عبد الرحمن الراشد صار مثل محمد صادق الحسيني

أنا أحرص على قراءة مقالات عبد الرحمن الراشد لأنني أرى أن كتاباته هي عقلانية، وهذه سلعة نادرة في الإعلام العربي.

ولكن في الأشهر الأخيرة طرأ تغير ملحوظ على كتاباته. هي باتت تقترب من أن تكون دعاية سياسية سخيفة على غرار الدعاية الإيرانية التي كنا نسمعها مثلا من محمد صادق الحسيني، وعلى غرار دعاية أردوغان التي كنا نسمعها من فيصل القاسم وغيره من أبواق قطر، وعلى غرار دعاية صدام حسين وجمال عبد الناصر في أيام عزهما.

قبل فترة أشرت إلى مقال عبد الرحمن الراشد الذي قال فيه أن المملكة السعودية سوف تصنع قنبلة نووية. ذلك كان مجرد مثال على مستوى كتاباته الحالية.

اليوم قرأت له مقالا يتحدث فيه عما يصفه بتنافس قطر والإمارات على كسب ود الرياض. حتى لو فرضنا أن هناك صحة لما جاء في المقال فلا أدري ما هو الهدف من هذا التفاخر الفج.

قرأنا في الإعلام الغربي كثيرا من الكتابات التي تحدثت عن سعي المملكة السعودية للهيمنة على جيرانها.

قبل فترة قرأت مقالا في صحيفة هأرص الإسرائيلية يشبه كاتبه المملكة السعودية بمصر في أيام جمال عبد الناصر، وعلى ما أذكر فإن الكاتب توقع للمملكة نهاية شبيهة بنهاية مصر الناصرية.

كنا نفترض أن محتوى تلك الكتابات هو مبالغة وأنه نابع من الكره للمملكة السعودية، ولكنني الآن أراجع موقفي.

لا أظن أن المشكلة تنحصر في عبد الرحمن الراشد. أنا ركزت على هذا الشخص لسبب بسيط هو أنني أقرأ مقالاته. ولكن لا بد أن المشكلة هي أكبر من ذلك. أنا لا أتابع ما يكتبه “سعود القحطاني” وأمثاله من الأشخاص الذين ينطقون بلسان محمد بن سلمان، ولكن ما قرأته من كتاباتهم يدل على أنها تسير في نفس المسار. هي تنضح بالغطرسة وجنون العظمة.

أساس هذه المشكلة هو على الأغلب محمد بن سلمان. يبدو أن هذا الشخص أصيب بضرب من جنون العظمة.

هذا أمر مؤسف، ولكنه ليس مفاجئا. هذا سيناريو تقليدي تكرر كثيرا من قبل.

محمد بن سلمان كان رجلا مغمورا، ولكن حاله تغيرت خلال سنوات قليلة وصار الآن أهم شخص في المملكة السعودية وأحد أهم الأشخاص في الشرق الأوسط. هذا التغير السريع أثر في عقله وأصابه بالجنون (كما حصل سابقا مع بشار وحمد بن خليفة وأردوغان وغيرهم).

الأمر المؤسف هو أن مثل هذه الحالة هي غالبا غير قابلة للعلاج. لا توجد فائدة من مناصحة محمد بن سلمان ومحاولة إقناعه بالتعقل. هذا لن يجدي نفعا (لو كان هذا ينفع لكان نفع مع بشار وحمد بن خليفة وأمثالهما).

رغم ذلك فإننا نقول لمحمد بن سلمان: جنون العظمة هو السبب الذي دمر عبد الناصر وصدام حسين وبشار الأسد وحمد بن خليفة وأردوغان والقذافي. إذا لم تصحح مسارك فإن نهايتك لن تختلف عن نهاية هؤلاء.

أوعز إلى كتابك وأعوانك بأن يوقفوا الغطرسة والتفاخر. هذا لا يخدمك بشيء. هذا فقط يؤكد كلام من يقولون أنك ذو نوازع تسلطية وعدوانية.

التهجم على دولة قطر يجب أن يتوقف لأنه انحرف عن مساره وصار إسفافا معيبا. مشكلة قطر هي ليست كونها دولة صغيرة وإنما كون من يحكمها شخصا مصابا باختلال عقلي.

رأي واحد حول “عبد الرحمن الراشد صار مثل محمد صادق الحسيني

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s