثناء الغربيين عن وجهة نظرهم القائلة إن “الطريقة الوحيدة لإرساء ديمقراطية (في الوطن العربي) تمر عبر الإخوان المسلمين”. وأضاف أنه “نشأ على الاعتقاد بأن المسيحيين واليهود جزء من عائلة أكبر”.

وبسؤاله عن النظام السوري، وصف عبد الله الرئيس السوري بشار الأسد بأنه “شخص جلف تعوزه الكياسة”، وأنه عرض على عائلته اللجوء إلى الأردن وتعهد بحمايتها. وتابع “قالوا شكرا جزيلا، لماذا تبدي قلقك علينا وبلدك أولى بأن تقلق عليها أكثر منا؟”.

وورد في نص المقابلة أن الملك عبد الله يعتبر حليفا مهماً للإسرائيليين، فهو يُعد “ضامنا لجبهة شرقية هادئة مع إسرائيل، ومدافعا عن معاهدة السلام التي أبرمها (والده) الملك حسين مع إسحق رابين في 1994”.

وقال الصحفي غولدبيرغ إن عبد الله كان حذرا عندما تحدث عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “الذي يُقال إنه على اتصال منتظم به”. واكتفى الملك بالقول عندما وصف علاقته بنتنياهو إنها “قوية جدا، وإن مناقشاتنا تحسنت بالفعل”.

من القدس العربي:

لندن ـ ‘القدس العربي’: في لقاء مقال مطول عن الملك عبد الله الثاني، ملك الاردن كتبه جيفري غولدبيرغ في مجلة ‘اتلانتك مونثلي’، تحدث فيه عن التحديات والاحباطات الداخلية والخارجية التي واجهها الملك واشار فيه الى الاتهامات والشائعات التي تثار حول تصرفاته ولعبه مثلا بالقمار، حيث نفى هذا الكلام قائلا انه لا يعرف حتى كيف يلعب ‘الورق’ واشار الملك عبدالله الثاني الى التحديات التي واجهها مع دولة المخابرات في بلاده، والى موقفه من الديناصورات القديمة – رجال العشائر في بلده ومسيرة الاصلاحات، وتشاؤمه من امكانية قيام دولة فلسطينية، حيث اشار الى مرور الوقت عليها وان الخيار هو اما ‘ديمقراطية او دولة تمييز عنصري’، كما تحدث عن معاهدة السلام مع اسرائيل وانها خط احمر، واشار الملك الى رؤيته للحكم وانه فكر يوما في التخلي عنه لكن عائلته قالت له انه لا يمكنه الرحيل. وشمل الحديث انتقادات لتصرفات ابناء العائلة.

رحلة للكرك

ويقول غولدبيرغ انه في الخريف الماضي زار الملك عبد الله الثاني مدينة الكرك التي تبعد 80 ميلا للجنوب من عمان، بطائرته خاصة وذلك لتناول طعام الغداء مع قادة العشائر الاردنية والذين يشكلون عصب المؤسسة العسكرية والنخبة السياسية. ويشير غولدبيرغ الى التركيبة السكانية الاردنية من ان نصف سكانها هم من اصول فلسطينية بجذور في الضفة الغربية، ولكن قادة العشائر هم شرق اردنيون والذين تعتمد المملكة الهاشمية عليهم للدفاع عنها منذ ان قامت قبل مئة عام تقريبا حيث عرفت حينها بامارة شرق الاردن. ويضيف الكاتب ان العلاقة بين الهاشميين والعشائر تظل ذات طبيعة تعاقدية، فمقابل الحصول على دعمهم تتوقع القبائل ان يقوم الهاشميون بحماية مصالحهم وتحجيم دور الفلسطينيين، وعليه وعندما يبدو الهاشميون انهم لا يعيرون العشائر الانتباه المطلوب، تبدأ المشاكل.

عمان الغربية

وكان الملك عبد الله قد تحدث مع الصحافي في ذلك اليوم في مكتبه الخاص، وعبر الملك عن رغبته بان يمثل الفلسطينيون بشكل مناسب في البرلمان، وقال انه يريد ان يحقق هذا بدون ان يسمح للاخوان المسلمين الذين وصفهم بالجماعة ذات ‘التابعية الماسونية’ وحزبهم السياسي جبهة العمل الاسلامي من اختطاف العملية الديمقراطية باسم الاسلام.
وبعبارة اخرى، يقول الكاتب ان الملك يرغب بتحقيق الاصلاح في الاردن والتنازل عن بعض سلطاته ولكن للاطراف الصحيحة. ويقول غولدبيرغ ان الملك كان يتطلع لقيادة طائرته اكثر من تطلعه للقاء قادة العشائر حيث قال ‘اليوم سأجلس مع ديناصورات عجوزة’، هؤلاء الديناصورات الذين وصفهم الملك هم اعضاء وقادة من بينهم وزير سابق في حزب التيار الوطني، والذي يحظى بدعم من الشرق الاردنيين. وما يدعو اليه الحزب بعيدا عن سياسة الرعاية وكذلك القبول بالامر الواقع.
ويقول الملك انه التقى بعد اندلاع الربيع العربي، مع عبدالهادي المجالي زعيم الحزب وقلت له – يقول الملك ‘لقد قرأت برنامجك الاقتصادي والاجتماعي وقد اخافني بشكل كبير’. وقال الملك للمجالي ان ‘هذا البرنامج لا معنى له ان اردت ان تصل الى نسبة 70 بالمئة من السكان، الذين هم اصغر مني، وتحتاج لان تعمل على هذا’. وقال الملك للمجلة ان مانفستو الحزب لا شيء فيه ‘ شعارات، بدون برنامج، لا شيء’، وكان عبارة عن ‘انا اصوت لهذا الشخص لانه من هذه القبيلة’. ويعلق الملك قائلا ‘اردت منه ان يطور برنامجا يمكن للناس على الاقل فهمه’.

معجزة صغيرة

وقد التقى الصحافي بالملك في قصر الحمر الذي يقدم وصفا داخليا له، فمع انه ليس قصرا باذخا الا ان زخارفه باذخة وتحرسه قوات البادية ومحصن من ضجيج المدينة تحته. ويقول انه قضى ساعات مع الملك في احاديث رفع فيها التكلفة، مشيرا الى ان الملك ومنذ اعتلائه العرش قبل اربعة عشر عاما اعتاد على تقاليد ومراسيم الملك الا انه لا يحبها ويفضل الكلام الواضح على كياسة الملك. ويقول غولدبيرغ ان بقاء الملك في الحكم يظل معجزة وان كانت صغيرة، فقد استطاع النجاة من الموجة الاولى من الثورات العربية التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا واليمن وقريبا بشار الاسد، ولكن بدون ان تترك اثرها عليه. ويتحدث الكاتب هنا عن التحديات التي يواجهها الملك عبد الله ولعنة الجغرافيا التي وضعت الاردن بين سورية في الشمال التي تتحول الى دولة فاشلة وفي الشرق العراق وثورة الانبار الدموية، وفي الجنوب السعودية التي يحكمها آل سعود المنافسون القدماء للهاشميين وللغرب اسرائيل والضفة الغربية، يضاف الى هذا فالقاعدة تتآمر على قتله، والايرانيون لا يطيقونه، خاصة بعد ما حذر عام 2004 من ما اسماه ‘الهلال الشيعي’ الذي يتشكل في المنطقة وبقيادة ايرانية. ومن الناحية الاقتصادية فبلده فقير اقتصاديا ويعتمد على الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي وحكام الخليج ‘المتغطرسين’.

شائعات واتهامات

وفي الداخل فالملك واجه مظاهرات وان كانت متواضعة مقارنة بتلك التي نظمت في مصر وتونس لكن ابناء شعبه شجبوه واستهدفوا زوجته بشكل خاص ـ الملكة رانيا. ويصف الكاتب حكم الملك عبد الله بانه ملك شبه مطلق، فالبلد لديه رئيس وزراء وبرلمان منتخب ولكن الملك لديه السلطة لعزل رئيس الحكومة وحل البرلمان حسب ما يراه مناسبا. ومن هنا شهدت فترة حكمه الاخيرة تعيين وعزل رؤساء وزراء اكثر من مرة، ففي الخمس سنوات الاخيرة عين واعفى ست حكومات، ويرغب الملك بان يبتعد عن هذه الاجراءات لان ‘ضغط دمي يرتفع – زوجتي تعرف هذا، عندما نقوم بتغيير الحكومات’، و’عندما نقوم بهذه الدائرة من العزل والفصل فان احدا لا يكون سعيدا’.
وظل الملك عبد الله يكرر انه يريد تخفيض صلاحياته وتعزيز قوة البرلمان، ولكن غولدبيرغ سأله ان كان يريد ان يتحول الى ملك رسمي ‘لا ترغب ان تكون مثل الملكة اليزابيث، هل تريد؟’ واجاب ‘حسنا اين ستكون الملكيات في الخمسين عاما القادمة’ فالملك عبد الله يفهم ان الملكية ليست صناعة في نمو مستمر. وان كان هذا فهم الملك فهل ينسحب هذا على عائلته التي تعتبر صغيرة مقارنة مع العائلة المالكة في السعودية. ومن هنا يقول الملك انهم ‘لا يفهمون هذا’ ذلك ‘لانهم لا يشاركون في المهام اليومية، فكلما ابتعدت عن هذا الكرسي كلما زاد شعورك بكونك اميرا او اميرة، وهذا يحدث في كل العائلات المالكة، واعتقد انه كلما ابتعدت عن هذا الكرسي كلما زاد ايمانك بالملكية المطلقة، هذه احسن طريقة لوصفها’.

ملك متحمس

وتعود علاقة الكاتب مع الملك الى عام 1999 عندما تولى الحكم بعد والده، حيث كان متحمسا ـ وكانت الخصخصة والتحديث واللبرلة على رأس اجندته، وكانت ثقته بالنفس ثقة غير مجرب واعترف ان البلاد تواجه تحديات كبيرة لكن يمكن ‘ادارتها’. وكان في حينها يكره البروتوكول وقال انه يكره العزلة والتملق. وفي بداية حكمه كان يتخفى بزي بدوي او فلاح حيث كان يختلط مع الناس للتعرف عن احتياجاتهم. وقد رافق الكاتب الملك في واحدة من مغامراته الى مدينة الزرقاء الاردنية التي تعيش فيها غالبية فلسطينية، حيث زار مكتبا للمالية ومستشفى وشاهد كيف تجاهلت البيروقراطية مطالب المواطنين قبل ان يكتشف وجوده وذلك بسبب مرافقه الامريكي ـ اي الصحافي – الذي كان يلبس الخاكي. ومع ان الملك شعر بنوع من الغضب على ما عاينه بنفسه الا انه في تلك الايام كان يشعر ان الشعب هو شريكه في الحكم وانهم قادرون معا على اخراج البلاد من الفوضى التي تعيشها. ويشير الكاتب الى ان الملك حسين والده كان حاكما يتميز بالذكاء والدهاء والقدرة على النجاة من الازمات لكنه لم يكن ‘مديرا حديثا’، حيث اورث ابنه بلدا يعاني من الجمود الاقتصادي ويقوم على الوساطة والمحسوبية والاستفادة من التنافسات القبيلية، وهو وما اعتقد عبدالله انه قادر على اصلاحه.

شاب وكبر في السلطة

ولكن الكثير كان ينتظر الملك، ففي السنوات الماضية، اندلعت الانتفاضة الثانية، 9/11 وغزو افغانستان والعراق، والذي ربط الزرقاء بابو مصعب الزرقاوي، وفي اثناء ذلك كبر الملك وابيض معظم شعره، ولاحظ الكاتب ثقلا من نوع ما حيث سأله عن السبب فقال ‘تعرف، لقد جلست مع افراد عائلتي في الذكري العاشرة لاعتلائي العرش وقلت لهم لا اريد ان افعل هذا’ قلت له ‘لا يمكنك الاستقالة’ فأجاب ‘هذا بالضبط ما قالوه’. وقال ان التفكير كان وليد لحظة من الضغط التي كان يعانيها حيث اشتكى من الضغوط الداخلية ‘كنت اعاني من الكآبة بسبب كل الجماعات التي اتعامل معها في الداخل’، مضيفا ‘ليست القوى الخارجية – هذه القوى اعرفها، كانت القوى الداخلية’. ويقول الكاتب ان الملك لمح الى القوى الداخلية حيث اعتقد انه يقصد جبهة العمل الاسلامي، الاخوان المسلمين الاردنيين، ولكنه الان تحدث عن عدو مختلف، حيث اشار الى ‘المؤسسات التي وثقت بها لم تقف الى جانبي’ محددا اياها بـ’المخابرات والاخرين من الحرس القديم’. ويعتقد المسؤولون الامريكيون والمعارضة السياسية ان دائرة المخابرات العامة ورجالها تدخلوا في السياسة لحماية مصالح الشرق اردنيين وتهميش الاسلاميين والفلسطينيين.
المخابرات العامة

فالملك يعتقد انه كلما حاول احداث نوع من الاصلاح الحقيقي، مثل اعادة رسم حدود منطقة انتخابية للسماح لحضور فلسطيني في البرلمان، قامت المخابرات العامة مدعومة من النخب السياسية الرجعية بالتخريب عليه، حيث يقول ‘لم اكن اعرف المدى الذي اخترقت فيه العناصر المحافظة المؤسسات مثل المخابرات العامة’، واضاف ‘لقد بدا هذا واضحا في السنوات التالية كي اصبحوا جزءا لا يتجزأ من مؤسسات بعينها، خطوتان للامام واخرى للخلف’. ويعترف الملك ان المشاغبة التي قامت بها المخابرات عليه امر ورثته عن والدي ‘لقد اخبره الملك، ان شغبا اندلع في مدينة معان جنوب الاردن في الثمانينات من القرن الماضي حيث شك والده ان الجهات التي تقف وراءه ربما كانت المخابرات العامة او السعوديين. ويعترف الملك ان المخابرات كانت دائما مثيرة للمشاكل وان واحدا من استمرارها في اثارة المصاعب هي سذاجته ‘كنت ساذجا، فكوني جئت من الجيش الذي يقول ‘حاضر سيدي’ توقعت نفس الشيء من المخابرات العامة ‘حاضر سيدي’.

خدمات الاردن

ويشير الكاتب الى اراء الادارة الامريكية في الملك عبد الله ومديح جون كيري وزير الخارجية الحالي واعتقاد الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون بانه يتحرك على راحته فيما يتعلق بالاصلاح، اما جون كين، السناتور الجمهوري فيرى ان الملك عبدالله ووالده قدما خدمة هائلة للامريكيين ‘دول اخرى ساعدتنا لكن ليس مثلما فعل الاردن’. ويرى الاسرائيليون ودول الخليج ان الملك عبد الله رجل لا يعوض، فدول الخليج ترى فيه رائدا، فلم ينهر اي نظام ملكي بعد، ومن هنا يقول مسؤول خليجي ‘نريد ان نقول لاوباما والغرب ان لم تدعموا الملك عبد الله فانكم تقومون باضعاف الاصوات المعتدلة’.
ويتحدث الكاتب عن العلاقات الاردنية ـ الاسرائيلية وعلى الرغم من انه يرغب بالتخلي عن بعض صلاحياته الا انه يرى المعاهدة مع اسرائيل خطا احمر، فهو لا يريد حكومة تقوم بالغاء معاهدة السلام مع اسرائيل، وعندما تحدث عن بنيامين نتنياهو تحدث بحذر واكتفى بالقول ان علاقته قوية ويتناقشان بشكل دوري. والملك قلق على مستقبل اسرائيل ومتشائم من امكانية حل الدولتين حيث قال للكاتب انه قد يكون مضى الوقت على ذلك ‘لا اعرف، جزء مني يقول اننا عدينا الوقت’.
حاولت مساعدة الاسد

وفي هذا السياق قال ان الاردن لا يمكنه اغلاق الحدود امام اللاجئين. وقدم دعوة لعائلة الرئيس السوري ووعد بتقديم الحماية لهم ‘عرضت اخراج زوجته اكثر من مرة’ وكانت الاجابة ‘شكرا جزيلا ولماذا لا تهتم اكثر ببلدك اكثر مما تهتم بنا’. ويقول الملك انه حاول مساعدة الاسد عندما وصل الاسد للحكم عام 2000 وانه اخذ على عاتقه تدريبه في كيفية التعامل مع السياسة الدولية، حيث ضرب مثلا بمحاولته تعليمه اصول السياسة هذه وعرضه للمساعدة في اثناء مؤتمر الامم المتحدة، ‘ذهبت لزيارته وقلت له الامم المتحدة ستبدأ دورتها في ايلول (سبتمبر) تعال ساساعد في اعداد غداء وعشاء’ من اجل رفع موقعه الدولي. لكن الاسد قال ان هناك رجال اعمال سوريين يحضرون ويذهبون نيابة عني للحصول على العقود. ومع انه يقول عن الاسد انه فلاح او قروي الا انه يشير ان الاسد طبيب وذكي، ورجل متزوج من سيدة متعلمة في الغرب.

مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن وسيناريو موقع دبكا

قبل فترة نشرت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية تقريرا حول اللاجئين السوريين في الأردن وممارستهم للدعارة. أنا قرأت الخبر كما قرأه غيري دون أن أدقق في تفاصيله. لاحقا قرأت أن المعارضين السوريين نفوا ما ورد في التقرير واعتبروه تقريرا كاذبا.

أنا أعدت قراءة التقرير وتبين لي أنه بالفعل تقرير كاذب. التقرير يحوي كلاما مقذعا جدا وغير منطقي. مثلا في بدايته هناك رواية عن شابة صغيرة السن تمارس الدعارة مقابل 7 دولارات من الزبون الواحد، وهي تربح في اليوم 70 دولارا، أي أنها تستقبل 10 زبائن يوميا وتأخذ من كل زبون 7 دولارات فقط، ووالدها جالس يتفرج عليها وعلى زبائنها العشرة. هل هذا كلام منطقي؟ لا أظن ذلك. هو عبارة عن تشهير أو تلويث سمعة defamation بحق اللاجئين السوريين في الأردن. في الحقيقة كل التقرير هو هكذا. هو عبارة عن قصص مقذعة أشبه بالشتائم الموجهة للاجئين السوريين. هو ليس مقالا صحفيا وإنما عبارة عن سلسلة من الشتائم والقصص التشهيرية المفبركة التي ركبها شخص حاقد جدا على اللاجئين السوريين.

من الذي فبرك هذا التقرير؟ أنا قرأت مقالا لأحد المعارضين السوريين يتهم فيه السفارة السورية بالأردن بأنها تقف وراء هذا التقرير المفبرك. هذا الاتهام هو غير مستغرب من المعارضين السوريين. هم مريضون نفسيا أكثر من الشخص الذي فبرك التقرير، وبالتالي كل شيء من الممكن أن يصدر عنهم.

من المستحيل أن تكون السفارة السورية وراء هذا التقرير. التقرير نشرته وكالة صحفية أميركية، ولغة التقرير هي لغة عنصرية ضد السوريين. من المستبعد أن يكون كاتب هذا التقرير سوريا. لا بد أن من كتبه هو شخص أردني ممتعض جدا من اللاجئين السوريين.

هذه الخلاصة توصلت إليها منذ أن قرأت مقال المعارض السوري الذي نفى صحة التقرير، وبعد ذلك نسيت الموضوع. بالأمس أنا تذكرت هذه القضية مجددا بعد أن قرأت هذا المقال:

http://www.al-akhbar.com/node/179374

ناهض حتر

ما الذي حدث، فجأة، على الخط بين عمان ودمشق؟ المعطيات متضاربة للغاية؛ فبينما تأكد أن الحكومة الأردنية سمحت للأميركيين بتدريب 1200 من مقاتلي المعارضة السورية على أراضيها، تسربت أنباء متزامنة عن لقاء رفيع المستوى تم بين قيادتيّ البلدين. رفيع المستوى، إلى حد أنه توجد تأكيدات، غير رسمية، بأنه كان لقاء قمة، جمع الملك عبدالله الثاني والرئيس بشار الأسد. والأرجح أن موضوع المباحثات، كان هو نفسه الذي ناقشه الملك الأردني في موسكو والدوحة وأنقرة: موضوع اللاجئين السوريين إلى الأردن.
في الأشهر الثلاثة الأخيرة، زاد تدفق هؤلاء عن كل التوقعات. وبينما تستعد الحكومة الأردنية لافتتاح مخيمين جديدين إلى جانب مخيم الزعتري الشهير في المفرق، ظهر أن جميع الجهات المعنية، فقدت السيطرة على انتشار اللاجئين السوريين في كافة محافظات المملكة. هل نتحدث عن حوالي نصف مليون، كما تشير السجلات، أم عن مليون وأكثر، كما تشير التقديرات الشائعة؟
في كل الأحوال، لم يعد بالإمكان تجاهل المخاطر الكبرى الناجمة عن ظاهرة اللجوء السوري للأردن؛ فأعداد اللاجئين السوريين تتزايد بصورة دراماتيكية، وسط تسهيلات غير مفهومة. وقد تحوّل هؤلاءإلى كتلة ضاغطة على الاقتصاد والخدمات العامة والمخزون الغذائي، وإلى عمالة فائضة، وإلى مصدر للخروقات الأمنية من كل نوع، سواء داخل مخيم الزعتري الذي تحوّل إلى منطقة لممارسة الممنوعات بكل أنواعها، أم خارجه، حيث وصل الأمر إلى الصدام مع المواطنين، مما يستدعي، في الحالتين، تدخل الدرك. وهو ما يلحق الضرر بسمعة الأردن كبلد مضيف. وفي الواقع، فإن العديد من اللاجئين السوريين، في الأردن، عدائيون ويمارسون أعمال القبضايات، وبينهم عناصر من «الجيش الحر»، وحتى من الإرهابيين المستترين، والظاهرة تكاد تنفلت من عقالها على كل المستويات، لتغدو مدخلاً إلى قيام حالة من الفوضى في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية المحاذية لسوريا.
لا ننكر أن هناك ضرورات أمنية حفّزت عدداً من السوريين للجوء للأردن، لكن ذلك لا يشمل معظم اللاجئين الذين يتدفقون على البلد لأسباب اقتصادية؛ ذلك أن أساس الأزمة السورية يكمن في تراكم فائض سكاني مفقَر ومهمّش في الريف السوري، نجم عن اتباع سياسات اقتصاد السوق النيوليبرالي في سوريا في العقد الأخير. وهذا الفائض هو الذي يتدفق على المملكة، تحفّزه شبكات عابرة للحدود تؤمن، مقابل بدل مالي، توصيل اللاجئ إلى نقاط العبور العديدة بين البلدين، بينما تؤمن له، لاحقاً، الخروج من المخيم إلى حيث يشاء في البلاد. وهذه، في النهاية، ليست مشكلة مؤقتة، وإنما مشكلة هيكلية لها مفاعيل بعيدة المدى. ويرجح خبراء ميدانيون، أن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين لن يرجع إلى وطنه عندما تنتهي الأزمة ويحل الاستقرار، بل سيواصل الإقامة ويسعى إلى التوطّن، خصوصا أن الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، تسمح للسوري بالإقامة الحرة وامتلاك العقارات والاستثمار والعمل الخ كالأردني، سواء بسواء.
يفسّر المسؤولون الأردنيون الإجراءات المتساهلة مع موجات اللجوء السوري بدوافع قومية وإنسانية، لكن هناك، أيضاً، الضغوط التي تمارسها الجهات الدولية على الحكومة الأردنية التي التزمت باستقبال غير محدود للاجئين من سوريا، لكن مع إصرارها على ألا تكون بين هؤلاء مجاميع كبيرة من فلسطينيي سورياً، حفاظا على التوازن الديموغرافي الأردني ــــ الفلسطيني في البلاد. هذا الإصرار الذي كان موضع تفهّم من قبل الغرب والأمم المتحدة، لم يعد كذلك، حتى أن مفوّض الأونروا، فيليب جراندي، أعلن، أمس، صراحة، بأنه بات على الأردن استقبال اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا من دون قيود.
على هذه الخلفية، تناقش عمان التي تتوقع، في النهاية، لاجئين سوريين بعدد يقترب من نصف الأردنيين، سيناريوهات إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة، كمنطقة إيواء للاجئين السوريين والفلسطينيين، بما في ذلك إيواء لاجئي مخيم الزعتري فيها. وفي هذا السياق، تضع مصادر أردنية برامج تدريب مقاتلي المعارضة كشرطة للمنطقة العازلة، لكن تسريبات أخرى تتحدث عن تدريبات عسكرية نوعية لأولئك المقاتلين على التصدي للدروع، في مقاربة تتوافق مع الفكرة الأميركية الساذجة لبناء قوات مدربة موالية لواشنطن، قادرة على حسم المعركة مع النظام السوري، ولجم مقاتلي «جبهة النصرة» في آن معاً.
المشهد غامض كلياً، والمسؤولون الأردنيون الذين ما زالوا يتحدثون عن تسوية تشمل كل الأطراف تحت شعار «لا غالب ولا مغلوب»، يصمتون تماماً إزاء السؤال الرئيسي المطروح: هل الترتيبات الجارية تتم بالتنسيق مع الأسد أم في مواجهته؟

هذا الكاتب ينتمي سياسيا إلى الخط القومي أو اليساري، ولكنه مع ذلك ممتعض جدا من اللاجئين السوريين إلى درجة أنه لا يبدو ممانعا لفكرة المنطقة العازلة على الحدود السورية.

بعدما قرأت هذا المقال تذكرت مقال صالح القلاب الذي ظهر بالأمس في جريدة الشرق الأوسط.

من الواضح أن هناك استياء شديدا في الأردن من اللاجئين السوريين، وهذا يشمل كلا من مؤيدي النظام السوري ومعارضيه. القصة هنا لا دخل لها بالسياسة وإنما هي حالة أردنية عامة، بدليل أن كلا من صالح القلاب وناهض حتر تحدثا بنفس اللغة رغم أنهما من معسكرين مختلفين سياسيا.

الشخص الذي فبرك تقرير الدعارة لا بد أنه نظريا من مناوئي النظام السوري، وإلا لما كان تمكن من إيصال هذا التقرير إلى وكالة أنباء أميركية. هو على الأغلب شخص يحظى بنفوذ. ربما يكون حتى من المخابرات الأردنية.

من الممكن أن المخابرات الأردنية تقوم بحملة شحن شعبي ضد اللاجئين السوريين. في حال كان هذا صحيحا فهو ربما يكون تمهيدا للتدخل في سورية الذي تحدث عنه موقع دبكا قبل فترة. موقع دبكا ذكر عدة سيناريوهات للتدخل الإسرائيلي في سورية وأحدها هو التنسيق مع الأردن لاحتلال مناطق محاذية للجولان.

إيهود باراك ذهب مؤخرا إلى واشنطن لكي يناقش قضية أمن الحدود الإسرائيلية. لا ندري ما الذي تم الاتفاق عليه، ولكن من الممكن أن أميركا أعطت الضوء الأخضر لتدخل أردني-سعودي مدعوم إسرائيليا.

التصريح الأخير لجون كيري هو إذن مجرد تمويه وتضليل. هذا يفسر كون التصريح أتى بشكل مفاجئ وغير متوقع. هو عبارة عن خديعة ليس أكثر.