لماذا يحرص الروس على إهانة بشار الأسد؟

 

هذه القصة هي مجرد حلقة في مسلسل طويل من الإهانات العلنية التي اعتاد الروس توجيهها لبشار الأسد.

استدعاء بشار إلى قاعدة حميميم على هذا النحو هو بحد ذاته إهانة ضخمة له. بشار الأسد يطلق على نفسه مسمى “دمشق” وأسياده الإيرانيون أيضا يروجون هذه التسمية له. عندما يزور المسؤولون الروس سورية ويتجاهلون زيارة دمشق فهذا يعني أنهم يتجاهلون بشار بشكل كامل، لأن بشار هو دمشق حسب الكيفية التي يطرح بها نفسه. الأدهى من ذلك هو أنهم لا يكتفون بتجاهله وإنما يستدعونه إلى قاعدة حميميم وكأنه مجرد محافظ لمقاطعة روسية نائية تابعة لحميميم. هم عمليا ينسفون كل الصورة التي يروجها لنفسه حول كونه يحكم سورية من دمشق.

لماذا يفعل الروس ذلك؟

طبعا من الواضح أن هذا سلوك متعمد ومقصود لأنه تكرر ربما عشرات المرات.

لدي تفسيران محتملان لهذا السلوك.

التفسير الأول هو روسي داخلي.

نظام حكم بوتن هو مبني على القومية المتشددة، وهذه القومية هي في الحقيقة رأس مال بوتن الوحيد في روسيا. السبب الوحيد لشعبية بوتن الطاغية لدى الروس هي أنه يطرح نفسه كبطل قومي.

بوتن على ما أعتقد يلعب على عاطفة إمبرالية أو توسعية لدى الجمهور الروسي المؤيد له. هو يريد أن يقول لذلك الجمهور أن روسيا هي دولة استعمارية مهمة بدليل أنها سيطرت على سورية وجعلت منها مجرد مستعمرة، و”رئيس سورية” بات أشبه بكلب حراسة لدى قاعدة حميميم.

الناس المحترمون لا يوجهون هكذا رسائل هابطة، ولكن بوتن هو ليس محترما. هذا رجل يميني فاشي وهكذا نوعية من الرسائل تتناسب مع طبيعته وطبيعة نظامه.

التفسير الثاني هو تفسير كنت أتبناه في الماضي، ولكنني الآن بت أشك في أهميته. هو يتعلق بصورة بوتن وروسيا الخارجية.

غالبية الناس في الشرق الأوسط وخارج الشرق الأوسط يحتقرون بشار ويرونه مجرم حرب. الأمم المتحدة أصدرت عشرات وربما مئات البيانات والتقارير التي تتهم بشار بارتكاب جرائم حرب. لو حوكم بشار في محكمة دولية فإن إدانته هي أمر مؤكد. لهذا ليس من مصلحة روسيا أن تظهر وكأنها صديق لبشار.

إهانة الروس لبشار هي محاولة للتبرؤ منه ومن جرائمه. هم يريدون أن يقولوا أن لا علاقة لهم بتلك الجرائم.

هذا الطرح كان مقبولا في الماضي، ولكن الآن هناك اتهامات للروس أنفسهم بارتكاب جرائم حرب، لهذا أنا لم أعد أعطي أهمية كبيرة لهذا التفسير وبت أرجح أكثر التفسير الأول. أظن أن بوتن هو مهتم بشعبيته داخل روسيا أكثر من اهتمامه بصورته الخارجية.

رأيان حول “لماذا يحرص الروس على إهانة بشار الأسد؟

  1. لانريد ان يهبط بوتين في مطار دمشق ويحرك الاميركيون جماعة الظواهري ليقصفوا المطار وتحصل فضيحة ؟
    بوتين ذكي ويدرك ان الولايات المتحدة وحلفاءها الظواهري والبغدادي وابن سلمان والماسوني اردوغان هم من يحارب بشار الأسد ولذلك بوتين يدعم الأسد قبل ان ياكله الظواهري والبغدادي وينتقدان الى اسيا الوسطى بتمويل من ابن سلمان وتميم ودعم من الاخوان والماسونية.
    لا يمكن ان تعود سوريا مع الاخوان والقاعدة وداعش

    • المسألة هي ليست مجرد مسألة مكان الهبوط وإنما كل فلسفة الزيارة هي عبارة عن إهانة ضخمة لبشار. بوتن وغيره من المسؤولين الروس لا يزورون سورية أصلا وإنما يكتفون بزيارة القاعدة الروسية متجاهلين دمشق التي هي بشار ذاته كما يطرح نفسه، وهم يحرصون في كل مرة على استدعاء بشار إلى القاعدة لكي يقولوا أن دمشق/بشار هو مجرد عامل تابع للقاعدة. بشار لا يظهر في الصور مستقبلا الزائرين الروس وإنما يظهر كضيف لديهم (في أحسن الأحوال) أو أنه يظهر يمشي خلفهم وكأنه مجرد كلب (كما ظهر في زيارة بوتن الأخيرة).

      ناهيك طبعا عن التفاصيل المهينة الكثيرة التي تظهر في الصور، ولكن الأهم من التفاصيل هو فلسفة الزيارات بحد ذاتها. أساس فكرة هذه الزيارات هو مهين جدا لبشار. هم لا يعترفون بسيادته ويتصرفون معه كما لو أنه كلب حراسة لقاعدة حميميم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s