سعي البعض في فرنسا لحظر “البوركيني” ذكرني بسعي مؤيدي ذيل الكلب في سورية لحظر تدريس الدين في المدارس.
فرنسا
فرنسا في القرن 17… أغنية Monsieur de Turenne مترجمة إلى العربية
أغنية أخرى من التاريخ الفرنسي.
أغنية Vive Henri IV مترجمة إلى العربية
أغنية من التاريخ الفرنسي.
الحروب الفرنسية الجبانة
تمنيت أن أرى قوات فرنسية تحارب في إيران، أو في سورية، أو حتى في لبنان ضد حزب الله، ولكنني لم أر عسكريا فرنسيا واحدا في هذه المنطقة منذ أن قامت بريطانيا بطرد فرنسا من مستعمراتها السورية واللبنانية في أربعينات القرن العشرين.
القوات الفرنسية لا نراها إلا في مالي، وساحل العاج، وأفريقيا الوسطى، ونحو ذلك من الدول المنهارة.
القوات الفرنسية لا تعرف كيف تحارب الجيوش النظامية أو شبه النظامية. كل ما تعرفه القوات الفرنسية هو محاربة الميليشيات المشردة البائسة التي لا تملك شيئا.
محاربة الناس وهم شبه عزل من السلاح هي ليست أمرا بطوليا. أية جهة يمكنها أن تقوم بذلك. أنا شخصيا لو كان لدي بضع طائرات فإنني كنت أستطيع أن أتدخل في الدول الأفريقية كما تفعل فرنسا. المسألة لا تحتاج لشيء. كل المطلوب هو أن أركب في الطائرة وأن ألقي القنابل على الناس العزل.
أتعس دولة في العالم يمكنها أن تتدخل عسكريا في أفريقيا كما تفعل فرنسا. التدخلات الفرنسية في أفريقيا هي ليست عمليات عسكرية بطولية ولكنها مجرد استعراضات إعلامية تافهة.
هذه الحكومة البائسة المسماة فرنسا عجزت عن تحقيق أي شيء ضد سورية أو إيران أو حزب الله، ولهذا السبب هي ذهبت إلى الأفارقة المساكين لكي تقذفهم بالقنابل. هي تظن أنها بذلك ستخدع العالم وستوحي له بأنها ما زالت قوة استعمارية ضاربة.
أنا أظن أن فرنسا لا تستطيع أن تشن عملية عسكرية ضد أي بلد يملك جيشا نظاميا مسلحا بشكل حقيقي. السبب هو سبب عسكري بحت وليس سببا سياسيا. فرنسا لا تملك القدرة العسكرية على محاربة الجيوش النظامية. كل ما تستطيع فرنسا أن تفعله هو الغزوات الإعلامية في مجاهل أفريقيا.
هذه الغزوات الإعلامية باتت تذكرني بغزوات تنظيم القاعدة. تنظيم القاعدة ينفذ عمليات صاخبة بهدف الاستعراض الإعلامي ليس أكثر، وهذا هو نفس المنطق الذي تتبعه فرنسا في تدخلاتها الخارجية.
كنت أنتظر أن تأتي الجيوش الفرنسية لغزو إيران أو سورية أو حتى لبنان، ولكنني في النهاية فوجئت بأن القوات الفرنسية ذهبت إلى أفريقيا الوسطى.
شيء مضحك.
طاغية أوروبا مستمر في تجاهل الشعب
رغم كل ما حدث لم يقرر فرانسوا هولاند حتى الآن عرض مسألة الهجوم على سورية للتصويت في البرلمان:
Syrie : l’opposition française presse Hollande d’organiser un vote au Parlement
Alors qu’une action militaire internationale semblait imminente contre le régime syrien, tenu pour responsable de l’attaque chimique meurtrière du 21 août, le président américain Barack Obama a finalement annoncé samedi qu’il consulterait le Congrès. Une volte-face qui place dans l’embarras François Hollande, devenu son principal allié après le forfait britannique et le refus de l’Allemagne d’y participer.
C’est dans ce contexte que des personnalités de droite et du centre, qui ont exprimé leur hostilité à toute décision hâtive d’intervenir militairement au côté de Washington contre le régime de Bachar Al-Assad, sans feu vert de l’ONU, l’appellent désormais à organiser un vote au Parlement. Mais contrairement à David Cameron, qui a décidé de se plier à un vote qui n’était que consultatif, le président français, en tant que chef des Armées, a le pouvoir d’intervenir en Syrie sans solliciter le consentement des parlementaires
البرلمانيون الفرنسيون يطالبون هولاند بأن يحذو حذو كاميرون وأوباما وأن يعرض قضية الحرب على سورية للتصويت، ولكن هذا الطاغية لم يستجب حتى الآن. هو ما زال يتبجح بالدستور الذي يعطيه صلاحية شن الحرب دون الرجوع للبرلمان.
كاميرون وأوباما كان لديهما نفس الصلاحية ولكنهما تخليا عنها ورجعا للبرلمان. بالتالي هذه الحجة ساقطة.
هل سيستمر هذا المعتوه في تجاهل ما يجري من حوله؟ كل زعماء العالم الغربي إما انسحبوا من الحرب أو عرضوها أمام البرلمان، ولكن هذا الأحمق ما زال يتحدث عن صلاحياته الدستورية.
هذا يذكرني بمحمد مرسي في مصر الذي اقتلعه الشعب وهو يتحدث عن الشرعية الدستورية.
لا أريد أن أتحدث مجددا عن السياسة الفرنسية لأنني لا أريد أن أخوض في هذه الموضوع غير النظيف. السياسة الفرنسية لا تختلف عن سياسة قطر وآل سعود. هي سياسة مؤامرات وفساد وجنون وتفاهة. لا يوجد شيء عقلاني أو منطقي أو محترم في هذه السياسة.
النظام السياسي الفرنسي لا يدعو للاحترام.
بدلا من أن يعرض قضية الحرب للتصويت هذا التافه ما زال يخبص ويعفس في لبنان.
تخيلوا لو وقعت الحرب وشاركت فيها فرنسا ضد سورية، كيف سيكون حال المصالح الفرنسية في لبنان؟
لا أدري على ماذا يراهن هذا الأحمق.
هو ربما يراهن على “ميشيل سليمان”.
بالأمس ألقى ميشيل سليمان كلمة بمناسبة المرسوم الذي أصدره هنري غورو في 1 أيلول 1920 وأعلن بموجبه تأسيس دولة لبنان (في نفس هذا اليوم أصدر غورو أيضا مرسوم تأسيس دولة حلب التي لم تعمر طويلا).
من سوء حظي أنني سمعت كلمة ميشيل سليمان. هو أشبع الكلمة تهجما على الوطنيين العرب في زمن الانتداب الفرنسي وأظهرهم وكأنهم ناقصو الوطنية.
لا أدري ما هو الهدف من هذه المطالعة التاريخية الاستفزازية، ولكنني أظن أنها تأتي في إطار النهج الانعزالي العام الذي يتبعه ميشيل سليمان.
مسيحيو لبنان يتعرضون لضغوط هائلة من الغرب (خاصة من أوروبا) لإحياء العصبية الانعزالية المناهضة لسورية.
منذ اليوم الأول للثورة السورية بدأ الدبلوماسيون الأوروبيون (خاصة الفرنسيون) يقولون لللبنانيين أن هذه هي فرصتكم التاريخية التي انتظرتموها طويلا. الآن هو أفضل وقت للانتقام من سورية وإحياء النزعة الانعزالية.
ميشيل سليمان هو أفضل من طبق النصائح الأوروبية والغربية. لهذا السبب أنا لم أستغرب كلامه التافه بالأمس.
أنا أحترم استقلال لبنان، ولكن هذا لن يمنعني من القول بأن لبنان أنشئ بناء على مرسوم صادر عن ضابط في قوات الاحتلال الفرنسي.
هنري غورو حارب الجيش العربي في ميسلون، واحتل دمشق، وبعد ذلك أصدر المرسوم الذي احتفل به ميشيل سليمان بالأمس.
لو أنه سكت لكنا سكتنا، ولكن هذا الرجل يريد تلميع تاريخ العمالة ويريد أن يقنعنا أن الوطنيين العرب المناهضين للاستعمار هم الخونة والعملاء.
لم يعد هناك شيء مستغرب في هذا الزمن.
طغاة فرنسا هم سعداء بنهج ميشيل سليمان. بدلا من أن يلتفتوا لشعبهم هم مشغولون بالتآمر على سورية.
كم هو إنجاز عظيم عندما تنجح فرنسا في تحريض مسيحيي لبنان ضد جيرانهم السوريين. هذا إنجاز هائل للأمة الفرنسية.
هذا الإنجاز العظيم تم التوصل إليه بالتعاون مع آل سعود.
أفضل شريك للأمة الفرنسية هو آل سعود الوهابيون. فعلا هذا الحلف رائع ويعبر عن هوية الأمة الفرنسية وأهدافها الحضارية في العالم.
سورية تقترب من النصر المزعوم
لا يوجد فيما حدث منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن أي مفاجأة.
أميركا في الأشهر الأولى للثورة السورية تبنت هذه الثورة بقوة وطالبت الأسد بالتنحي وهجمت على المنظمات الدولية والدول التي لها علاقة بسورية لكي تجبر هذه الدول على مقاطعة سورية ومحاصرتها، وفعلت كل ما بوسعها لتسعير العنف الغوغائي في سورية سواء بشكل مباشر أم غير مباشر عبر أتباعها، وقامت بشن حملة تشهير دولية ضد سورية بهدف تشويه صورتها وتحويلها إلى “دولة مارقة”.
كل هذا ليس فيه أي مفاجأة. هو استمرار طبيعي للسياسة الأميركية التقليدية ضد سورية. أميركا هي بلد معاد لسورية وكانت على الدوام تعتبرها دولة مارقة، وما حدث في عام 2011 هو أن أميركا وجدت فرصة ذهبية سانحة لتسديد عدد هائل من الطعنات والضربات لسورية تحت ستار الربيع العربي والثورة السورية.
في ذلك الوقت أنا قلت أن إسقاط النظام السوري هو هدف ثانوي لدى أميركا، وقلت أن أميركا ستتخلى عن هذا المطلب بمجرد أن تجد أنها حققت أهدافها ونجحت في تدمير سورية.
أميركا الآن تخلت فعليا عن مطلب إسقاط النظام السوري، وهي تخلت أيضا عن دعم “الثوار” وصارت تصفهم بالإرهابيين. الإعلام الغربي حاليا يرسم صورة بشعة عن الثوار. هو يصفهم بشكلهم الحقيقي وليس بالشكل الخيالي الذي كان يصفهم به قبل عامين.
أميركا تخطت مرحلة إسقاط الأسد والنظام السوري. هذه المرحلة انتهت ونحن الآن نقف على أعتاب مرحلة جديدة. هذا أمر واضح من مجرد متابعة الإعلام الغربي.
السؤال المهم هو لماذا تخلت أميركا عن مطلب إسقاط النظام السوري؟
طبعا النظام السوري يقول أن أميركا فشلت وعجزت ويأست إلخ. هو يصور الأمر وكأن أميركا تحطمت على صخرة صمود وممانعة بشار الأسد. بالنسبة للنظام ما حصل هو انتصار تاريخي جديد يضاف إلى قائمة انتصارات النظام السوري.
ولكن الحقيقة هي غير ذلك. أميركا لم تفشل بل نجحت نجاحا باهرا. هي حققت معظم أهدافها باستثناء هدف وحيد مهم وهو فرض عقوبات على سورية عبر مجلس الأمن، ولكن رغم فشلها في هذا الموضوع فإنها نجحت عموما في إعادة سورية 10 أعوام إلى الوراء على الأقل.
لو فرضنا أن سورية استقرت الآن فهي بحاجة إلى 10 سنوات على الأقل حتى تعود إلى ما كانت عليه قبل الثورة السورية. هذا يعني أن هناك 20 سنة ضاعت من عمر سورية، وهذا أمر كارثي بالنسبة لبلد متخلف كسورية. كلمة “متخلف” هي مشتقة من “خلف”. سورية كانت أصلا خلف الدول الأخرى بعشرات السنين، فما بالك بإضاعة 20 سنة أخرى؟
تاريخ الكيان السوري منذ إنشائه في بداية القرن العشرين وحتى اليوم هو مجرد تاريخ هزلي مضحك. هذا الكيان لم يحقق شيئا على الإطلاق سوى تخريب وتدمير نفسه. لا يوجد في عمر هذا الكيان أية سنوات شهدت نموا مهما سوى عدد قليل ومحدود جدا من السنوات لا يتجاوز ربما العشر سنوات. السنوات الوحيدة في تاريخ هذا الكيان التي شهدت استقرارا نسبيا ونموا اقتصاديا هي سنوات حكم أديب الشيشكلي في بداية الخمسينات وسنوات حكم بشار الأسد الأخيرة قبل الثورة السورية. هذه السنوات التي لا يصل مجموعها إلى عشر سنوات هي السنوات الوحيدة في تاريخ الكيان السوري التي شهدت نموا اقتصاديا، وأما بقية سنوات هذا الكيان فلم يكن فيها شيء سوى التخريب والتدمير والفوضى والنزاعات والقلاقل.
هذا الكيان هو عبارة عن مهزلة حقيقية. هو عبارة عن مكيدة استعمارية دنيئة. الاستعمار أوجد هذا الكيان الهزلي لكي يبقي شعوب المنطقة في حالة دائمة من الضعف والتخلف.
طبعا التخلف -كما أقول دائما- هو ليس أمرا ماديا، بل هو ثقافة موجودة في العقول. التخلف والتقدم هي أمور توجد في رؤوس الناس وليس في مبانيهم وشوارعهم.
ألمانيا واليابان تعرضتا في الحرب العالمية الثانية لتدمير مادي هائل، ولكن هاتين الأمتين سرعان ما عادتا إلى الساحة الدولية كقوى مهمة. ألمانيا واليابان نمتا بسرعة كبيرة بعد الحرب العالمية وتفوقتا حتى على بريطانيا وفرنسا (التي هي نظريا دول منتصرة في الحرب). ما هو سر هذا النمو السريع لألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية؟
السر هو أن الألمان واليابانيين ظلوا متقدمين حتى بعد خسارتهم الحرب وتدمير بلدانهم، لأن التقدم هو شيء موجود داخل رؤوسهم ونفوسهم ولا يمكن تدميره بالقنابل والقذائف. لا يمكن لشعب متقدم أن يصبح متخلفا حتى لو تعرضت بلاده للتدمير المادي الكامل. الطريقة الوحيدة لتدمير أمة متقدمة وتحويلها إلى أمة متخلفة هي بتغيير ثقافتها، وهذا أمر صعب وبحاجة لعوامل معقدة وطويلة المدى.
دولة لبنان هي مثال على أمة متقدمة ثقافيا على جيرانها رغم تخلفها المادي عنهم. أنا قلت هذا الكلام سابقا وبعض القراء انزعجوا منه، ولكنه حقيقة. صحيح أن لبنان بالمؤشرات المادية هو متخلف أكثر من سورية، ولكن أنا لا أصدق أن اللبنانيين هم متخلفون أكثر من السوريين.
المسيحيون في لبنان لديهم صلات ثقافية قديمة بأوروبا تعود إلى بدايات القرن 19 على الأقل. هم منذ 200 سنة تقريبا يحرصون على التعلم باللغات الأجنبية ويتابعون ما يصدر في الغرب من علوم وثقافة أولا بأول. أما السوريون المسلمون فهم كانوا وما زالوا يترفعون عن التعلم باللغات الأجنبية، وهم ينتظرون من يترجم لهم ما يصدر في الغرب لكي يتعلموا منه. هذا الفرق في التعاطي مع الثقافة الأوروبية انعكس بوضوح على المستوى الثقافي للشعبين. المستوى الثقافي للمسيحيين هو أعلى من المستوى الثقافي للمسلمين. طبعا بعض الناس سيطلبون مني دليلا على ذلك، وأنا سبقت أن ذكرت الدليل في مقال سابق.
أبسط دليل هو موضوع اللهجة. هناك ظاهرة معروفة في علم الأنثروبولوجيا تسمى الانتشار الثقافي cultural diffusion. المقصود بالانتشار الثقافي هو أن يتقمص أناس من ثقافة معينة عناصر من ثقافة أخرى. التأثير اللغوي الذي ينتقل من ثقافة إلى أخرى هو أحد الأمثلة على الانتشار الثقافي.
حاليا لو نظرنا إلى السوريين نجد أنهم يتقمصون لغة اللبنانيين، وهذا أمر واضح جدا ولا مجال لإنكاره. هذا مثال واضح على الانتشار الثقافي. هو دليل على أن الثقافة تنتشر من لبنان إلى سورية وليس العكس. السوريون يشعرون بالدونية الثقافية أو الحضارية تجاه اللبنانيين ولذلك يتقمصون لهجتهم. هذا هو التفسير العلمي الوحيد لهذه الظاهرة، وأما التفسيرات الأخرى التي قد يطرحها البعض فلا قيمة لها في العلم.
حالة لبنان هي مثال آخر على أن التقدم والتخلف هو ليس أمرا ماديا بقدر ما أنه أمر ثقافي.
دول الخليج هي أيضا مثال. دول الخليج لديها الكثير جدا من المال، ولكن هذه الدول ليس لها تأثير ثقافي يذكر في محيطها. مثلا دولة قطر تملك أموالا طائلة، ولكن ما هو التأثير الثقافي والحضاري لدولة قطر في المنطقة؟ هل هناك ثقافة في قطر أصلا؟
في قطر لا توجد ثقافة لأن الشعب ممنوع أصلا من الحديث. لا أحد يحق له الحديث سوى شيخ البلاد. قبل فترة كان هناك شاعر قطري ألقى قصيدة فيها أفكار حرة، ولكن شيخ قطر سارع إلى حبسه وحكم عليه بالسجن المؤبد. كيف يمكن للثقافة أن تزدهر في هكذا مجتمع يسجن فيه الإنسان لأجل قصيدة؟
طبعا نفس الأمر ينطبق على سورية. في سورية هناك مزيج من قمع حرية التعبير ومن الانغلاق والتعصب والجهل المسيطر على عقلية الحكام. هذا المزيج لا يؤدي لشيء سوى التخلف.
أنا أريد من هذا الكلام أن أقول أن تدمير سورية ماديا والحصار الأميركي هي ليست الأسباب الوحيدة لتخلفها. السبب الأساسي لتخلف سورية هو الثقافة الانغلاقية القمعية الظلامية.
لا يمكن لسورية أن تتقدم إلا بإطلاق حرية التعبير، واحترام القانون (خاصة من قبل الحكام لأنهم أكثر من يخرق القوانين والأعراف)، والاهتمام بالتعليم.
الاهتمام بالتعليم هو الخطوة الأولى، وهو أهم حتى من إطلاق حرية التعبير. هل في سورية هناك اهتمام كاف بالتعليم؟ لا أعتقد ذلك. في سورية لا يوجد اهتمام كبير بالتعليم. الأمور التي قامت بها الحكومة مؤخرا كتغيير المناهج والسماح بالجامعات الخاصة هي أمور موجودة في الدول المجاورة منذ عشرات السنين. هذه الأمور هي من البديهيات، وهي ليست كافية.
إلى الآن ما زال نظام التعليم في سورية متخلفا جدا مقارنة بالدول المجاورة كالأردن ولبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي. حتى بعد الإصلاحات التي قامت بها حكومة بشار الأسد.
في سورية هناك إمكانية لزيادة الإنفاق على التعليم بشكل كبير جدا، وأنا ذكرت سابقا بعض الطرق لذلك.
نظام التعليم المطبق في سورية حاليا هو نظام فاشل من أساسه. هو نظام يقوم على فكرة أن الدولة يجب أن تتحمل مسؤولية تعليم الناس. هذا المنطق هو نفس المنطق الاشتراكي الشيوعي اللعين الذي أدى لتدمير كل شيء في سورية خلال الخمسين عاما الماضية.
صحيح أن سورية حاليا مدمرة ماديا، ولكن رغم الدمار المادي هناك أمام سورية فرصة للدخول في نهضة علمية وثقافية. هذا الأمر لا يكلف الكثير من المال. هو فقط بحاجة لاهتمام ووعي وإدراك.
أكثر ما يصيبني بالغضب هو موقف النظام السوري من التعليم باللغة الأجنبية. هو يمنع التعليم باللغات الأجنبية بحجة تمكين اللغة العربية.
هل هناك أصلا علم باللغة العربية حتى نقوم بتمكينه؟
أنا أوافق على تمكين اللغة العربية في العلم وأؤيد ذلك، ولكن بشرط أن يكون هناك علم باللغة العربية. في سورية لا يوجد علم حقيقي باللغة العربية. هناك فقط ترجمات رديئة، ولكن لا يوجد إنتاج أو بحث علمي باللغة العربية، ولا توجد مصادر ومراجع علمية مهمة باللغة العربية.
ما يقوم النظام السوري به عمليا هو تجهيل الناس وفرض الجهل عليهم بالقوة. هو يمنعهم من التعلم باللغات الأجنبية دون أن يوفر لهم البديل.
أنا يمكنني أن أطرح أفكارا عديدة لتمكين اللغة العربية، ولكن ما يقوم به النظام السوري لا دخل له بتمكين اللغة العربية. هو فقط جزء من سياسة تجهيل المجتمع ونشر التخلف.
وجود الجامعات التي تعلم باللغات الأجنبية لا يؤثر شيئا على اللغة العربية. النظام السوري إن كان مهتما باللغة العربية كما يزعم (وهو كاذب) فيمكنه أن يدعم الجامعات التي تعلم باللغة العربية، ولكن لا يحق للنظام السوري أن يمنع أية جامعة أو مدرسة من التعليم بلغات أخرى. منع العلم مهما كانت لغة هذا العلم هي جريمة كبرى لا يقدم عليها إلا عقل موغل في الجهل والتخلف والظلامية.
الأولوية في سورية هي إصلاح قطاع التعليم. هذا أهم شيء على الإطلاق. هناك أمران مستعجلان يجب القيام بهما في أسرع وقت وهما تغيير طريقة تمويل التعليم والكف عن منع التعليم باللغات الأجنبية.
المطلوب هو ما يلي باختصار:
- إلغاء ما يسمى بالتعليم المجاني.
- إنشاء نظام لدعم التعليم عبر المنح.
- السماح بإنشاء جامعات أجنبية والتشجيع على ذلك.
هذه النقاط الثلاث هي أهم شيء مطلوب في سورية على الإطلاق. بدون تطبيق هذه النقاط لن يتطور التعليم في سورية أبدا، وهذا يعني أن سورية ستظل متخلفة.
هذه النقاط هي أهم لسورية من كل الأمور السياسية ومن الجدل الفارغ حول الرئيس والعلمانية والإسلامية وغير ذلك من الترهات.
نحن شعب متخلف جدا. نحن لسنا مؤهلين لكي نتصارع حول الحكم والمناصب، ولسنا مؤهلين لكي نتجادل حول علمانية الدولة أو إسلاميتها. هذه الأمور بالنسبة لنا هي ترف كبير.
نحن بحاجة لزيادة الإنفاق على التعليم، وهذا الأمر غير ممكن إلا بتطبيق نظام المنح الذي شرحته سابقا والذي يميز بين الطلاب حسب مداخيلهم وحسب مستواهم الدراسي. أيضا نحن بحاجة لزيادة احتكاكنا مع المصادر العلمية الأولية (الأصلية)، وهذا الأمر غير ممكن بدون زيادة الاهتمام باللغات الأجنبية.
النظام السوري ينظر للتعليم في سورية بطريقة فولكلورية هزلية. هدف النظام السوري هو منح الشهادات الجامعية لأكبر عدد من الناس بهدف كسب الشعبية. النظام السوري ينظر للتعليم من زاوية سياسية ولا يهتم بصدق بتطوير نوعية التعليم. هذا الواقع يجب أن يتغير.
بعد إصلاح التعليم تأتي كل الأمور الأخرى، بما في ذلك حرية التعبير وإصلاح القضاء وأجهزة الأمن.
كل الإصلاحات لا يمكن أن تجدي نفعا إذا كان الشعب جاهلا. لهذا السبب التعليم هو أولوية أهم من كل شيء آخر.
حتى الاقتصاد لا يمكن أن ينمو بشكل مستدام بدون الاهتمام بالتعليم. الاقتصاد الحقيقي هو الاقتصاد الذي يستند على العلم والمعرفة والإبداع والاختراع.
فرنسا والعدوان على مالي
العدوان الفرنسي على مالي هو ربما تعبير عن الفشل في سورية. الفرنسيون بعدما شعروا بالعجز والفشل في سورية يحاولون أن يفشوا خلقهم في مالي.
فرنسا خلال العامين الماضيين شنت ثلاثة حروب متتابعة ضد ليبيا وسورية ومالي. ما هو السر وراء هذه الحروب؟
طبعا بعض متفلسفي النظام السوري كانوا يقولون أن سبب الحروب هو نيقولا ساركوزي. هذه النظرية سقطت بعد رحيل ساركوزي. نحن نرى أن سياسة الحروب استمرت حتى في عهد الرئيس الحالي اليساري.
الحروب الفرنسية الحالية لا دخل لها بساركوزي أو هولاند. هي في رأيي انعكاس للأزمة الاقتصادية التي تعيشها فرنسا والغرب عموما. الفرنسيون لهم تاريخ حافل في تصدير مشاكلهم الداخلية نحو الخارج.
الأزمات الاقتصادية في الغرب كانت دائما تحفز الحروب. سبب الحرب العالمية الثانية هو الأزمة الاقتصادية التي عاشها الغرب في الثلاثينات. هذه الأزمة هي التي أدت إلى صعود النازيين وإعادة بناء الجيش الألماني.
من يقرأ تاريخ أوروبا في القرن 19 يجد أن سياسة تصدير المشاكل نحو الخارج كانت في الدرجة الأولى سياسة فرنسية. الأزمة الاقتصادية التي عاشتها فرنسا خلال القرن 18 أدت في نهاية هذا القرن إلى ما يسمى بالثورة الفرنسية. فرنسا خلال القرن 18 خاضت سلسلة من الحروب الاستعمارية ضد بريطانيا، وهذه الحروب انتهت كلها تقريبا بهزيمة فرنسا، والهزيمة الكبرى كانت في الحرب المسماة “حرب السنوات السبع” والتي خسرت فيها فرنسا كثيرا من مستعمراتها لصالح بريطانيا.
هذه الحروب والهزائم المتتالية دمرت الاقتصاد الفرنسي، فكانت النتيجة هي “الثورة الفرنسية” في نهاية القرن. الإنكليز كانوا أيضا يعانون من ضائقة مالية بسبب حروبهم المتتالية مع فرنسا، ولكنهم قاموا بتحويل قسم كبير من أعبائهم على مستعمراتهم، فكانت النتيجة هي “الثورة الأميركية” التي اندلعت لنفس السبب الذي اندلعت لأجله الثورة الفرنسية.
هذه الثورات الغربية رفعت شعارات الحرية والإخاء والمساواة، ولكن هذه الشعارات لم تستمر لفترة طويلة. مثلا فرنسا سرعان ما تحولت إلى “إمبراطورية” في عهد نابوليون وعادت مجددا إلى الحروب الخارجية الاستعمارية. هذه الحروب النابوليونية انتهت بهزيمة جديدة لفرنسا في بداية القرن 19 رسخت سلسلة الهزائم السابقة في القرن 18. بعد ذلك جاء “لويس فيليب” الذي كان طاغية كسابقيه ولكنه حاول التعويض عن سلسلة الهزائم باستعمار الجزائر، وبعد لويس فيليب جاء “نابوليون الثالث” الذي كان أيضا طاغية، ولكنه تميز بكثرة الحروب الخارجية في عهده حيث أنه كان يعتقد أن كثرة الحروب في الخارج تسكت المعارضة في الداخل. هو استعمر الهند الصينية وحارب روسيا في القرم وشن حربا على مملكة سردينيا الإيطالية وتدخل في المكسيك خلال فترة الحرب الأهلية الأميركية. معظم هذه الحروب كانت حروبا فاشلة لم تستفد منها فرنسا شيئا بل بالعكس هي أدت لكوارث لفرنسا. مثلا التدخل في سردينيا أدى إلى توحيد الممالك الإيطالية ونشوء دولة إيطاليا الكبيرة إلى جانب فرنسا. أما أكبر مهازل نابوليون الثالث فكانت حربه العبثية ضد بروسيا. هذه الحرب انتهت بهزيمة تاريخية لفرنسا في معركة سيدان، والمشكلة لم تكن فقط في الهزيمة أمام بروسيا وإنما في أن هذه الحرب أدت إلى توحيد ألمانيا ونشوء “الرايخ” إلى جوار فرنسا. هذا الرايخ هو الذي شن الحروب المدمرة على فرنسا في عامي 1914 و 1939، والتي في الحقيقة لم تكن إلا انتقاما ألمانيا مؤجلا منذ قرون، لأن فرنسا لطالما تدخلت في ألمانيا ودمرت مستقبل هذا الشعب عدة مرات على مدار القرون.
هذا هو تاريخ السياسة الفرنسية. هو عبارة عن سلسلة من العبث والفشل والهزائم. الأزمة الاقتصادية الأخيرة نشطت في الفرنسيين غرائزهم الاستعمارية القديمة فباتوا يبحثون عن حروب خارجية جديدة تنتهي بهزيمتهم كما هي العادة.
فرنسا هي أقل القوى الغربية الكبرى عقلانية، وهذا هو سبب خسارتها لمعظم حروبها. فرنسا كانت في القرن 17 القوة الأولى في أوروبا والعالم، ولكن بسبب السياسة الرعناء واللاعقلانية التي اتبعها الفرنسيون كانت النتيجة هي أن هذه القوة التاريخية الكبرى هوت إلى الحضيض وتحولت إلى مسخرة بين الأمم. حاليا أكبر إنجاز لفرنسا هو أن تنجح في احتلال مالي. حتى سورية صارت هدفا عصيا على فرنسا.
قصة فرنسا في رأيي هي عبارة عن مسخرة. تاريخ هذا البلد هو مثير للضحك.
النظام السوري يستعين بالكنائس لدعم دستوره
بدأ التلفزيون السوري ببث أخبار من قبيل “الكنيسة الفلانية تدعو للتصويت بنعم على الدستور”، وهذا أمر متوقع، وأنا لن أستغرب إذا تم قبل التصويت على الدستور عقد مجمع كنسي في الفاتيكان لـ”تطويب” الدستور وإعلانه من كتابات القديسين التي أوحاها الروح القدس.
غريب أمر النظام السوري الذي يريد من المسيحيين أن يدعموا دستورا يستهدفهم. لا أدري كيف يمكن لشخص أن يصوت بنعم على دستور يستهدفه بشكل مباشر وصريح.
مؤتمر تونس يتحول إلى دراما
مؤتمر تونس كان كما توقعته. في الأيام الأخيرة كان هناك اشتداد في الصراع بين حمد وسعود من جهة والغربيين من جهة أخرى. اليوم أعلنت فرنسا عن إعادة سفيرها إلى سورية. طبعا هذا الإعلان في هذا التوقيت لم يكن أمرا عبثيا بل جاء كرسالة حازمة موجهة لحمد وسعود تقول لهما أن فكرة نزع الشرعية عن النظام السوري والاعتراف بالمجلس الوطني هي فكرة مرفوضة غربيا. صحيح أن فرنسا هي من أعادت السفير ولكن لا شك أن ذلك تم بتنسيق مع أميركا، لأن فرنسا لا يمكن أن تقدم على هكذا خطوة بدون تنسيق مع أميركا.
أنا تحدثت في مدونتي عن الخلاف السعودي-الأميركي، ولكنني بصراحة لم أكن أتوقع أن يقوم سعود بتفجير الصراع للعلن بهذا الشكل الدرامي. ما قام به سعود اليوم هو طعنة موجهة لأميركا أساسا، لأن سعود بتصرفه هذا أفسد المؤتمر وأفرغه من مضمونه.
الهدف من المؤتمر هو بالأساس هدف معنوي وإعلامي لحفظ ماء وجه أميركا. أميركا كانت تريد الاستفادة من المؤتمر لإظهار أن هناك جبهة دولية موحدة تدعم موقفها حيال سورية، ولكن سعود بتصرفه أضاع الهدف من المؤتمر وحوله إلى نقطة سلبية في سجل أميركا وأتباعها.
المؤتمر تحول إلى نقطة لصالح سورية بدلا من أن يكون نقطة ضدها، لأنه أظهر أن المحور الأميركي منقسم على نفسه. إذا استمر الحال على هذا المنوال فأنا لا أظن أن المؤتمر القادم سيعقد في تركيا بل أظن أنه سيلغى.
طبعا كان هناك الكثير من العبارات والكلمات التي أريد منها تطييب خاطر حمد وسعود، ولكنني لا أظن أن الكلام الغربي ضد سورية سيؤدي إلى شيء. حتى العقوبات التي قال الاتحاد الأوروبي أنه سيفرضها على سورية لم يفرضها بل خففها بشكل كبير. حمد وسعود كانا يريد تعميم عقوباتهما على أوروبا، بمعنى أنهما كانا ينتظران من أوروبا وقف الرحلات الجوية إلى سورية وحظر التعامل مع البنك المركزي السوري إلخ، ولكن الاتحاد الأوروبي لم ينفذ شيئا من ذلك. اليوم قال ألان جوبيه أن الاتحاد الأوروبي سوف يطبق الحظر على البنك المركزي السوري في الأسبوع القادم، ويبدو أن هذا جاء استجابة للدراما التي قام بها سعود اليوم.
هذه العقوبات لن تضر سورية بقدر ما أنها ستضر أوروبا. السعودية لا يهمها إن عزلت نفسها عن سورية لأن السعودية أصلا دولة هامشية في المنطقة ومجرد ذيل لأميركا، ولكن فرنسا مثلا تنظر لنفسها على أنها دولة عظمى في العالم وهي تعتبر أن سورية هي “مستعمرة سابقة” لها. ما هي مصلحة فرنسا في وقف الرحلات الجوية إلى سورية وقطع التواصل معها؟ سورية لن تخسر الكثير من هذا ولكن فرنسا ستخسر كل صلاتها ونفوذها التقليدي في سورية. لهذا السبب فرنسا تتلكأ كثيرا في تطبيق العقوبات البلهاء التي يطالب بها حمد وسعود، وحتى لو طبقت فرنسا هذه العقوبات فهذا سيكون لمصالح شخصية ضيقة لدى حكام فرنسا وعلى حساب مصلحة فرنسا كبلد.
إذا عزلت فرنسا نفسها عن سورية فهذا سيجبر السوريين على الالتجاء لروسيا والصين والهند إلخ. أي أن فرنسا ستخسر كل تراثها القديم في سورية.
السوريون عموما يحبون فرنسا، وهذا أمر لا يوجد له تفسير منطقي سوى المثل القائل “القط يحب خناقه” (وهذا المثل له أساس علمي في نظرية التحليل النفسي). فرنسا هي أكبر عدو لسورية في التاريخ. الحملة الصليبية الأولى التي جاءت إلى سورية في عام 1096 كان كل من شارك فيها من الفرنسيين تقريبا (الفرنسيون في ذلك الوقت كانوا يسمون Francs/Franks ومن هذه الكلمة جاءت كلمة “الفرنجة” العربية التي كان العرب يطلقونها على كل الصليبيين بدون تمييز لأن غالبية من شاركوا في الحملة الصليبية الأولى كانوا من الفرنسيين). الحملات الصليبية على سورية لم تضر المسلمين فقط بل في الواقع هي أضرت المسيحيين أكثر من المسلمين. قبل الحملات الصليبية كان المسيحيون في سورية يشكلون نصف السكان تقريبا وكان وضعهم جيدا وكانوا يتولون مناصب هامة في الدولة، ولكن الحملات الصليبية دمرتهم وحولتهم إلى أقليات صغيرة معزولة.
فرنسا أيضا هي التي تدخلت في سورية في القرن 19 وخلقت محمية جبل لبنان المارونية، وبذلك وضعت أساس قيام دولة لبنان الحديثة، ودولة لبنان منذ إنشائها لم تجلب سوى الضرر لسورية.
فرنسا هي التي احتلت دمشق في عام 1920 وقسمت المشرق العربي إلى دويلات لا تعد ولاتحصى.
فرنسا هي التي أعطت التقنية النووية لإسرائيل في الخمسينات.
فرنسا كانت وما زالت أكبر داعم لأعداء سورية في لبنان.
رغم سجل فرنسا الأسود مع سورية إلا أن كثيرا من السوريين يحبون هذا البلد ويعتبرونه بلدا صديقا، ولا أدري ما هو وجه الصداقة فيه.
عداوة فرنسا لسورية تعود إلى 1000 عام على الأقل، وهذا رقم قياسي لا تملكه أية دولة أخرى في العالم.
سورية تهدد بدعم المعارضة السعودية
نقل الأخ سوريا وطني مقالا من المواقع السورية جاء فيه:
يبدو ان الامير طلال بن عبد العزيز سيلجا مجددا الى القاهرة ليعلن رفضه تولي الامير نايف ولاية العهد متجاوزا خمسة من اخوانه احق بالمنصب من بينهم الامير طلال نفسه .الاعلان تم عبر اتصال هاتفي اجراه الامير طلال يوم امس مع محطة التحرير الفضائية المصرية حیث اشاد الامير بالانتخابات المصرية ونوه الى ان الملكيات العربية قادرة على اجراء اصلاحات و انتخابات نزيهة وتقاسم للحكم مشيرا الى تجربة المغرب ومنوها الى انه سيعلن قريبا سبب استقالته من هيئة البيعة بعد تعيين الامير نايف وليا للعهد.
ويتوقع كثيرون ان يفجر الامير طلال مفاجاة باعلان تاييده للموقف السوري وتنديده بالناتو ومؤامرة الاطلسي والتورط السعودي في هذا الامر.
هذا المقال الذي نشرته المواقع السورية والإيرانية هو تهديد من سورية للسعودية باستضافة ودعم رموز المعارضة السعودية. العائلة السعودية الحاكمة فيها انقسامات كثيرة، وفي حال قررت سورية توفير منبر إعلامي ودعائي لرموز المعارضة السعودية فهذا سوف يسبب حرجا كبيرا للنظام السعودي.
الأمير طلال بن عبد العزيز هو رجل “تقدمي” يتحدث دائما عن التطوير والإصلاح الاجتماعي. مثل هذا الرجل يمكن لسورية بسهولة أن تستضيفه وأن تمنحه منابر إعلامية يهاجم منها النظام السعودي. ليس من الضروري أن يأتي إلى سورية نفسها بل من الممكن مثلا أن يذهب إلى لبنان وهناك سوف يقوم أصدقاء سورية بمنحه المنابر والترويج له، وهذا سوف يحرج النظام السعودي كثيرا.
المعارضة السعودية هي معارضة مقموعة تماما ولا أحد في العالم يسمع صوتها. إذا قرر محور الممانعة تبني المعارضة السعودية رسميا فهذا سوف يشكل ضغطا كبيرا على سعود، وعندها سوف تكثر رفساته وتشنجاته وسوف يضطر لزيادة جرعة مضاد الصرع الذي يتناوله.