تصعيد ترمب ضد سورية هو بسبب قرب خروجه من السلطة

الإعلام العربي يركز اهتمامه على التصعيد الأميركي ضد بشار، ولكن هذا ليس هو الشيء المهم الجاري حاليا.

الشيء المهم هو “الغارة” التي نفذها جهاز FBI على مكتب Michael Cohen المحامي الشخصي لدونالد ترمب.

هذا الرجل هو أشبه بالذراع اليمنى لدونالد ترمب. الـ FBI اقتحموا مكتبه وأخذوا جهاز كومبيوتر يحتوي على كم كبير من المعلومات الخاصة المتعلقة بنشاطات دونالد ترمب.

هذا حدث كبير جدا لأكثر من سبب، منها ما يلي:

1. حصول الغارة يعني أن التحقيق المتعلق بدونالد ترمب يتجه نحو التصعيد ويقترب من توجيه تهم لذلك الشخص الذي هو الذراع اليمنى لدونالد ترمب، وهو ما يعني أن التحقيق يتجه نحو توجيه تهم لدونالد ترمب نفسه.

2. البيانات التي استولى عليها المحققون في الغارة هي بمثابة كنز من المعلومات وليس من المعقول أنهم لن يجدوا فيها شيئا يدين ترمب.

3. توقيت الغارة هو مهم جدا. هي حصلت مباشرة بعد موقف ترمب السيء من القضية السورية. لن أتحدث عن المغزى من ذلك لأنني تحدثت عنه في مقالين كتبتهما مؤخرا.

الخلاصة هي أن نهاية ترمب تقترب. ترمب نفسه يدرك ذلك، وهذا هو السبب الذي يدفعه للتصعيد في القضية السورية.

موقف ترمب الحالي من سورية هو موقف مسرحي مضحك. هو يتهجم على بوتن وبشار بكلام مقذع غريب. هو يفعل ذلك لأنه يدرك أنه أخطأ كثيرا عندما خرق الخط الأحمر وضغط لإخراج أميركا من سورية.

الجيش الأميركي لا يبدو متحمسا للتصعيد الذي يريده ترمب ضد بشار، وأنا أيضا لست متحمسا لذلك التصعيد. ذلك التصعيد لن يحقق أية فائدة حقيقية للقضية السورية. هو أولا سيكلف أميركا خسائر ليس لها داع ستنعكس سلبا على الموقف الأميركي في سورية، وثانيا هو سيسمح لترمب بأن يكسب رصيدا إعلاميا فيما يتعلق بالقضية السورية، ولا ندري ما الذي سيفعله بذلك الرصيد. هو قد يستخدمه لكي يضغط مجددا لأجل إخراج أميركا من سورية.

لا أظن أن هناك أية فائدة من التصعيد الذي يريده ترمب ضد بشار. الأفضل لأميركا وسورية هو إخراج ترمب من السلطة في أقرب وقت.

بعض الناس المتأثرين بإعلام قطر قد يتوهمون أن خروج ترمب من السلطة يصب في مصلحة بشار وأردوغان وأمير قطر. هذا مجرد كلام فارغ. في الماضي نصحنا الناس بألا يعيروا اهتماما لتحليلات أمير قطر السياسية لأن تحليلاته هي من الأغبى في العالم ولا علاقة لها بالواقع.

قضية قطر هي نزاع كبير في منطقة الخليج ولا يمكن لأميركا أن تفرض على دولتين مهمتين كالسعودية والإمارات أن تتنازلا في هذا النزاع لمصلحة دويلة قطر. أمير قطر يروج هذا الكلام الفارغ لكي يخلي مسؤوليته الشخصية. هو يريد أن يقول أنه شخصيا ليس سبب المشكلة وإنما ترمب، ولكن الحقيقة هي أن أمير قطر لوحده هو سبب المشكلة وأي رئيس أميركي لن يتمكن من فعل شيء له إذا استمر في مساره.

بعض الناس في واشنطن يطيبون خاطره ويسمعونه كلاما معسولا لأنهم يريدون تهدئته حتى لا يتطرف في جنونه وينفلت من عقاله. هو يسيء فهم ذلك ويظن أن أميركا تدعمه وأن المشكلة تنحصر في ترمب.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s