عن خسارة السعودية للرأي العام في قضية التصويت لصالح أميركا ضد المغرب في استضافة كأس العالم

من المعروف أن حمد بن خليفة ينفق مليارات الدولارات سنويا على التحريض ضد الحكومات العربية وتشويه صورتها.

ولكننا لاحظنا مؤخرا أن الحكومة السعودية كادت أن تتفوق على حمد بن خليفة في تشويه صورتها بنفسها.

في مقال سابق تحدثنا عن قضية اعتقال ناشطات حقوق المرأة اللواتي اتهمهن ابن سلمان بالخيانة. في هذا المقال سنتحدث عن مثال آخر هو موقف الحكومة السعودية من قضية التصويت لصالح المغرب لاستضافة كأس العالم.

لا بد أن حمد بن خليفة قام من سريره ورقص عندما شاهد تصريح تركي آل الشيخ، لأن هذا التصريح وفر على حمد عشرات أو مئات الملايين من الدولارات التي كان سيحتاج لإنفاقها لخلق أزمة بين السعودية والمغرب.

لماذا صوتت السعودية لصالح أميركا وليس المغرب؟ السبب معروف. ترمب طلب من السعوديين أن يصوتوا لصالح الملف الأميركي، وهو هدد علنا الدول التي لن تصوت لأميركا.

محمد بن سلمان لا يستطيع أن يغضب ترمب لعدة أسباب، أهمها هو أن ترمب يبتز ابن سلمان بالموقف من الحرب ضد الحوثيين وشيطان قطر.

لو نظرتم إلى الموقف الغربي من الحرب ضد الحوثيين وشيطان قطر فسترون انقساما صارخا بين الموقف الحكومي والموقف الإعلامي. الحكومات الغربية عموما تبدي الدعم للسعودية في حربها ضد الحوثيين، وهي تلتزم نوعا من الحياد فيما يخص شيطان قطر. وأما الإعلام الغربي فهو يشن حربا شعواء ضد السعودية بسبب مقاومتها للحوثيين وشيطان قطر. الإعلام الغربي يريد من السعودية أن تترك الحوثيين وشيطان قطر يسيطرون على اليمن وغير اليمن. هم يعتبرون مقاومة السعودية لتمدد الحوثيين وشيطان قطر عملا عدوانيا.

موقف الحكومات الغربية الداعم للسعودية هو متذبذب ومتأرجح. في بعض الفترات رأينا ترمب وغيره من الحكومات الغربية يأخذون مواقف معارضة للسعودية في الحرب ضد الحوثيين وشيطان قطر.

ما تقوم به الدول الغربية هو أنها تبتز السعودية. هم يسلطون إعلامهم على السعودية لتخويفها. هم يقولون للسعودية أن الرأي العام لدينا لا يدعم مقاومتكم للحوثيين وشيطان قطر. لو أردتم الحصول على دعمنا أو سكوتنا فيجب عليكم أن تدفعوا لنا الأموال وتساعدونا فيما نطلبه منكم.

هذه هي قصة العلاقة بين محمد بن سلمان وبين ترمب. هي علاقة قائمة على الابتزاز. ابن سلمان لا يستطيع أن يغضب ترمب لأن ذلك سوف يؤثر سلبا على الحرب ضد الحوثيين وشيطان قطر. في السابق اقترحنا أن الدول الغربية هي مرتاحة لهذا الوضع ولهذا هي لا تريد لمحمد بن سلمان أن يكسب الحرب ضد الحوثيين وشيطان قطر.

محمد بن سلمان –على ما يبدو– هو محرج من طبيعة العلاقة بينه وبين ترمب، ولهذا السبب هو يحاول أن يغطي إعلاميا على هذه العلاقة. ولكن التغطية الإعلامية التي يقدمها أتباعه هي أسوأ من الحقيقة. هم يغطون شيئا سيئا بشيء أسوأ منه.

تصويت السعودية لصالح أميركا ضد المغرب هو عمل معيب ومشين، ولكن كلام تركي آل الشيخ زاد المسألة سوءا. هو تفاخر في كلامه بالخيانة التي ارتكبتها السعودية (عندما قال US خمس مرات) والأسوأ من ذلك هو أنه حمل مسؤولية الخيانة للمغرب عندما قال أن المغرب لم يطلب دعم السعودية إلا متأخرا. هو بكلامه هذا نسف مفهوم العروبة والتضامن العربي وأظهر السعودية كما لو أنها بلد منسلخ عن العالم العربي.

المغرب لا يجب أن يطلب منكم الدعم، لأن المغرب هو بلد عربي شقيق. عندما يكون لديك شقيق فإنك تتوقع من شقيقك أن يدعمك سواء كان هناك تنسيق مسبق أم لا. التنسيق المسبق هو ليس ضروريا بين الأشقاء. التنسيق المسبق يحصل بين الغرباء وليس بين الأشقاء. أنا أوضح هذا الكلام لتركي آل الشيخ لأنه على ما يظهر لا يدرك أن هناك شيئا اسمه العالم العربي. هو لا يميز بين أميركا والمغرب ويضعهما في خانة واحدة.

أنا لاحظت أن هناك استياء شعبيا في المغرب والعالم العربي من الموقف السعودي. هذا شيء متوقع. هذا الاستياء هو ليس فقط بسبب التحريض القطري وإنما أيضا بسبب الكلام السيء الذي صدر عن السعوديين أنفسهم.

نفس الأمر حصل سابقا في قضية فلسطين عندما شاهدنا متحدثين سعوديين يقولون كلاما من قبيل “المصلحة السعودية هي مقدمة على القدس”. هل هناك إنسان عاقل يقول كلاما كهذا؟ حمد بن خليفة كان سيدفع مليار دولار لكي يحصل على تصريح كذلك التصريح. السعوديون منحوه إياه مجانا.

هناك مشكلة في الأداء الإعلامي للحكومة السعودية. هذه الحكومة تقوض صورتها بنفسها أمام الرأي العام العربي والدولي.

عندما تضطرك الظروف لارتكاب عمل مشين فإنك يجب أن تعتم على الموضوع وتستره (إذا ابتليتم فاستتروا)، وأما المجاهرة والمفاخرة بالعمل المشين فهذه حماقة. والأسوأ هو أن تتهجم على الآخرين وتحملهم مسؤولية عملك السيء.

عندما تذهب إلى مقابلة صحفية فإنك يجب أن تتوقع أسئلة محرجة، خاصة إن كان الصحفي من دولة غربية. كيف تتعامل مع الأسئلة المحرجة؟ الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأسئلة المحرجة هي تجنب الرد عليها. هذا أسلوب معروف يتبعه السياسيون في أميركا وغيرها. عندما سألك الصحفي عن قضية التصويت لأميركا ضد المغرب كان يجب عليك أن تتجنب الرد على السؤال وأن تتحدث بكلام عام مبهم وأن تسعى لتغيير الموضوع. كان يمكنك مثلا أن ترد كما يلي “المغرب هو دولة شقيقة تربطها بالسعودية أواصر كبيرة، ونحن ندعم المغرب دائما ولطالما دعمناه في الماضي إلخ” وهكذا كان يجب عليك أن تستمر في إظهار الدعم للمغرب إلى أن ينتقل الصحفي إلى سؤال آخر. لو فرضنا أن الصحفي كرر السؤال مجددا فكان من الممكن أن تقول “الولايات المتحدة هي دولة صديقة وحليف قديم، وهي تدعمنا في الحرب ضد الإرهاب إلخ” وهكذا تستمر في الكلام عن العلاقات مع أميركا دون أن تجيب على صلب السؤال. في النهاية المذيع سوف يضطر للانتقال إلى قضية أخرى لأنه محكوم بالوقت (إلا إذا كنت أحمقا إلى درجة أنك أتيت إلى المقابلة دون تحديد مدتها الزمنية). المشاهدون سوف يدركون أنك تجنبت الرد على السؤال، ولكن هذا أفضل لك من أن يعتقد المشاهدون أنك متنكر للعروبة وترى نفسك ذيلا لأميركا.

رأيان حول “عن خسارة السعودية للرأي العام في قضية التصويت لصالح أميركا ضد المغرب في استضافة كأس العالم

  1. يارجل اقبض حلال عبيضاتك بس لاتوصل فيك انو تستحمرنا لهالدرجة
    يعني عمتحاول تقلنا بتعفيساتك الكتابية انو المسؤول الاعلامي مسؤول عن تعريص دولة السعودية وانو المسؤول الرياضي كمان مسؤول يعني على أساس هيك قرارت ببيتخذوها أفراد حقهم خرية
    ينزع نهارك متل مانزعتلي نهاري

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s