قبل يومين وقع دونالد ترمب على قانون ميزانية الدفاع الأميركية.
نص القانون يحتوي على كلام مهم يتعلق بسورية، ولكن الإعلام العربي والسوري لم يتطرق لذلك.
أنا هنا لن أترجم كل الكلام ولكنني سوف أذكر أمورا وجيزة.
النص الكامل هو موجود هنا.
العنوان 12 هو “أمور متعلقة بالأمم الأجنبية” Matters Relating to Foreign Nations.
العنوان الفرعي C هو “أمور متعلقة بسورية والعراق وإيران” Matters relating to Syria, Iraq, and Iran.
أول فقرة تحت هذا العنوان تتعلق بتدريب المعارضة السورية المفحوصة:
Sec. 1231. Extension and modification of authority to provide assistance to the vetted Syrian opposition
أهم ما تنص عليه الفقرة هو ما يلي:
-تمديد برنامج تدريب المعارضة السورية المفحوصة حتى December 31, 2019.
-إلزام وزير الدفاع بتقديم تقرير خلال 90 يوما يحوي ما يلي:
- وصف الجهود التي ستقوم بها أميركا لتدريب وتسليح المعارضة السورية المفحوصة على نحو مناسب ووصف جهود الدول الشريكة في هذا المجال.
- وصف تفصيلي لأجهزة الأمن الداخلية للمعارضة السورية المفحوصة التي ستدرب وتسلح وفق البرنامج، متضمنا وصفا لمواقعها الجغرافية وديمغرافيتها وتوجهاتها السياسية وقدراتها.
- تقييما للكفاءة العملياتية الحالية لقوات المعارضة السورية المفحوصة وبنى القيادة والتحكم لديها.
- وصفا مفصلا للقدرات التي ستمنح للقوات مع جدول زمني.
- وصفا لدور القوات الأميركية.
- تفسيرا للآلية التي يعمل بها القادة المحليون في المعارضة السورية المفحوصة.
- تفسيرا لآلية الحكم المحلي في مناطق المعارضة السورية المفحوصة.
-وزير الدفاع أيضا سيقدم تقارير ربعية (كل ثلاثة أشهر) يتحدث فيها عن:
- الأراضي الجديدة التي حررت من داعش.
- جهود تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة سابقا من داعش.
- هل قوات المعارضة السورية المفحوصة وأجسام الحكم المرتبطة بها تمثل ديمغرافية المجتمعات المحلية.
- كيف تعاملت وزارة الدفاع مع أي تعثر في العمليات.
- هل قوات المعارضة السورية المفحوصة المدعومة من أميركا أظهرت احتراما لحقوق الإنسان وحكم القانون، وهل حصل تحقيق مناسب ومحاسبة لعناصرها الذين خرقوا حقوق الإنسان وحكم القانون.
الفقرة التالية تتعلق بجرائم الحرب في سورية.
Sec. 1232. Syrian war crimes accountability
هذه فقرة مهمة جدا (أهم من الفقرة السابقة) ولكنني أعتذر عن ترجمتها لأسباب تتعلق بالوقت المتاح لي. الفقرة باختصار تطلب من وزارة الخارجية تقريرا حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي ارتكبها نظام بشار الأسد، ووصفا لإجراءات محاسبة من ارتكبوا الجرائم (تدريب محققين وموثقين للجرائم، توثيق وحفظ الأدلة، التحضير للمحاكمات، حماية الشهود والأدلة، إجراء دراسة حول آلية المحاكمات).
الفقرة التالية تتحدث عن الحرب ضد داعش.
Sec. 1233. Extension of authority to provide assistance to counter the Islamic State of Iraq and Syria
من هذا العرض الوجيز لبعض ما ورد في نص ميزانية الدفاع الأميركية يتبين أن القضية السورية ما تزال حاضرة بقوة، وهي أهم من قضية الحرب ضد داعش بالنسبة للأميركان. هذه الحقيقة سوف تفاجئ كثيرا من العرب الذين يتعرضون لتضليل ممنهج (تحدثنا عنه مؤخرا) مصدره وسائل إعلام تابعة لتركيا وإيران وروسيا وغير ذلك من الأنظمة المتورطة في جرائم الإبادة في سورية أو المتضامنة مع تلك الجرائم.
من يستمع كل يوم لوسائل إعلام قطر وحزب الله فإنه سوف يعتقد أن أميركا تخلت عن المعارضة السورية وأنها تدعم بشار، وأن الأكراد سوف يسلمون المناطق المحررة لبشار، ونحو ذلك من الأكاذيب والكلام الفارغ.
الموقف الأميركي الرسمي من سورية لم يتغير أبدا. بعد مجيء ترمب للسلطة حصلت مشاكل لأن ترمب حاول أن يغير الموقف الأميركي، ولكننا قلنا أنه سيفشل في ذلك، وهو فشل فعلا.
أميركا كانت وما زالت الدولة الوحيدة التي تعمل بشكل حقيقي ضد بشار، وهي الدولة الوحيدة التي حررت قسما من سورية. ما نقصده بتحرير سورية هو ليس خلق الفوضى ونشر الإرهاب (كما فعلت تركيا قبل التدخل الأميركي في سورية) وليس الاحتلال والضم والاستعباد (كما فعلت تركيا بعد التدخل الأميركي في سورية) وإنما المقصود بتحرير سورية هو استبدال بشار وعصابته بحكومة سورية شرعية. أميركا هي الجهة الوحيدة التي بذلت أي جهد باتجاه تأسيس حكومة شرعية في سورية. صحيح أن الجهد الأميركي في هذا المجال هو ضعيف بالمقارنة مع قدرات أميركا، ولكن الجهات الأخرى التي تدخلت في سورية لم تحاول أصلا أن تؤسس حكومة لسورية وإنما هي ساعدت بشار على تدمير البلاد، ونخص بالذكر أردوغان وذراعه حمد بن خليفة.