وزير الدفاع الأميركي قال أن الضربة في سورية هي ضربة لمرة واحدة وأنها انتهت ولن تتكرر إلا إن أعاد بشار استخدام الكيماوي.
الأميركان على الأغلب أعلموا الروس مسبقا بالضربة، كما حصل في ضربة نيسان العام الماضي. الهدف من ذلك هو سحب الذريعة من الروس لكي لا يردوا بالتصعيد.
هذه الضربة هي مجرد نسخة مكبرة من ضربة نيسان/أبريل 2017.
ترمب طبعا لم يكن يريد أن تكون الضربة كذلك. حسب ما قرأنا نقلا عن وكالة رويترز فإن ترمب طلب من وزارة الدفاع ضرب الروس في سورية، وهو قال هذا الكلام علنا في تغريدة على موقع تويتر (قال فيها للروس ما معناه “استعدوا لصواريخنا التي ستأتي إليكم ولن تستطيعوا إيقافها”).
الجيش الأميركي تجاهل أوامر ترمب ونفذ ضربة محدودة لا تعطي الذريعة للروس للتصعيد.
ما هو سبب موقف ترمب الغريب؟ السبب هو أن ترمب يريد نفس الأمر الذي يريده بوتن والذي وضحناه في العام الماضي عندما فسرنا هجوم خان شيخون.
الهجمات الكيماوية المتكررة في سورية هي مجرد أفخاخ روسية. هي تندرج في إطار التحرش الروسي المستمر بالأميركان بهدف جرهم إلى تصعيد ومواجهة عسكرية، لأن المواجهة العسكرية بين روسيا وأميركا لا بد وأن تنتهي بتسوية تقفل الملف السوري وغيره من الملفات العالقة بين روسيا وأميركا (البديل هو الحرب النووية). هذا بالنسبة للروس هو المخرج المشرف الوحيد من الأزمة السورية. البديل هو الانسحاب من سورية بخفي حنين.
القول بأن بشار الأسد يستخدم السلاح الكيماوي هو مجرد تهريج. هذا مجرد كلام يقال للاستهلاك الإعلامي. لا أحد في قيادة الجيش الأميركي يصدق فعلا أن بشار يستخدم السلاح الكيماوي. من يقف وراء هذه الهجمات هم الروس حتما. لا أحد غيرهم يملك الإمكانية والجرأة على استخدام السلاح الكيماوي في سورية وعلى هذا النحو المتكرر.
بوتن استخدم السلاح الكيماوي في لندن مؤخرا بهدف اغتيال جاسوس روسي. من تجرأ على استخدام السلاح الكيماوي في لندن لن يخاف من استخدامه في سورية.
من يتابعون إعلام بشار وحزب الله ربما يظنون أن السلاح الكيماوي لم يستخدم مطلقا في سورية. نقول لهؤلاء أن استخدام السلاح الكيماوي هو أمر مثبت وقد تحققت منه لجنة دولية فحصت عينات أخذت من خان شيخون. حتى الروس لم ينكروا ذلك وبرروا ما حصل برواية مضحكة مفادها وجود مستودع لغاز السارين في خان شيخون أصيب بغارة بشار.
في العام الماضي توقعنا أن بوتن سوف يكرر استخدام السلاح الكيماوي في سورية لأن هجوم خان شيخون لم يحقق غرضه.
المفاجأة الكبيرة في كل هذه القصة هي موقف ترمب. هذا الرجل يثبت يوما بعد يوم أنه مجرد جاسوس روسي.
المعارضة السورية تموت بغيظها وغيظ راكبيها -ببطء-
وائل باهر شعبو
2018 / 4 / 14
إلى صغار الثورجية الغلابة.
لم أعد أستطيع احتمال أن أحداً عاقلاً ما زال يعتقد بعد كل ما تكشف من حقائق اللعبة القذرة ضد سورية و نظامها الديكتاتوري أن هناك ثورة، لكن يبدو أن غسيل الدماغ كان فعالاً وناصع البياض جداً وخصوصاً الذي يمس الشعور الطائفي لدرجة أن البديهيات أصبحت عندهم مثل معادلات رياضية عالية الدقة، وأن التناقضات والمغالطات الواضحة والبينة لعيون النمل الموجودة في خطاب الذين ثَوّروا الثورجية في سورية لا يستطيع هؤلاء الثورجية حتى الآن الانتباه لها، فالبروباغندا الفظيعة المريعة استطاعت أن تبرمجهم ليس فقط ضد سورية و ضد نظامها، وليس ضد العقل والمنطق، لكن بالفعل ضد أنفسهم، وهنا الطامة الكبرى التي يفخر بها ثورجيو الأخوان والناتو والوهابية.
ولو افترضنا جدلاً أن ثورة حقيقية فطرية غير مصنعة استخباراتياً وإعلامياً قام بها الشعب السوري ونخبته الواعية غير المأجورة النظيفة الشريفة الديمقراطية العلمانية التي لا تريد إلا مصلحة سورية وشعبها وليس مصلحة من يدفع لها، فإني لا أستطيع احتمال أنه بعد هذا الفشل الذريع والخزي المريع الذي حققته وأنجزته المعارضات السورية أن هناك قادراً على التفكير أو صاحب وجدان ما زال يؤمن أو حتى يعتقد بأن هذه المعارصات التي تربحت الملايين من ثورة العار تستحق حتى أن يُبصق عليها.
هذه المعارضات العاهرات التي لم ولا تقبل فقط باغتصاب قوّاديها لها، ولكنها من شدة امتهانها للشرف والكرامة الثورية السورية، ومن شدة ديمقراطيتها الإنسانية، ترضى أن يغتصبها أعدائها على مرآى من قوّاديها وهي تضحك وتبتسم وتكابر وتكِّبر أيضاً.
لقد فشل الثورجية السوريون المصنعون إرهابياً عملياً في إنجاز أي شيء إلا تدمير سورية وربح الملايين وشتم الأسد، هؤلاء الذين رغم بيعهم كل شيء ليصيروا في السلطة، نراهم يموتمون ببطء ليس بغيظهم فقط ولكن بغيظ راكبيهم الخليجيين والعثمانيين والإمبرياليين والصهيونيين وهم صاغرين….تكبيييير.
* هناك الكثير من الثورجية السوريين الصغار يتمتعون بأمية سياسية تاريخية مهولة، ولا يتجاوز وعيهم الثوري الوعي الأخلاقي والثوري لمذيعي الجزيرة والعربية والعرعور والقرضاوي وأشكالهم الفنية، هؤلاء كانوا ومازال بعضهم إلى الآن مجرد لعب أطفال بيد المجرمين الكبار وهم لا يعلمون .
أيضاً تكبييييييير