يوجد في سوريا مَثَل نصه «تِـيْـتي تِـيْتي متل ما رحتي متل ما جيتي» أو بنحو هذه الألفاظ.
معنى المثل هو كمعنى مقولة «رجع بخفي حنين».
الغريب في هذا المثل هو الكلمة التي في أوله «تيتي». هذه الكلمة هي بلا معنى، وحسب ما أعلم فإنها لم ترد سوى في هذا المثل. هي ليست مستخدمة في الكلام.
يخطر على بالي أن هذه الكلمة هي تحريف لفعل المخاطب المفرد المؤنث «أَتَيْتِ».
لو أخذنا الفعل «مَشَيْتِ» كمثال للمقارنة فإننا نجد أن نطقه تطور في اللهجات السورية على النحو التالي:
maʃajti → mʃīti
لو جعلنا نطق الفعل «أَتَيتِ» يتطور على نفس النحو فإن النتيجة سوف تكون:
ʔatajti → ʔtīti
هذه الكلمة المفترضة /ʔtīti/ قد تكون أصل كلمة «تيتي» في المثل.
إن صح هذا التحليل فإن أصل المثل هو «أَتَيْتِ مثلما رُحْتِ». التطور الصوتي جعل المثل ينطق «تيتي متل ما رحتي». بعدما خرجت الكلمة الأولى من الاستخدام وصارت كلمة قديمة غير مفهومة أضاف بعضهم إلى المثل عبارة «متل ما جيتي» لكي يبث فيه الروح مجددا، فكانت النتيجة أن وصل المثل إلى صورته (أو صوَره) المعروفة اليوم.
والله أعلم بالصواب.
هل طلقت مدونتك؟
تحياتي لكم
هذا المثل مستخدم في العراق أساسا، والذي أراه انه ارتحل من العراق إلى سوريا لسبب بسيط وهو ان كلمة (تيتي) كلمة دارجة في الموروث الشعبي العراقي تستخدم للطفل الذي يرومون تدريبه على المشي كنغمة تشجيع وتطمين حيث ترددها الأم على أسماع طفلها وهي تمسك بيديه ليخطو خطواته الأولى
الموضو لطيف جدا تحياتي لكم وللكاتب