استطلاع لآراء قراء المدونة حول بشار الأسد

أرجو من الإخوة والأخوات قراء المدونة الأعزاء أن يشاركوا في الاستطلاع حول بشار الأسد. هدف الاستطلاع هو معرفة توجهات قراء المدونة حول هذا الموضوع.

هل سيعيد النظام السوري إنتاج ظروف فترة ما قبل الحرب على سورية؟

أثناء قراءتي لبعض وسائل الإعلام شعرت أن الأمور تعود مجددا إلى ما كانت عليه في الفترة السابقة للحرب على سورية.

الكتاب اليساريون والشيوعيون بدؤوا منذ الآن في التهجم على المستثمرين والممولين الذين يفترض بهم أن يتولوا إعادة إعمار سورية، رغم أنني لا أدري إن كان هناك أي شيء واقعي في هذا المجال.

هم يتحدثون عن عشرات مليارات الدولارات “النيوليبرالية” التي ستتدفق على سورية لأجل إعادة إعمارها، وهم بدؤوا في حملة تهجم وتشهير ضد المستثمرين والممولين قبل حتى أن يأتوا إلى سورية وقبل أن نعلم من هم وإن كانوا موجودين بالفعل.

أنا بصراحة لا أثق في معلومات اليساريين والشيوعيين، لأنهم تاريخيا يفتقدون للمصداقية.

هم يتهجمون دائما على رجال الأعمال ويتهمونهم بالفساد. من يصدق كلامهم سوف يظن أن كل الناس هم لصوص ما عدا الشيوعيين، مع أن الواقع التاريخي هو غير ذلك. من يدرس التجارب التاريخية في الدول المختلفة يمكنه أن يكتشف بسهولة أن الأنظمة الاشتراكية والشيوعية هي أفسد الأنظمة على الإطلاق، وهي أكثر أنظمة يتم فيها إفقار محدودي الدخل وتدمير مستوى معيشتهم.

كلام الاشتراكيين حول الفساد والسرقة لا يجوز التعامل معه بجدية. هذا الكلام ينطلق في الغالب من اعتبارات أيديولوجية أشبه بالاعتبارات الدينية.

الإسلاميون في سورية يتخيلون أن هناك مؤامرة علوية تاريخية ضد السنة. هم يقولون أن العلويين عملوا بشكل ممنهج لكي يستولوا على السلطة ويقيموا نظاما علويا يقصي السنة.

هذه النظرية هي من أساسات فكر الإسلاميين. مهما ناقشناهم فإنهم لا يمكنهم أن يتخلوا عن هذه النظرية، لأنها نابعة من منطقهم الفكري الذي يقوم على مبدأ صراع الطوائف أو صراع الأديان.

نفس الأمر ينطبق على الاشتراكيين. الاشتراكيون لديهم نظرية تقول أن هناك مؤامرة نيوليبرالية رأسمالية تريد إفقار الشعب. هذه النظرية الخرافية لا يمكن للاشتراكيين أبدا أن يتخلوا عنها، لأنها نابعة من منطقهم الفكري الذي يقوم على مبدأ صراع الطبقات.

الإسلاميون لديهم صراع الأديان، والاشتراكيون لديهم صراع الطبقات. هاتان النظريتان هما وجهان لعملة واحدة.

في الحقيقة هذا العالم لا يقوم على صراع الأديان ولا على صراع الطبقات. كلتا هاتين النظريتين هما نظريتان خرافيتان.

غالبية الباحثين في مجال العلاقات الدولية يعتقدون أن العالم يقوم على صراع الأمم. هذه النظرية هي قديمة جدا وتعود إلى الفلاسفة الصينيين القدماء واليونانيين القدماء، وهي اليوم تسمى بالمدرسة الواقعية realist.

العالم هو عبارة عن أمم متصارعة. لا يوجد في هذا العالم شيء حقيقي اسمه صراعات دينية. غالبية الصراعات الدينية في التاريخ كانت في العمق صراعات بين دول أو أمم مختلفة.

المدرسة النيوليبرالية هي ظاهريا مدرسة مناقضة للمدرسة الواقعية. هذه المدرسة ظهرت في ثمانينات القرن العشرين (عندما كان الاتحاد السوفييتي يترنح). هذه المدرسة تروج لأفكار التعاون الدولي عبر المنظمات الدولية لأجل تحقيق مصالح جميع الأمم بدلا من التصارع فيما بينها.

أنا بصراحة لا أثق في شعارات المدرسة النيوليبرالية. هذه المدرسة قائمة على التكاذب والخداع. مثلا الروس في تسعينات القرن العشرين صدقوا الشعارات النيوليبرالية وكانوا يظنون أن “المجتمع الدولي” سيهرع لمساعدتهم واحتضانهم بعدما أسقطوا الاتحاد السوفييتي، ولكن ما حصل هو أن أميركا استغلت سقوط الاتحاد السوفييتي لكي توسع إمبراطوريتها الاستعمارية على حساب الروس.

الأفكار النيوليبرالية حاليا هي مجرد غطاء للهيمنة الاستعمارية الأميركية. كل المنظمات الدولية هي في المحصلة مسخرة لتحقيق الهيمنة الأميركية على العالم، رغم أن هذا الوضع بدأ يتغير قليلا الآن بسبب التصلب الروسي في القضية السورية.

الأميركان يبنون سياستهم الخارجية على أساس الواقعية السياسية. هم يفترضون أن الأمم الأخرى هي تهديد استراتيجي لهم، ولهذا السبب هم يتعاملون مع العالم بمنطق الاستعمار والهيمنة.

الأميركان يقولون أنهم أفضل بلد في العالم لأنهم يطبقون الحرية والديمقراطية، أما الأمم الأخرى فغالبيتها أمم شريرة لا تطبق الحرية والديمقراطية. لهذا السبب يحق لأميركا أن تستعمر العالم لتحقيق هدفين على الأقل: حماية نفسها من تهديد الأمم الأخرى غير الديمقراطية، ونشر الديمقراطية في العالم.

هذه هي فلسفة السياسة الأميركية. صحيح أن الاعتبارات الاقتصادية والدينية (وغيرها) تؤثر أحيانا في القرار الأميركي، ولكن لا يوجد شك في أن المنطق القومي الاستعماري هو الأساس الذي تبنى عليه السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

لكي ننجح في هذا العالم لا بد أولا أن نفهمه. حاليا لا توجد في العالم دول تبني سياساتها على أساس الفكر اليساري. الاتحاد السوفييتي انهار وصار من التاريخ. بالنسبة للدول الدينية فهي على ما أظن غير موجودة. إيران هي ربما الدولة الوحيدة التي تقدم الاعتبارات الدينية على الاعتبارات الأخرى في بناء سياستها الخارجية، ولكن إيران رغم ذلك هي دولة عقلانية.

المنظمات الدولية “النيوليبرالية” لا يمكنها أن تمنح عشرات المليارات لسورية كما يروج الاشتراكيون، لأن أميركا لن تسمح بذلك.

الاشتراكيون بسبب عقليتهم الخرافية يرون أن منح عشرات مليارات الدولارات لسورية هو أمر مفيد لأميركا، ولكن هذا غير صحيح. أميركا لا يمكنها أن تمنح كل هذا المال لسورية إلا إن كان هناك اتفاق دولي كبير حول هذا الموضوع.

أميركا لم تدمر سورية لكي تعيد إعمارها مجانا.

القروض الهائلة التي يتحدث عنها الاشتراكيون هي نعمة كبيرة لو أنها كانت حقيقية، ولكن حتى الآن لا يوجد مؤشر جدي على وجود هكذا قروض.

هم فقط يتخيلون أمورا ويتهجمون عليها لكي يثبتوا نهجهم العقائدي.

هم منذ الآن يهاجمون شركات تعمير الأبنية. أحدهم قال أن النظام السوري سعى عمدا لتدمير الأحياء العشوائية لكي يسمح بعد ذلك لشركات العمران بإعادة بنائها.

المفهوم من كلامه هو أنه يفضل بقاء أحياء السكن العشوائي كما هي على أن تتولى إعادة إعمارها شركات من القطاع الخاص.

هذا الموقف يلخص الموقف العام للاشتراكيين. هم يفضلون أن يبقى الشعب فقيرا ذليلا ميتا من الجوع على أن يتم انتهاج ما يسمونه بالاقتصاد النيوليبرالي.

بالنسبة لهم الفقر هو ليس مشكلة طالما أن الدولة تتبع الفكر اليساري.

هم دائما ينكرون ارتفاع الدخل في الدول التي تتبع الاقتصاد الحر، مع أن هذه معلومة يعرفها الناس بالفطرة.

لو سألت أي إنسان عن مستوى الدخل في أميركا فسيقول لك أنه عال، ولكن الاشتراكيين ينفون ذلك ويصرون على أن الشعب الأميركي فقير.

هم يرون أن الشعب السوري تحت ظلهم كان غنيا، وأما الشعب الأميركي فهو فقير. بعضهم قالوا بشكل صريح أن معيشة المواطن السوري هي أفضل من معيشة المواطن الأميركي.

نحن للأسف لا نتناقش مع ناس عقلانيين. هذا الفكر هو عبارة عن فكر وبائي جنوني لا يستند إلى أي منطق، والمصيبة أننا ابتلينا به ولم تعد نستطيع التخلص منه.

هم يتحدثون دائما في الاقتصاد مع أنهم لا يفقهون شيئا في الاقتصاد. هم عندما يناقشون الأرقام والبيانات الاقتصادية لا يناقشونها بشكل علمي موضوعي ولكنهم يحاولون استغلالها لتركيب سيناريوهات ونظريات خيالية تتحدث عن المؤامرات النيوليبرالية.

لو فرضنا أن مستثمرا قام بإعمار مدينة حمص وحولها إلى شيء شبيه بسوليدير في بيروت فهذه ليست كارثة بل نعمة كبيرة. حاليا في سورية هناك دمار هائل وبدون وجود مستثمرين في قطاع العمران فإن ملايين الناس ربما يظلون في الشوارع لسنوات.

سورية مدمرة بالكامل. نحن بحاجة للمال من كل مكان. لو وافقت المنظمات النيوليبرالية على تمويل إعمار سورية فهذه ستكون نعمة كبيرة جدا.

أنا أتمنى أن يكون ما يحذر منه الاشتراكيون أمرا حقيقيا وأن تكون هناك بالفعل عشرات مليارات الدولارات المعروضة على سورية، ولكنني أشك في صحة هذا الكلام.

لو فشل المشروع الأميركي في سورية فلا يوجد أحد سيعيد إعمار سورية سوى الصين وروسيا. دول المحور الأميركي لن تقدم أي مال لسورية إلا بعد حسم القضية الفلسطينية وبعد حسم كل موضوع الشرق الأوسط.

أي قرش يدفع لسورية الآن يعتبر تهديدا لإسرائيل وفق العقل الغربي.

 

النظام السوري والتعامل مع الاشتراكيين

 

أنا عندما بدأت كتابة هذا الموضوع كنت أريد أن أقول شيئا ولكنني انجرفت عنه إلى شيء آخر.

أنا كنت أريد أن اتحدث عن أسلوب النظام السوري في مواجهة ترهات الاشتراكيين.

هم بدؤوا منذ الآن يتحدثون عن الفساد في عمليات إعادة الإعمار، رغم أن عمليات إعادة الإعمار لم تبدأ بعد.

لا بد لمواجهة ترهات الاشتراكيين أن تكون هناك شفافية كاملة في الاقتصاد السوري والدولة السورية.

أسلوب القمع لا يجدي، وأسلوب التجاهل لا يجدي أيضا.

لا بد أن يرد النظام السوري بشكل رسمي على كل اتهامات الفساد التي توجه له أو لمحاسيبه.

لا بد من انتهاج الشفافية الكاملة في عمليات إعادة الإعمار. لا بد أن تكون المعلومات متاحة لجميع الناس. يجب ألا يتم إخفاء أي شيء.

إخفاء المعلومات وتجاهل اتهامات الفساد يسوف يعيدنا إلى نفس الجو الذي كان سائدا قبل الحرب على سورية.

 

 

هل تؤيد انتخاب بشار الأسد لولاية جديدة؟

هذا الاستفتاء هو بمناسبة الانتخابات الأميركية. يرجي الانتباه لأن نتيجة الاستفتاء تعبر عن رأي المشاركين فيه فقط.

 

____________________________________________

السؤال التالي يجوز فيه اختيار أكثر من إجابة واحدة.

 

اعتقال سماحة تكرار لسيناريو ثورة 14 آذار

اعتقال ميشيل سماحة ليس مجرد حادثة معزولة بل هو بداية لثورة جديدة ضد قوى المقاومة في لبنان على غرار ثورة 14 آذار 2005. إعلام الحريري يصور ما جرى وكأنه ثورة وبداية لعهد جديد، تماما كما حدث في عام 2005.

أميركا تعتقد أن سورية في حالة ضعف وأن يد الناتو تقبض على قلبها وتكاد تسقطها من الداخل، ولهذا السبب هي أوعزت لأتباعها في لبنان لكي ينطلقوا في ثورة جديدة على غرار ثورة عام 2005. وقتها تم اعتقال قادة الأجهزة الأمنية في لبنان وشنت حملة واسعة ضد حلفاء سورية، وما يحدث الآن هو تكرار لذلك السيناريو.

الهدف من ثورة 14 آذار 2005 كان خلق مناخ شعبي في لبنان يسهل فوز الحريري وأتباعه في الانتخابات، وهناك من يرون أن اغتيال رفيق الحريري كان لنفس الهدف أيضا. الثورة الحالية لها نفس الهدف وهو تسهيل فوز الحريري وأتباعه في الانتخابات القادمة.

الثورة الماضية كانت مبنية على أوهام كبيرة ولهذا السبب هي انتهت بفشل ذريع للحريري وأتباعه. في النهاية تم إطلاق سراح الضباط الأربعة وأعيد الاعتبار لحلفاء سورية وتم إخراج الحريري من السلطة عقابا له على ثورته وعلى فبركته لشهود الزور.

على الأغلب أن الأدلة في قضية ميشيل سماحة هي أيضا أدلة مزورة، وسيأتي يوم يخرج فيه ميشيل سماحة من السجن ويحاكم من تبقى من رجال الحريري بتهمة فبركة الأدلة المزورة.

حزب الله لن ينجر إلى صدام مع رجال الحريري، لأن هدف أميركا حاليا هو إشعال لبنان وتصدير الأزمة السورية إليه (لتحقيق نبوءة داني أيالون الذي قال أن التقسيم سيصل إلى لبنان أيضا). أميركا كانت طوال السنين الماضية تستفز حزب الله لكي تجره إلى صدامات في الداخل اللبناني. بعد حرب تموز 2006 أميركا أرادت إزالة هالة النصر عن حزب الله ولهذا السبب هي أوعزت لأتباعها لكي يتخذوا قرارا بتفكيك شبكة اتصالات حزب الله، وهذا القرار أدى إلى رد فعل من حزب الله في 7 أيار 2008. بعد ذلك الإعلام الوهابي والأميركي شن حملة تحريض كاسحة ضد حزب الله بهدف تهييج ما يسمى بالسنة في لبنان والعالم العربي، وهم هاجوا بالفعل وحاليا معظم ما يسمى بالسنة يسبون ويلعنون حزب الله، ونحن رأينا هذا الأمر لدى المعارضة السورية أيضا.

حزب الله وحلفاؤه سوف يمتصون الهجمة الحالية ولن ينجروا إلى الصدام الذي تريده أميركا. وضع حزب الله وحلفائه حاليا هو أفضل بكثير من وضعهم في عام 2005، وعلى الأغلب أن نتيجة ثورة 14 آذار الحالية سوف تكون أسوأ من نتيجة الثورة السابقة وهي ستؤدي إلى اجتثاث ما تبقى من تيار الحريري بالكامل.

يجب على قوى المقاومة في لبنان أن تتعامل مع ما يجري بهدوء وبرؤوس باردة. أميركا في موقف ضعيف وهي لا تملك أي سلاح حاليا سوى التحريض والاستفزاز الإعلامي ومحاولة إثارة الفتن. هي عاجزة تماما في سورية من الناحية العملية وكل ما تعتمد عليه هو الحرب النفسية والدعائية في الدرجة الأولى. هي تحاول الآن أن تصبغ على النظام السوري الصبغة العلوية، وهذا يتضح من كلام جوشوا لانديز بالأمس حيث أنه وصف الجيش السوري بأنه ميليشيا علوية. هم يريدون تصوير الجيش السوري على أنه ميليشيا علوية وتصوير حزب الله على أنه ميليشيا شيعية لكي يطلقوا قطعان الوهابيين السنة عليهما، وهذا هو ما يحدث الآن بالفعل حيث أن السنة يحاربون الجيش السوري بالنيابة عن إسرائيل، وقريبا سيتم تصدير هذه الحالة إلى لبنان أيضا وسيتم إطلاق قطعان الوهابيين لمحاربة حزب الله.

نحن الآن نعيش حالة حرب سنية-شيعية يحارب فيها السنة بالنيابة عن إسرائيل. أميركا سخرت السنة كروبوتات للدفاع عن إسرائيل وهي تعمل بهدوء وصبر منذ عدة سنوات على توجيه هذه الروبوتات لكي تصطدم بمحور المقاومة. محور المقاومة يجب أن يتعامل بهدوء مع هذه الحرب لأنها طويلة. طبعا من المؤسف أن يضطر محور المقاومة لمحاربة السنة بدلا من إسرائيل ولكن يجب ألا يغيب عن بال أحد أن السنة في هذه الحرب يحاربون بالنيابة عن إسرائيل.

إذا نسينا دور إسرائيل وأميركا وصدقنا أن ما يجري هو حرب سنية-شيعية بحتة نكون قد سقطنا في الفخ وأنقذنا إسرائيل. أميركا لم توجه السنة نحو الشيعة لأنها تكره الشيعة. هي وجهت السنة نحو الشيعة لكي تلهيهم عن إسرائيل. هي تريد من الشيعة أن ينسوا إسرائيل (كما نسيها السنة) وأن يلتهوا بمحاربة السنة. إذا نسي الشيعة إسرائيل وصدقوا أن صراعهم هو ضد السنة فإنهم يكونون قد حققوا الهدف الأميركي-الإسرائيلي الأكبر.

هل تؤيد الفدرالية في سورية؟

 

أميركا تستعرض نفوذها في لبنان

نشرت وكالة الأنباء اللبنانية الخبر التالي:

ادعى مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر، عصر اليوم على الوزير السابق ميشال سماحة وعلى اللواء في الجيش السوري علي مملوك وعلى العقيد في الجيش السوري عدنان، لاقدامهم على تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية توصلا الى اثارة الاقتتال الطائفي عبر التحضير لتنفيذ أعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة وتحسينها بعد أن جهزت من قبل مملوك وعدنان، وإقدامهم أيضا على التخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية ودس الدسائس لدى مخابرات دولة أجنبية لمباشرة العدوان على لبنان، وحيازة أسلحة حربية غير مرخصة، سندا إلى مواد تنص عقوبتها القصوى على المؤبد والإعدام.

وأحال صادر الإدعاء إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الذي احضر سماحة إلى مكتبه واستمهل لتوكيل محام، وأصدر أبو غيدا مذكرة وجاهية بتوقيفه، على أن يتابع استجوابه يوم الإثنين المقبل.

علي مملوك هو من أهم شخصيات النظام السوري، وميشيل سماحة هو أيضا مقرب جدا من النظام السوري.

ما يحدث حاليا في لبنان من المستحيل أن يحدث بدون تدخل أميركي مباشر. لا شك أن أميركا تدير بنفسها هذا الفيلم وهي التي تغطي أتباع الحريري بشكل مباشر لكي يقوموا بهذا الفيلم الذي يراد منه استعراض نفوذ أميركا في لبنان وتحطيم هيبة سورية وإيران.

بالأمس تحدث المسؤولون الأميركان أمام وسائل الإعلام عن دور السيد حسن نصر الله في تدريب ميليشيات الشبيحة السورية التي تقتل المدنيين.

أميركا تقوم بإهانة سورية وإيران وتحطيم صورتهما في لبنان. أميركا تروج الآن لأن النظام السوري حاول التدخل لنصرة ميشيل سماحة ولكنه فشل في ذلك.

نص التهم الموجهة لميشيل سماحة وحسن نصر الله هو نص مقذع جدا. ميشيل سماحة تآمر مع علي مملوك لتشكيل عصابة مسلحة هدفها تدبير تفجيرات واغتيالات وإثارة فتنة طائفية، وحسن نصر الله يقوم بتدريب الشبيحة لقتل المدنيين. هذا الكلام من المستحيل أن يصدر إلا عن أميركا مباشرة.

أميركا باختصار رمت بكل ثقلها في لبنان في محاولة لإظهار قوتها وتحطيم هيبة سورية وإيران. هي تريد تخويف اللبنانيين حتى لا يسيروا في مشروع قانون الانتخاب الجديد. هي تريد أن تؤثر على السياسيين اللبنانيين وتقول لهم أنني موجودة ويجب أن تحذروا مني ولا تسيروا مع سورية وإيران.

هل تؤيد الفدرالية في سورية؟

 

الطوائف والموقف من المعارضة السورية (2)

هذا الموضوع هو تحديث لموضوع سابق تحدثت فيه حول نتائج استفتاء أجريته في المدونة بعنوان “ما دينك وهل تؤيد المعارضة السورية”؟.

عدد العينة التي تحدثت عنها في المرة الماضية كان 102 شخصا، أما الآن فالعدد ارتفع إلى 200، وبالتالي هذه الأرقام يجب أن تكون نظريا أقرب إلى الواقع.

هناك ثلاثة أشخاص شاركوا في التصويت على أنهم يهود، ولا أدري إن كانوا حقيقيين أم لا، ولكنني سوف أدرجهم في العرض التالي احتراما لليهود الذين هم ديانة رسمية في سورية.

الأديان

  • 104 أشخاص من أصل 200 (52%) عرفوا عن أنفسهم بأنهم “مسلمون سنة”.
  • في المرتبة الثانية حل “المسيحيون” الذين بلغ عددهم 32 شخصا (16%).
  • في المرتبة الثالثة حل “اللادينيون والحياديون” بعدد 27 شخصا (13.5%).
  • في المرتبة الرابعة “الأقليات المذهبية” بعدد 26 شخصا (13%).
  • في المرتبة الأخيرة ثلاثة يهود (1.5%).
  • 8 أشخاص (4%) اختاروا “جواب آخر”.

الموقف من المعارضة

  • 76 شخصا من أصل 200 (38%) أيدوا المعارضة السورية.
  • 116 شخصا من أصل 200 (58 %) لم يؤيدوا المعارضة السورية.
  • 8 أشخاص من أصل 200 (4%) اختاروا “جواب آخر”.

التركيب الديني لكل فريق

الفريق المؤيد للمعارضة السورية (76 شخصا) يتكون من:

  • 54  مسلم سني من أصل 76 = 71.05%
  • 11 من اللادينيين والحياديين = 14.47%
  • 5 من الأقليات المذهبية = 6.58%
  • 4 من المسيحيين = 5.26%
  • 2 يهود = 2.63%

الفريق غير المؤيد للمعارضة السورية (116 شخصا) يتكون من:

  • 50 مسلم سني من أصل 116 = 43.1%
  • 28 من المسيحيين = 24.14%
  • 21 من الأقليات المذهبية = 18.1%
  •  16من اللادينيين والحياديين = 13.79%
  • 1 يهودي = 0.86%

موقف كل دين من المعارضة

  • 54 مسلم سني من أصل 104 يؤيدون المعارضة = 51.92%
    • و50 مسلم سني من أصل 104 لا يؤيدون المعارضة =  48.08%
  •  4 من المسيحيين من أصل 32 يؤيدون المعارضة = 12.5%
    • و28 من المسيحيين من أصل 32 لا يؤيدون المعارضة =  87.5%
  • 11 من اللادينيين والحياديين من أصل 27 يؤيدون المعارضة = 40.74%
    • و16 من اللادينيين والحياديين من أصل 27 لا يؤيدون المعارضة = 59.26%
  • 5 من الأقليات المذهبية من أصل 26 يؤيدون المعارضة = 19.23%
    • و21 من الأقليات المذهبية من أصل 26 لا يؤيدون المعارضة = 80.77%
  • 2 يهود من أصل 3 يؤيدون المعارضة = 66.67%
    • ويهودي واحد من أصل 3 لا يؤيد المعارضة = 33.33%

إيران تدعو الأسد إلى قمة عدم الانحياز

قبل انعقاد مؤتمر الحوار بين إيران والغرب في بغداد شهدنا كثيرا من التصعيد من الجانبين استعدادا للمفاوضات، وبعد انعقاد الجلسة الحوارية لاحظنا اليوم غضبا شديدا من الخليجيين وإسرائيل بسبب نتائجها.

من يتابعني يعلم وجهة نظري في هذه المفاوضات. أنا لا أعتقد أن الهدف الحقيقي منها هو البرنامج النووي الإيراني وإنما بحث مستقبل إسرائيل وكيفية حمايتها. قضية البرنامج النووي الإيراني هي مجرد ستار وذريعة تستغلها أميركا لإبقاء الضغط على إيران.

بالأمس إيران قامت بخطوة فاقعة في الموضوع الإسرائيلي. الرئيس الإيراني أرسل مبعوثا خاصا إلى سورية سلم الرئيس الأسد دعوة لحضور قمة دول عدم الانحياز في طهران في شهر أيلول.

حضور الأسد لهذه القمة يعني أن كل الكلام الأميركي عن فقدان الأسد للشرعية وقرب رحيله سوف يصبح كلاما فارغا ولا معنى له. إيران بتوجيهها هذه الدعوة للأسد أثبتت لأميركا عمليا أنها لن تتخلى عنه ولا تفكر في ذلك.

بالإضافة إلى ذلك تردد كلام خليجي عن أن إيران طرحت قضية البحرين في مباحثات بغداد، وذلك ربما ردا على طرح أميركا للموضوع السوري.

باختصار إيران لا تفكر في تقديم أي تنازل جدي، وهذا هو ما أصاب الخليجيين والإسرائيليين بالجنون. تغطية قناة الجزيرة بالأمس كانت غاضبة تجاه إيران على نحو غير معتاد، أما موقع دبكا فهو عاد للتهديد بحرب إسرائيلية منفردة ضد إيران.

الموقف الروسي لا يقل صلابة عن الموقف الإيراني. التصريحات الروسية المتعلقة بالشأن السوري خلال الأيام الماضية كانت حادة للغاية.

هذا مثال على ما تفعله روسيا هذه الأيام:

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=todayz497.htm&arc=data12-24z497.htm

أعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس أنها ستتابع تحقيقا دوليا بشأن ضبط محاولة تهريب أسلحة إلى سورية.

ونقلت وكالة ‘نوفوستي’ الروسية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله: ‘خصصت شحنة من الأسلحة التي تم العثور عليها على متن السفينة للإرسال إلى سورية لتلبية حاجة المعارضة. وسيتابع الجانب الروسي باهتمام تحقيقات هذا الحادث بما في ذلك في إطار مجلس الأمن الدولي ولجنة العقوبات التابعة لها’.

روسيا لا تكتفي بالتحقيق في قضية سفينة الأسلحة وإنما تتحدث أيضا عن تفعيل لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن.

هناك أيضا التصريح القوي للغاية الذي أطلقه بوغدانوف بالأمس والذي قال فيه أن روسيا والصين تعلمتا الدرس مما حدث في ليبيا ولن تسمحا أبدا بتكراره في سورية، بل وذهب أبعد من ذلك عندما هدد الدول التي ستتدخل في سورية بأنها ستخسر من وراء تدخلها ولن تنجح فيه.

إذا جمعنا المواقف الروسية والإيرانية التي صدرت بالأمس يمكننا أن نقول أن تخلي هاتين الدولتين عن سورية هو أمر بعيد، وأميركا على ما يبدو بدأت تستشعر ذلك وهذا ما بدأ يظهر في الإعلام الأميركي والغربي الذي بدأ يتغير بشكل لافت ويبتعد عن خطه السابق. حتى جوشوا لانديز استشعر التغير القادم وبدأ ينقلب. في الأشهر الأولى للأزمة عندما أحس لانديز بأن أميركا تتجه للتصعيد كان يتحدث عن حتمية زوال الأسد وعن فعالية العقوبات، ولكنه الآن انقلب 180 درجة وصار يرى أن العقوبات لن تسقط الأسد بل ستقويه، وصار يطالب برفعها. هو أيضا أقر لأول مرة بتأثير القومية العربية في سورية ودورها في إفشال المساعي الأميركية. تدوينته الأخيرة تعبر عن بداية انقلاب استراتيجي في توجهاته، ومن معرفتي به أنا أعلم أنه لم ينقلب هذا الانقلاب إلا لأنه استشعر تغيرات في المناخ الرسمي الأميركي.

جيفري فيلتمان سيرحل قريبا، وبرهان غليون سيرحل أيضا. جوشوا لانديز بكى كثيرا في مدونته على برهان غليون، وهذا يدل على أن رحيله أثر سلبا على المشاريع الأميركية. ما فهمته من كلامه هو أن أميركا فسرت رحيل غليون على أنه انتصار لإرادة المعارضة الداخلية على المعارضة الخارجية، وأميركا لا تحب المعارضة الداخلية بسبب ميولها الوطنية. ما يلي هو كلام جوشوا لانديز حول هذه المسألة:

The fact that Syrians inside distrust those outside the country is perhaps natural, but it is also a product of years of indoctrination, xenophobia and anti-Westernism that has been preached by the Baath Party. It is unfair to blame only the Baath. Arab nationalism as a movement has preached distrust of the West and those Arabs who have lived in the West for decades. That ideology is coming back to haunt the revolutionary movement today.  It will be very hard for Syrians living in the West to gain the trust of those inside the country.

هو يصف سوريي الداخل بأنهم عقائديون ومصابون برهاب الأجانب ويكرهون الغرب، ويقول أن القومية العربية علمت السوريين عدم الثقة بالغرب ومن يعيشون فيه، ويزعم أن هذا الفكر هو ما يهدد الثورة السورية اليوم.

طبعا الزعم بأن أميركا ستغير سياستها تجاه سورية بسبب قومية المعارضين هو كلام فارغ. أنا لا أؤمن مطلقا بهذه الترهات. ما يحدد سياسة أميركا الآن هو موازين القوى الدولية، وهذا الكلام الذي يسرده لانديز هو مجرد ذر للرماد في العيون ومحاولة لتبرير التراجع والانسحاب.

هو يصف السوريين برهاب الأجانب وكره الغرب، ولكنه بسبب غطرسته لا يدرك كم الكوارث التي تسببت بها بلاده في سورية والمنطقة خلال العام الماضي فقط. هو لا يعتبر قتل وتجويع آلاف وملايين العرب رهاب أجانب ولكنه يرى أن رد الفعل من جانبهم هو رهاب أجانب. هذه هي نفس العقلية الأميركية العنصرية التقليدية.

عموما كلام لانديز هذا يوحي بأن أميركا تتجه للتخلي عن المعارضة السورية تحت حجة أن هذه المعارضة إرهابية ومخترقة من القاعدة وقومية ومعادية للغرب إلخ. كل هذا الكلام هو فقط لتبرير الابتعاد الأميركي عن المعارضة.

جريدة الأخبار اللبنانية نقلت عن مسؤول روسي قوله أن أميركا أقرت ضمنا بشرعية الانتخابات السورية الأخيرة، وروسيا الآن تسعى لعقد مؤتمر حوار في موسكو بين النظام السوري والمعارضة بعيدا عن الجامعة العربية.

هذا المؤتمر الذي تريد روسيا عقده في موسكو هو الفرصة الأخيرة للمعارضة السورية لكي تحصل على أي شيء من النظام. عدم تجاوب المعارضة السورية مع هذه المساعي الروسية يعني أنها تتجه لهزيمة شبه مؤكدة، ومصيرها سوف يكون مثل مصير سليفتها في الثمانينات.

الصورة الآن هي تصلب روسي-إيراني، وتراجع وفشل أميركي، وغضب وهياج خليجي-إسرائيلي. كل مكونات الصورة تدل على أن الأمور تسير لصالح الأسد.

أزمة المازوت والغاز يتحمل مسؤوليتها النظام السوري

أزمة المازوت والغاز الخانقة التي تعيشها سورية هذه الأيام كان من الممكن تفاديها من جذورها لو أن النظام السوري أجرى الإصلاحات التي طالب بها الكثيرون في السنوات الماضية لنظام الدعم الاجتماعي.

الدردري وغيره لطالما طالبوا بإصلاح نظام الدعم والتخلي عن فكرة بيع السلع بأسعار مخفضة، ولكن النظام وحواشيه الفاسدة من مدعي الاشتراكية عارضوا وقاوموا وأبقوا الوضع على ما هو عليه.

الحكومة في الوضع السليم يجب ألا تحتكر استيراد المحروقات والغاز. لو كان هناك قطاع خاص سوري يستورد هذه المواد لما كانت الأزمة الحالية حصلت. الأزمة حصلت لأن أميركا استهدفت شركة المحروقات الحكومية السورية، وبما أن هذه الشركة هي المنتج والمستورد الوحيد للمحروقات والغاز انقطعت هذه المواد من السوق.

ما كان الإصلاحيون يطالبون به منذ سنوات هو أن يتم تحرير أسعار المحروقات وجميع السلع وأن يتم تقديم الدعم الحكومي لمحتاجيه عبر وسائل أخرى غير تخفيض الأسعار (الذي هو في الحقيقة ليس وسيلة دعم بل وسيلة لسرقة المال العام وهدره). ولكن الفاسدين في النظام والإعلام السوري حاربوا هذه المقترحات بشدة وأصروا على إبقاء النظام القديم الذي يستفيدون منه عبر التهريب والسمسرة والحصول على الدعم الحكومي بدون وجه حق.

الآن هؤلاء الفاسدون الذين حاربوا الإصلاح في السابق سكتوا وغابت أصواتهم. أنا أزور موقع سيرياستيبس وألاحظ أن الموقع ينوح كثيرا في هذه الأيام على المازوت والغاز، رغم أن هذا الموقع كان من أشد معارضي الإصلاح الاقتصادي وهو في رأيي من أكبر مروجي وداعمي الفساد الحكومي في سورية.

ما لدى الموقع ورئيسة تحريره هو فقط النواح والعويل دون تقديم أي حل مفيد. هذا هو ما يعرفه هؤلاء.

الدردري ترك سورية في وضع اقتصادي قوي للغاية. حتى أميركا أقرت بأن سورية في بداية الأزمة كانت تملك كمية هائلة من الأموال. المؤسف أن هذه الأموال ضاعت ولم تستفد سورية منها شيئا. أنا أصلا قلت منذ بداية الأزمة أن هدف أميركا الأساسي هو تجريد سورية من هذه الأموال حتى لا يصبح لسورية اقتصاد قوي وتصبح قادرة على مواجهة إسرائيل، وأميركا نجحت في هذا المسعى بالفعل حيث أن سورية تكبدت خسائر هائلة والأموال التي جمعت في حقبة الدردري ضاعت خلال الأشهر الماضية على أمور عبثية.

لو كان النظام السوري أصلح نظام الدعم الاجتماعي قبل الأزمة لما كان هناك الآن أزمة محروقات وغاز في سورية. القطاع الخاص كان سيستورد هذه المواد، وحتى لو ارتفعت أسعارها فالارتفاع ما كان ليبلغ المستويات الحالية التي نتجت عن فقدان المواد من الأسواق. فقدان هذه المواد هو كارثة وطنية لأنه يشل الاقتصاد ويشل كل مناحي الحياة.

ما دينك وهل تؤيد المعارضة السورية

 الإجابة للسوريين فقط لو سمحتم. إذا كنت صوتت من قبل فلا تصوت مجددا حتى لا تلغى أصواتك.

الملك السعودي يحذر الرئيس اللبناني من استهداف “السنة” في لبنان

من لديه أدنى شك في أهداف المحور السعودي-الإسرائيلي مما يحدث في لبنان يجب أن يقرأ البرقية التي أرسلها اليوم الملك السعودي إلى لبنان. البرقية تحذر الرئيس اللبناني من أن “استهداف السنة في لبنان سوف يعيد لبنان إلى الحرب الأهلية”.

هذا الكلام من الملك السعودي هو نفس الكلام الذي يردده الوهابيون المتمردون في لبنان وهو نفس الكلام الذي نسمعه منذ سنوات على القنوات الفضائية الوهابية. الملك السعودي اليوم اعترف بوثيقة رسمية بأنه هو من يروج هذا الفكر الوهابي في المنطقة.

قبل أيام كان المعتقل الوهابي في طرابلس إرهابيا خطيرا مدانا بأدلة دامغة، ولكنه اليوم خرج بكفالة بحجة أن التهم الموجهة إليه بسيطة وسخيفة. هذا دليل على أن عملية إطلاق سراحه تمت استجابة لضغوط خليجية من السعودية وقطر.

ما حدث اليوم هو عمليا ترسيخ لفكرة المنطقة العازلة في شمال لبنان. من الآن فصاعدا لن تتمكن القوى الأمنية اللبنانية من اعتقال مهربي السلاح إلى سورية لأن الملك السعودي يعتبر هذا استهدافا للسنة ونذيرا بعودة الحرب الأهلية.

مرة جديدة يثبت لبنان أنه دولة فاشلة ووهمية. ما يحدث الآن هو في الحقيقة تكرار لسيناريو الحرب الأهلية السابقة. خروج الوهابيين منتصرين في هذه المواجهة مع الدولة اللبنانية يعني أنهم صاروا الآن أكثر قوة مما سبق، وهم يحظون بغطاء رسمي من المحور السعودي-الإسرائيلي شبيه بالغطاء العربي الذي كان الفلسطينيون يحظون به في الستينات والسبعينات. أي أننا نتحدث الآن عن ميليشيات وهابية في لبنان مستقلة عن سلطة الدولة وخاضعة لإمرة المحور السعودي-الإسرائيلي.

الحرب الوهابية-الشيعية في لبنان هي مسألة وقت فقط. الملك السعودي دعا للحوار لأجل نزع سلاح حزب الله مقابل نزع سلاح العصابات الوهابية. المحور السعودي-الإسرائيلي يريد فرض هذه المعادلة على سورية وإيران: هم يريدون نزع سلاح حزب الله مقابل نزع سلاح الوهابيين، أي أنهم عمليا يريدون نزع سلاح حزب الله بدون مقابل تدفعه إسرائيل.

“حكومة حزب الله” فشلت في ضبط الوضع الأمني في لبنان. هي سمحت للمحور السعودي-الإسرائيلي بتسليح الوهابيين والآن هي تسمح لهذا المحور بمنح الوهابيين الغطاء الشرعي تحت حجة أنهم يمثلون طائفة رئيسية في لبنان كما زعم ملك آل سعود.

الوهابيون في لبنان هم “جيش لحد” الجديد الذي سوف يحارب حزب الله عاجلا أم آجلا. جيش لحد القديم كان اسمه “جيش لبنان الجنوبي”، أما الجيش الوهابي الجديد فسوف يكون اسمه “جيش لبنان الشمالي”. طبعا الداعم واحد في كلتا الحالتين وهو المحور السعودي-الإسرائيلي.

موقع دبكا نشر اليوم ما يلي:

Sunday, at the NATO summit in Chicago, Secretary Anders Fogh Rasmussen said firmly that the alliance has “no intention” of taking military action against President Bashar Assad’s regime. But he said nothing about individual NATO members translating their concern about the escalating violence in Syria into military action. Above all, he did not explain why Syrian army heavy T-72 tanks have in recent days started bursting into flames on the open roads.
Debkafile’s military sources disclose the cause: The Syrian rebels have received their first “third generation” anti-tank weapons, 9K115-2 Metis-M and Kornet E. They are supplied by Saudi and Qatari intelligence agencies following a secret message from President Barack Obama advising them to up the military stake in the effort to oust Assad.
Saturday, May 19, President Obama said in a speech to the G-8 summit at Camp David that “Bashar al-Assad must leave power.” Listening to him were Russian Prime Minister Dmitry Medvedev whose government strongly opposes the bid to topple Assad and is helping him to weather the uprising against his rule.
Medvedev and Chinese leader Hu Jintao both kept silent after Obama spoke. Both would have had intelligence updates relayed to Camp David on the latest turn of events in Syria.
The supply of powerful anti-tank missiles to the Syrian rebels is intended to achieve two purposes:

1. To impede Syrian military tank movements between flashpoints. During the 14-month uprising, there was nothing to stop Syrian tanks criss-crossing the country as back-up for the official crackdown on dissent. But in recent weeks, trucks hauling the T-72 are being blown up before they reach their destinations.
2.  The sight of blazing tanks is intended to undermine army morale and puncture the self-assurance of the security circles surrounding the president.
The anti-tank missiles reaching the rebels through Saudi and Qatari channels are only one facet of the unfolding US plan for the Syrian crisis, our military sources report. Turkish intelligence has been given the green light to arm Syria rebels with IED roadside bombs tailored for the Syrian theater and intensively train the dissidents in their use at Turkish military facilities. This is tantamount to Ankara’s first direct military intervention in Syria.
How will Assad and his backers in Tehran and Moscow handle the upscale of rebel munitions?
According to our sources, the Syrian ruler and his cronies are not shaken in their conviction that even with heavy weapons in play they will suppress the revolt, because the majority of the population is still behind the regime and because the rebels will find it hard to wield the advanced systems, especially by day.
But his Russian and Iranian military and intelligence advisers are growing less sanguine as they watch foreign military intervention expand step by step. They are warning the Syrian ruler that the advanced missiles reaching the rebels represent the most dangerous development his regime has faced to date. They reckon that, after failing to ignite a full-dress unified rebellion inside the main Syrian cities, the West and the Arab states have turned to equipping anti-Assad rebel forces for pursuing sustained guerilla warfare between the big cities – on the main roads and in rural and mountainous areas.
Russian and Iranian tacticians agree that the Syrian army, like most other regular armies, is not trained or structured for combating guerilla forces. Adapting it to the new peril would be a long process.

المقال يقول أن أميركا بدأت منذ فترة بتزويد الإرهابيين في سورية بصواريخ مضادة للدروع وبأن تركيا تزودهم بعبوات ناسفة متطورة، والهدف هو إعاقة تحرك الجيش السوري وتقويض معنويات الجنود والشعب السوري بعد فشل محاولة إشعال ثورة في سورية.

المقال يقول أن الروس والإيرانيين قلقون من هذا التطور لأن الجيش السوري غير معد لهكذا مواجهة، أما النظام السوري فهو غير قلق وما زال يعتقد بإمكانية القضاء على الإرهابيين.

 مقال موقع دبكا صادق لأن جريدة الشرق الأوسط أكدته بالأمس ولكنها زعمت أن مصدر الصواريخ التي تصل للمتمردين هو مخازن الجيش السوري. المقال الذي نشرته الشرق الأوسط بالأمس كان بهدف التمويه على وصول السلاح المتطور إلى الإرهابيين من الخارج.

أنا بصراحة أستغرب كيف أن سورية والعراق وإيران وروسيا يشاهدون تركيا تفعل هذه الأفاعيل دون أن يردوا بالمثل. لماذا لا يتم تزويد المقاومين الأكراد في تركيا بالعبوات الناسفة والأسلحة المضادة للدروع؟ المعارضة الكردية في تركيا لها مطالب تاريخية مشروعة، أما الإرهابيون في سورية فهم ليس لديهم أي مطلب مشروع وهم يرفضون الديمقراطية والانتخابات ويسعون لاغتصاب السلطة بالعنف والإرهاب. أي الجهتين أولى بالدعم؟

عدم دعم المقاومين الأكراد بالسلاح بينما تقوم تركيا بتزويد الإرهابيين في سورية بالعبوات الناسفة هي مهزلة وأمر بحاجة لتوضيح. لماذا تتفرج أربع دول كبيرة على تركيا وهي تسلح الإرهابيين دون أن ترد هذه الدول بالمثل؟

العصابات التابعة لتركيا اختطفت اليوم مجموعة من اللبنانيين الشيعة قرب حلب بهدف تهييج شيعة لبنان بعد أن تم تهييج الوهابيين. هذا مؤشر جديد على وجود رغبة لدى المحور المعادي بتفجير لبنان طائفيا للأسباب التي ذكرتها من قبل.

الأسد حذر الدول المتورطة في الإرهاب في سورية من امتداد الفوضى إليها، ولكن ما حدث هو أن الفوضى امتدت إلى لبنان الذي هو مناصر لسورية، أما تركيا التي تزرع الإرهاب والفتن الطائفية فهي ما زالت بعيدة عن الفوضى رغم أنها أكثر دولة مؤهلة للفوضى.

ما دينك وهل تؤيد المعارضة السورية

 الإجابة للسوريين فقط لو سمحتم. إذا كنت صوتت من قبل فلا تصوت مجددا حتى لا تلغى أصواتك.

الطوائف والموقف من المعارضة السورية

شارك حتى لحظة كتابة هذا الكلام 102 شخصا في الاستفتاء الذي أجريته في هذه المدونة بعنوان “ما دينك وهل تؤيد المعارضة السورية”؟ هذا العدد قليل ولكنني رغم ذلك سأتحدث عن النتيجة. ميزة هذه العينة هي أنها موزعة على دول عديدة ومدن عديدة داخل سورية، وبالتالي هي في رأيي عينة عشوائية.

المشاركون في هذا الاستفتاء لا يمثلون الشعب السوري لأن الشعب السوري فيه قطاعات لا تدخل إلى الإنترنت وقطاعات أخرى لا تهتم بمدونة مثل مدونتي، أيضا هذا الاستفتاء شارك فيه كثير من المغتربين في الدول العربية والغربية، وهذا ما يفسر ربما ارتفاع نسبة المسيحيين المشاركين في التصويت (14 شخصا من أصل 102 = 13.73%). المشاركون في الاستفتاء يعبرون عن قطاع معين من الشعب السوري وليس كل الشعب.

الأديان

  • هناك 51 شخصا من أصل 102 (50%) عرفوا عن أنفسهم بأنهم “مسلمون سنة”.
  • في المرتبة الثانية حل “اللادينيون والحياديون”، وهؤلاء غير معترف بهم رسميا في سورية ولكنهم قطاع كبير من العينة التي شاركت في التصويت (16 من أصل 102 = 15.69%).
  • في المرتبة الثالثة حلت “الأقليات المذهبية” و”المسيحيون” بنفس النسبة لكل منهما وهي 14 شخصا من أصل 102 = 13.73%.
  • وهناك 7 أشخاص (6.86%) اختاروا “جواب آخر”، ولا أدري ما هو.

الموقف من المعارضة

  • هناك 36 شخصا من أصل 102 (35.29%) أيدوا المعارضة السورية.
  • وهناك 59 شخصا من أصل 102 (57.84%) لم يؤيدوا المعارضة السورية.
  • وهناك 7 أشخاص من أصل 102 (6.86%) اختاروا “جواب آخر”.

التركيب الديني لكل فريق

الفريق المؤيد للمعارضة السورية (36 شخصا) يتكون من:

  • 26 مسلم سني من أصل 36 = 72.22%
  • 4 من اللادينيين والحياديين = 11.11%
  • 3 من الأقليات المذهبية = 8.33%
  • 3 من المسيحيين = 8.33%

الفريق غير المؤيد للمعارضة السورية (59 شخصا) يتكون من:

  • 25 مسلم سني من أصل 59 = 42.37%
  • 12 من اللادينيين والحياديين = 20.34%
  • 11 من الأقليات المذهبية = 18.64%
  • 11 من المسيحيين = 18.64%

الفريق الذي لا يؤيد المعارضة هو أكثر تنوعا طائفيا (أكثر وطنية) من الفريق المؤيد للمعارضة.

موقف كل دين من المعارضة

  • هناك 26 مسلم سني من أصل 51 يؤيدون المعارضة = 50.98%
    • وهناك 25 مسلم سني من أصل 51 لا يؤيدون المعارضة =  49.02%
  • هناك 4 من اللادينيين والحياديين من أصل 16 يؤيدون المعارضة = 25%
    • وهناك 12 من اللادينيين والحياديين من أصل 16 لا يؤيدون المعارضة =  75%
  • هناك 3 من الأقليات المذهبية من أصل 14 يؤيدون المعارضة = 21.43%
    • وهناك 11 من الأقليات المذهبية من أصل 14 لا يؤيدون المعارضة = 78.57%
  • هناك 3 من المسيحيين من أصل 14 يؤيدون المعارضة = 21.43%
    • وهناك 11 من المسيحيين من أصل 14 لا يؤيدون المعارضة = 78.57%

هذه النتيجة لا تفاجئني بل هي تتوافق مع ما كنت أقوله منذ البداية. عموما التصويت ما زال مفتوحا وكلما زاد عدد المصوتين كلما اقتربت النتيجة أكثر من الواقع.