الثورة الحالية في العراق تشبه ما حصل في الانتخابات الأخيرة.
فوز مقتدى الصدر في الانتخابات كان بمثابة ثورة أو انقلاب على الطغمة السياسية التي تحكم البلاد منذ عام 2003. مقتدى الصدر طرح نفسه في السنوات التي سبقت الانتخابات كمناوئ لتلك الطغمة الفاسدة ورعى مظاهرات ضدها، وأيضا هو طرح نفسه كمناوئ لإيران. فوزه في الانتخابات يدل على توجهات الجمهور الشيعي في العراق.
ما يحصل الآن هو نفس الأمر ولكن بشكل آخر. الجمهور الشيعي يعبر عن سخطه ضد الطغمة السياسية العميلة لإيران.
أنا بشكل عام لا أؤيد المظاهرات العنيفة أو التمرد أو الثورات إلا إذا كان هناك هدف واقعي ومحدد يمكن تحقيقه من خلالها، لهذا أنا لست مع مظاهرات العراق، ولكنني أتفهم تلك المظاهرات وأتعاطف مع من يخرجون فيها، لأنهم تعرضوا لأذى كبير من الطغمة الحاكمة الفاسدة.
هذه الطغمة الفاسدة لم تفعل شيئا منذ عام 2003 وإلى اليوم سوى هدر ثروات العراق وتدمير أمنه ومصالحه الداخلية والخارجية استجابة لإملاءات النظام الإيراني.
أنا في الماضي لم أكن أتهجم على هذه الطغمة وإنما في الغالب كنت ألتمس لها الأعذار، ولكنني صدمت بما فعلوه مؤخرا في نهاية الحرب مع داعش. هم عادوا مجددا إلى مربع العمالة لإيران وتقديم مصالح النظام الإيراني المجرم على مصالح العراق.
هؤلاء هم الذين أوجدوا داعش أصلا. داعش ما كانت لتوجد لولا تبعية نوري المالكي لإيران وسوء إدارته لشؤون البلد. بعد نوري المالكي دخل العراق في حرب صعبة ومكلفة ضد داعش. بعد تلك الحرب الكارثية كان المفترض نظريا أن يسعى العراق للتعاون مع قسد في سورية لضمان عدم عودة داعش مجددا وأيضا بهدف الاستفادة من الفرصة لاستعادة دور العراق الإقليمي خارج حدوده (كما قلنا في السابق، التعاون بين العراق وقسد هو مصلحة استراتيجية للجانبين). الأمر المدهش هو أن الطغمة الحاكمة في العراق امتنعت عن التعاون مع قسد وعملت بدلا من ذلك على إظهار الدعم لبشار. هذا الأمر هو مفارقة كبيرة ليس فقط لأنه أظهر أن هذه الطغمة ما زالت لا تأبه بمصالح العراق وتفضل العمالة لإيران، ولكن لأن هذه الطغمة أتت إلى حكم العراق بزعم معارضتها لصدام المجرم وإذا بها الآن تتحالف مع مجرم أسوأ من صدام بألف مرة.
تحالفهم مع إيران وبشار لا يحقق أية فائدة للعراق بل هو يدمر مصالح العراق السياسية والأمنية والاقتصادية، وهو يثير غضب جمهورهم في العراق. التفسير الوحيد لهذا التحالف هو أنهم عبيد للنظام الإيراني المجرم ويقدمون مصالحه على مصالح بلدهم وشعبهم.
السيسي في مصر هو أيضا مجرم فاسد وأيضا يظهر الدعم لبشار، ولكنه على الأقل استجاب لنصح السعوديين وغيرهم وصار يعمل على إصلاح اقتصاد بلده بدلا من الاستمرار في سياسة الشحاذة التي مارسها حسني مبارك. حكام العراق أسسوا اقتصادا هو الأسوأ في المنطقة من حيث شدة الهدر وعدم الكفاءة الموجودة فيه. هم لم يفلحوا في الاقتصاد ولا في الأمن ولا في السياسة الخارجية ولا في السياسة الداخلية.
الملاحظ لدى الجمهور الشيعي في العراق هو أن القسم الأكبر منه يؤيد التقارب مع السعودية ويعارض التبعية لإيران. هذا التوجه صار أوضح في الفترة الأخيرة بسبب إصلاحات محمد بن سلمان التي غيرت شكل السعودية من دولة ذات سياسة طائفية معادية للشيعة إلى دولة منفتحة على الشيعة وغيرهم.
في عهد الملك السابق عبد الله كانت السعودية تتبع سياسة الحرب الطائفية ضد الشيعة. لا ندري من كان السبب وراء تلك السياسة المعتوهة، ولكنني لا أستغرب إن كان لحمد بن خليفة دور فيها، بدليل أنه وأتباعه عارضوا بشدة سياسة الانفتاح على الشيعة التي اتبعها محمد ابن سلمان.
حمد بن خليفة شن حملة تحريض كبيرة ضد ابن سلمان بسبب انفتاحه على الشيعة رغم أن حمد نفسه وأسياده في أنقرة هم أكبر صديق لإيران في المنطقة. هذا النفاق هو الشيء المعتاد في سياسة حمد. من جانب هو يتصرف وكأنه عميل للموساد الإسرائيلي، ومن جانب آخر يرفع عقيرته ضد إسرائيل. من جانب هو يتصرف وكأنه عميل للحرس الثوري الإيراني، ومن جانب آخر يرفع عقيرته ضد الشيعة. هو في الحقيقة يريد أن يعزل العرب ويحاصرهم. هو يجن عندما يرى أن السعودية تتقارب مع أية جهة أو تتدخل في أية دولة ويسعى بكل جهده لإحباط ذلك التقارب والتدخل السعودي أو العربي، ولكنه إذا رأى تدخلا تركيا أو إسرائيليا أو إيرانيا في دولة عربية فإنه يسخر إعلامه وأتباعه وأمواله للترويج لذلك التدخل ودعمه. هو باختصار يؤيد كل تدخل وغزو أجنبي للدول العربية ولكنه يصاب بالجنون إذا رأى تدخلا عربيا في بلد عربي. تفسير حالته هو أنه شخص مخبول مجنون يحتاج لأن يوضع في مصح نفسي.
هذا المخبول حمد قد يكون السبب وراء سياسة الحرب ضد الشيعة التي اتبعها الملك السابق عبد الله. محمد ابن سلمان أوقف تلك السياسة وقرر أن يتصالح مع الشيعة. هو انفتح على شيعة العراق وقرر أن يستثمر اقتصاديا في جنوب العراق.
هذا التقرير من بداية العام الحالي يتحدث عن الاستثمار السعودي في البصرة.
https://www.alhurra.com/embed/player/0/413289.html?type=video
لاحظوا أن المتحدثين العراقيين في البرنامج يبدون رأيا إيجابيا في السعودية ويرونها دولة ناجحة ومهمة، ويبدون رأيا سلبيا في إيران.
ما يحصل الآن هو أن الجمهور الشيعي في العراق يضغط على الطغمة الحاكمة لترك العمالة لإيران والتقارب مع السعودية. هذا التطور هو تحديدا الشيء الذي لم يرغب حمد وأسياده في رؤيته. ما يحصل الآن في العراق من رفض شعبي لإيران وتأييد للتقارب مع السعودية هو الكابوس الذي كان يخيف حمد ويدفعه لبعثرة أمواله في التحريض ضد سياسة ابن سلمان.
حمد وأسياده أرادوا أن يبقى العرب معزولين عن العراق وألا يكون لهم دور فيه.
طيب رح اجي معك وقلك كلامك صح, طيب ليش حمد عم يتصرف هيك ؟ هو شو بيستفيد…يعني هو كعربي سعيد بكونه ضد العرب ؟؟
يعني هو كملك قريب من ايران (بالواقع وليس اعلاميا كما تقول) المفروض يخفف من وتيره حربه على الأسد (اعلاميا), باعتبار ان حلفاءه او اصدقاءه الحاليين (ايران وتركيا) حلفاء الأسد, والسعودية ان تستمر بعداءها للأسد لأنها كنظام حكم, ليسو على ما يرام مع نظامي الحكم في ايران وتركيا, ولكم ما يحدث هو العكس تماما !!
سبب سياسات حمد هو أنه شخص مخبول مجنون يحتاج لأن يوضع في مصح نفسي.
غريب أنك ترى أن حمد يحارب الأسد إعلاميا.
ذكرت في الماضي على تويتر عدة أمثلة على الدعم الفاضح الذي يقدمه إعلام حمد للأسد.
إعلام حمد روج لمعاداة الأكراد والأميركان وروج لفكرة أن الأسد رابح ومنتصر.
مرحبا صديقي,
بصراحة انا لا اشاهد الجزيرة الا لمشاهدة الاتجاه المعاكس (فيصل القاسم لا يفعل شيئ اذا كانت الحلقة لها علاقة بسوريا الا باهانة الأسد)..وقس على ذلك !
انتظر ردك
عذرا لتأخر الرد. في السابق لخصت رأيي في دور تركيا وقطر في هذا المقال.
Appreciate you bloogging this