هذه القصة هي مثال على ظاهرة تحدثت عنها سابقا وهي أن الدول العربية لا تتعامل بجدية مع جرائم الاعتداء على الأطفال child abuse.
عندما ينتحر طفل عمره 12 سنة داخل منزل أبويه فهناك احتمال كبير جدا أننا أمام جريمة اعتداء على طفل. إذا أحسنا الظن بالأبوين فهما مهملان إهمالا جسيما في تربية ولدهما لأنهما لم يلاحظا أن الطفل مكتئب ويوشك على قتل نفسه أو لم يهتما بذلك. وإذا أسأنا الظن بهما فإنهما السبب وراء اكتئابه.
لو حصل هذا في دولة متقدمة لكان الأبوان الآن ماثلين أمام القضاء، ولكن هذا لا يحصل في المملكة السعودية. هم اكتفوا بلفلفة الجريمة والتغطية عليها بقصة بلهاء حملوا فيها الطفل مسؤولية الإجرام الذي أودى بحياته، مدعين أنه استخدم “برامج تحوي ألعابا الكترونية خطرة تستخدم السحر والشعوذة تتسبّب في تدمير النفسية بالكامل”.
لا توجد ألعاب تتسبب في تدمير النفسية وتدفع الطفل لقتل نفسه. هذا الكلام هو مجرد تلفيق.
السعودية تعاملت مع هذه الجريمة بأسلوب الدول المتخلفة.
بدلا من طمر الجريمة وتبرئة المجرمين كان يجب على الشرطة أن تحقق مع إخوة الطفل وزملائه في الدراسة وجيرانه لكي تتوصل إلى الحقيقة وراءها.
صياغة الخبر في سبق قمة في الاستحمار للجمهور !