عن “نار وغضب” حمد بن خليفة

Hamad bin Khalifa Al Thani

لفتني في موقع تويتر اهتمام بعض القراء العرب بالحصول على ترجمة لكتاب “نار وغضب” Fire and Fury —الذي صدر مؤخرا في أميركا وأحدث ضجة— لظنهم بأنه يحوي فضيحة لآل سعود.

هذا الكتاب يتحدث عن السياسة الأميركية الداخلية. هناك فصل واحد فقط في الكتاب (من أصل 22 فصلا) يتطرق إلى مسائل متعلقة بالشرق الأوسط. حسب الرواية التي يطرحها الكاتب في هذا الفصل فإن محمد بن سلمان عرف كيف يتقرب إلى ترمب من خلال صهره جارد كشنر وعرف كيف يحصل على دعم أميركي استفاد منه للإطاحة بمحمد بن نايف ولما يسميه الكاتب “التنمر على قطر”. في المقابل ترمب ظن أنه سيحصل على تنازلات كبيرة من السعودية (كالضغط على الفلسطينيين لإرغامهم على القبول بخطة سلام مع إسرائيل يطرحها ترمب)، ولكن ما حصل عليه ترمب من السعوديين في الواقع كان أقل بكثير من توقعاته.

هذه هي خلاصة رواية الكاتب. بنية هذه الرواية هي مماثلة لبنية معظم الروايات الأخرى في الكتاب: الكاتب يريد أن يقول أن ترمب هو غبي وأنه خرج خاسرا في الصفقة التي عقدها مع محمد بن سلمان.

هذه هي ثيمة الكتاب من أوله إلى آخره. الكتاب هو مكرس للقول بأن ترمب هو غبي ولا يدري ما الذي يفعله.

لماذا يظن بعض القراء العرب أن هذا الكتاب يحوي فضيحة لآل سعود؟ من الذي قال لهم ذلك؟

الجواب على الأغلب هو قطر.

ماكينة الدعاية القطرية دأبت لفترة طويلة على استغلال مقالات وكتب تصدر في أميركا وأوروبا في جهودها لتضليل الرأي العام العربي.

من يراقب وسائل الإعلام التابعة لقطر (بما في ذلك حسابات تويتر الكثيرة الموالية لقطر) سوف يظن أن القائمين على هذه الوسائل يقرؤون الصحف الأميركية والأوروبية بشكل يومي ويستخلصون منها فضائح آل سعود وغيرهم من العرب، ولكن الحقيقة هي أن من يقرأ الصحف الأميركية والأوروبية هي السفارات القطرية في أميركا وأوروبا، لأن هذا العمل هو من اختصاص السفارات (كل سفارات دول العالم تفعل ذلك، بما في ذلك حتى سفارات الشبيح بشار).

السفارات القطرية في أميركا وأوروبا تحوي أشخاصا مكلفين بقراءة الصحف. عندما يجد هؤلاء مقالا يتعلق بآل سعود أو غيرهم من العرب فإنهم يرسلون المقال مترجما إلى حمد بن خليفة وأعوانه في الدوحة. هؤلاء يقررون كيف سيذاع الخبر ثم يرسلونه إلى ماكينتهم الدعائية التي تبدأ بقناة الجزيرة وتنتهي بحسابات تويتر.

هذه الماكينة الدعائية أقنعت بعض الناس بأن كتاب “نار وغضب” يحوي فضيحة لآل سعود، ولكن الكلام الوارد في الكتاب حول آل سعود هو كلام معروف قلناه سابقا في هذه المدونة وقاله غيرنا. المؤلف يسرد الكلام على نحو يظهر محمد بن سلمان وكأنه تفوق في الذكاء على ترمب.

إن كانت هناك من فضيحة في هذا الكتاب فهي ليست لآل سعود وإنما لحلفاء قطر:

Most of America’s usual partners, and even many antagonists, were unsettled if not
horrified. Still, some saw opportunity. The Russians could see a free pass on the Ukraine and Georgia, as well as a lifting of sanctions, in return for giving up on Iran and Syria.

الكاتب يقول أن روسيا كانت مهتمة بعقد صفقة مع ترمب تؤدي لتنازلات لصالح روسيا في أوكرانيا وجورجيا ورفع العقوبات المفروضة على روسيا في مقابل أن تتخلى روسيا عن إيران وبشار.

هذا الكلام هو الفضيحة الحقيقية في الفصل المتعلق بالشرق الأوسط، ولكن مَن من متابعي إعلام قطر سمع بهذه الفضيحة؟

مَن من متابعي إعلام قطر سمع بفضائح مونديال قطر والتحقيقات الجارية حوله؟

لا أحد منهم سمع بهذه الفضائح أو سيسمع بها.

رأيان حول “عن “نار وغضب” حمد بن خليفة

  1. اعلام قطر اذا نفل خبر عن مصدر أمريكي او أوروبي نعرف انها مفبركة وكذبه ليس غريب على من اخذ تسمية الكذب في تاريخ العرب من مسيلمة الكذّاب وسم نظام الحمدين في تويتر #كذاب_مثل_ابوك

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s